النظام يريد إسقاط النظام!!
بقلم/ جمال حُميد
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 11 يوماً
السبت 16 إبريل-نيسان 2011 06:59 م

سقط النظام في تونس ولحقه بمصر وهو آيل للسقوط في ليبيا واليمن وبداية لملامح سقوط في سوريا وبعض الدول العربية الأخرى في تطور فكري عربي قد يكون صحوة لا شعورية من قبل البعض وصحوة تخطيطية من قبل البعض الآخر.

ولكن الأهم ما يحدث الآن في بلادنا اليمن وما يفعله فرقاء السياسة من عملية كر وفر وتعود بنا الذاكرة لمسلسل الأطفال " توم وجيري" وكيف أن فرقاء السياسة في بلادنا أصبحوا يتلاحقون ولا يتفقون أبداً وإن اتفقوا على شي فإنه لا يظل سوى فترة بسيطة ويعود الاختلاف فيما بينهم وطز بالوطن والمواطن.

في اليمن صحيح لدينا اختلاف كبير عن باقي الصحوات الشبابية في البلدان الأخرى خصوصا وان اليمن لديه من المؤهلات الكثيرة التي تميزه عن غيره بدء من تصنيفات وتشعيبات وآثار القات ووصولا للسلاح الذي أبسط منزل في اليمن يمتلك مسدس يدافع به عن نفسه وقت اللزوم.

ولكن الأمر المحير أن النظام في اليمن هو من يريد إسقاط النظام بجانب ما يريده الشباب ولكن هذا الأمر لم يفهمه البعض خصوصاً مع تحجر ووقوف النظام الحالي وعدم اتخاذه أية إجراءات حقيقية تمكنه من تهدئة الوضع كما أن المعارضة في بلادنا أيضا لم تقم بممارسة عملها الحقيقي كمعارضه لمساعدة السلطة في تخطي الأزمة السياسية الحاصلة في بلادنا بل زادت الطين بلة وأصبحت تدغدغ مشاعر المواطنين بأخطاء السلطة وتستغلها في مكايدات حزبية والسعي للوصول إلى كرسي السلطة عبر طرق غير مشروعة.

كتبت في مقال سابق رسالة موجهة لرئيس الجمهورية عسى أن تصله في بداية ثورة الشباب والتي ناشدت فيها الرئيس التدخل بأمر مستعجل كون الأمر لا يحتاج للتأخير ولكن ثبت لي أن الأمر تأخر الآن بعد أن كانت مطالب الشباب في البداية بعيداً عن الأحزاب عبارة عن مطالب حقوقية جوهرها كان اقتلاع الفساد واستبداله بالنظام والقانون وكذا اجتثاث أساليب الفساد من وزراء ومحافظين ورؤساء مؤسسات ومدراء عموم وموظفين أيديهم ملطخة بالفساد ويمنع قوت يوم المواطن البسيط من أن يسد رمق جوعه لتتحول فيما بعد تلك المطالب وبسبب التأخير الذي حرص عليه النظام في البلاد وعملت المعارضة على استغلاله إلى مطالب فاقت الفساد وطالبت برحيل نظام بأكلمة واستبداله بنظام مدني يستطيع الشباب المفترشون الأرض في ساحات الاعتصام أن يتفاهموا معه كما فعلها إخوانهم في الدول العربية التي رحل فيها النظام.

طبعا أنا لا زلت عند موقفي الثابت مع النظام الحالي حتى الأخير كونه نظام شرعي ودستوري ولن أغيره أبداً إلا بتغيره بطريقة شرعية ودستورية وعندما يقول الشعب كلمته في انتخابات تكفل للجميع حرية العيش في امن واستقرار بعيدا عن الذين ينادون باسم الشباب ويستغلونهم للوصول للسلطة بأي شكل من الأشكال ولكن يتوجب علي كأحد الأشخاص في هذا الوطن أن أنبه إلى أي خطأ يقوم به أي شخص سواء في السلطة أو المعارضة ومن واجبي الوطني أن أحذر من مغبة جر اليمن إلى مستنقع الدم والفتنة.

وأريد أن أقول للنظام الحالي: انك ارتكبت غلطة كبيرة وحقيقية عندما أهملت الشباب وبحثت عن القبائل متناسيا أن الشباب يمثلون الشريحة الكبيرة في البلاد وأهملت معهم التخاطب العقلاني والحواري الجاد واستخدمت ضدهم العنف والقوة التي راح ضحيتها الكثير من الشباب في عدة محافظات يمنية .

فالعنف لا يولد إلا العنف وكان الأولى وبحكم أن النظام يعلم أن من يتواجهون معهم بالواجهة هم شباب غرر بهم من قبل أشخاص وكان يجب على السلطة والنظام محاورة عقول تلك الشباب ومخاطبة تفكيرهم بتأني وعقلانية تحتم على الجميع أن يحترمها دون الانجرار وراء من يريدون الفتنة وإراقة الدماء.

الجميع يريد التغيير حتى فخامة الرئيس وهذا ما أشرت إليه في أكثر من مقال ولكن الجميع يختلف حول الطريقة التي سيتم بها التغيير وكلا يرى الحق معه وينسى أن الوطن أعلى وأغلى من أي شيء يمكن أن يحققه الفرد أو المجموعة أو السلطة أو المعارضة.

فما حدث من تكوين لجان تنسيقية في ساحات الاعتصام من قبل الشباب وأتمنى أن تكون بعيده عن الأحزاب هي خطوة نحو تحقيق الأهداف التي خرج من اجلها الشباب كافة ولكن يبقى على الجميع نظام يمثله فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية واللجان التي شكلت من داخل ساحات الإعتصامات في المحافظات كافة عليها أن تقدم التنازلات من أجل الوطن وان يجلسون إلى طاولة الحوار فيما بينهم وكلا يطرح وجهة نظره ومطالبه ويخرجون برؤية واضحة تلبي تطلعات وطموحات الجميع وأهمها مصلحة الوطن فالوطن يجب أن يكون فوق الجميع.

أخيراً

هي رسالة أخرى أتمنى أن تصل لفخامة الرئيس الذي عهدناه حكيماً وصبوراً بأن يصدر توجيهاته الصارمة بعدم استخدام العنف ضد أي معتصم أو متظاهر وان ينسى المعارضة التي تصطاد بالماء العكر ويخاطب الشعب الذي يؤيده والذي لا يؤيده بإصلاحات سريعة وفعاله تبدأ باجتثاث الفساد وتقديم الفاسدين والمفسدين للمحاكمة العاجلة وكذا إحداث تغيير عام وشامل لكافة القطاعات في الدولة من حكومة ومؤسسات وإدارات وتغيير الحرس القديم بوجوه شابة ودماء جديدة تفكر بتفكير الشباب وعملهم.

ورسالة أخرى للإخوة الشباب المرابطين في كافة ساحات الإعتصامات في الجمهورية اليمنية بأن لا ينجروا وراء أيً من الأحزاب ومن يدعون للعنف فالعنف لا يولد إلا العنف وكلما زاد العنف زادت الخسائر البشرية ونحن باليمن مقبلون على مرحله تاريخيه نحتاج فيها لكل قطرة دم يمكن أن تراق للعمل على خدمة الوطن .

وكما غناها الفنان الكبير أيوب طارش: "معولي قاسم سيفي عشقه نصرة الحق وخير اليمني"

احبك يا وطني ... اعشق ترابك ... وأقدس كل شبر فيك

gammalko@hotmail.com