مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
المتتبع لفصيل من الحراك الجنوبي يجده يتحرك على إيقاعات جلها ليست متناغمة بل هي صاخبة ومزعجة أو أنها إيقاعات نشاز ومعيبة شرعاً وقانوناً وعرفاً ومنطلقاً.
وهذه الإيقاعات هي على النحو التالي :
1. الجنوب العربي :
إن مصطلح الجنوب العربي لم يكن موجوداً في السابق إلا من خلال فرضه من قبل سلطات الاحتلال البريطاني إبان احتلالها لعدن والمحميات التابعة لها في القرن الماضي، وقد فرضته بريطانيا لخدمة مشروعها الاستعماري في المنطقة وقد آمن بهذا المشروع " الجنوب العربي " حزب الرابطة الذي أسمى نفسه حينها " حزب رابطة أبناء الجنوب العربي " وقد شُنّت عليه حرب شعواء من قبل الرفاق " الاشتراكيين " الذين كانوا يؤمنون بوحدة تراب اليمن أرضاً وإنساناً معتبرين ذلك المشروع البريطاني والإيمان به خيانة وعمالة، ومارسوا ضد الرابطة كل صنوف التعذيب والتنكيل والقتل حتى أنهم شوهوا سمعة هذا الحزب العريق الذي ناضل وبكل شرف وبطولة من أجل تحرير الجنوب من دنس الاستعمار البريطاني البغيض، وان عملية إيمانه بمشروع الجنوب العربي ربما في ذلك الوقت كان لهم تفسيرهم الخاص، ولهم مبررات معينة، وأنا من خلال لقاءاتي بقيادات ورموز الرابطة بدءاً بالسيد عبد الرحمن الجفري وانتهاءً بأدنى قيادي منهم لمست فيهم صدق النضال ونبل التضحية.
ولكن الغريب اليوم أن الذين ناصبوا العداء للرابطة وسحلوا قياداته أصبحوا اليوم هم من يتبنون المشروع البريطاني القديم والذي تخلت عنه بريطانيا اليوم وأصبحوا يطلقون التهم بالعمالة والخيانة على كل من لا يؤمن بالجنوب العربي بل ويعتدون عليهم .. وهذه الفئة هي نفسها التي نكلت وعذبت وقتلت وشردت قيادات الرابطة القلمية منها والسياسية والقبلية، والتاريخ خير شاهد على ذلك وهي نفسها اليوم من يقود فصيلاً من الحراك يوصف بأنه حراك متطرف وعبثي .
هذه الفئة من قيادة الحراك التي لا تحسن سوى لغة التخوين والعمالة والقتل والتصفية بالبطاقة الشخصية وهو قمة الإرهاب والتطرف بعينه .
لكن الجنوب العربي من حيث الواقع هو عبارة عن جهة جغرافية ورقعة من الأرض تشمل أجزاءً من المملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة عمان .
إذاً فمصطلح الجنوب العربي هو مشروع استعماري بريطاني أُستخدم في فترة زمنية معينة لتأدية أغراض سياسية استعمارية معينة لا داعي لذكرها .. وهو من حيث الواقع عبارة عن جهة من الأرض تشمل عدة دول عربية متجاورة .
وهنا فإن إيقاع الجنوب العربي الذي يتحرك عليه هذا الفصيل من الحراك ليس له وجود ككيان سياسي مستقل سابقاً أو اليوم، فهناك كان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم غُير الاسم إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و لا توجد دولة باسم دولة الجنوب العربي دولة ذات سيادة معترف بها بموجب مواثيق الأمم المتحدة.
فكيف لهذا الحراك أن يطالب بدولة اسمها الجنوب العربي لم تكن موجودة أصلاً ككيان سياسي وقانوني معترف به ؟ وكيف لهذا الحراك يريد أن يتم مناصرته من دول الجوار وهو يهددهم أصلاً في سيادتهم من عدة جوانب ؟
ولو أننا سلمنا جزافاً بدولة مستقلة تسمى بالجنوب العربي فهي ستكون شاملة لسلطنة عمان وأجزاءً من السعودية إضافة إلى اليمن فهل يعقل هذا ؟
إلا إذا كان هذا الحراك يعتمد على ما يسمى بالهندسة الفراغية التي تعتمد على التخيلات ورسم الأشكال الهندسية البديعة والجميلة في الفراغ وفي الفضاء الطلق؟!
