|
... وسفير أجنبي في صنعاء، في مقيل قبل سبعة أشهر، يصف القائد الكبير علي بن محسن الأحمر في حديث طويل " بانه خطير جدا ًبملامح هدوء - ما قبل avalanche اجتياح الثلج - ..
..وشجاع جدا ً..
وذكي جدا ً..ولكن بملامح رجل كأن لافطنة له "،.. وبالفعل عندما يتاح لأي شخص الجلوس وجها ً لوجه مع القائد الكبير بن محسن ، يجد أن ملامح وجهه التي تشبه محارب قوقازي صارم وبنفس الوقت ملامح مسترخية ، تربك من يريد أن يفهم هذا القائد الفريد، كما أن ذلك الهدوء والإتزان في شخصيته عسكريا ومدنيا ً لايساعد أي شخص على فهم عبقرية هذا الجنرال ، وتصل إلى نتيجة بعدها ، تبا ً ، ما أصعب حل شفرة وجه وشخصية هذا الجنرال الكبير الذي يتاملك في صمت المستفسرون عندما تتحدث إليه، ثم قال عنه السفير كلام آخر كثير،سجلته حينها ، وأنا أضيف والقائد بن محسن ،وفيا ً جدا ً، إن لم يبدأ أحدا بالتخطيط للغدر به، وماكر جدا ً، إن بدأ في التكتيك،والقائد بن محسن، من نسخة كبار قادة جيش مصر، ولكن في اليمن ،وجيش اليمن،هوالنسخة المُثلى، عن جيش مصر ،في احتشاد وتجميع الصورة ،وفي نوع وكيفية وعقلية القيادة، وفي روح الجندية المثالية ،والإحترافية العسكرية في التدريب وكفاءته،،والجنرال علي بن محسن قريب من عقلية وسلوكيات الرجل شديد التدين القائد الفذ طيب الله ثراه عبد المنعم رياض شيخ قادة مصر.
وفي الدور السياسي فالقائد علي بن محسن في اليمن ، هو نفسه الفريق الليثي ناصيف ،والليثي واحدا ً، من سلسلة العشرة القادة االذهبيين من قادة النخبة العسكرية المصرية ، رجال حائط الصد الاستراتيجي في مواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي.. حتى حرب اكتوبر أو حرب رمضان...وإلى جانب الليثي، الفريق محمد فوزي والفريق عبد المنعم رياض والفريق محمد احمد صادق وسعد الدين الشاذلي والجمصي وبدوي وأحمد إسماعيل...وغيرهم من السلسلة الذهبية (القادة النخبة)،وهؤلاء هم من صنع جيش مصر، والقائد الذهبي بن محسن، حائط الصد لمواجهة إنهيار الوحدة .. ولكن فيما مضى .. أما الآن فلعله يتفرج ، فمسؤولية الانفصال والوحدة تلتصق الآن، منفردة، برجال وحاشية الرئيس الجليل المشير عبد ربه بن هادي ، فإما أن يحافظوا عليها أو أن يهدموها وهناك من يدفعهم أولا ً لهدم القائد الذهبي بن محسن وتلقائيا تصير الوحدة يبابا، والقائد بن محسن، بالتأكيد سيبقى في شمال اليمن إن استمرت سيرة الوحدة أو توقفت، سيبقى أو هكذا يُريده الشماليون أو غالبية شمالية أوفقط كل قبائل الشمال، يريدونه قبة الحماية وحائط صد الغزو الإيراني القادم لليمن وللسعودية ،وإيران لن تترك اليمن لقد غرزت أسنانها بقوة ودفعت أعلامها البشرية إلى شوارع وحارات وأزقة اليمن، كما أنها لن تترك السعودية إلا وقد أسقطتها وهي تعمل على ذلك الهدف ولا تنام ، هذا فيما يقضي السعوديون زمنهم ،في كتابة شعر لفتيات نجد والقطيف والطائف وبنات عسير ولاجئات حمص أو يقضون أسمارهم للتغني (بالشيلات أو الشلة) وبرقصة العرضة ونشيد الأسرة المالكة " نحمد الله جت على ماتمنى من وهيب العرش جزيل العطايا".
