قتلى وجرحى في انفجار باللاذقية.. تفاصيل
3سيناريوهات محتملة لإنهاء حرب أوكرانيا
الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر
بينها السودان.. تسريبات خطيرة حول مقترح أمريكي إسرائيلي جديد لتهجير سكان غزة إلى 3 دول أفريقية
حيل لن تخطر على بالك للتغلب على العطش والصداع في رمضان
السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
قرارات رئاسية جديدة في سوريا :منها صرف راتب شهر إضافي للموظفين بسوريا بمناسبة عيد الفطر
عاصفة عاتية وحرائق تجتاح ولايات أمريكية وتخلف دمارا واسعا
ضبط عصابة خطيرة بتهريب المخدرات جنوب اليمن
مسؤول حكومي يتحدث عن خطر الحوثي: العالم يواجه تنظيماً إرهابياً عابراً للحدود
أتابع باهتمام واندهاش وإعجاب .. تداعيات القرار التأريخي للإخوان المسلمين في مصر ( مصر فقط) .. هذا القرار بتسمية "خيرت الشاطر" مرشحاً للإنتخابات الرئاسية وما يحمله من دلالات كثيرة أفصحت عنها التصريحات الإنقلابية الإيجابية للحركة قبل وأثناء وبعد هذا القرار..
وأشعر بالتفاؤل .. كوننا نحتاج لحكومات تستند في طياتها لإسم الإسلام ظاهراً على الأقل .. وتنتمي لخطاب المتغيرات .. ولغة العقل والمنطق .. ولا تستند إلى قبلية متأزمة وسلاح وهمجيّة بشعة كما يحدث في اليمن .
إننا نحتاج كعرب ومسلمين بالوراثة .. أن نستعيد بعض كرامتنا .. أن نبزغ على الأقل شجرة صبّار أمام رياح الغرب .. أن نتوازى مع قائمة الصراخ ساعة اشتباك الأصابع بمجلس الأمن كقوّة يحسب لها الآخر ألف حسابٍ قبل أن يقلب الطاولة .
وحين ننظر لتجربة الإخوان المسلمين بمصر خلال ثمانين سنة .. وما أورده الإمام حسن البنا في السطر الأول من أجندة التطبيق العملي في بناء الفرد المسلم ثم البيت المسلم ثم المجتمع المسلم ثم الدولة المسلمة .. يكشف بجلاء حقيقة المنهج التكويني لأحلام الجماعة وهي تتوّجه بالعمل الصامت والرؤية الحصيفة لأغلب مسارات كفاحها وما رافقها من خيباتٍ وانكسارات ونجاحات قد لا تتضح لمن لا يمعن في خفايا العمل التنظيمي الجيّد للحركة .
وحين أعلنت الجماعة في العاشر من فبراير العام الماضي عن عدم ترشيحها لأي إسم للانتخابات الرئاسية .. كانت قد وعت الدروس جيداً .. وأنهكت من حولها في تتبع أثرها .. حتى إذا ما تهيأت لها ظروف الواقع واستجابت لها معطيات الحوار مع الآخر .. ولاح لها الضوء الأخضر من أمريكا تحديداً .. فجرت قنبلتها العملية بتسمية مرشحها للرئاسة .. وليس ببعيد عنا أحداث لقاء جون ماكين بخيرت الشاطر في آخر زيارة له لمصر وما نتج عن ذلك اللقاء من حقيقة مدويّة .. يخيّل لي أنها ربما ستكون إحراقاً كاملاً لثمانين سنة من العمل الخفيّ الدؤوب .. أو نصراً عظيماً لن يتراجع زهوه في ظل المتغيرات التي استفاد من ارتباكة كافة أطرافها قادة الإخوان المسلمين بمصر .. وأتقنوا تصدّر المشهد في الوقت المناسب .
ولأن هذا العصر يحتاج لمواجهة العقل .. فأحسب أن خيرت الشاطر وهو يقود امبراطورية المال الشخصي له والمدمج مع مال الجماعة .. ويقود العمل الميداني على أرقى المستويات الداخلية والخارجية .. فإن ذلك من شأنه أن يقوده للفوز بالأغلبية المريحة .. طالما وهو يملك تلك الشعبية المتوّجة بالرضا والاهتمام من الغرب .. والمباركة من تل أبيب وهو يطمئنها باحترامه لاتفاقية السلام .. ويختصر المراحل المتبقية في نهجٍ عمليّ يمجده خطاب الجماعة وهي التي تكاد أن تصل إلى أعلى مراتب أحلامها من خلال استحقاقٍ قد يكون ولا يكون .. لكن أغلب المؤشرات تدلّ على نضج الحركة في مصر .. وعلى أحقيتها بالولاية طالما وهي تملك الأرصدة الكبيرة من الجماجم المفكرة والعطاءات المتوقدة والواعية لما يتطلبه المستقبل .. بعيداً عن لغة العنف والخطابات الفضفاضة والفظة واللغة العقيمة التي لم تجعل من المسلمين سوى هوامش ترفل في روَث القبيلة والنزاعات الطائفية والمذهبية .. وجعلت المسلمين مجرد حشو على دائرة الواقع الطامح للحرية بأرقى معانيها .
إذن نحن على موعدٍ قريب مع أهم المتغيرات في الشرق الأوسط .. وأخطر القرارات التي لا تعني مصر وحدها .. وإنما ستُحدث إنقلاباً حقيقياً لمفهوم الإسلام وهو يمضي جنباً إلى جنب مع فكر وعقل ومنطق الغرب الذي يتربّص بالمسلمين ولا يدرك أن الرماد مهما علاه غبار الخنوع .. سيُفصحُ ذات يومٍ عن نار الحقيقة وهي تستعيد أمجادها أو تُعيد زهق أوراها .. كما يشاء القدر .
a_ghelan@yahoo.com