إذاً فهذا الإيقاع الذي يتحرك عليه الحراك معيب شرعاً وقانوناً ومنطلقاً .
2. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية :
هي عبارة عن كيان سياسي وقانوني ودولة لها مساحة من الأرض ولها حدود وشعب وحكومة ونظام ذات سيادة معترف بها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة حيث كان لها مقعد في كل المحافل والهيئات والمنظمات الدولية وتحمل علماً خاصاً وليدها جيش خاص وعملة خاصة وكل مقومات الدولة المستقلة ذات السيادة منذ 30 / 11 / 1967م وحتى 21 / 5 / 1990م.
هذه الدولة أو هذه الشخصية الدولية ذابت في كيان جديد واحد وفي شخصية دولية واحدة بناءً على اتفاق قيادة ج.ي.د.ش . مع قيادة ج.ع.ي . ظهر بموجبه في الوجود شخصية دولية واحدة جديدة هي الجمهورية اليمنية في 22 / 5 / 1990م حيث ذلك سلمياً .
حصلت بعد ذك أحداث جسام لا يتسع المقام لذكرها إذ سنتطرق لها بالتفصيل في مقال جديد آخر بمشيئة الله تعالى .
إذاً انتهت قانوناً من الوجود من الناحية الدولية دولة كانت تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأخرى تسمى الجمهورية العربية اليمنية ليكون في الوجود القانوني والسياسي دولة واحدة تسمى الجمهورية اليمنية دولة ذات سيادة،
ومع ذلك فإن فصيل من الحراك يتحرك على هذا الإيقاع المنعدم قانوناً ودولياً ..
ويتحدث بصيغة : " نحن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية " وكذا " نظام الاحتلال في الجمهورية العربية اليمنية" كما في خطابات زعيمهم السيد علي البيض وأتباعه ويرفعون علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويتحدثون وكأن الدولتين المنعدمتين السابقتين قائمتان فعلاً بل إن هذا الفصيل من الحراك يفعل ما يشاء في بعض محافظات الجنوب مستغلا انقسام الجيش الذي أدى إلى ضعف الدولة وراح يشكل منظمات المجتمع المدني التابعة له ويعقد مهرجاناته ويمارس اعتداءاته على الآخرين والتي هي عبارة عن هواية قديمة ومتعة متأصلة بالنسبة لقيادات هذا الحراك تشعر معها بالنشوة والانتعاش !!
كل هذا بسبب ضعف الدولة وهيبتها .. متناسين أن هذا الحال لن يدوم طويلاً وقد بدأت خطواته، وعندئذٍ هذا الحراك وقياداته سينزوون ويعود البعض الآخر منهم إلى كهوفهم ومخابئهم إن وجدوها!!
إذاً هذا الإيقاع الذي يتحرك عليه الحراك ـ آنف الذكر ـ إيقاع غير متناغم ونشاز وغير قانوني إذ بمجرد التوقيع على اتفاقية الوحدة في عدن ذابت معه الشخصيتين الدوليتين السابقتين وظهرت شخصية دولية واحدة اسمها الجمهورية
اليمنية تم سحب كل المقاعد الدولية السابقة للدولتين وصار هناك مقعداً واحداً معترف به فقط، وهذا يجعل هذا الحراك يغرد خارج السرب أو أنه شبيه بشعراء الأطلال الذين يبكون على الأطلال القديمة ويستعيدون مجدهم الغابر من خلال
قصائدهم وأشعارهم ويعيشون لحظات رومنسية وردية عذبة يذكرون فيها الديار والحبيب ويقفون لحظة عليها ثم يعودون لواقعهم الحقيقي الذي يعيشونه بحلوه ومره!!
