آخر الاخبار

سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟

لأنهم يصفقون؟
بقلم/ شفيع العبد
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 29 يوماً
الأحد 25 مارس - آذار 2012 04:07 م

الشباب مرحلة عمرية يمر بها كل إنسان، ويحق له أن يتباهى بها من منطلق أنها أزهى وأقوى مراحله العمرية، لكنها حين تمضي، وتختفي تحت تأثير "تجاعيد" الزمن التي جعلت من وجهه مستقراً لها، نجده يجلس القرفصاء يعظ عليها أصابع الندم، وينشد حينها متحسراً، تكاد حسرته تقطع أنياط قلبه: "ألا ليت الشباب يعودُ يوما؟"، يقولها بينما اليقين يملأ قلبه من أنه لن يعود، لكنها ربما محاولة للتنفيس عن حالة قهر تسكنه؟.

وحدهم من قدموا أعمالاً نافعة، لأنفسهم ومجتمعهم وللعالم في هذه المرحلة، سيكونون محل احترام وتقدير الآخرين، وقبلهم ذواتهم التي ستمدهم بشعاع الأمل، وخيط الفرح، ستبقى أعمالهم تلك ونضالاتهم محفوظة في الذاكرة الجمعية والوطنية والعالمية. ولأهمية الشباب ودورهم جعلت الأمم المتحدة يوم (12 أغسطس) من كل عام "اليوم الدولي للشباب".

يبقى الشباب هم الطاقة الحقيقية، والمحرك الرئيس لأي عملية تغيير منشود في أي مجتمع من المجتمعات، ولدينا في الجنوب كان الشباب هم وقود الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقته ومازالوا، وتعرضوا لمختلف صنوف الانتهاكات من اغتيالات واعتقالات ومطاردات وإصابات. وعملوا منذ انطلاقة الحراك على تنظيم أنفسهم في هيئة منظمة تُسهّل من عملهم، لكنها سرعان ما تناسلت إلى هيئات ومكونات أضعفتهم أكثر، وجعلتهم مجرد " قطاع" او "دائرة" تتبع هذا المكون او ذاك، ونلاحظ انه كل ما حاول الشباب الاقتراب من دائرة التوحد في إطار مكون جامع ابتعدوا أكثر.

يُراد للشباب في الحراك الجنوبي أن يظلوا "تابعين" لهذا القيادي او الزعيم ويأتمروا بأمره، ويدوروا في فلكه، وبات كل قيادي من هؤلاء يفتخر بقدرته على تجميع الشباب وحشدهم، ويتحدى نظيره أن كان له مجاميع شبابية كالتي لديه.

لعمري أن من بين شباب الحراك من هو أهلٌ وأكفأ من كثير من الزعامات الكاتمة على أنفاس الحراك والشباب تحديداً، لكن المؤسف أن الشباب انشغلوا بأمور ثانوية وذهبوا لخوض معارك فيما بينهم بالوكالة عن تلك الزعامات، فهذا يتهم وذاك يدافع.

معارك جانبية بائسة، الخاسر فيها الحراك الجنوبي وبالتأكيد فئة الشباب الذين يجب عليهم أن يرتقوا إلى مرتبة القدرة على المشاركة في صناعة القرار، وتوحيد أنفسهم في مكوّن جامع، او في أسوأ الأحوال التنسيق فيما بينهم لتوحيد الجهود، وأن يكونوا رقماً صعب في صناعة الأحداث وتقرير مستقبل الجنوب، والتصدي بحزم لكثير من الظواهر السلبية التي أطلت بوجهها القبيح، مهددة بتفتيت النسيج الاجتماعي، وأن ينبذوا الخلافات فيما بينهم لأنهم جيل لم يعايش الماضي المأساوي الذي سحب نفسه –بفعل فاعل- على مجريات الأمور في الجنوب حتى اللحظة، بهدف إعادة إنتاجه، وما الخلافات التي يعيشها الحراك إلا صورة حيّة لذلك.

يُراد للشباب في الحراك أن يملئوا الساحات والميادين حاملين الأعلام ورافعين صور تئن منها الأمكنة، تلك المهمة التي يجب أن يقومون بها وفق العقليات "الحاكمة" للحراك، يضاف إليها مهمة "التصفيق" لخطابات مكرورة ليس لدى أصحابها ما يقولونه سوى إشباع نزواتهم لسماع دوي تصفيق الشباب الذين حال بعضهم كحال ذلك الذي انتقد عملاً سينمائياً، وحين دخل دار العرض لمشاهدته تحت إلحاح صديقه غلب عليه النعاس فصحي على دوي تصفيق شديد، فصفّق مذهولاً، سأله صديقه لماذا تصفق؟ أجاب: لأنهم يصفقون؟ّ

فهل سينتصر شباب الحراك لأنفسهم، ونراهم في مواقع صناعة القرار قبل أن تذهب مرحلة الشباب دون عودة على وقع أقدام "المشيب" الذي ليس منه مهرباً؟  وكفى