الذيباني.. بطولات على درب سبتمبر المجيد
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: أسبوعين و يوم واحد و 17 ساعة
الأربعاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2024 07:05 م
  

بداية اقدم اعتذري الشديد للشهيد البطل ناصر الذيباني وللابطال الذين استلهموا من مواقفه وبطولاته زاد على طريق النصر 

كنت قد قمت باعداد خارطة كتاب عن حياة وبطولات الشهيد ليكون بين يدي عشاق الكرامة الوطنية في ذكرى استشهاده لكن نظرا لعدم توفر المادة الكاملة عن بطولات الشهيد والتي لم يستكمل جمعها للاسف الشديد نظرا لضعف ومحدودية التوثيق الذي تعاني منه الذاكرة الوطنية الجمعية وانعدام حاسة نشر وتوثيق بطولات العظماء عند القيادات ذات التوجه الاسلامي في اليمن خصوصًا وقد تواصلت مع البعض وللاسف فان مخيلتهم السياسية والتاريخية لا ترقى لمستوى بطولات وملاحم المعركة الوطنية فاثرت التريث حتى جمع المادة التي تليق بالحد الادنى من مكانة الشهيد والملاحم البطوليه التي خاضها واسجل هنا عظيم الشكر وجزيل الامتنان والتقدير للنبلاء الذين قدموا شهاداتهم عن سطور الضوء والضياء وخطوط النور الذي بثها الذيباني في ربوع اليمن العظيم .

 

تقف الكلمات عاجزة والعبارات خجولة في تناول مآثر وقصة كفاح وصمود ونضالات البطل العملاق الفريق الركن ناصر علي الذيباني . 

الذي سطر ملاحم من البطولة والفداء والتضحية وسفر خالد من النضال الوطني المشرق في سبيل الدفاع عن الجمهورية والسيادة الوطنية وحرية وكرامة شعب اليمن العظيم .

 

خاض في مقدمة الصفوف وقاد ركب الابطال في خوض غمار معركة متصلة لسنوات عدة

عرفته صحاري اليمن ووديانه وآبة معه تلال اليمن وجباله وشهدت على نضاله وبسالته كل ذرات الارض ونسمات الهواء وروانق الشمس فكان سيد الابطال وانبل المحاربين .

 

يدرك كل من عايش هذا البطل انه استثنائي في كل شيء الشجاعة المفرطة النزاهة العالية الاقدام المبهر القدوة الحسنة 

هكذا خلقه الله تبارك وتعالى كبير في كل شيء ومتفاني في سبيل وطنه حد الجنون 

  

 نقف في هذه السطور مع بعض من بطولات هذا العملاق في مواجهة الإمامة:

 

اولا: الارضية الفكرية والمعرفية للشهيد :

  

 شكلت الارضية الفكرية والمعرفية والامتداد النضالي الاسري والخلفية الاجتماعية والثقافية ذات الجذور الاسلامية شخصية وتوجهات وحياة هذا البطل وانحيازه المطلق لصف الجمهوري ، تحققت في هذا البطل جناحي الانطلاق واهم عوامل النجاح فطرة سليمة وشجاعة بالسليقة واقدام متوارث مع ارضية واسعة من التجارب والنضال والخبرات والتاهيل العلمي والاكاديمي المتميز لتخلق منه محاربا صلبا وقائدًا متمكنا وزعيم مليء بروح الانسانية وابجديات الوطنية ومعاني النضال .

  

ثانيا : مواجهة التمرد في صعدة وبني حشيش :

 

خاص مع المخلصين من ابناء اليمن

اهم واقدس المعارك التي انصهر فيها الشهيد بقوة كبيرة وقيمية عاليه وشرف كبير اعتز به هي معارك الكرامة الوطنية ضد الامامة وفلولها في مواجهة المشروع الإمامي الحوثي الطائفي منذوا بداية التمرد في محافظة صعدة  

 وأطراف عمران وصولاً إلى بني حشيش على مشارف العاصمة صنعاء ضمن ألوية الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية في الحروب الست التي خاضتها الدولة في عهد الرئيس السابق علي صالح رحمه الله. كان خلالها الملهم والفادي الذي تميز بكونه يخوض تلك المعارك بقناعة تامة وبحماس منقطع النظير وبفهم عميق لطبيعة ومآلات المشروع الامامي ونتائجه الكارثية على حاضر ومستقبل اليمن والمنطقة 

   

ثالثا : الاحتراف في تامين العاصمة :

 