3. قرار مجلس الأمن الدولي رقم 924 والقرار رقم 931 :
المتفحص لهذين القرارين الأمميين يجد بأنهما ليس فيهما إشارة إلى استعادة دولة الجنوب، فقط تضمن القراران وقف فوري لإطلاق النار وحل الخلافات السياسية بالطرق السلمية ومعلوم في الفقه السياسي والقانوني أن الخلافات السياسية التي تنشب بين الأطراف السياسية داخل البلد الواحد عكس الخلافات الدولية التي تنشب بين الدول والتي يكون طابعها حدودي أو ما شابه ذلك .
وسياق القرارين ليس فيه حتى مجرد الإشارة لاستعادة الدولة كما يروج لذلك الحراك والذي أظنه يوهم نفسه ويوهم شريحة من أبناء الجنوب ممن لم يطلعوا على هذين القرارين لمجلس الأمن الدولي .
وأما اعتمادهم على تصريحات عمرو موسى الذي كان يشغل منصب وزير خارجية مصر في 1994م فهذه لا تعد عن كونها مجرد تصريحات صحفية ليس لها حجة قانونية إلا ما خرج منها على شكل بيان رسمي من حكومة مصر والذي لا يلزم إلا مصر فقط وهذا لم يحدث أصلاً .
وعليه فاعتماد هذا الفصيل من الحراك على هذين القرارين كالذي يعتمد على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ؟! هذا من جانب ومن جانب آخر إذا علمنا أن مجلس الأمن الولي قد أصدر مؤخراً قراران هما 2014 و 2051 متعلقان بالشأن اليمني وبأحداثه الأخيرة وكليهما يؤكدان على وحدة اليمن وتبني المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتسوية الأوضاع فيها وبحسب العرف الدولي فإن هذين القرارين ينقضان القرارين السابقين 924 ـ 931 ، وأنا في تقديري أرى أن لا تصادم بين كل القرارات حتى وإن تمسك ببعضها الحراك !! لأنها ليس فيها ما يشار لاستعادة الدولة كما يدعي الحراك .
إذا ً هذا الإيقاع الذي يتحرك عليه الحراك لا معنى له ويعتبر نشازاً في حقهم وغير مقبول قانوناً ولا حتى عقلاً لأنه لا يخدم الحراك نفسه ولا يخدم أهدافه ومعتقداته !!
ثمة مسألة جديرة بالإشارة هنا وهي أن هناك في الحراك من يرفع عدة أعلام ورايات ربما هي انعكاس لحالة الخصومة والعدائية البينية الكامنة والتي هي كالنار بين الرماد، إن شررها بدأ يتطاير هنا وهناك وبدأت ألسنة اللهب تشتعل لتصل إلى شخص علي البيض، والذي يزور المواقع الإليكترونية التابعة للحراك يجد العجب العجاب.. الدكتور عبد الحميد شكري وهو نائب رئيس المجلس الوطني للحراك الجنوبي وهو من قيادات الحراك المعروفة قال في مقابلة له على قناة الحدث بتاريخ 28/7/2012م : أن علي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني هو سبب معاناة الجنوب وكوارثه " انتهى كلامه . وانظروا، لم يقل أن علي سالم البيض رئيس الجنوب وإنما قال " الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني " .. ثم نسب إليه كل معاناة وكوارث الجنوب .. وبالطبع أن الدكتور شطري لم يخطئ .
نعود الآن إلى الرايات واختلافها إذ المتتبع يرى أن علي البيض مثلاً وأتباعه يرفعون علم ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ذو الثلاثة الألوان؛ الأحمر والأبيض والأسود ويتوسطها مثلث أزرق به نجمة خماسية حمراء والتي ترمز للحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب سابقاً. وآخرون يرفعون نفس العلم ولكن بدون نجمة حمراء .. وآخرون مثلهم يرفعون علم السلطنة القعيطية .. وآخرون من شكلهم يرفعون رايات خضراء " وكل في فلك يسبحون " .
