آخر الاخبار

الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''

والدور على صالح
بقلم/ عبدالرحمن الراشد
نشر منذ: 14 سنة و 3 أيام
الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011 05:59 م

علي عبد الله صالح كان ثالث أطول رئيس عربي بقاء في كرسي الحكم، واليوم على وشك أن يصبح الأقدم بعد خروج الرئيس المصري حسني مبارك، وبعد الرئيس الليبي معمر القذافي الذي على عتبة الخروج بعد أن جثم على صدور الليبيين أربعين عاما. صالح تبوأ الرئاسة في 1978 واستطاع البقاء، وحكم بلدا ليس من السهولة إدارته. وكل من سبقه مات أو خرج في ظروف قاسية. فالرئيس الغشمي الذي سبقه حكم بضعة أشهر واغتيل بحقيبة ملغومة أرسلت إليه من زميله الرئيس اليمني الجنوبي. أيضا قتل الرئيس الذي قبله، الحمدي، بعد أن حكم ثلاث سنوات، والرئيس الأرياني أطيح به في انقلاب، وهكذا.

طالما اعتبر اليمن حالة قلقة.. بلد يقوم على تركيبة معقدة، وتضاريس وعرة، واليوم يواجه أصعب امتحاناته، حيث إن ديمومة البقاء والتوريث ومنح السلطات للأقارب أصبحت مرفوضة علنا. وفي لحظاته الصعبة اكتشف الرئيس صالح أن حلفاءه تخلوا عنه سريعا عندما حاصره المتظاهرون، وبقي شبه وحيد على رأس السلطة.

واليمن، مثل كل الدول العربية، لا يملك نظاما يتيح التغيير السلمي، فأي تغيير في قيادة السلطة مغامرة محفوفة بالمخاطر، قد يكون التغيير ولادة يسيرة مثل مصر الضخمة، أنجبت من دون انهيارات في زمن قياسي وبخسائر قليلة. وقد يكون مثل ليبيا، الأصغر سكانا، التي يرى الجميع أن اقتلاع الحكم عملية قيصرية لا تزال مؤلمة ودامية، قتل فيها حتى الآن أكثر من ستة آلاف شخص في نحو عشرة أيام فقط. فهل سنرى في صنعاء نهج ثقافة ميدان التحرير في القاهرة، حيث الشعب والمظاهرات وضغط الإعلام والتغيير السلمي، أم أنها ستحتكم إلى البارود والنار كما يحدث اليوم في ليبيا؟

الحالة اليمنية حقا معقدة بين حكم تشارك فيه القبائل، ونصف الدولة يصارع منذ فترة طلبا للعودة إلى الانفصال.

والرئيس صالح، الذي عاش ونجا طوال ثلاثة عقود، يقوم حكمه على ميزان دقيق من التوازنات، والخصومات والتحالفات، اليوم يبدو أن الخصوم اتفقوا في الشارع ضده، وتخلى عنه كثير من حلفائه. لم تعد المعارضة تبالي بالتخويف من تبعات التغيير التي يحذر منها النظام مثل تشطير اليمن مع الجنوب، والانقسام القبلي وربما الطائفي في الشمال. وقد يكون النظام محقا في تحذيراته، لكن الوضع في اليمن لم يتحسن كثيرا في ظل النظام القائم، كما هي وجهة المعارضة، التي تعتبره عاجزا عن تطوير اليمن وتنميته، وتعتبر أن بقاءه هذا العمر الطويل صار أمرا مرفوضا، وترفض أن يقرر من يحكمهم بعده.

ومع أن التحديات ضده كبيرة، حيث تجرأت كل القوى المختلفة على النزول إلى الشارع رغم اختلافاتها لتتفق على مطالبته بالتنحي، فإنه لا يزال هناك أمل بأن تكون ولادة التغيير سلمية. فالرئيس صالح سبق أن لبى بعض مطالب المحتجين، وافق على الامتناع عن التجديد، والتعهد بوقف التوريث، والامتناع عن انتخابات مطبوخة النتائج. مشكلته الوحيدة أمام الجماهير المحتشدة المتظاهرة ضده في الشارع هي ضعف المصداقية. يعتقدون أن الرئيس صالح وعد كثيرا وتنصل كثيرا، والمعارضة تريد الاستفادة من التركيز الدولي على المنطقة لإحداث التغيير مهما كلف الثمن. وثمن التغيير قسرا في اليمن مغامرة، قد ينزلق في الفوضى، أما التغيير السلمي فيكون بما يحفظ للرئيس كرامته ويحقق مطالب الشارع. كما أن عدم التغيير أيضا سيقسم البلد ويزيد الفوضى.

alrashed@asharqalawsat.com

*عن "الشرق الأوسط".