الرواية الأمريكية الرسمية حول حقيقة استهداف الحوثيين حاملة طائرات ومدمرتين في باب المندب ترامب يستحدث وزارة جديدة في تاريخ أمريكا ويعطيها للملياردير إيلون ماسك الكشف عن فساد في عدن بقيمة 180 مليون دولار والقضية تحال الى النيابة الصين تستعد لحرب تجاري محتمل مع واشنطن في 3 محاور الريال اليمني يواصل الإنهيار بشكل غير مسبوق أمام العملات الأجنبية قضاء الولايات المتحدة يمنح تعويضات لمعتقلي أبو غريب بسبب إساءة المعاملة تصاعد الغارات على الحوثيين في 3 محافظات والمبعوث الأممي يطالب بالإفراج عن الموظفين ترامب يكشف عن مناصب جديدة في إدارته… و إيلون ماسك يقود وزارة كفاءة الحكومة الكشف عن انتهاكات جديدة للحوثيين ورفضهم إطلاق سراح المعتقلين كتائب القسام تكشف عن 10 عمليات نوعية و جديدة وغارات إسرائيلية مكثفة على شمال غزة تسفر عن 64 شهيداً
برغم ما يمتلكه الرابط الأسري والقبلي من مقومات الوجود بحيث لا يمكن للبشر التخلي عنه، وما لديه من ايجابيات في التعاون والتكافل والتعاضد والنصرة تساعده في الاستمرار والنمو، إلا إن التمادي في التعاطي معه وتفعيله في كل أموار الحياة يحولها إلى غابة كئيبة تكتظ ببراثن الحقد والكراهية المنبعثة من التعصب الأعمى في الحق والباطل، وهذا ما نهى عنه النبي الكريم حين قال "دعوها فإنها منتنة".
الأسرية والطائفية والمذهبية والدينية كلها تشترك في جعل التعصب يستمر ويتوارث ويتجدد ويتعقد مع الزمن ويصبح مرضا عضالا يصعب علاجه.... حيث اختلاف الأنساب والأفكار وتعدد الأديان صفة ملازمة لكل المجتمعات، ولا يمكن لأي من هذه الوحدات المتباينة هجر مكونات المجتمع والعيش لوحدها بمعزل عن البقية، ولابد سيختلف الناس في يومياتهم حول طرق وأساليب تدبير حياتهم ومصالحهم، وهذا شيء طبيعي وليست المشكلة هنا، بل عندما يستدعى الخلاف العرقي أو العقدي للحضور والمشاركة، فيتحول النزاع حول قضية ما بسيطة، إلى خلاف اسري أو طائفي أو عقدي، وهنا وتظهر الحاجة الملحة للأحزاب التي ستتصرف على أساس برامج وخطط واضحة لإدارة خلاف المصلحة بين الناس، وسيكون الاختلاف الآن حول البرنامج فقط، الذي يمكن تعديله وتغييره وتبديله مرارا حسب ما تقتضيه المصلحة العامة، وحسب ما يقرره أعضاء الحزب، الذين هم شركاء في صياغة القرار داخل تكتلهم، فالحزبية السليمة تحصر الاختلاف في موضعه وتمنع عنه التطور البيولوجي والتحول إلى خلاف ذو طابع اسري أو طائفي أو مذهبي أو ديني يصعب إيقاف نموه .
هذا طبعا في حالة حضور الحزبية الواضحة الشفافة، التي يعرف الجميع من هي وماذا تريد وكيف يعمل الحزب وكيف يتخذ القرار ومن أين تأتي الموارد المالية والى أين تذهب، ويمتلك الأعضاء الحق في نقد قادتهم والظواهر المخالفة لأهداف التنظيم التي امنوا بها، والحق في الوصول إلى أعلى المناصب القيادية داخل الحزب حسب النظام الداخلي الخاضع للتطوير من قبلهم، أما في حالة الأحزاب التي ما تزال تدار من خلف الكواليس بأجسام لا ترى بالعين المجردة ولا يمكن مناقشتها ونقدها، وتلك المماثلة للعصابات، زعيمها هو المقرر الوحيد والمدرك الملهم لكيف يجب أن تسير الأمور ، فان المعضلة ستكون اكبر ، فهذه هي الأحزاب التي شوهت سمعة العملية الحزبية والسياسية وأظهرتها غير ذات جدوى، ولعل اختراق القوى التقليدية للأحزاب والسيطرة على مواقع القرار في بعضها ومحاربة البقية، لم يكن صدفة، فقد كان بغرض الإساءة لها وللمدنية التي تنادي بها، بحيث تظهر إما بعيدة عن هموم ومعاناة الجماهير وتطلعاتها أو عاجزة عن إحداث التغيير، حتى يفقد الناس الأمل في العملية السياسية والتعددية برمتها، وتتحقق رغبة تلك القوى المتطفلة على أقوات الناس وحرياتهم.
Fattah_alwah@yahoo.com