المرتبات والأجور .. بين هؤلاء والحكومة الموقرة
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: 9 ساعات و 29 دقيقة
السبت 18 يناير-كانون الثاني 2025 04:38 م
 

فاجأني أحدهم وهو يؤكد الطريقة التي تصرف بها مجموعة شركات هائل سعيد أنعم رواتب وأجور الموظفين والعاملين معها في المناطق المحررة وغيرها, وقال أن هذه المجموعة التجارية المباركة تعتمد حتى فارق صرف الريال في السوق باليوم والساعة وتدفع المرتبات نهاية الشهر حسب متغيرات الصرف لصالح العاملين معها حتى لا تتأثر معيشتهم وأدائهم الوظيفي بالتقلبات وبما لا يختلف عن سعر صرف العملة في صنعاء ومقارنة صرفها في عدن.

 

يتعاملون مع راتب الموظف في عدن ومدينة تعز وأبين, وشبوة, وحضرموت إذن بأضعاف فارق الصرف فيها وقواعد بيانات أجور فروع المجموعة في صنعاء.

 

في أوئل عام 1992 م قبل إقرار حكومة المهندس حيدر أبوبكر العطاس زيادة أجور الموظفين والعاملين على ضؤ متغيرات فارق صرف الريال أخذتني الحمية على منتسبي القطاع الخاص من واقع التعبئة الماركسية اللينينية المكثفة ضد الرأسمالية التي يمثلها روكفلر وروتشيلد في أمريكا وبريطانيا وهائل سعيد أنعم في اليمن بحسب مقرر التربية الوطنية في عدن على طلاب المدارس تلك الأيام.

 

يومها كنت وجهاً لوجه مع الأستاذ عبدالجبار هائل سعيد نفسه في معركة مصيرية لانتزاع حقوق المضطهدين والكادحين المستضعفين في الأرض.. سألته ما هو مصير هيكل أجور العاملين في شركاتكم بعد اعتزام الحكومة رفع رواتب الموظفين والعاملين وإعادة هيكلة درجاتهم الوظيفية..?

قلت في نفسي في حالة زهو (كسبت الجولة ورب الكعبة), إلا والرجل يشير إلى رزمة كشوفات ملقاة فوق مكتبه : نحن نقوم برفع أجور العاملين وترقياتهم تلقائياً بصورة دائمة دورية وليس في المواسم).

وكان صوت المدرس وتعبئته المفتعلة يطن في ذاكرتي عن كيف تقوم الرأسمالية المتوحشة برمي فائض إنتاج القمح إلى البحر لتحافظ على ارتفاع الأسعار.. لكن واقع الحال مع الأستاذ عبدالجبار هائل أفقدني القدرة على النطق.

 

ومن المصادفات الغريبة أيضاً في مغرب اليوم نفسه حضرت مؤتمر الغرفة التجارية والصناعية بتعز, دعا إليه طيب الذكر الفقيد أحمد هائل سعيد رئيس الغرفة لمكاشفة وزير التجارة والتموين وجهاً لوجه يومها المرحوم الطيب فضل محسن عبدالله الذي حضر اللقاء شخصياً.

 

لم تسعفني كل نظريات علم الإجتماع الإشتراكي ولا الشيوعي والماركسي والأستاذ أحمد هائل يصرخ بحرقة أمام الحاضرين : راتب خمسة ألف ريال الشهري لا تكفي كحد أدنى للمأكل والملبس, وهل هي لإيجار السكن أم لاحتياجات المعيشة الأخرى, ولابد تراعي الحكومة الأجور والمرتبات المناسبة لغلاء المعيشة على الأقل إذا لم يكن مساعدة الموظف على ادخار جزء من فائض راتبه الشهري) إ.ه..

تذكرت اليوم صمت القبور المخيم على أصحاب نقابات عمال وموظفي الحكومة.

 

*واقعة جديدة اليوم*

 

أحدهم استوقفني في الطريق مؤخراً قال هل عرفتني ? فأنكرت ثم ذكرني بنفسه عندما زارني قبل 25 عاماً وهو في سن العاشرة وقد أصبح الآن أحد الفنيين المتميزين في معامل إنتاج الغلال بالمعلا-عدن.

قلت الآن بيت هائل وقعوا والحمد لله !!

سألته : كم هو راتبك الشهري.. وذكرت له تخمين من عندي أقل شيء راتب قاضي درجة أولى مع العلاوات..

قال لي : أكثر خلاف العلاوات الأخرى مثل اليوم الجمعة وغيرها.

 

تذكرت مباشرة ما قاله لي أحد الموزعين العاملين مع مجموعة شركات السعيد قبل أيام في حفل عزاء: ألحمد لله وضعنا ممتاز بفضل الله والإدارة الرشيدة بقيادة الأستاذ نبيل هائل سعيد أنعم حفظه الله رئيس مجلس الإدارة الإقليمي والعضو المنتدب في اليمن التي لا تتوانى في الإهتمام بتحسين أوضاع العاملين والموظفين في عموم مناطق البلد كلها من أكبر وأصغر موظف وحتى حارس مبنى الشركة يستلم راتبه في عدن أو تعز أو أبين وشبوة وحضرموت بالقعيطي وبالراتب المعتمد في صنعاء وبصرف عدن, وحتى فارق سعر الصرف المتأرجح في عدن يتم احتسابه وإضافته لصالح العاملين يوماً بيوم.

 

يحدث كل هذا من مجموعة شركات تجارية عريقة محترمة يمثل الهاجس الخيري محور وغاية نشاطها, وتطلعاتها الإنسانية تتعدى توخي الأرباح والتجارة وحدها.

 

موظفوا الحكومة اليمنية الموقرة عيال الخالة المدعومة من التحالف الإقليمي والدولي في أسفل السافلين, ومعلموا الأجيال لا يجدون قيمة وجبة الإفطار بسهولة, والتعليم يتهاوى في الحضيض, وجيل قادم متسكع بلا ملامح مهدور العمر والطاقات تتلقفه أزقة الحارات وشمة الحوت والبردقان أو حرب عبثية ظالمة.

 

وكما قال أحدهم تأخذ الحكومة مرتباتنا المخزية وتتكفل لنا بلقمة العيش فقط لا غير.

أما مع أمثال مجموعة شركات هائل سعيد أنعم المباركة فلا قلق على معيشة وأوضاع العاملين مع من يخاف ويتقي الله فيهم, ويتفانى في تأهيل الشبان وغيرهم وتنمية وتطوير مهاراتهم ومعارفهم من أجل المستقبل, ويخطط ويسهر ويبذل الكثير والكثير من أجل إسعاد الآخرين.