آخر الاخبار

ترامب يوجه بتحريك قنابل جي .بي.يو-43 الشهيرة بأم القنابل ذات القدرات الفائقة لسحق كهوف صعدة ونسف تحصينات الحرس الثوري الإيراني ارتباك أمريكي ومبعوث أمريكا للشرق الأوسط يعلن متفلسفا: خطة ترامب بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى واشنطن تستعد لفرض عقوبات على بنوك وشركات مرتبطة بالحوثيين.. وجامعات تحولت لأوكار تدريب في مجالات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية هجوم جوي بالمسيرات وبري بالمليشيا مدعوم بكثافة نارية .. الحوثيون يتعرضون لإنتكاسة جديدة بمحافظة مأرب الحوثيون يقتلون طفلاً تحت التعذيب بعد رفضه المشاركة في دورة طائفية بالعاصمة صنعاء وزير النقل يوجه بتسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية وموظفو المطار يرفضون تسليمه وقوات الانتقالي تباشر الاعتداء عليهم الحكومة اليمنية تعلن جاهزيتها لتقديم موازنة الدولة لعام 2025 إلى البرلمان وتتحدث عن خطة إنفاق قتيلان و7 جرحى في صفوف قوات الجيش خلال تصديها لهجمات ''عدائية'' حوثية شمال وجنوب مأرب خلال يناير.. اليمن تستقبل 4 آلاف مغترب عادوا إلى الوطن وأكثر من 15 ألفًا من الأفارقة

بغداد واليمن
بقلم/ سمير عطا الله
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 9 أيام
السبت 14 مارس - آذار 2015 03:19 ص

بُعيد سقوط الشاه، خُيِّل إلى السذج من أمثالي، أن مرحلة جديدة سوف تبدأ بين إيران والعرب، قائمة على المصالحة بين الحضارات، كما حدث في سائر الأمم المتقدّمة، التي عزلت تاريخ الحروب والصدام والصراع والأزمان الإمبراطورية العاتية، لتبدأ زمنًا متحضرًا قائمًا على التحاور والتجاور والتعاون نحو حال بشرية أفضل لجميع الشعوب.
هناك مقاربتان للتاريخ، واحدة قوامها التذكير الدائم بالحروب، وتمجيد الهزائم والانتصارات، وتعلية الثارات والانتقام، على قواعد التعايش. والمقاربة الأخرى هي استخلاص الدروس من القرون المتحجّرة التي علامتها الدائمة الدماء والخسائر والقهقرة. والثانية تتطلب قبل كل شيء، إلغاء عنصر الغطرسة وترك التراب يغطي ما هو تحت التراب. لذلك، كانت سمعة «عرش الطاووس الشاهنشاهي منفرة» في جميع القلوب. وعندما قامت الحرب العراقية - الإيرانية، شعرت بأسى داخلي من إحياء نغمات الفرس والعرب والقادسية. فقد كان ذلك يعني العودة قرونًا إلى الوراء في منطقة مكتظّة ببراكين الماضي والرماد غير القابل للانطفاء.
آسفني فيما بعد أن أرى نبرة الازدراء التاريخي خارجة من طهران على نحو شديد الإهانة. والكلام الرسمي الذي ردده المسؤولون الإيرانيون في الأيام الماضية، قد يكون فيه شيء من صحة الماضي، لكن فيه الكثير من تحقير الحاضر وتظليم المستقبل. لم نكن في حاجة إلى تصريح مستشار الرئيس روحاني ليقول لنا إن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية الجديدة. رحم الله الدكتور طه حسين، الذي كان يكتب قبل 90 عامًا، أن الفرس لن ينسوا أمرين: الأول، أن بغداد كانت عاصمتهم. وأما الأمر الثاني، وكأنه يكتب في صحيفة صادرة هذا الصباح، فإنهم لم ينسوا أنهم طردوا الحبشة من اليمن. وإذ نتأمل سلوك الحوثيين في صنعاء، تجدر بنا العودة، ولو مرغمين، إلى كتابات طه حسين، الذي كان يعتبر أن ما هو أسوأ من الهيمنة الفارسية، أولئك الشعوبيّون الذين خلّفهم الفرس وراءهم وراحوا يدسون الخلائط الفكرية والسياسية، ويدسون السم في العسل. يقول طه حسين: «الحق أن الموالي أنطقوا العرب بكثير من نثر الكلام وشعره، فيه مدح الفرس وثناء علمهم وتقرب منهم». ومن يتذكَّر بعض القصائد التي غنّاها محمد عبد الوهاب، يتذكر كيف أن الفرس لهم الأسبقية، أو التفوق، على نسب العرب.
كل هذه الأدبيات كانت قد نُسيَت في مرحلة ما، وكادت الجروح التاريخية تلتئم بين الشعبين المتجاورين اللذين يُفترض أن يجمع بينهما دين واحد يتجاوز العصبة العرقية وذاكرة الجحافل الإمبراطورية. وعندما أقام الشاه احتفالات بـ«برسيبوليس» المثيرة للاشمئزاز بكل معانيه، ظنَّت العرب أن الذين أطاحوا به سوف يكون لهم منطق آخر. غير أن تصريحات الرسميين الإيرانيين حيال العرب وبلدانهم وكراماتهم وشعوبهم، تبدو أكثر إهانة وغطرسة وعسفًا من جميع مظاهر «برسيبوليس».
المشكلة ليست في أن تفاخر إيران بتاريخها القديم أو الحديث، فالتراث حق لجميع الأمم، والتاريخ ليس وجهة نظر، بل حقائق لا تمحى. إنما المشكل في أن تُعلن طهران أنها تريد وتحقق إحياء زمن الهيمنة والازدراء، بينما هي تعيد رسم حدود المنطقة، وفقًا للذاكرة الإمبراطورية والخطوط الساسانية والمفهوم التسلّطي، أو العنصري للفوارق بين الشعوب.
المؤسف أن أكثر حضارتين قابلتين للالتقاء والانصهار، قد لا تكفان عن الصدام القاتل. والأكثر وضوحًا دائمًا بهذا الصراع العبثي، هو الغطرسة الإيرانية التي تحمل مرة طابع الشاه، ومرة طابع الثورة عليه.
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
دكتور/ فيصل القاسمدساتير أكلتها الحمير
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
زمن التافهين... حين يحتفل الساقطون بسقوطهم
سيف الحاضري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سلمان الحميدي
صباح الخير أيها الكفرة!
سلمان الحميدي
كتابات
محمد سلطان اليوسفياتقوا لعنة الشعب ..
محمد سلطان اليوسفي
عبد العزيز الجرموزيفكيف له أن يحكم؟!
عبد العزيز الجرموزي
مشاهدة المزيد