القادة المتميزون هم الذين يكونوا على معرفة ودراية كاملة بطبيعة المعركة التي يخوضونها بداءً بالمبادئ والقيم التي يدافعون عنها ومعرفة المنظومة التي ينتمون اليها واين تكون عوامل قوتها واين تكمن نقاط ضعفها وبالمقابلة خبرة ومعرفة ودراية تامة بنقاط قوة وضعف العدو وامكانياته وتمركزات قواته ونقاط اتصاله ومراكز القيادة والسيطرة وهي معارف وعلوم لا يستغني عنها اي قائد يتصدر للقيادة في الظروف الاستثنائية التي تميزه عن الكثير من القيادات ذات المستوى الاقل في الاحتراف والكفاءة كان الشهيد على معرفة تامة بمسرح عمليات العاصمة صنعاء وتفاصيل تضاريسها وقدم المعلومات الكافية والاحترافية لخطة تامين العاصمة قبل سقوطها مستفيدا من قدراته الاحترافية وعمله المميز في مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهي الخطة التي لو قدر لها ان تاخذ طريقها للتنفيذ في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الاركان العامة وتوجيهات مجلس الدفاع الوطني برئاسة رئيس الجمهورية حينها لجنب اليمن المآسي والردة عن النظام الجمهوري ولحفظت الدولة من السقوط .

  

رابعا: مقاومة الانقلاب على الجمهورية 

  

خلال فترة ما بعد 2011م عمل الذيباني في دائرة الاستخبارات العسكرية، لينتقل بعد ذلك إلى عدن بعد صدور قرار تعيينه في منصب رئيس لأركان اللواء 31 مدرع ضمن جملة تعيينات أصدرها الرئيس هادي (17 مارس 2014م)، وعقب سقوط صنعاء بيد مليشيا الحوثي وتمددها في مناطق ومحافظات البلاد وصولا إلى عمق مدينة عدن 

ظل الشهيد يقاوم مشروع الامامة من موقعه وفقا لظروف تلك المرحلة وقدم الدعم والعون والتسليح للمقاومة الوطنية في عدن بحسب شهادة قيادات المقاومة هناك 

وعقب مغادرة الرئيس هادي قصر معاشيق، غادر العقيد الذيباني المدينة متوجهاً إلى محافظة مأرب. 

 ليلتحق بالكوكبة الاولى من خيرة ابناء اليمن الذين تداعوا لمواجهة ومقاومة هذا المشروع التدميري لليمن والمنطقة العربية وشكل مع رفاقه الابطال النواة الاولى للمقاومة الشعبية البطلة على تخوم مدينة مارب حاضرة الارث الحضاري التاريخي اليمن 

 

انطلقت المقاومة الشعبية على تخوم مدينة مأرب التي تحاصرها فلول الامامة وعصابات التمرد من الاتجاهات مثلت دعوة نضال وصيحة وطن على الارض وفق خطاب وطني جمهوري يمني الهوى الهوية ووفق رؤى واضحة ونبيلة في مواجهة التمرد متسقة مع المشروع الوطني الجامع لاحياء أسس الحركة الوطنية الجمهورية التي انهارت تحت وطئة خلافات اليمنين واطماع المشروع الفارسي في المنطقة العربية عبر الاذرع الشيعية ومنها الحركة الحوثية الطائفية الامامية 

 وكانت مطارح قبائل مأرب حاجز الصد أمام المليشيا وكابح جنونها على حدود المحافظة.

  

 كان أحد أعضاء غرفة العمليات المشتركة التي تم تشكيلها في مأرب لترتيب وضع المقاومة وإدارة المواجهة والتخطيط لها، هذه الغرفة تشكلت في ظروف الحرب لتنسيق وتوحيد المقاومة بين رجال القبائل الذين حملوا السلاح ووحدات الجيش والأمن التي انحازت إلى صف الشرعية، تحت إشراف السلطة المحلية في المحافظة والمحافظ سلطان العرادة وقوات الجيش والأمن، ومجموعة من ضباط الحرس ومنهم اللواء محسن الداعري قائد لواء الحرس المرابط في مارب والذي قدم الدعم والتسليح للمقاومة وحافظ على جاهزية ومعدات اللواء ومهامه في الحفاظ على المدينة وامنها . 

بدأت الخطط للدفاع عن مأرب ومنع سقوط صرواح وكوفل بيد الحوثي، ثم انتقلت إلى استراتيجية المواجهة، وقد كانت شرارتها الأولى في منطقة حريب، ثم الجدعان.

وتولى نائب قائد جبهة الجدعان الذي كان يقودها احد انبل ضباط القوات المسلحة اليمنية اللواء الركن توفيق محمد عبدالله القيز 

 

وقد اظهر بسالة وصرامة منقطعة النظير في مواجهة المد الشيعي الذي ركز كل جهده في اتجاه محافظة مارب 

  

خامسا: تشكيل الجيش الوطني :

 

 بدأت نواة الجيش الوطني بالتشكل لتضم الوحدات التي ظلت ثابتة، والرجال الذين توافدوا من كل أنحاء الوطن، وانخرطوا في صفوف الجيش والمقاومة.