واللواء علي بن محسن في اليمن لايتقن الشيلات أوالشلات كثيرا ً، مثلما يُتقن حراسة الثغور والقتال من أجل الثغور،هذه إن لم يفشله السياسيون ، كما أفشلوه في حروب صعدة ، ومثلما كان على القائد بن محسن مواجهة إيران في صعدة ، كان ولايزال خلفه أمس واليوم إيرانيون في صنعاء مدينة السياسة والمؤمرات، ولا يختلف إثنان أن القائد بن محسن في كل الحروب يجتهد ،لتأمين الناس من أشرار الناس، وواحدا ً من مجده في سفر التاريخ،هو أنه أمن الناس في حرب اليمن العظمى ،حرب 94، ولتسألوا كيف أن عدن مدينة الناس الراقين، المدنيين المتصالحين مع أنفسهم ومع العالم ، لم تسقط نهبا ً في يد الذين دخلوها،مع أن من دخلها، سعوا لتصحيح خطيئة، الكثير الخطاء،مولانا علي بن سالم البيض، وعدن لم تسقط نهبا ،ً وغيرها من المدن أثناء تلك الحرب العادلة 94، لأن القائد النخبة علي بن محسن كان هناك ، وقبل هناك،حارب بشرف وبشهامة الرجال الأكابر لذلك لم تُهان المدن ولا سكانها ولا حتى المحاربين في الجانب الأخر، لأنه كان هناك،كان يحمي الناس والمدن واحده تليها أخرى،ولم يترك هذا القائد النافذ البصير للإهانات طرق تمر فيها،ونستنتج الآن لماذا أهينت صنعاء واستبحيت في ثورة 1948، والإجابة ببساطة، لأن بن محسن لم يكن هناك، والقائد بن محسن عندما يكون في المدن أو على مشارف المدن او في أطراف اليمن ... فلاجزع ..ولاخوف .. .. وفي انتفاضة 2011 الصادمة ، لم يتسلل الخوف إلينا .. لأن بن محسن العدو العاقل للرئيس صالح شفاه الله ، كان هناك يحرك الحدث، ويصنع السلم، وسط حرب الشوارع المتقطعة، والقائد علي بن محسن ، في تلك الشهور الحالكة قاد ، توجيه المرحلة سياسيا ً وعسكريا ًبتفوق عالي،وشق طريق عربة حكم الرئس الجليل بن هادي ، تماما ، كما فعل زميله في الجيش المصري الليثي ناصيف، الذي مكن الرئيس السادات من حكم مصر، بعد أن أطاح بنفوذ من عرفوا بمراكز القوي في مؤسسة الجيش والأمن والمخابرات الحربية والعامة والمباحث وفي أيام قلائل، وأمر غريب يحدث بعدها ، ورجال دوائر صراع السياسة بعد تمكين الليثي للسادات من قيادة مصر، يرصدونه ثم يبعدونه وربما يكونون هم من إغتاله ، ولعل رجال السادات وحاشيته، لم يسمعوا عندما قال عبد الناصرعن الليثي ذات يوم، لوكان لدي شخص أخر مثل الليثي لما خفت على حياتي،فقد كان الليثي هو من يحمي الزعيم أبوخالد، عبر قيادته للحرس الجمهوري الذي أسسه بامر وإشراف مباشر من عبد الناصر طيب الله ثراه، وبعد اعوام وفي سر من أسرار التاريخ يسقط الليثي ناصيف في عميلة اغتيال أشد غموضا وحيرة في لندن عام 1974.
وجرت العادة في اليمن الميمون هي ماجرت بها مقادير مصر السادات، ففي اليمن جرت السابقات، أن كل من يصل إلى أعالى بحار السلطة،ينصحه أحدهم - أي أحد- أو أكثر من أحد- ينصحه أي ينصح الرئيس المستجد ، بجمع قوى نفسه وقوى محيطة الأسري والقبلي والجهوي خلال عام أو اكثر، ثم يدخله هؤلاء الناصحون ربما دون رغبة منه في معركة مع خصوم افتراضيين،وتاريخ اليمن ،كان ولايزال ضرورة صراع من يريد أن يحكم، ومن يجب أن يخرج من الحكم ، وأدوات الصراع ، شيئ لم يتبدل، وجماعة رئيس جديد قادم ينتقلون في كل زوايا الدولة، ويدخلون في معارك تصفية من أجل أنفسهم لا من أجل الرئيس الجديد، ويقولون للرئيس الجديد " يجب أن تعمل كذا". وفي هذا الشهر الذي يمر .. والأخر الذي سيأتي ..ويمر.. وحتى .. حدث سياسي يماني أكبر ... لن يخرج، أحد من هؤلاء عن حكاية القائد الكبير بن محسن وتداعيات الحكاية ... وكل الكتابات اليمنية والعربية والأوروبية والأمريكية عنه وعلى كثرتها ... تبحث عن شيئ في شخص القائد الكبيربن محسن ، وهو وماذا نصنع مع القائد الكبير، والعالم في السياسة يقرأ آلاف التقارير، ليفهم مشكلة سياسية واحدة، أو ليفهم ،حل لمشكلة سياسية واحدة، وماذا؟ نصنع مع القائد الكبير بن محسن وقد تميزت حياته على نبل وافر من المجد ، وماذا نصنع ؟ لن يقودنا في اليمن إلا إلى مخرج وحيد ، مخرج الاحتياج المفرط للقائد علي بن محسن من أجل سلامة اليمن وأمن اليمن.
في الإثنين 21 يناير-كانون الثاني 2013 02:48:50 م