على النواعم يا حمران العيون..صحفيات في الصورة
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أسابيع
الثلاثاء 04 ديسمبر-كانون الأول 2007 10:08 ص

مأرب برس - خاص

واا...عيباه يا من للعيب يحس ..واا..سواتاه..واا..حر قلباه..

قد جف ماء الوجه، ونتفت مزعه..

لدى العرب في باديتهم والحضر، سيان عند السيد أو العادي من القوم ليس هناك أحط منزلة في العيب ولا أقبح في السوء من التعرض للمرأة بالضرب أو التهديد أو المناكفة.

وهذه ليست للعربي أو المسلم من بعد بل خلقا صبغت به الكثير من الحضارات المختلفة ، ويكفي الغربي اعتزازا على غيره بما يدعيه من أخلاق الفرسان .

بل إن جبلة الرفق والشفقة والشهامة مع النواعم وهي التي جمعها الإسلام في (قاعدة ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم ) هذه الجبلة أو الرفق تجاوزت فلم تقف عند حدود الجنس البشري بل إلى المجتمع الحيواني ، فكم جميلا ويعكس دروس منظر الذكران لهذه الحيوانات وهي تناطح وتتعرض للأهوال في سبيل حماية وتوفير الرعاية للإناث من جنسها ، رغم أنها جبلت على البهيمية والتوحش .

أخواتنا شقائقنا، هن وصية نبينا صلى الله عليه وسلم ، البر بالشقيقة وكرم التعامل واجب النبيل الشهم الشريف في قومه ليس لكونها أما وزوجة وأخت نسب بل لها أينما كانت أختا في الإسلام أو في الإنسانية، فإذا كان الاتيكيت الغربي يتباهى علينا بان يقدمها في لفظ سيداتي قبل سادتي أو يفتح لها باب السيارة عند الصعود والنزول أو يبادر بأخذ يدها ويقبلها فهو هنا يتسم بشيء من الذوقيات رغم الانحراف القيمي فتلك بضاعته على ما بها .

فإنها عندنا كائن شفاف يرتفع في مثاليته إلى أعلى القمم ، فكل أم عندنا أما وكل أخت اختنا ، لاقيمة لرجولة أو كرامة أو شرف إن صاحت إحداهن وااسلاماه او واامعتصماه ..ان لم يمت في نصرتها ألف ألف فلا كان لنا وجود ، وهذه العدمية التي نعيشها ونبكيها حسرة هي لنتيجة خيبتنا مع تلك الصيحة .

كان لنا عدد من أخواتنا صحفيات يشاركننا الهم والصيحة ، واخضرار الكلمة .

عدد لا يبلغ أصابع اليد ، اجترأن واقتحمن العقبة بوقار وعفة والتزام وضوابط تبقي على الدين وأعراف العشيرة ،رغم انف السكون والتقاليد البالية ، وبشجاعة قل مثلها عجب لها المراقب ، واهتز لها من احتجر التراب والهواء ، وامتعضت لها بطونه ، وكنا نطرب ونفاخر ،فان ارتبك احدنا أو تلعثم استدعى شجاعته منهن ، وان هم بالمداهنة نفر ، قلنا له خيبة لك وتعس شاربك قد صادرت نفسك وبهت نسلك أما كان لك ربع معشار إقدام إحداهن ، وكان درس قصير لا تبلغه في الموعظة ألف خطبة وكتاب .

لكن حمران العيون حملة الشوارب اعتقدوها منازلة وأم المعارك ليس لها مع النواعم إلا قعقة السيوف وان تطير الرؤوس وعلى نفسها جنت النواعم.

والمرأة مهما كانت قوية وصلبة ، إلا أنها حيية خفرة ما أسهل الاجتراء عليها وتذعيرها ، فهي بطبيعتها كما الظباء تنفر إذا ما أحست باقتراب ذي ناب منها .

وسفيه القوم ما أسهل عليه إسكاتها وتذعيرها وكسر شوكتها في المقاومة إن لمح لها واظهر لسانه على استعداد لان يلغ في عرضها ..وهل عند الكريمة شيء أغلى لها منه .

*- أما رحمة حجيرة :

فقد فرت مع زوجها كأنما هي تطير من قسورة ، وقد كانت صاحبة فكرة وموقف ، وقلم وشجاعة أكبرها لها القاصي والداني ، وحسبت هي أن لا قوة في الأرض تثنيها عن موقفها ما دامت تعتقده رسالة ونضال وما دام زوجها نعم النصير يعززها ويحوطها بثقته وافتخاره ، فلا نامت إذن أعين الجبناء .