 تم وضع النواة الاولى لجيش الجمهورية الثانية بجهود ومشاركة كوكبة من القادة والضباط الجمهورين الذين قاوموا فلول الامامة خلال تاريخهم العسكري 

 

 وجسدوا ولائهم وانتمائهم للوطن والعقيدة الجمهورية والمبادئ الاسلامية النقية التي حملوها بين جوانحهم وعلى المدى الزمني في خدمتهم للوطن 

استطاع اولئك القادة الابطال في وضع الاسس المتينة واللبنات الاولى لاعادة تنظيم وبناء المؤسسة الدفاعية والامنية في وقتٍ قياسي وظروف بالغة التعقيد وشديدة الخطورة 
 خاص اول معركة عند اعادة تجميع وتشكيل الجيش الوطني ، مشاركاً بنفسه وبندقيته في خطوط التماس وعمق المعركه قائدا محترفا في اعداد الخطط ورسم الخرائط وتحديد اهداف واتجاه ومحاور محاربة العدو ويعتبر احد افضل الضباط في علم التكتيك العسكري وإدارة العمليات القتالية، ومنذ وطأت قدمه أرض مأرب لم يغادرها يوماً إلا جريحاً من إصابة بليغة أو مريضاً أو معتمراً بقي مرابطا في جبهات ومحاور القتال او قائما بدور محوري في غرف العمليات ومراكز القيادة والسيطرة .

  

سادسًا: القيادة من مقدمة خطوط التماس 

 

 تقول بعض النظريات في تعريف القيادة انها فن التأثير في الآخرين لتحقيق أهداف مشتركة، وهي مسؤولية عظيمة تتطلب مهارات استثنائية وذكاءً عاطفيًا. تُعرَّف القيادة أيضًا بأنها عملية تحفيز وتوجيه مجموعة من الأفراد نحو عمل جماعي لتحقيق غاية محددة.

 

وتعرف القيادة والسيطرة عسكريا بأنها ممارسة السلطة والتوجيه من قبل قائد عسكري مسؤول على القوات المكلفة والتابعة لإنجاز المهمة، ويتم تنفيذ وظائف القيادة والتحكم من خلال ترتيب الأفراد والمعدات والاتصالات والمرافق والإجراءات المستخدمة من قبل القائد في التخطيط والتوجيه والتنسيق والتحكم في القوات والعمليات عند إنجاز المهمة.

 

كانت تغلب على ابو منير في المعارك على كثرتها وتعدد مواطنها صفة المحارب الفادي فيقوم باعداد الخطط وترتيب القوات وتنظيم الاعمال القتالية في الدفاع والهجوم لكنها يتقدم الصفوف في المعارك 

 

كان يتجول بين الجبهات يتفقد رفقاء النضال من الشباب في كل المواقع ، كان معهم وفي مقدمتهم وتقاسم معهم برد الجبال وحر الرمال، 

 

ما غادر الجبهة منذ التحق بها، آمن بالقضية ونذر نفسه لحماية الوطن والجمهورية فكان نعم الحارس الامين لقيم ونضالات الشعب اليمني العظيم.

  

سابعًا: الميدان احب المواطن الذيباني 

 

 -من المواقف التي شهدتها شخصيا انه كان يمل من الجلوس في المكاتب او الجلسات الخاصة او المقيل ولا ترتاح نفسه الا في المواقع الامامية وكان شديدا في التعامل مع اي تقصير او اهمال من قبل ايا كان 

تميز بقوة شخصيته وانه كان لا يرضخ ويصر على الحق بعيدا عن المجاملات او المداهنة او التهيب من اي كان ربما ستكشف المراحل التاريخية القادمة مواقف اسطورية في الثبات على الحق والاعتزاز بالذات .

   

ثامنا : مواقف من بطولات الشهيد 

  

( 1 )

 

في إحدى معارك الكسارة، وفي جنح الظلام اختلطت الوجوه وتداخلت البنادق ووصلت حد المواجهة طعناً وبالحجارة، وقبل طلوع الفجر كان ابو منير قد هب لنجدة المقاتلين، وحين كادت المعركة أن تنتهي اكتشف الأبطال أن القائد قد أخذ موقعا متقدما في عمق منطقة العدو، ذخروا أسلحتهم وتقدموا محرزين نصراً جديداً. المغامرة والبسالة كانت طريق القائد الذي لا يهاب الموت ولا تقيده كثافة النيران لم يتواجد رحمه الله في معركة الا ويقتحم الصفوف كبطل يشابه عظماء معركة القادسية اليمانيون

وفي إحدى الواقعات تلفت الابطال يمنة ويسرة يتلمسون قائدهم، كان قد سبقهم وشق طريقه إلى خلف خطوط العدو ببسالة اذهلت الجميع وحمست الكل نحو التقدم ليتقدموا خلفه ويلتحقوا به في ساحات الوغى وحيث درب المخاطر على رؤوس الاعداء.

