حملة التوعية بآثار النزاعات والثارات.. بأقلام طلاب كلية التربية والعلوم والآداب بمأرب
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 20 يوماً
الخميس 07 مايو 2009 07:23 م

حملة ( إلا التعليم ) الهادفة إلي نشر توعية في أوساط المجتمع المحلي بآثار النزاعات والثارات على التعليم الثانوي والجامعي والتي جمعيات المستقبل، والإخاء، والسلام بمحافظات مأرب ، شبوة ، الجوف، برعاية الإعلامية من موقع مأرب برس ، وصحيفة النداء الأسبوعية، وبمشاركة المعهد الوطني الديمقراطي الـ NDI وتمويل الوكالة الأمريكية للتنمية.

يشارك هذا الأسبوع في كتابة هذه المادة الصحفية طالبان من طلاب كلية مأرب:

شكرا لكم لأنكم تهتمون بنا

علي عبدالله الناعري ـ كلية التربية والآداب والعلوم م/مأرب ـ مستوى ثاني ـ قسم آثار وسياحة

الثأر أصبح يمثل عائقاً أمام التنمية بل أصبح يمثل هماً أمنياً مخيفاً لدى كل فرد من أفراد المجتمع وهاجس قلق للدولة ، فالمواطنون يعيشون في حالة ذعر وخوف وعدم استقرار دائمين نتيجة جرائم القتل غير المشروعة (الثأر) التي يتوارثها الأبناء عن آبائهم جيلاً بعد جيل كما أدت إلى انقطاع الناس عن أعمالهم والأطفال عن مدارسهم وضياع اسر بأكملها نتيجة هروب عائلهم أو اختفائه وما يترتب على ذلك من عدم تربية الأبناء هذا وحده يمثل أهم تحد للتنمية

إن ظاهرة الثار وانتشاره في جميع المجتمعات القبلية وسواها ترجع لأسباب كثيرة من أهمها:-

غياب العدل إذ انه كلما غاب العدل وجب الثار والعكس وكذا عدم البت في القضايا المعروضة أمام أجهزة القضاء أو النيابة العامة وإصدار الأحكام القضائية المتصلة بها دون مماطلة أو تأخير أو تسويف خلال مرحلة تنفيذ الإجراءات القضائية مما يؤدي إلى ضياع حقوق الضعفاء في أروقة القضاء هو الأمر الذي أدي إلى فقدان هيبة القضاء وانعكس على الدولة واظهر ضعفها رغم أنها راعية للمجتمع وحامية له ، وبالإضافة إلى ضعف بعض أجهزة الأمن وكذا عدم توافر الأجهزة اللازمة لفحص المجني عليه أو فحص أداة الجريمة وكذا (اعتماد) مرتكب الجريمة على إمكانية إفلاته من العقوبة بطريقة أو بأخرى وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على القيام بواجباتها المتمثلة (بمنع ) الجريمة قبل وقوعها، وتفشي ظاهرة (الرشوة ) وما تؤدي إليه من آثار سلبية في ضياع دماء الناس، وغياب الوازع الديني عند الفرد والمجتمع والمتمثل في عدم اعتماد الفرد والمجتمع ما أقره شرع الله ، وغياب وجود التربية السليمة في البيت والقائمة على غرس قيم الخير والتسامح والتراحم ونبذ العنف ، الأمر الذي يؤكد على أهمية التربية الدينية والتعليمية وغياب دور علما الدين والمرشدين وأجهزة الإعلام ، وعدم تنفيذ أحكام القصاص الشرعي ، وعدم وجود الآلية السريعة للإبلاغ عن مرتكبي جرائم القتل لجميع الأجهزة الأمنية في عموم المحافظات، وتدخل المصالح والأطماع والمحسوبيات ، والحالة الاجتماعية والظروف الاقتصادية الصعبة .

إن ظاهرة الثأر من أبشع الجرائم وأشنعها، ومن أسوأ الظواهر وأخطرها، إذا تفشَّت في مجتمع أو انتشرت في بيئة أوردت أهلها موارد الهلاك، إنها تفتح أبواب الشر، وتحوّل حياة الناس إلى صراعات لا تنته

وقد أحسنت جمعية المستقبل للتنمية والسلم الاجتماعي بمحافظة مأرب عندما قدمت مبادرة تعمل حاليا على انجازها وهي متعلقة بتخفيف آثار النزاعات القبلية والثارات على الطلاب والمؤسسات التعليمية وتسعى من خلال الحملة الإعلامية والتوعوية المصاحبة لإقناع القبائل بالتوقيع على وثيقة تهجير للطلاب ودور العلم وتلك الوثيقة من شأنها جعل جميع الطلاب يواصلون تعليمهم في أجواء آمنه لذا فإننا نؤكد أننا جنود للجمعية في حملتها وسنعمل بقدر استطاعتنا من أجل خروج تلك الوثيقة إلى النور .. وأخيرا نقول للجمعية وشركائها ( شكرا لكم لأنكم تهتمون بنا ) وهي تحية إليهم من كافة الطلاب .

