الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي عاجل: حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010 اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز
قلما تجد من الرجال الذين تختلط بهم سواء في محيطك العلمي او في محيطك القبلي تشعر ان لديه قيم ومبادئ ومثل عليا جعلها هدفا في حياته، فطرية كانت تلك المبادئ والقيم فطر عليها ام مكتسبة من خلال مدرسة الحياة اكتسبها من خلال تجاربه وممارساته الحياتية العملية اليومية فأصبحت هذه القيم في مستوى الثوابت لديه التي لا تقبل المساومة او التنازلات فقد رسم لنفسه تلك المبادئ والمفاهيم ووطَن نفسه عليها لا يحيد عنها بأي شكل من الأشكال قيد أنمله مهما كانت النتائج او المخاطر التي قد تترتب على التمسك بها.
وقليل هم الرجال الذين يظلون متمسكين بهكذا مبادئ وفق معايير رسموها لأنفسهم وبالتالي الحفاظ عليها مهما تغيرت الأحوال او تبدلت المعطيات فحافظوا عليها حتى آخر رمق من الحياة.
ونحن نتذكر بكثير من الفخر و الاعتزاز المرحوم الشيخ محمد الباشا ابن زبع الذي رحل عنا بالأمس، فقد عرفت الشيخ المرحوم الباشا صاحب القيم و المبادئ لا يتزحزح عنها وتتجسد هذه المبادئ والقيم في الكرم والمثل والصدع بالحق حتى على اقرب المقربين له و مقارعة الباطل فسيان عنده ان كان صاحب الباطل قوة سلطوية حكومية او قبلية فذلك لا يزيد عنده في شيء.
كان المرحوم الباشا صعب المراس, قوي الشكيمة, وكان رابط الجأش ثابت الجنان عند الشدائد سريع البديهة, وفي نفس الوقت تلقاه بشوش لطيف المعشر طيب السريرة متواضع إذا كلمته استمع وإذا تكلم اسمع، ولا غرو فهو من جيل العملاقة الذين يغادروننا الواحد تلوا الآخر إلى العالم الآخر، وكأنهم سئموا العيش مع جيل الانترنت والفضائيات والتكنولوجيا التي جلبت معها كل ما هو متناقض مع مبادئ وثوابت جيلهم تلك المبادئ السامية التي جبلوا عليها منذ الأزل وهي مبادئ وقيم تسموا بمعتنقيها الذين يمثلونها ويحملونها إلى الناس بأسلوب حسن فيتقبلها الآخرين بود واحترام وقابلية غريبة قد لا تجد هذه القابلية لو أتت هذه الأفكار من شخص آخر رغم انه من المسلم به ان لكل فكرة جاحد يجحدها ويحاربها عندما يجد ان تلك الفكرة او ذلك المبدأ يهدد مصالحه وفي الوقت ذاته لا يوجد أكثر خطرا على المبادئ والقيم المثلى من حساد الأرض وهم في ذلك فئتان على طرفي نقيض فمنهم من يسلك سلوكا يخالف دعواها ومنهم من يقف جامدا منغلقا حتى على شروق الشمس فضلا عن الألفاظ والكلمات الواردة في سياق قاموس الأسلاف والأعراف القبلية المتبعة في اليمن فيحاول إبعاد الناس عنها.
وإنني لا أجانب الحقيقة ان قلت ان ذاك يصد الناس بجموده، والآخر يفتنهم بجحوده، ومن مزايا المرحوم الشيخ الباشا في كثير من المواقف القبلية الإصلاح بين القبائل المتخاصمة على ما يلقى في سبيل ذلك من عنت ومصاعب القبائل فهو كان لا يألوا جهدا في حل النزاعات القبلية وبالتالي يبذل الغالي والنفيس لإصلاح ذات البين وكثيرا ما كان على يده لم الشمل بعد الفرقة وعقد الصلح بين المتنازعين، و لا تزال بصماته واسمه مخلدين في ثنايا وثائق القبائل في اليمن الذين أحبهم وأحبوه لهذه المبادئ والقيم النادرة التي قلما تجتمع في شخص.
ولذلك فخسارة القبائل اليمانية فيه لا تقل عن خسارة أولاده او أهله او عشيرته ومن الفارقة التي استحقت الإعجاب به انه رحمه الله من الدهاء والحكمة بحيث كان يحافظ على العلاقة الحميمة مع كافة قبائل اليمن وفق مبادئه وثوابته التي نالت إعجابهم واحترامهم أينما حل وحيثما ارتحل، فالكل يحترمه ويجله لهذه المبادئ التي أضحت سجيه من سجاياه او سمه من سماته التي جبل عليها وعاش لها وعاش بها.
وعزائنا انه خلف رجالا رباهم على مكارم الأخلاق وعلى هذه المبادئ والقيم وهذه المثل السامية أبنائه الذين طبع فيهم أفق المبادئ التي عاشها ذلك الأفق الذي يحق لهم ان يفخروا به بين القبائل وبالتالي يحق لهم ان يجعلوها النبراس الذي يضيء دربهم الطويل في الحياة وفق المبادئ المشرفة التي أناطها بهم والدهم ليتحملوا مسؤوليتهم وهو في ذلك أسوة حسنه لهم ...
وفي الختام لا نقول إلا ما يرضي رب العالمين إنا لله وإنا إليه لراجعون
* مؤرخ يمني