إن تعدد الرايات والأعلام يجعلك وكأنك وسط مونديال لكرة القدم يتنافس فيه عدة منتخبات كل له رايته الخاصة به !! والمضحك أن البعض من شباب الحراك ـ ولا يلامون ـ يعتقد بأن علم الجمهورية اليمنية الحالي هو علم الجمهورية العربية اليمنية " علم الشماليين " بينما التاريخ يقول بان هذا العلم هو علم من كان يقاوم الاحتلال البريطاني بعدن ـ الجبهة القومية ـ والذي كان السيد البيض عضواً فيها، ثم بعد الوحدة صار علماً للجمهورية اليمنية بينما علم الجمهورية العربية اليمنية هو علم آخر معروف ذو ثلاثة ألوان؛ أحمر، أبيض، أسود، ووسطه نجمة خضراء ولكن هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون ما هذه الأعلام والرايات وإلى ماذا ترمز ؟!
4. فئة الشباب أو ما يسمى بجيل الوحدة :
يتحرك هذا الفصيل من الحراك على هذه الفئة العمرية من الشباب ممن ولدوا في عهد الوحدة وليس لديهم أي دراية أو علم بما كان حاصل قبل عام 1990م أي في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات الفترة التي كان قيادات الحراك اليوم يحكمون الجنوب فيها بالحديد والنار والبطش والظلم الشديد.
إن الشباب الذين يتحرك عليهم الحراك اليوم لا يعلمون أن قادة الحراك هم من سفك الدماء وسحل العلماء والساسة والقبائل في الجنوب .. وهم وليس غيرهم من صادر ممتلكات الناس وأموالهم وهتك أعراض البعض منهم وشرد آخرين وعاث في أرض الجنوب ظلماً وفساداً .
الشباب اليوم الذين يتحرك عليهم الحراك لا يعلمون شيئاً عن المجازر التي ارتكبها قادة الحراك اليوم بالأمس القريب في الجنوب!! لا يعلمون شيئاً عما اقترفته هذه القيادة ـ والتي كانت تسمى باليسار ـ بالرئيس والزعيم
الجنوبي / قحطان الشعبي ذلك العملاق الجنوبي وهو أول رئيس للجنوب بعد الاستقلال في 1967م حيث قاموا باعتقاله ـ وهو رئيس دولة ـ وإيداعه في سجن انفرادي وذلك عن طريق رهن الإقامة الجبرية في بيت لا يليق بالحياة الآدمية فضلاً عن رئيس دولة من 22/6/1969م ومنعوا عنه الزيارة أو الاتصال بالناس حتى أصيب بحالة نفسية على إثرها فارق الحياة في يونيو 1981م . وهذا والله قمة الإرهاب .
لا يعلمون شيئاً عن حادثة الطائرة الشهير وما أقدمت عليه القيادة الحالية للحراك الملطخة أيديهم بدماء الجنوبيين الشرفاء، فهذا حادث الطائرة والمشهور بطائرة الدبلوماسيين في ليل 31/4/ على 1/5/1973م حيث قاموا بتفخيخ الطائرة المستهدفة ـ ليس من قبل أنصار الشريعة، وإنما من قبل أنصار الشيوعية ـ ووضعوا فيها خيرة الدبلوماسيين الجنوبيين وذلك في أعقاب اجتماع لهم بعدن وبعده طلبوا من الدبلوماسيين القيام بزيارات لمحافظات الجنوب .. وكانت هناك طائرتان حيث وضعوا المستهدفين في طائرة واحدة وفخخوها، حيث انفجرت في أجواء محافظة شبوة وتناثرت فوق صحراء الربع الخالي وقتلوا جميعاً ومنهم سيف الضالعي ونور الدين قاسم وآخرون . أبعد هذا الإجرام إجراماً ؟؟! أبعد هذا الإرهاب إرهاباً؟! .
