آخر الاخبار

حيث الإنسان يرسم الابتسامة ويضع مداميك المستقبل لنازح بمحافظة المهرة.. الحلاق الذي تحققت أحلام حياته بمشروع مستدام يؤمن مستقبله ومستقبل أسرته عودة العليمي إلى عدن ومصدر في الرئاسة يكشف عن التحركات القادمة للرئيس مؤتمر مأرب الجامع يلتقي جرحى الحرب ويتعهد بمتابعة مطالبهم وحل قضاياهم مانشستر يونايتد يقدم هدية لليفربول ويقربه من لقب الدوري الإنكليزي الذهب يرتفع في الأسواق العالمية لهذة الأسباب؟ أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة

علي عبدالله صالح
بقلم/ محمد كريشان
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 29 يوماً
الأربعاء 11 مارس - آذار 2015 08:59 ص
لأول لجأ إلى السعودية ولزم صمتا مطبقا، الثاني ظل يتردد بين المستشفى والسجن حتى بات حرا طليقا، الثالث مـات شر ميتة، الرابع خرب البلد وما زال جالسا على تلتها، إلا هو: علي عبد الله صالح. لم يكن مصيره كمصير بن علي أو مبارك أو القذافي لكنه لا يختلف في النهاية عن الأسد . أنا أو خراب البلد، الأسد يفعلها من قصره وصالح يحاول فعلها من بيته.
يكفي متابعة الكلمة الأخيرة التي ألقاها صالح أمس الأول أمام عدد من أنصاره في تعز للوقوف على أن الرجل ليس مستعدا لأي شيء سوى التصعيد، وأن الحقد الدفين على من ساهم في إزاحته من الحكم أو حل محله بات أكبر من قدرته على رؤية أي شيء آخر. كان غيظه جليا من مسائل محددة، تماما كما صمته عن أشياء أخرى. وبين الغيظ والصمت كانت المكابرة والدعاية السمجة.
بدا صالح مغتاظا للغاية من التقرير الأخير الصادر عن الأمم المتحدة والذي اتهمه بنهب 60 مليار دولار من خيرات بلاده طوال السنوات الثلاث والثلاثين لحكمه. لم يفند بأية حجة أو دليل عدم صحة ذلك بل اكتفى بالقول «إبحثوا عنها وإذا ما وجدتموها ضعوها في حساب البنك المركزي اليمني»!!. أعتبر ببساطة شديدة أن كاتب التقرير الدولي هو «الشيخ الفار حميد الأحمر» مستخفا بذلك بعمل فريق كامل من الخبراء تابع للجنة العقوبات الدولية على اليمن. لم يرد على أي من الأنشطة غير القانونية التي اتهمه بها التقرير وأبرزها سرقة الأموال من خلال عقود الغاز والنفط وبرنامج دعم الوقود فضلا عن ابتزاز الأموال واختلاسها من المشاريع العامة.
كان الخطاب فرصة ثمينة للرد على بعض تلك الاتهامات لكنه اكتفى بالقول إنه «سيطل في الوقت المناسب لكشف الحقائق وإخراج الملفات كاملة» وهو كلام قيل في سياق تهديد خصومه وليس شيئا آخر.
بدا صالح مغتاظا للغاية كذلك من نائبه السابق الرئيس هادي. قال إنه كان يفترض فيه أن يُــبقي على استقالته وأن يبقى في صنعاء حيث «سيكنون له كل الاحترام والتقدير»، متجاهلا أنه كان محتجزا وتحت التهديد.
عيــّــر صالح هادي بأنه هو «المخلوع» وليس هو لأن «الحوثيين خلعوه»، قالها بشماتة واضحة، وهي المرة الوحيدة التي نطق فيها باسم الحوثيين.
لم ينبس صالح ببنت شفة كيف أن صنعاء هذا اليوم باتت تحت سيطرة حلفائه الحوثيين وأن الكل بات مرعوبا من هيمنتهم المسلحة واستحواذهم على مؤسسات الدولة والمقرات الرسمية ووضع رئيس الحكومة ووزير الخارجية تحت الإقامة الجبرية. لم يشر صالح هنا إلى ما جاء في تقرير الأمم المتحدة من أن الحوثيين تلقوا الدعم العسكري بصورة واضحة من الحرس الجمهوري الموالي له، والذي لولاه لما كانت صنعاء قد سقطت، ولا إلى أن نجله أحمد كان نجم هذا التنسيق. كما لم يتحدث صالح أبدا كيف أن الأمم المتحدة اعتبرته مع قياديين اثنين من جماعة «أنصار الله» معرقلين للتسوية السياسية في بلاده رغم كل البيئة الإقليمية والدولية المؤيدة لهذا الخيار.
وبين قطبي الغضب والصمت جاءت كأس الدعاية ملآنة إلى الآخر، فالرجل وصف السنوات الأربع الماضية في بلاده بأنها كانت «عجافا»، وقد يكون محقا في ذلك، لكنه قالها في سياق من يظن أن سنين حكمه الطويلة كانت سمانا!! حتى وهو ينفي الثروة التي اتهمه تقرير الأمم المتحدة بنهبها لم ينس أن يقول إن ثروته الحقيقية هي «المدرسة والجامعة والجيش» وكأن صاحبنا ترك البلاد منارة للعلم والثقافة في المنطقة، مع جيش مهاب مع أن هذا الجيش تهاوى بسرعة مذهلة أمام بضع مئات من صعاليك مسلحين لأن ولاءه لم يكن للوطن وإنما لرجل أراد أن يختزل البلد في شخصه. قال صالح كذلك إن «الشعب اليمني يتمنى الرغيف ولا يجده وأن مستحقاته أكـــــلت»، وقد يكون محقا مرة أخرى، ولكن هل كان هذا الشعب يرفل في رغد العيش في عهده الذي لم يأكل فيه أحد مستحقات هذا الشعب المغلوب على أمره؟!
أما حديث صالح عن «الشعب اليمني العظيم الذي لا يقهر» وعن بلده الذي سيكون «مقبرة للغزاة» فيحتاج لوقفة طويلة لأن صالح، عبر الحوثيين، لم يكن أكثر من حصان طروادة لغزاة جدد لبلده نكاية في كل من وقف ضده. من هنا قد لا يذكره التاريخ بعد فترة على أنه الرئيس الذي سلم السلطة طوعا بل سيذكره بأنه من سلم البلد بأكمله إلى إيران، حقدا ونكاية. هنا لا يعود بقيمة أن يسمي صالح نفسه أو يسميه أنصاره «الزعيم» لأن التاريخ لا يذكر إلا الأعمال ولا يعبأ كثيرا بالألقاب.