الثأر يغتال التعليم

حسين محمد الصوفي:كلية التربية والآداب والعلوم م/مأرب سنه ثانية ـ قسم آثار وسياحة

الثأر في المجتمعات البدائية بمأرب يمثل نوعاً من الضمان لتحقيق أولى صور العدالة البدائية ووسيلة ضرورية في الماضي لدفاع الجماعة عن نفسها أو أخذ المظلوم حقه بيده، وخاصة حيث يسود الظلم ويختلط بسبب الفساد والفوضى، الحق بالباطل ومؤَّدى ذلك أن الثأر والانتقام في المجتمعات البدائية كان ضماناً للعدالة ووسيلة ضرورية في العهود الغابرة للدفاع، فهو ليس شراً في ذاته، لأن أي كائن اجتماعي ينشد الحياة والاستقرار، يضطر إلى اتخاذ رد فعل تجاه ما يهدد حياته وأمنه من أخطار وأضرار، أما الوصف الأخلاقي للثأر والانتقام فيتوقف على قصد من يباشرونه والوسائل التي يلجأون إليها في ذلك وقد أتاح الثأر -باعتباره حق دفاع شرعي يمارسه الفرد وعائلته -الفرصة لتنظيم قواعد المساءلة عن أنماط السلوك الضارة والمحظورة في تلك المجتمعات.

والثأر " دم شخص عند شخص أو أفراد أو مجموعة أو أشخاص آخرين" يتم فيه تنفيذ القصاص بحقهم بطريقة غير مشروعة ويكون بإزهاق روح فرد (بريء) من عائلة الجانب اْلآخر أو موالية لهم ، أو بإزهاق نفس القاتل بدون مسوغ شرعي أو حكم قضائي صادر من صاحب ولاية قضائية ومعمد من ولي الأمر ، أي هو عملية انتقام من فرد او جماعة لفرد أو مجموعة أخرى بل قد يتعدى ذالك إلى أكثر من مجموعة ، وهو الأمر الذي يتعارض مع الشريعة الإسلامية ومقاصدها السامية النبيلة المتمثلة في تشريع القصاص ، بل ويتعارض مع قول الله سبحانه وتعالى: (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل انه كان منصوراً) .

أن ظاهرة الثأر ليست وليدة اليوم ، بل أنها قديمة قدم التاريخ الإنساني من عهد(آدم) عليه السلام عندما قتل (قابيل) أخاه هابيل كما جاء في كتاب الله العزيز مشيراً إلى أنه لذلك شرع الله سبحانه وتعالى (القصاص) والذي كان وما زال أهم الضوابط للحد من جريمة القتل والاعتداء مهما تنوعت وتعددت أنواع الضوابط الأخرى ، وان الله سبحانه وتعالى جعل القصاص سبباً لاستمرار الحياة حيث قال: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).

و ظاهرة الثار في بلادنا تعتبر من أكثر القضايا الشائكة التي تضر بالأمن والطمأنينة وتوفير السكينة للمواطنين لأنها أصبحت تؤثر بشكل أو بآخر على الاقتصاد الوطني ... فضلاً عن (تأثيرها) على قطاع السياحة إلى غير ذلك من الأضرار ، لكن ضررها على التعليم أكبر من أي أضرار وقد تعرض التعليم لأكبر عملية اغتيال لأنه لا يمكن أن يجتمع العلم والثأر.. لذا فإنه من الواجب علينا العمل بروح الفريق الواحد من أجل إبعاد الطلاب والمؤسسات التعليمية عن دائرة الصراعات القبلية والثارات حتى يتسنى للجيل أن يحصل على حظ وافر من التعليم وذلك كفيل بأن تسهم تلك الأجيال في محاربة الثأر واقتلاع جذوره وهذا ما نتطلع إليه وننتظر اقتراب ساعة تحقيقه.