      

 ( 2 )الجراح الغائرة لا تقيد البطل من مواصلة القتال 

 

ذات يوم عاصف بمعركة حامية على أطراف مأرب كان العدو يحاول اقتحام المواقع وتطوير الهجوم وتطويق المدينه أصيب البطل ابو منير بطلق ناري ، وبقي يقاتل مع جنوده، بشجاعة غير آبه لدمه الذي يسيل ولجرحه الذي يتوجع 

وحين بات في خطر اضطر أربعة ضباط لمخالفة تعليماته بالاستمرار في المعركة دون الاهتمام بحالته وهو ما زال يقاتل ببسالة قرر الضباط امتطاء المدرعة وتقدموا نحوه واقتادوه مكرهاً إلى داخلها ونقلوه إلى المستشفى كانت معنوياته عالية ولا يبالي على اي جنب كان في الله جرحه 

   

 ( 3 )العبور من بين كماشة الموت المحقق 

 

القتال من المتارس وخلف السواتر بطولة وشجاعة واقدام وادارة لمعركة متكافئة وفقا منهجيات القتال وخطط المعركة لكن الفدائية والبطولة الاستثنائية هي ان تطلب النجاة من بين كماشة الموت ومستنقع اللهب ان تقهر عدوك وتكسر الاغلال التي طوق بها عنقك وتقهره على الفرار بجحافله وان يفتح لك طريق كان قد احكم اغلاقة فتلك هي الشجاعة والاقدام والبطولة بكل صورها ومعانيها وقوة حصورها التاريخي وفي اللحظات الحرجة منها وعلى وجه الخصوص تلك التي يحاصرك الموت فيها من كل اتجاه هي التي تكون فيها على درجات الاختبار للشجاعة والثبات والصمود وقوة الايمان وهي الفلتر الحساس لمعرفة قدرات القائد وثباته ورباطة جئشه على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب والدقيق  

كثرة هي المرات التي داهمت المخاطر حياة وتحركات الشهيد ابو منير ذات يوم من ايام الجهاد والنضال التي خاضها الشهيد مع مرافقيه وهي كثيرة خلال سنوات الحرب منذ بدايتها حتى استشهاده رحمه الله اذ لا يخلو اسبوع من صولات وجولات لهذا البطل .

تمكن العدو من تطويق اللواء الذيباني ومن معه في إحدى معارك الصحراء، ثبت القائد وثبت من حوله وقوى عزائمهم وبقدرات القائد الاستثنائي قيم الموقف وقرر ان يخترق صفوف العدوا مع مرافقيه 

ويفك حصاره بنفسه مثل ابو منير لم يخلق للاسر هو دائما يضع نفسه بين خيار النصر او الشهادة ليس في قاموسه ان يسلم رقبته للعدوا الفاجر هو يدرك ماذ يريد واين يضع قدماه وبجراءة اذهلت الجميع 

اصدر توجيهاته للاتجاه نحو صفوف العدو والاستعداد لمواجهة الموت بشرف وبسالة او انتزاع الحياة من انياب العدو ببسالة وشجاعة واخترقوا صفوف العدو ودخلوا معه في اشتباك مباشرة ما فاجئ العدوا الذي ظن انه قد احكم 

السيطرة وان صيده الثمين غدى في قفص الاسر وبحركة سريعة بالطقم 

المسلحة مع زخات من الرصاص المتواصل اختراق التطويق الذي فرضه العدو وكسر الحصر وتعدى الكمائن وفك عن مجموعته طوق محكم قدم خلالها شهيدا مجيدا من مرافقيه وحافظ على جثته واصيب أربعة بجراحات بالغة اخذهم الى المستشفى وقام لاسعافهم بنفسه وكانت جروحهم نازفة واطمئن عليهم وتابع معالجتهم في عملية فدائية كانت النجاة فيها من الاسر او الموت المحقق في عداد المستحيلات انه الفادي ابو منير الذي نذر حياته للبطولة في مواطن العزة فسجل اسمى معانيها ونقش بحرف من نور ونار مآثرها المجيدة في سفر النضال الوطني الخالد .