وقد كانت حقا لبوءة ذات أسنان ومخالب قوة وإقدام ، بفتوة تتقدم ، واثقة الخطو تمشي ، والجمهور من حولها بين معجب يصفق ، ومشفق يترقب ، فلما ولغ الدنس في عفتها وطهرها وولت هاربة تتأوه بداخلها كا لفارس المهزوم ، وزوجها معها يركض كأنما ضاق عليه الفضاء فهو يتنفس من خرم إبرة ..أما نحن فقد عقدت الدهشة ألسنتنا ..إلا الأعراض يا أشد من الأباليس ..اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا.

*- رشيدة القيلي:

ربة الصون والقلم ، من مثلها يهدر القلم معه ، كقذائف وحمم ، قلمها بألف قلم ، إذا ما وجهته في منازلة ولى اللكع على قفاه لا يلوي على شيء ، قد قصمت له الظهر فلا ترجو له أن يبرا ، وسارت كلماتها عليه مثلا إن كانت له عشيرة فعليه وعليهم أبد الدهر .

فغض الطرف انك من نمير ...فلا كعبا بلغت ولا كلابا

إذا قال العشملي فكذبوه ....فان الكذب كان عشمليا .

رشيدة مدرسة متميزة في الكتابة ،وظاهرة متفردة قل أن تتكرر، هي بحق أميرة الحرف والبيان في عصرها وحتى يلدن مثلها ، ذات شخصية وموقف والتزام ، غلبتها القضية العامة على نفسها .

غالبتهم وتناوشتها سهامهم من كل جهة ، فلما استيئسوا وكل منهم الساعد جمعوا عليها بين دنس يلغ في الأعراض وعنتري بالسيف يتوعد .

فلما ضاق الأمر وبلغ الوسع منتهاه ، وزاد خوف الوالدة على الولد ، وتوالت الأسقام ، وتقديرات لخطر القادم ...ترجل الفارس مكرها وأعلن رغم عنه الاعتزال.

*- سامية الأغبري:

شانها اليوم كوكيل شريعة ، تحاول أن تغالب نفسها ، تطلب غريما من يمسكه ، ليس لأحد عليه سبيل إلا ملك الموت عليه السلام يوم يؤذن له بزيارته ، ستظل تدور وتدور حتى تخور والنهاية ستغلبها دموع الأنثى وستسمع نصيحة أمها أو خالتها..اقعدي في الدار وخلي لنا حالنا.

 *- وأخيرا نبيلة الحكيمي ..ولكنه آخرا..

الأديبة والشاعرة ، والناشطة المتئدة ،من تصوغ من الحرف مسكا وعنبر ، ذات قلم دمث موزون ، لم تشاكس جهة أو احد ، أو تحتد في رأي ، صقلتها الأحداث ، وصاغتها الشراكة مع رفيقها الراحل رحمه الله ، الجنيد ، الدين والخلق ، العصري المتجدد.

هي كما صويحباتها بمشروع تتلألأ ...زادت بمنجز الحدث كموقع وصحيفة وربما مؤسسة ..

هي كما سبق ، ورغم ذلك وصلتها الرسالة نفسها ، وقد يكون هذا الكرت الأخضر ، الذي قد يليه الأصفر و..الم يحس الصلف أنما بها يكفي وأنها ما زالت بيتا للأحزان بعد ما غيب الموت شريكها في حادث قالوا عنه غامض ،وقيده المراقبون ضد صراع بين الأجنحة في بطن الحصان، ولمح حصيف من المؤتمر أن وراء الأكمة ما وراءها ، لكن من يقوى على الكلام والفم ممتليء بالماء .

قد كان الجنيد رحمه الله وطنيا صادقا ، ومناضلا جسورا ، ورسميا بكامله ومليء مقعده ، وحدويا حتى المشاش ، مؤتمريا بعقل ..توأما لسلطان البركاني ..فحقه بعد موته في اضعف المرواءات أن يكف عن ذويه..

على أن الصورة اتضحت وهي أنا سنغرد ولكن على مستوى منخفض وقد قص منا جناح ..

أوشكت الأقلام النسائية أن تختفي وان كانت هناك بعض كتابات فهي مرتعشة من حرة تكابر هنا أو هناك .

الصورة مشوهة وستكون أكثر تشويها لو اختفت الأقلام النسائية من الساحة ، باعتبار الشقائق نصف المجتمع، ونصف الحقيقة ، والوجه الآخر بذلك الالتزام وتلك الروح التي عرفناها، وبطبيعة الحال فان من تراجع في حصن فسيستسلم في الأخرى..فهن السابقات والنشامى اللاحقون .

اللهم يارب سترك على الحاج معروف

Wesabi111@gawab.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الفضول … شاعر الخلود الوطني
علي محمود يامن
كتابات
في وداع أخــي ( عبده المعافى ) *
بلال الربية
مشاهدة المزيد