آخر الاخبار

مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''

دورس وعبر على هامش الكارثة
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: سنتين و يوم واحد
الخميس 09 فبراير-شباط 2023 04:52 م
 

كشفت لنا أحداث الزلازل التي ضربت مناطق واسعة في تركيا وسوريا وتداعياتها المؤلمة الكثير من الحقائق والدروس والعبر منها : 1- قامت الدولة التركية بتجنيد أكثر من 100 ألف متطوع لإنقاذ المنكوبين في المناطق التي ضربتها الزلازل ،

ما بين جندي وطبيب وفرق إنقاذ وإيواء وغيره ، كما خصصت غرفة عمليات واسعة لإدارة عمليات الانقاذ واستقبال المساعدات من مختلف دول العالم واستنفرت الدولة وحشدت كل إمكانياتها لإنقاذ الناس وإغاثتهم وعلاجهم ومساعدتهم .

وقد تواصلت قوافل الإغاثة على طول الطريق إلى تلك المناطق ، فيما تسود الفوضى والاضطرابات بين الناس ـ للأسف ــ في المناطق السورية المتضررة ، صحيح أن هناك مئات من المتطوعين الذين يعلمون في ظل امكانيات شحيحة جدا وبجهود الأهالي البسيطة حيث يفتقرون للإمكانيات المطلوبة ولجهة مؤسسية فاعلة تنظم جهودهم ، يحدث هذا وسط ظروف مأساوية يعيشها الكثير ممن تضرروا من تلك الزلازل ، من المؤسف أن هناك تقاعس وخذلان مرير للسوريين من قبل إخوانهم العرب والمسلمين قبل غيرهم .. كل هذه الأحداث يؤكد على أهمية وجود الدولة ، فمن أوجب الواجبات إقامة الدولة العادلة التي ترعى مصالح الناس وتنظم شتى أمورهم في سائر الأيام وخصوصا في أيام النوازل حيث تشتد الحاجة للدولة ، فلا بديل عن الدولة العادلة غير الفوضى والاضطرابات وضياع مصالح الناس وغياب حقوقهم ، وتسلط المليشيات والعصابات الخارجة على المجتمع .

  • تكشف هذه الأحداث معادن الشعوب ومدى تضامنها من خلال المشاركات المجتمعية الفاعلة في عمليات الإنقاذ والإيواء والتضامن الإنساني ، كما تكشف مدى كفاءة قيادة الدول وقدرتها على إدارة هذه الأزمات بنجاح وتجاوزها بأقل قدر من الخسائر ، إضافة إلى قدرتها على إعادة إعمار المناطق المنكوبة ، وجبر مصاب سكانها وإغاثتهم وإعادتهم لمنازلهم وتعويض ما فقدوه ، إضافة إلى أنها تكشف حقيقة مواقف الدول الحليفة والصديقة والجارة ، وإلى مدى يكون هذا التحالف فاعلا أو هشا يتخبر هذا التحالف عند أول اختبار حقيقي .
  •  - من المؤسف أنه لا توجد لدى أغلب الوسائل الإعلامية العربية سياسة إخبارية ناجحة واستراتيجية تستطيع التعامل بذكاء واحتراف مع هذه الكوارث والأزمات حيث تفرد لها تغطية مناسبة ، وتعمل على محاربة الشائعات وبث الأمل والطمأنينة ، وتحفيز الناس على ابراز الجانب الأخوي والإنساني بالتعاون والتكافل والتضامن ، وإظهار الجانب المشرق في الكارثة ؛ فرغم أن الكارثة كبيرة إلا أن هناك عشرات الآلاف من الأيادي
  • البيضاء من المتطوعين من أبناء البلد ومن المقيمين ومن الذين قدموا خصيصا لإنقاذ المنكوبين ، كما أن هناك ناجون يخرجون من تحت الأنقاض بعد أيام من حدوث الكارثة ، وهذا يعني أن هناك أمل وهناك حياة ، لقد شاهدنا على شاشات الفضائيات عشرات الأطفال يخرجون من بين ركام المنازل أحياء بعد أيام من وقوع الزلزال ، وهذا بحد ذاته معجزة ربانية تستدعي التأمل والتفكر .
  • سبحان الله .!  - لقد كشفت هذه الأحداث عن قصور كبير في العلم والتطور التكنولوجي والذي كنا نظن أنه قد وصل إلى متقدمة جدا فإذا به يقف عاجزا قاصرا عن التنبؤ بحدوث الزلزال ووقت وموقع ونطاق الزلزال مقدمًا وذلك بهدف الاستعداد لها بالشكل مناسب، لحماية أرواح الناس. لكن كافة الخبراء في هيئات رصد الزلازل اأكدوا صعوبة هذا النوع من التنبؤ الدقيق وأن هذا العلم يحتاج بحسب الدكتور فاروق الباز إلى ما يقارب 40 عام حتى يتم التنبؤ بحدوث الزلازل بشكل دقيق ومثمر .
  •  - من الدروس المستفادة ان الحياة قصيرة وأن الإنسان قد يموت في أي لحظة ، ولذا لابد من الاستعداد للقاء الله بالتوبة النصوح ؛ فالموت قد يأتي بغتة فأولئك الذين كانوا في منازلهم في أمان واطمئنان ثم جاءت الكارثة في ثواني معدودة ، ثم ماتوا في لحظات ، نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء ويسكنهم فسيح جناته .
  •  اللهم ألطف بإخواننا في سوريا وتركيا وشافي جرحاهم وتقبل موتاهم في الشهداء والصالحين وأجبر كسرهم ويسر لهم سبل الإيواء والعون والإغاثة ، وجنب بلداننا كل سوء ومكروه يارب ..