آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

في ذكرى رحيل الشيخ الأحمر
بقلم/ يحيى عبدالرقيب الجُبيحي
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 6 أيام
الأربعاء 24 ديسمبر-كانون الأول 2008 08:06 م

في مثل هذه الأيام من العام المنصرم.. ودّعت ملايين اليمنيين أحد كبار اليمن بعصرها الحديث.. ذلكم هو الشيخ/عبد الله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر- يرحمه الله- بعد حياة حافلة ببذل الخير والعطاء والكفاح الدؤوب في سبيل عقيدته وأمته..

- فلقد كان مثالاً لقيم وأخلاق وأصالة اليمن بعرضه وجوهره، ومثل بتوجهاته العامة.. قاسماً مشتركاً لمختلف التوجهات السياسية والفكرية في وطنه.. كما كان بمثابة ميزان ورجل توازن يمنع بعض الجوانب أن تميل عن الأخرى.. مع قدرة استثنائية على فرملة بعض التوجهات غير المدروسة.. والشطحات غير المحسوبة.. مما حفظ لليمن عقيدته وأصالته ووحدته..

- وكان الشيخ الأحمر- يرحمه الله- بمثابة عنوان جلي لإكرام الضيف ومساعدة المحتاج.. والتدخل الشخصي لدى بعض الجهات الرسمية اليمنية لغرض تسهيل معاملات البعض.. وفي إطار الأنظمة والقوانين السائدة التي كان يحرص عليها وليس العكس!!..

- ورغم زعامته.. ومكانه ومكانته.. إلا أنه كان يمتاز بتواضع جم وبساطة متناهية.. وقرب بحضوره بما يمثله من كل من يقابله أو يشاهده.. بجانب تحليه بالصبر والثبات والحلم ورجاحة العقل.. مما ساعد في اجتياز العديد من المصاعب التي واجهت وطنه!.. إضافة إلى تميزه بذاكرة استثنائية وبذكاء فطري وحسن تعامل وحكمة وبُعد نظر.. ورسوخ بثوابته ومبادئه.. لتمثل مثل هذه العوامل الايجابية.. دافعاً قوياً لدى الخاصة والعامة بالوثوق به.. والارتضاء بحكمه عند التخاصم.!!

- وبقدر ما ظل حريصاً على سمعة وكرامة اليمن.. عبر اتسام آرائه وتصريحاته بالشفافية والبساطة والصراحة والعفوية المحسوبة.. بقدر حرصه أيضاً على سمعة وكرامة الشعب الفلسطيني والقدس الشريف بوجهٍ خاص!.. حيث كان الشيخ الأحمر- يرحمه الله- في مقدمة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية.. وأدى دوراً كبيراً ومؤثراً في إطار لجنة القدس وغيرها.. واستضاف بعض القيادات الفلسطينية لغرض تقارب وجهات النظر بين أبناء القضية الواحدة والمصير الواحد.. ولطرح بعض آرائهم والإجابة على الاستفسارات المطروحة وغيرها.. وذلك في منتداه الأسبوعي..

- وبمناسبة ذكر منتدى الشيخ الأحمر هذا- الذي رغم قِصر مدة إشهاره.. حيث انطلق مع بداية عام 2005م.. إلا انه حقق نجاحاً كبيراً.. بما مثله من توجهات سياسية.. وفكرية.. وثقافية.. واجتماعية.. ومناقشة جُل القضايا التي تهم اليمن خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة.. إضافة إلى نوعية الشخصيات التي تقوم بإلقاء المحاضرات والتي تحضر المنتدى كل يوم اثنين بمنزل الشيخ الأحمر الذي كان هو الذي يقوم بإدارة وضبط المحاضرين والمحاورين- يرحمه الله-..

- وكم كان جميلاً استمرار هذا المنتدى بعد وفاته بنفس اليوم والمكان.. حيث يقوم نجله الأكبر الشيخ/ صادق.. بنفس ما كان يقوم به والده تجاه هذا المنتدى الفكري الهام...

- لقد كسب الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر- بما كان يمثله من مثل وقيم وأصالة ومصداقية- احترام وتقدير من في الداخل والخارج.. خاصة قيادة وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية التي كانت تعتبره بمثابة قسطاس لوطنه وأمته.. ولذا.. لا غرابة أن يتجسد احترامها وتقديرها له بذلك الوفاء منذ بداية مرضه وحتى وفاته بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.. مع أن هذا الوفاء بقدر ما يجسد بعض مميزات الجار الكبير لليمن.. بقدر ما يجسد أيضاً بعض الثوابت والتوجهات والقواسم المشتركة التي تجمع بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين..

رحم الله الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر- الذي اثبت غيابه عن وطنه قبل عام مضى.. مدى حاجته إليه- خاصة خلال هذه الايام-؟!...