آخر الاخبار

الاحتلال يرتكب انتهاكات مفضية إلى الموت بحق المعتقلين ...بلا قيود ترصد جرائم إسرائيل بحق المعتقلين الفلسطينيين سفارة اليمن في قطر تدشن موقعها الإلكتروني الجديد .. نافذة حديثة تلبي احتياجات المقيمين والزوار وتسهم في توفير الخدمات القنصلية خدمة إلكترونية جديدة لحجاج اليمن تطلقها وزارة الأوقاف ..لتفعيل نشاطها الرقمي ومواجهة الروابط الوهمية وزارة الاوقاف تدشن في عدن المسابقة القرآنية ويخوضها 41 حافظاً وحافظة في فروع القراءات السبع والتلاوة،والتجويد وحفظ المصحف والاذن عدن ستغرق في الظلام.. حلف قبائل حضرموت يعلن منع خروج النفط الخام من المحافظة رئيس هيئة العمليات العسكرية بوزارة الدفاع يصل جبهات تعز إب تحتفل في مأرب بالعرس الجماعي الأول لـِ 36 عريسا وعروسا من أبناء المحافظة توافق أمريكي يمني على إغلاق كافة القنوات الفضائية التابعة للحوثيين وإغلاق كافة منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تعلن النفير وتؤكد جاهزية رجالها لدعم الشرعية في معركة استعادة الدولة (فيديو+صور) أسوأ قيمة للعملة اليمنية على الإطلاق.. أسعار الصرف اليوم في عدن وصنعاء

عندما يكون للمشيخة معنى
بقلم/ د.أحمد عبيد بن دغر
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و يوم واحد
الجمعة 02 إبريل-نيسان 2021 07:49 م
 

مقدَّم وشيخ قبيلته، مرجع وحَكم ووجاهة ومناضل ذو نزعة تحررية، ذلك هو فقيدنا الكبير، رمز حضرموت الاجتماعي، ونصير الضعفاء، ومحاميهم كما كان يقول عن نفسه، هو المقدم قانص بن مرعي بن سالم الجابري، رأس قبيلة آل جابر وشيخها الأول، أو الأول بين شيوخها.

ومقدَّم ليست رتبة عسكرية كما قد يتبادر إلى الذهن، بل هو اللقب الاجتماعي القبلي الذي يتقلده قديمًا وحديثًا شيوخ القبائل في حضرموت، يشبه إلى حد ما لقب "النقيب" في قبيلة بكيل الهمدانية، ولموضوع الشبه في العادات والتقاليد بين قبائل اليمن صلة بما نخوض فيه الآن من قبولٍ للوحدة، أو إعراض عنها.

رسميًا كانت بريطانيا التي أرادت التمدد إلى الداخل بعد سيطرتها على الساحل مضطرة للتعامل مع المقادمة (الشيوخ)، مارست معهم الترهيب حينًا، كما حدث للقبيلة التي نتحدث عن رمزها، ولقبائل أخرى، أو بالترغيب أحيانًا أخرى، وفي بعض الحالات بظلم أشد قسوة كثيرًا من السبب الباعث لاستخدامها، أُحيلُ هنا إلى الانتفاضات القبلية، شرارة المقاومة الوطنية الأولى ضد الاحتلال البريطاني، والنظام الإمامي، بصرف النظر عما أحاط بها من ملابسات.

بعد الوحدة أخذ الكثير من "المقادمة" يميلون إلى تفضيل لقب وصِفة شيخ وشيوخ، لشيوعها وللتعامل الرسمي معها في اليمن الكبير، لقد لعب الشيوخ أدوارًا مختلفة في الحياة الاجتماعية، وساهموا في الحياة السياسية، بل واندمج بعضهم في العمل الحزبي، لكن تجربة الاندماج هذه لم تطل كثيرًا لولوج المجتمع في مرحلة من الصراع لم تنتهي بعد، وبالتأكيد امتد أثر هذا الانقطاع على القبيلة.

شيخنا هذا وقد خبر النضال الوطني في مستقبل شبابه، أدرك بحسه الريفي معنى الدولة، فوقف يؤازرها كتنظيم فوقي للمجتمع يراه معني بكل أفراده، كان هذا ديدنه قبل الوحدة وبعدها، أدرك بفطرته وتجربته لاحقًا، معنى أن يُحترم القانون والنظام، مستوعبًا مكانته الاجتماعية على رأس قبيلة هي من أكبر قبائل حضرموت انتشارًا، مارس دور المصلح الاجتماعي بنكران ذات، وكان رجل القضايا الصعبة، عندما كانت هناك حاجة لكلمة عادلة فاصلة، فيما اختلف عليه متخاصمون.

رحم الله شيخنا المقدم والمستشار في المحافظة قانص الجابري، قليلين ونادرين هم الرجال من أمثالة، في ثباته على الحق، في قناعاته الوطنية التي لم تتغير مع تغير الأحوال، في خُلقه، وصدق قوله، وعفة نفسه، في كرمه وسعة صدره، رحم الله أبا صالح وأحسن الله مثواه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.