لجان حوثية في صنعاء تجمع بيانات شاملة عن طلبة المدارس .. لإقتيادهم الى معسكرات الموت
الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
الإدارة الأمريكية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات ضد دعم إيران للحوثيين
ما يجهله الاباء والأمهات العرب عن الفوائد المدهشة للعناق
ماهي أسباب تغير الوقت الضائع في مباراة الهلال والرياض من 8 ل13 دقيقة فقط؟
بطلب من منتخب الشياطين الحمر .. إختطاف جوهرة نادي بروج
ترشيح زين الدين زيدان لتدريب احد المنتخبات الرياضية الأوروبية
دراسة تحليلية تطالب المجلس الرئاسي والأحزاب بإسناد جهود رئيس الحكومة .. بن مبارك قام بتحريك ملف مكافحة الفساد ونشّط الجهاز المركزي للمحاسبة وأحال قضايا فساد إلى النيابة
الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً
النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز
أعلم يقيناً أننا لا نفعل شيء حين نقرر أن نتضامن مع أياً من المضطهدين لا شيء سوى أن نهتف لأجلهم بعد صلاة الجمعة في الساحات ثم نعود إلى منازلنا , وهكذا حتى تأتي الجمعة التالية ليكون هناك مغبون آخر نهتف له ونسمي الجمعة باسمه تضامناً معه , حتى أولئك الذين إذا أصبحوا لا ينتظرون المساء وإذا أمسوا يرون أن الصباح بعيداً عنهم , فثمة ماهو أقرب إليهم من كل ذلك , إنه الموت , والموت وحده من يقف في الأثناء مع أبناء لودر وأبين بعمومها .
يجد أبناء لودر أنفسهم بين مطارق وكماشات لا ترحم , نيران أنصار الشريعة وإهمال مخزٍ من قبل الجهات المعنية بحمايتهم من تلك الجماعات الإجرامية , يرون أن مدنهم وقراهم أصبحت أكبر مسرح يقام عليه ذلك الفلم التراجيدي المدمر , فيضطرهم ذلك إلى حمل بنقادهم والبدار إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهم يجابهون أولئك المرتزقة الذين باعوا عقولهم ودينهم في أسواق النخاسة وما أكثرها .
في الوقت الذي لا تزال فيه الأوسمة والنياشين العسكرية الرفيعة المنوط بها حماية أبناء لودر وإنقاذ أهلها من بين فكي الكماشة الذي لا يرحم لاتزال تخوض معارك أشبه ما تكون بأفلام الكرتون , غزوة مطار صنعاء الكبرى (مثالاً ) .
لم ينتظر أبناء لودر حتى تُعلن مدنهم وقراهم مناطق منكوبة , أو أن يجدوا أنفسهم يسكنون مع عائلاتهم فصول الدراسة في عدن , لم ينتظروا حتى يجد المسوخ في البرلمان قضية يتشاجروا عليه كالأطفال , أو أن يأتي سلطان البركاني ويذرف عليهم دموع التماسيح , بل أرادوا أن يُعلِّموا الجميع أن التردد وتقديم خطوة إلى الأمام ومثلها إلى الخلف لن يصنع تحولاً ولن يحل مشكلة بل يفاقهما ويجعل منها مستنقع للمساومات والترقيع والطبطبة على الرؤوس , فكانت مبادرتهم على ذلك النحو المشرف .
هكذا فعلت لودر وهكذا كان الدرس عملياً بالقدر الذي جلعهم يضحون بأرواحهم من أجله , لنعلم أن المراوحة التي نعيشها والتلكؤ يحول مسار التغيير إلى متاهة يستحيل الخروج منها.
إن ذلك التباطؤ من قبل الجهات الرسمية في إخماد تلك النار المستعرة على أرواح ومنازل أبين سيقود حتماً إلى نهاية مدمرة وعواقب وخيمة لا يقف في طريقها شيء سوى أن نجد اليمن السعيد قد تحول إلى دولة فاشلة تحقق نبوءة المخلوع في كونها قنبلة موقوتة , حيث يذكر المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي أن من أهم سمات الدولة الفاشلة هو " عدم القدرة أو عدم الرغبة – من تلك الدولة – في حماية مواطنيها من العنف وربما من الدمار نفسه " يبدوا لي أننا سنسير لتطبيق ذلك التعريف بدقة متناهيه طالما ظل أبناء لودر مضطرين لحمل أسلحتم الخفيفة للدفاع عن أنفسهم , فيما تظل الدولة مشغولة بإزالة متارس شارع هائل وجولة عمران , ومداهنة العسكريين المتمردين على قراراتها وشرعيتها .
إذا لم تنشغل الجيوش في حماية سيادة الدولة وبسط نفوذها في كل اراضيها , فلا غرابة أن تنشغل تلك الوحدات العسكرية باستعراض عنترياتها في قمع المسيرات ومداهمة منازل الآمنين بالإضافة إلى حماية الكراسي والقصور من المتربصين بها .
وما الهدف إذاً الذي أنشئت وحدة مكافحة الإرهاب لأجله ؟ وما جدوى تلك الملايين من الدولارات التي تنفق على تلك الوحدة تدريباً وتسليحاً على مستويات عالية من الاحتراف , طالما ظل الفيلق طريقه إلى أبين واتجه صوب أرحب ونهم ؟!
كل تلك الأسئلة لا يمكن أن تصنع شيئاً حقيقياً يخفف عن أبناء لودر تلك الفاتورة القاسية في أرواحهم ومساكنهم , لا شيء سوى أنهم يكابدون تلك الويلات وحدهم وليس عليهم أن ينتظروا أحداً ليكون في صفهم وهم يواجهون جيشاً مكتمل العتاد ولا ينقصهم سوى البِزَات العسكرية , يتصدون لكل تلك الترسانة بالكلاشينكوف لكنهم رغم كل ذلك ينتصرون بعزيمتهم ورباطة جأشهم الذي لا ينكسر ... فلتُرفع القبعات تحية للودر .