أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة''
وصلتني في الأسبوعين الماضيين عشرات الرسائل الالكترونية التي تضامن أصحابها مع الشعب اللبناني «الصامد»، وقد عبروا عن اعتزازاهم بقوة هذا «الشعب العنيد الذي سيرفع رأس العرب». لم أجادل كثيراً في الشعارات الطنانة لبعض هذه الرسائل لأنني أعرف صدق نيات مرسليها. ولكن استوقفتني رسالة بعنوان «ما لن تشاهده على الـ"سي إن إن"»، وهي تتضمن مجموعة صور لضحايا المجازر التي ترتكبها اسرائيل بحق المدنيين اللبنانيين منذ بدء الهجوم العسكري. الصور، وكلها بثتها شاشات التلفزة العربية مراراً، يغلب فيها الاطفال المرمية جثثهم وسط الشوارع مدماة وليس من ينتشلهم. بعضهم أيضاً، كان يبكي في حضن والده أو والدته والخوف والذعر باديان على وجهيهما معاً، وقد ارتمت العائلة كلها في أحد مراكز النازحين. مجموعة الصور تلك، تشهد على وحشية ما تقترفه إسرائيل ضد أشخاص مدنيين عزل، لا حول لهم ولا قوة، وهي بالتأكيد صور ستبقى في أرشيفنا ولن تبثها «سي إن إن» كما يقول عنوان الرسالة. فالإعلام الأميركي عموماً، والموجه إلى داخل الولايات المتحدة خصوصاً، يركز طويلاً على وجه امرأة باكية في تل أبيب ولا يأتي حتى على ذكر عدد الضحايا اللبنانيين في هذه الحرب. كما أن تقارير طويلة وكثيرة أعدت من ملاجئ حيفا، فيما لم يقدم مراسل أميركي واحد على زيارة مركز من مراكز النزوح في بيروت أو غيرها من المناطق.
هذا كله صحيح، «سي إن إن» لن تبث هذه الصور ولا غيرها من المشاهد التي تعنينا وتدعم القضايا الانسانية في منطقتنا. لكن فلنتوقف لحظة عن شتم الاعلام الاميركي ونفكر في ما نملك في المقابل. نملك في الواقع قنوات تلفزيونية وفضائيات تبث على مدار الساعة هذه الصور نفسها التي لن تعرضها الـ «سي إن إن»، ولكن بسياقات مختلفة غير سياق حدوثها.
فأجساد الأطفال وأشلاؤهم تحولت على شاشاتنا «فيديو كليب» للأغاني الثورية والحماسية التي تشحذ همم المحاربين ومن يصفقون لهم. والنزوح والتشرد والجوع، كلها بطولات، يبدي الإعلاميون إعجابهم بها وهم يتنقلون بين مراكز النازحين.
فجولات بعض المراسلين على المدارس حيث يكتظ أكثر من 30 شخصاً في غرفة واحدة، صارت مناسبة لحصر هؤلاء في صورة نمطية عن البطولة، أكثر منها عرضاً للحال الانسانية للمهجرين. وفجأة وجدت الأمهات الباكيات، والاطفال الجياع والرجال الخائفون أنفسهم في دور الأبطال الصامدين الذين سيرفعون رأس العرب قاطبة. لكن هذه الصورة النمطية عن البطولة تنزع عن هؤلاء إنسانيتهم، وتجعلهم يبدون في مظهر من لا يمل التنكيل به، عدا عن أنها تبتعد عن قضيتهم وهي بالدرجة حالهم التي تتطلب تدخلاً سريعاً. صحيح أن «سي إن إن» لن تبث هذه الصور ولا غيرها مما يدعم قضايانا، لكن في المقابل دعونا لا نحيد عن «انسانية» صورنا بشحنات مبالغة من البطولة.
* بيسان هي محررة صفحة الشباب في يومية الحياة.