 

( 4 )ارادة القتال والبسالة مفتاح النصر 

  

يروي العميد الركن حيدر محفل مدير دائرة المشاة بوزارة الدفاع التابعة لهيئة العمليات التي يتراسها اللواء الركن ناصر الذيباني انه في ذات يوم 

انطلقا معا بناء على طلب رئيس هيئة العمليات الى الكسارة وعند وصولهم الى مفرق هيلان كانت مدفعية العدو وعياراته من الهاويات تمطر المكان بالقذائف يمنة ويسرة كان ابو منير ثابت الجنان ولم يلحظ عليه اي تاثير معنوياته عالية وايمانه عميق بان الحياة والموت بيد الله وهو ما جعله لا يلقي بالا لتلك النيران وعلى 

يمين ملبودة. وامام تبة جلسا معا حتى الفجر يرقبون المعركة ورئيس الهيئة الشهيد الذيباني يوجه المواقع ويتابع النتائج وبعد معرفة نتائج المعركة

 وفي مفرق هيلان كان هناك اعداد من المقاتلين عائدين من المعركة بعد ليلة مرهقة اصدر الشهيد التوجيهات بمواصلة القتال واستمرار الهجوم على مواقع العدو وتحصيناتها وابلغ الشباب المنسحبين بضرورة مواصلة القتال الا انهم واصلوا الانسحاب نحو الخطوط الخلفية 

 

 اتجه القائد ومعه كل من العميد حيدر احمد محفل واللواء البحش واللواء عمر سجاف الى مواقع الصلصال 

وكانت قذائف الهاونات تسقط في كل مكان حولهم كالمطر راي الجميع ان العودة والانسحاب خيار اضطراري و مواصلة التقدم مخاطر محققه وهنا صرخ الشهيد 

قائلا الان جاءت الفرصة الحقيقة للنصر وتطوير الهجوم والهاونات من هيلان تقوم بالتغطية ورفض العودة مع الاصرار منه والتقدم في اتجاه العدو لم يكن لاحد خيار التراجع تقدم الجميع نحو خوض المعركة 

وكروا عندما رأوا ثباته وشجاعته وقوته وإصراره دارت معركة حامية الوطيس شديدة الظروف عندها تاثر الشباب المنسحبين الذي ارهقهم القتال ليلا بهذا الموقف الشجاع والتحقوا بالمعركة ودار القتال الشديد حتى الظهيرة وحققت المعركة نتائج ممتازة تم خلاله الاستيلاء على مواقع الصلصال والقوة التي كانت تحت امرة ابو منير هي من الضباط المذكورين ومرافقيهم لا تتعدى عشرين مقاتل والشباب المنسحبين المواقف العملية وارادة القتال الفولاذية والمبادرة في تقدم الصفوف من قبل ابو منير حمست الجميع وخلقت فدائية حققت النصر .

  

( 5 ) الفدائية في انقاذ المحاصرين 

 

فدائية ابو منير وحرصه على المقاتلين وتامين حياتهم وانقاذهم تتجلى في مواقف كثيرة وجبهات عديدة طوال فترة الحرب انقذا الكثير من الوقع في قبضة العدو يروي مرافقيه انه في احد ايام الحرب 

في جبهة صرواح اثنا تقدم قوات الجيش الوطني للهجوم على قوات وتحصينات ومواقع العدو في جبل الاشقري بدا الهجوم من بعد منتصف الليل وكانت معركه قويه وجبل الاشقري جبل شاهق والتضاريس صعبه والمواجهة مزروعة بالالغام والمتفجرات على طول خطوط الهجوم ومواقع العدو محصنة بالكامل وبدرجة عالية استطاع ابطال من قوتنا في هكذا وضع وتمكنو من الوصلو الي متارس العدو والسيطره على اطراف من الجبل فقام العدو بالانسحاب الي منتصف الجبل ثم انتظر التعزيز وشكل التفاف على الافراد الذي في مقدمة الجبل والضرب عليهم من الخلف بنيران كثيفة ومن مختلف العيارات استشهد وجرح البعض من قواتنا كانو ينادو للقوه التي تم الاتفاق انها تهجم من الجهه المقابله والتي تم التفاف عليه من قبل العدو تعالت النداءات بطلب التعزيزات وفك الحصار عن القوات المحاصرة وانقاذ الجرحى واخلاء الشهداء وكان القائد الذيباني ومرافقيه في الجبل المقابل لهم يدير المعركه من هناك وكان يسمع جميع الندات ناد بقائد المجموعه المعززه ادخلو عززو القوات التي يحاصرها العدو ردت قيادة التعزيزات ان القوات المعززة اصبحت في وضع مكشوف لنيران العدو وان مواصلت الهجوم يعرضها للنيران الكثيفة المباشرة وانها لا تستطيع التقدم وكان الوقت بعد الفجر مع بزوغ الضوء نهض القائد اخذا بندقه ونزل من التبه مسرع بتجاهم مع ثلاثة من المرافقين الذين التحقوا به وكانت الطريق معظمها مكشوفه للعدو فكان يضرب بكثافه بتجاه القائد ومن لحق به كانوا مسرعين بعد القائد الذي تقدمهم مسرعاً بتجاه افراد القوة المحاصرة لتعزيزهم بنفسه نزل رحمه الله من بداية السائلة في مكان مستور عن رقابة العدو تقدم القائد قبل الجميع وابلغ مرافقه بالانتظار بعيدا عن عن الالغام 

