آخر الاخبار

المليشيات الحوثية تصعد عسكريًا على جبهات مأرب وتعز .. تفاصيل البرهان من القيادة العامة للجيش السوداني: التمرد الى زوال والقوات المسلحة في أفضل الحالات تزامناً مع ذكرى اغتياله..صدور كتاب عبدالرقيب عبدالوهاب.. سؤال الجمهورية" اجتماع برئاسة العليمي يناقش مستجدات الشأن الإقتصادي وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية الحوثيون ينفذون حملة اختطافات لموظفين أممين في صنعاء والمبعوث يتفاوض معهم في مسقط مطار في اليمن يستأنف رحلات جوية مباشرة إلى مصر بعد توقف دام 10 سنوات شائعات بعودة ماهر الأسد إلى سوريا تجعل ''فلول النظام'' يخرجون من جحورهم ويرفعون صور بشار غداة وعود بن مبارك بصرف رواتبهم قبل رواتب المسئولين.. المعلمون في تعز يخرجون في تظاهرة حاشدة وزير يمني يثني على عمان ويقول: الحكومة لا تعارض مشاركة أي طرف في السلطة بما في ذلك الحوثيين غوتيريش يطلق دعوه عاجلة للحوثيين بشأن موظفي الأمم المتحدة ويشدد على إنسانية الوضع في اليمن

مأرب في حضرة الشيخ الزنداني
بقلم/ عبدالخالق عطشان
نشر منذ: 9 أشهر
السبت 27 إبريل-نيسان 2024 05:28 م
  

 حبا وتقديرا ووفاءً وامتنانا أقيمت مجالس عزاء فقيد الأمة والجمهورية الشيخ العالم العلم عبدالمجيد الزنداني في اكثر من عاصمة عربية واسلامية ، وحيث الجاليات المسلمة في الغرب والشرق ايضا أقيمت له مجالس عزاءٍ ، وهبّت برقيات العزاء تترى رسمية وغير رسمية من الخاصة والعامة تُعبِّر عن حالة من الحزن تعجز عن حملها الصدور والسطور. 

 

على ثرى مأرب العتيقة والعتيدة ، وبحضور عدد من أبناء الشيخ وأحفاده الكرام ، يتقدمهم نجله الشيخ البهيُّ الأبي الشيخ (علي) أقيم مجلس عزاء للشيخ الماجد الرباني عبدالمجيد الزنداني ، لم يكن مجرد مجلس عزاء وإنما مهرجان وداع اتسم بالضخامة والهيبة ، حضره العام والخاص من كل المكونات السياسية والاجتماعية والفكرية والقبلية والدعوية . 

 

حضور ملفت لسلطات الدولة في مارب يتقدمهم عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة. 

 

حضور مُشَرِف لأبناء مارب على اختلاف انتماءاتهم وتكويناتهم يؤكدون نبل مكارمهم وعظيم سجاياهم. 

 

قيادة القوات المسلحة والأمن كان حضورهم أكثر إشراقا ، يتقدمهم رئيس هيئة الأركان ، غير ان حضورا باهرا لابطال القوات المسلحة قادةً وضباطا وأفرادا انسكبوا من كل جبل وهرعوا من كل سهل وتناوبوا مع زملائهم على حضور العزاء والمرابطة ، رجال الأمن البواسل تلألأ بهم المقام فكانوا نجوما وشُهبا حطت على الأرض المباركة يحفظون الأمن ويُقدمون انموذجا فريدا لحفظ النظام والأمن بمايليق مع جلالة الحدث. 

 

فرسان الإعلام قنواةً وأفرادا ونشطاء وسائل تواصل، توزعوا كأقمارٍ في فضاء رحب يرفل ببذخ الحضور ينقلون صدق الصورة وفخامة الحدث ويبثون شروقا معجزا متجددا بعد المغيب. 

 

في طريقي إلى مجلس عزاء الشيخ وكنت احسُبني من المُبكرين بحلول الساعة الثانية ظهرا ودرجة الحرارة في اقصاها ، اجد من يسبقني ويصطحبني معه وهو احد كبار الدعاة من شيوخ السلفية الحقّة ( الشيخ احمد السماوي ( ابوعبدالعزيز) رئيس مؤسسة التآلف الخيرية والذي بنى مسجد اويس القرني احد مفاخر العمارة الاسلامية والذي طعمه بالطراز السبئي ، وحين سؤاله لماذا التبكير ياشيخ؟ فبعد ثنائه العطر في حق الشيخ الزنداني ودعائه السخي له قال: عجلتُ وأخرتُ تناول طعام الغداء لنقدم واجب العزاء ونفسح المجال للآخرين. 

 

لم يكن مُخيم العزاء المهيب في مأرب والساحة المحيطة به إلا محطة عبور لامُقامٍ لوفود لاتنقطعُ من المُعزين ، فقد اطّت الأرض وحق لها ان تئط فكل شبرٍ فيها يحمل قلبا ينبض بالوجع والحب والدعاء لراحلٍ رباني استمد منه صدق الولاء والإنتماء للمله والأمة والدولة. 

 

لقد كرس الشيخ عمره داعيةً ومناضالا جمهوريا وعالما ربانيا قارع علماء المشرق والمغرب بالحجة والبرهان كاشفا شبهاتهم حول الدين والتوحيد ، وبعد رحيله كانت مجالس العزاء بما تحمله من نخب كاشفة لشبهات المتقولين ومُبددة لزيف اتهامات المبطلين ، لم يكن ذلك الزخم الجماهيري والعربي والإسلامي والإنساني الذي واكب رحيل الشيخ الزنداني إلا ضياءً مزق ليل الافاكين وأسقط زيف الخراصين. 

 

أخير: لإن اقيم مجلس عزاءٍ للشيخ الزنداني في صنعاء لأدرك العالَم أن صنعاء لاتزال حاضرة الجمهورية ومركزها ، وان من يحتلها إنما هم طارئون وغبارا عالقا فيها ستذروه الرياح.