|
لقد قرأت مقالك المعنون بمأرب بلا رجال.. والذي لا يستحق القراءة فضلا عن الرد أو التعليق ، ولكني قرأته وأجبرت نفسي على الرد عليك ، خشية أن تكتبي في مقال جديد ( رجال مأرب يهددوني بالقتل أو الخطف ) فأردت أن أقطع طريق السراب للصاعدين الجدد الى عالم الشهرة على أكتاف رجال مأرب .. وكتبت منتقدا مقالك الذي تحاملت فيه كثيرا على أبناء مأرب ، واتهمتيهم بهذه الاتهامات الجوفاء التي لا تمت الى اخلاق الكتاب والصحفيين بصلة ، مستخدمة فيها لغة التعميم (يوم ما كانت مأرب مدينة الرجال الذين تلزمهم كلمتهم وشهامتهم وقبيلتهم، كان الرجل من مأرب بألف رجل يتحرى أفعال الرجال العظماء، ولكن اليوم، كل ما فيها هم لصوص وقطاع طرق وبلاطجة يبيعون ضمائرهم بالريال، ويستقوون على الضعفاء من إخوتهم في هذا الوطن الذي أنهكته خيانات أبنائه. )
الم تدركي أن مأرب كلها رجال ، حتى نساءها وأطفالها رجال ، وانك حملتيهم وزر من تعلموا السفاهة على أيدي مسؤوليكم ، وتخرجوا من مدارس عفاشكم ، ففقدوا نخوتهم واضاعوا رجولتهم ، وهم قلة قليلة لا يتجاوزون ، تسعة رهط .. فقد قال الله عن مدينة كاملة ((وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون )) لما لا تقولي في مأرب سبعة رهط أو ثمانية مخربين ..
أعرف تماما أنك تريدين من وراء كتاباتك العفنة ، أن تثيري المخربين أكثر وتخربين الصالحين .. وان الاصطياد في الماء العكر عمل أهبل وقلة بضاعة وشح مدقع .. لما لا تكلفين نفسك عنا السفر الى مارب لتعرفي أن مأرب تلك البقرة الحلوب التي تستفيدين منها ، لا تعطي لأهلها شيئا من لبنها. أيها الكاتبة .. أما آن لك أن تعرفي أن راتبك الشهري وكهرباء بيتك ووقود سيارتك أو سيارة الأجرة التي تركبينها يأتي من مارب ، وأن رجال مأرب لم يحسدوك ولم يمنوا عليك وعلى امثالك بذلك ، وأن أكثرهم يكابدوا الفقر والمرض وقلة ما في اليد ..
يا غادة .. ان لغة التعميم في الذم والسب ، تنم عن ثقافة متخلفة ، و أخلاق رديئة ، وافلاس اعلامي ، وضعف ارادة ، وقلة أدب . ألم تقرئي قول الله تعالى (( ولا تزر وازرة وزر أخرى )) وقوله (( كل نفس بما كسبت رهينة))
كيف جعلتي ستة أشخاص ذوي مطالب وهم فقط جنود مجندة لسيدك وسيدهم عفاش كما في قولك ( عليكم فقط أن تكونوا أقوياء وتطلبوا حقوقكم كما يفعل الرجال المعتزون برجولتهم الواثقون بشرعية مطالبهم) ولم تدركي أن برجال مأرب سقط عفاش وأن الايام ستكشف لك عما كنت عنه غافلة. وسيأتيك بأخبار رجال مأرب من لم تزود . وأن رجال مأرب برجولتهم التي سلبتيها عنهم بمقالك الهزيل ، هي من حطمت أسطورة الحوثي ، ومرغت أنفه في التراب ، في سدباء وغيل الجوف ، وأرغمت طاغية اليمن على التوقيع والرحيل ..
بعد أن أنكرت وجود رجال .. فكيف تعودين تنادينهم وتطلبينهم (كونوا مؤمنين ورجالاً بما يكفي لتدافعوا عن الحق وتنهوا هذا المنكر الذي لا يرتضيه الله عز وجل، فقط عليكم الاعتراف أن مأرب بلا رجال.. ) ما وراء مقالك هذا ، ومن المستفيد منه ؟ حقا ان السفاهة لا حدود لها .
للإطلاع على مقال غادة العبسي انقر هنــــــــــــــا
في الأحد 03 يونيو-حزيران 2012 09:34:09 م