شباب الحراك لا يعلمون شيئاً عن مجزرة " سالمين " الرئيس سالم ربيع علي الذي قاموا " قيادة الحراك اليوم " بقتله بطريقة بشعة ولم يعرف أبناء الجنوب ولا حتى أهله إلى اللحظة أين دفن سالمين بعد مقتله ؟!
ومجزرة 13 يناير 1986م والتي تفوق مجزرة قانا وحشية وإجراماً بفلسطين والتي ارتكبها اليهود ـ حيث وصل القتل فيها ـ أي مجزرة 1986م ـ إلى حد القتل بالبطاقة الشخصية !!، حتى الإعلاميين وغيرهم لم يسلموا .. فهذا الإعلامي
القدير والمذيع الكبير عبد الرحمن بلجون وهو أحد كوادر الجنوب الإعلامية والذي كان يشغل في يناير 1986م منصب مدير الإذاعة والتلفزيون حيث اقتحموا مبنى الإذاعة والتلفزيون بعدن وقاموا باختطافه واقتياده إلى مكان مجهول ولم يعرف عنه أهله حتى اللحظة شيئاً أحيٌّ هو أم قتل ؟ ـ مع أن المؤكد أنه قُتل ـ كما ذكرت ذلك أخته المذيعة الرائعة بقناة عدن الإعلامية أمل بلجون في إحدى مقابلاتها بقناة عدن .
إنها جريمة بل جرائم ومآسي وكوارث، وشباب الحراك لا يعلمون أن قيادتهم الماصة للدماء هم من اقترفوا هذه الجرائم، اقترفوها بحق الجنوب أرضاً وإنساناً .
شباب الحراك لا يعلمون شيئاً عن سحل علماء حضرموت وسجن البعض منهم وتعذيبه منهم وتشريد الآخرين، لا يعلمون شيئاً عن مجزرة حلفون بمدينة الديس الشرقيةوالتي راح ضحيتها خيرة أبناء ورجالات الديس الشرقية عام 1971م بمن فيهم المسئول الأول بالمدينة ومعه آخرون معلمون وشخصيات اجتماعية أبرياء ومازالت آثار هذه الجريمة والمجزرة بادية للعيان وشاهدة عليهم !!
الشباب الذين يتحرك عليهم الحراك لا يعلمون شيئاً عن تكميم الأفواه وطوارق الليل وزوار الفجر وعثرات النهار .. قد يقول قائل : هناك تصالح وتسامح وانتهى الأمر !! أقول لا هذا ضحك على الذقون وهروب من العقاب !! كيف ؟!
إن مبدأ التصالح والتسامح جميل جداً وسامٍ وعظيم، لكن التصالح والتسامح هذا الذي يتغنون به مع ما حدث؟ للأسف لقد تم التصالح والتسامح ـ أو ادعوا ذلك ـ
بين الزمرة والطغمة، أي بين القتلة !! والفروض كان يحدث مع الضحايا مع أسر الشهداء مع من قَتل آباءهم وإخوانهم وأبناءهم، مع الجرحى مع من هدمت منازلهم مع من هُجّروا وشُرِّدوا هذا هو التصالح والتسامح، وما عدا ذلك فاستخفاف
واستغفال بعقول الناس .
وقد يقول آخر: بأننا أبناء اليوم وهذا تاريخ ومضى !! ولكنني أقول: إن القيادات التي كانت تسوم الجنوب سوء العذاب وارتكبت تلك المجازر هي نفسها تلكم القيادات التي تقود الحراك اليوم لم تتغير في فكرها وسلوكها، بل إن البعض منهم لم يستطع تغيير حتى تسريحة شعره !! فهي قيادات تنينية محنطة أطلت برؤوسها الشيطانية من جديد، استغلت سوء الأوضاع والمظالم التي مارسها النظام البائد ضد أبناء الجنوب واستغلت سن الشباب الذين لا يعلمون شيئاً عن ماضي هذه القيادات التي أجرمت في حق الجنوب وأبناء الجنوب عامة وحضرموت خاصة .