 وتقدم امام المرافقين وقال لهم اتبعوا الخطوات التي اخطوها في المكان الذي اضع اقدامي عليه او المكان الصلب وصلوا الى منتصف السائلة وبدء الانكشاف امام قوات العدو وعاد الضرب بالنيران الكثيفة على القائد ومجموعته الصغيرة حول المرافقين منع القائد من التقدم لكن لم يستطع احد اثنائه عن التقدم واصل التقدم مع افراده حتى وصلوا الي مكان مكشوف يتعذر معه التقدم نظرا لكثرت النيران على هذا المكان

  

وفي موقف كان الموت محقق نظرا لكثافة النيران والقرب من العدو اصر الثلاثة المرافقين ومنعوا القائد من التقدم واتخذوا وضع القتال. والتمترس في المحيط وبداء الاشتباك مع احد المجموعات المحاصرة لقواتنا والتي اتجه الشهيد لفك الحصار عنها طلب القائد التعزيز بمعدل كان الوضع صعب لم يستجب احد من قواتنا المتمركزة في مواقعها لم يستجب لنداء القائد احد من قادة الجبهات وقادة الالوية المتمركزة خلفنا   

 

 عندها قرر القائد الاتجاه يمين كان في قرن تبه مطله ومسيطره على السائلة تتتبع قوات الجيش الوطني ولم يكن هناك وقت للتنسيق والترتيب

 

كان الجميع من يطل الوادي يشاهد المعركة التي يخوضها ابو منير مع ثلاثة من افراده وبعد عناء وجهد شديد وصلت المجموعة الى التبة المقصودة والتي تتبع قواتنا وسط ازيز الرصاص الكثيف والهاونات التي غطت المكان من كل اتجاه ومن خلال الارض المزروعة بحقول الالغام وصل القائد 

 

وتم تثبيت المجموعة من قبل الخدمات ووجهوا السلاح على القائد ورفاقه حتى عرفوا انه ابو منير ورفاقه وسمح لهم بالمرور وعند سؤالهم عن عدم التغطية اجابوا لم يكن لديهم اوامر تزودت المجموعة بالذخائر من الحراسات وشاركوا بتغطية بالعيارات حتى تم اخلاء بعض الجرحي والشهداء في موقف اسطوري سجله البطل ورفاقه . 

 

 ( 6 )

 

حركة مستمرة وثبات في مواجهة المخاطر 

 

جولات مكوكية لا تنقطع من جبهة الى اخرى ومن موقع الى الذي يليه وحركة دؤوبة بين محاور القتال هذا هو برنامج الشهيد ابو منير طوال سنوات الحرب فهو ما قائد معركة بنفسه الا ويتقدم الصفوف او يقود اول مجموعات التعزيز لتثبت الابطال ومواصلة القتال او على راس لجنة اركانات لترتيب جبهات ومحاور القتال يروي العميد حيدر محفل 

 

العديد من المواقف وهو ضمن لجان وتحركات بقيادة الشهيد ومن تلك المواقف في أحدي المرات عند اقترابهم من الحد الامامي في احد الجولات وضربت عليهم الهاون عدة قذائف وطلبوا من ابو منير الابتعاد عن مسرح الاستهداف لكنه رفض واصر على مواصلة المهمة في ذات نطاق القصف قائلا "الموت محدد باجل واذا برحنا في المكان سيهتز القوم " 

وامام اصراره استمرت المهمة وحققت اهدافها 

 

ويضيف انه كان مع الشهيد ذات مرك في مهمة في جبل مراد لمعالجة بعض الاختلالات فتم زيارة الجبل والذهاب الي كل موقع والالتقاء بالمعنيين ومعالجة جميع المشاكل وترتيب اوضاع الجبهة وأثناء المرور بالمواقع كان هناك مواقع قريبه من قناص العدو فكان يطرح له نتجنب التحرك في مرمى القناصين فرفض وتحرك الجميع عند اصراره دون أن يعبئ بالقناصين

علما أن الجبهه قبل ترتيبه كادت أن تسقط وبعد الترتيب ثبتت لمدة سنه واكثر

  

( 8 ) 

الكسارة صناعة النصر 

  