عادت هذه الزعامات الخشبية من جديد وهي رميم بعد أن نفخ فيها نظام المخلوع الروح لتمارس نفس الأدوار السابقة ولكن هذه المرة عن طريق قضية عادلة وعن طريق فئة عمرية غضة طرية بعمر الزهور يريدون أن يتسلقوا على أكتافهم ويعودوا من جديد ليحكموا إن استطاعوا !! فهل تنبه الشباب لخطر هؤلاء المغول والفلول ؟!
5. إيران :
الإيقاع الآخر الذي يتحرك عليه هذا الفصيل من الحراك هو التحالف مع إيران، ومعلوم ماذا تشكل إيران بالنسبة للسنة ولدول المنطقة والجوار تحديداً، لكن هذا الأمر ليس مستغرباً من هذا الحراك إذ التاريخ يقول بأن قياداته هي نفسها كانت
في منتصف ونهايات القرن الماضي إبان حكمها المتخلف والأرعن للجنوب متحالفة مع الشيوعيين " الاتحاد السوفييتي سابقاً " في الوقت الذي كان العالم الغربي ومعظم دول العالم العربي وبالذات الجزيرة والخليج كانوا على قطيعة بل على عداء مع الشيوعية، ومع هذا فإن النظام السابق في الجنوب والذي الآن يقود جزء من الحراك تحالف مع الشيوعيين ودخل في عداء مع دول الجوار وعاش في عزلة إقليمية فراح يشكل جبهة في شرق الجنوب أسماها ـ جبهة تحرير عمان ـ وشكل فرقاً أخرى للتناوش مع حراس الحدود بالسعودية بحجة القضاء على المرتزقة .
واليوم يتحالفون مع إيران الشيعية ويقومون بتنفيذ مخططات إيرانية هدفها خلق بؤر توتر وصراع في المنطقة مما يوسع المشروع الشيعي الصفوي وتهديد الجارة الكبرى السعودية، وأن إلقاء القبض على الشبكة الإيرانية الجاسوسية في صنعاء
التي دخلت اليمن بغرض التجارة ولها فرعين في تعز وعدن ونتائج التحقيق معهم سيكشف كثيراً مما يجهله البعض منا .. باختصار شديد هذا الإيقاع الذي يتحرك عليه الحراك غير متناغم من جهات عدة، داخلياً؛ فأبناء الجنوب يدينون الله تعالى وفقاً للمذهب السني الشافعي، وخارجياً دول الجوار كلها سنية وهذا سيجعل الحراك في النهاية خارج المسرح بل حتى ليس خلف الكواليس إلا إذا ذهب إلى " كربلاء وقُم " عله يجد ضالته هناك أو على الأقل هناك لن يستطيعوا أن يرموا
أحداً بالحجارة لأن الحجارة هناك مقدسة ولما مكانتها !!
إن تحالفهم مع إيران يضع هذه القيادة الحراكية ـ المعاقة فكرياً وسلوكياً ـ يضعها في حرج شديد مع أبناء الجنوب كما وضعهم في السابق إبان التحالف مع الشيوعيين .
وبالتالي فإن كل هذه الإيقاعات غير المتناسقة وغير المتناغمة والمزعجة وتمسك الحراك وتحركه عليها يعتبر كالذي يتمسك بالحبال البالية، وقد قال الشاعر الكبير المرحوم بإذن الله / حسين أبو بكر المحضار :
تقبض بالحبال البالية ليهم ركاك * من دون إدراك
ولي ما عز نفسه في الهوى سيبه * وعبر فوقه الشاك
وقال في قصيدة أخرى له :
تمشي لمه على بهامك فتح عيونك
لا تحسبه ماء أمامك قدامك إلا سراب !!
فهم بحسب هذه الإيقاعات يمشون في سراب خداع، فياليت يعي العقلاء من هذا الحراك ويضعون أيديهم في أيدي إخوانهم الجنوبيين لنيل كافة حقوقنا غير منقوصة، بطرق سلمية بعيداً عن الشطط في الآراء والمواقف وبعيداً عن الارتماء في الخارج أو استخدام العنف وسيلة لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة.
والله من وراء القصد ،،