من المواقف البطولية انه في جبهة الكسارة ومع عدد من الضباط تم استطلاع مسرح العمليات ومواقع العدو وعمل تقدير موقف ومن ثم اعداد خطة لعمل عسكري يربك العدو وافتتح المعركة في مفرق هيلان واستمرت حتى الصباح وعند بواكير الفجر تحرك الشهيد ومجموعة الضباط معه 

 وكانت القوات في حالة ارهاق وتعب وبداء بعض الأفراد بالانسحاب 

 وكانت معنوياتهم منهارة 

 

حاول الشهيد تشجيعهم ورفع المعنويات دون جدوى فتقدم مع مرافقيه نحو خطوط التماس وخاض معركة بطولية وسط لهيب النيران وقذائف المدفعية وحقول الالغام لم ينكسر رغم صعوبة الموقف ولم يتراجع رغم اصرار من حوله هذا الموقف الشجاع قلب الموازين وحول الانكسار الى مغالبة مع العدو تشجع الجميع وارتفعت المعنويات وتحول الموقف وتغيرت المعادلة والتحم الجميع وعاد المنسحبين بعد ثقتهم بالنصر واطمئنانهم لصلابة القائد 

 

 وابلت جميع العيران ومن عليها والعربات وأسلحة المعدلات بلاء حسنا فكانوا يجوبون المكان من مكان الي اخر وتم كسر العدو وتم استعادة المواقع وتثبيت الجبهه وتحقيق انتصار حاسم عزز من تواجد القوات وان تثبيت الدفاعات واستقر وضع الجبهة وواصلت صمودها ضد زحوف الكهنوت 

  

( 9 )

 

مواقف من الثبات واستعادة المواقع :

 

المناضل الجسور والرمز الخالد ابو منير في كل الجبهات كان لحضور الشهيد دور بارز في رفع المعنويات وشد العزائم في التراجعات يمثل وصوله للجبهات إيذانا في استعادت كل المواقع وهو ما كان يحدث في نهم وصرواح والبيضاء والماهلية و في عقبة القنذع في الكسارة في كل الجبهات دون استثناء 

ويروي العقيد الدكتور صالح القطيبي نائب مدير المركز الاعلامي للقوات المسلحة بقوله عندما كان ابو منير يشغل موقع رئيس هيئة العمليات لفترات متفاوته .

كانت الجبهات التي تشتد فيها المعارك وتحمى عندها وطيس الحرب كان المقاتلين ينتظرون مقدمه كجيش مكتمل تتعزز به المعركة وعند حضوره يتحول التراجع الى تقدم والانكسار الى انطلاقة نحو قلب المعركة 

ففي احد المعارك التي تراجعت فيها قواتنا في سوق قانية وبالتحديد جبل العر حيث استطاعت مليشيات الحوثي بهجوم مباغت ومكثف وباعداد كبيرة من السيطرة على بعض المواقع وتراجعت قواتنا فما ان وصل القائد ابو منير حتى ارتفعت المعنويات وتم ترتيب الصفوف واستعادت قواتنا زمام المبادرة وهب القوم واستعادو جبل العر وحرروا مواقع اخرى في اتجاه اليسبل وفي كثير من الجبهات لقد اعطاء الله ذلك الرجل من الكاريزما والقدرة الهائلة على التاثير على القوات وانعاش روح المقاومة والبطولة فيها الشيء الكثير 

  

في الكسارة هجمت المليشيات الحوثية واستولت على احد المواقع فما كان من الشهيد رحمه الله الا بادر وقام بحركة هجوم والتفاف مع اربعة من مرافقيه واستعاد الموقع بكل جراءة وعزيمة وثبات وقد قام القناصين لقوات المليشيات بمحاصرة الشهيد ورفاقه حتى الليل ولم تتمكن قواتنا من امدادهم بالمون والذخائر الا عن طريق التسلل بعد ان غربة الشمس وارخى الليل سدوله. ورفض الشهيد ان يخرج من الموقع الا بعد ان سلمه لقوة كافية مع جميع متطلبات الدفاع والثبات حتى لا يسقط مرة اخرى.

 

10 استعادة عقبة القنذع من اولويات القائد 

 

كان من صلب برنامج وحركة الشهيد ان يكون قريب من الجبهات والمواقع ما ان يتناهى الى سمعه سقوط موقع هنا او التراجع عن تبة هناك حتى يبادر بنفسه ومرافقيه لتعزيز تلك الجبهات او يخوض معارك فردية بقوة محدودة لاستعادة تلك المواقع .

 في عقبة القندع في جبهة البيضاء تلقت قواتنا هجوم من مليشيات الحوثي على قواتنا واحتلت بعض المواقع التي حررتها قواتنا وسيطرت عليها وعند وصول الشهيد شاهده الكثير من الافراد وهو يحمل مدفع بي عشرة ويهجم مع قواته واستطاع ويشهد العقيد الدكتور صالح القطيبي نائب مدير المركز الاعلامي للقوات المسلحة شهادة لله انه بام عينيه شاهد الشهيد ابو منير يحمل مدفع بي عشرة على كتفيه ويتبعه مرافقيه واقترب من المواقع التي احتلتها المليشيات وامام ضرب وشجاعة ابو منير ومرافقيه شاهدنا عناصر العدوا تفر من مواقعها على وقع ضربات القائد الهمام وتم استعادة المواقع بفضل الله عزوجل وتوفيقه ونصرة وبفضل ثبات وقتال القائد ناصر الذيباني رحمه الله في عقبة القندع في معركة محفورة في ذاكرة وتاريخ كل من كان متواجد في تلك المعركة او يرمقها من بعيد ومن خطوط الدفاع كما هي محفورة في ذاكرة افراد المليشيات الذي اذهلهم جراءة وشجاعة القائد ابو منير رحمه الله.

  

(10) الصمود في الدفاع في اصعب المواقف 

 

في الضروف العصيبة التي مرت بها مارب بعد ان حشدت لها المليشيات الحوثية الطائفية حشود كبيرة وجهزت لمعركة اسقاط مارب والاستيلاء على منشآت صافر النفطية وفتح جبهات متعددة للضغط على المدينة الصامدة في الفترة ما قبل استشهاد اللواء الركن ناصر الذيباني والذي كان يتحرك في كل الاتجاهات وبمختلف المسارات متنقلا بين الجبهات يرتب الدفاعات ويشرف على اعداد التحصينات كان تركيز العدو على احد اهم الهيئات الحاكمة وخط الدفاع المباشر لمدينة مارب وتسمى ملبودة 

 

 والمتقابلة مع حمة الذياب والمطلة على وادي الرخيم كان العدو يقصف ويدفع باتساق هجوم متتالية 

 

 وبعد قتال مرير ودفاع مستميت استطاع العدو السيطرة على ملبودة 

التي كانت تقاوم ببسالة وفي المواقع التي تواجد فيها ابو منير وقاتل فيها 

ودافع عن حمة الذياب باستمراره ولم يستطيع العدو السيطرة عليها الابعد استشهاده لانه رتب القتال والدفاع بشكل محترف وظل يتابع ويطور التحصينات باستمرار وبموته سقطت وهي ذات بعد استراتيجي ومؤثر على خطوط الدفاع 

كان رحمه الله يستميت ويجترح الانتصارات والثبات في اقسى الظروف واشد الاوقات العصيبة . 

   

( 11 )

 

خلد افضل المواقف واروع البطولات في سبع سنين كاملة أو تزيد في مواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي البغيض المدعوم من ملالي إيران وحوزة التشيع الطائفي المتعصب صال وجال في مختلف جبهات القتال بشجاعة نادرة وبطولة اسطورية وفي مأرب ارض الحضارة والمجد التي أخذت نصيبا وافرا وحظ كبيرا من جهده وجهاده وشيء من عرقه وكل دمه 

 

الذيباني قائد استثنائي، ومحارب صلب وفدائي متهور في الاقدام حداً لا يجاريه فيه احد يعشق دائما مقدمة الصفوف يخترق في احيان كثيرة مفردا بنفسه تحصينات العدو ويشتت عناصره الإجرامية ويمزق جموع الباطل 

 

رأت فيه المليشيات المتمردة أسدا هصورا تهاب باسه عند كل موقعة ومعركة تتزلزل اقدام العدو عند جلجلان صوته.

 

حافظ الشهيد الذيباني على نهج البطولة الذي اختطه لنفسه وفي كل الجبهات التي تنقل فيها قائدا ومخططا ومنفذا للعمليات الحربية ومقاتلا هصورا لقن فيها المليشيا الإرهابية الحوثية دروسًا لا ولن تنساها اذاقها في كل معركة موتاً زام اذل جموعها وكسر كبريا غرورها فختم الله له فيها بوسام الشهادة ومجد الدهر وعزة المؤمن وكرامة الشهيد.

 

 قاد معركته الأخيرة بشراسة المحارب الاسطوري وشجاعة القائد الذي لا يهاب المنون أرعب جحافل الإرهاب الحوثية، وحقق نصرا عظيم اجبر فلول الغزاة على التشرد في الفيافي والقفار مدحورين 

 

وحقق خلود في الذاكرة الوطنية يستعصي على النسيان 

فكان نجم ملهم في عالم الشهادة ومن فراديس الغيب ما كان لمثل هذا القائد العظيم أن يموت إلا واقفاً..

 

لعمرك هذا مماتُ الرجال.. 

ومن رام موتاً شريفاً فذا..