صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
مع الوثيقة الفكرية والثقافية للحوثيين... ولماذا الاحتفاء بإحياء الأحقاد ؟
في العدد السابق أورد كاتب هذه القراءة موقف العلامة بدر الدين الحوثي من الديمقراطية والشورى وحرية الفرد في اختيار الحاكم وغير ذلك، وتبين أن موقفه سلبي للغاية من هذه المفردات وسواها، على خلفية الاعتقاد باغتصاب الخلفاء الثلاثة للخلافة منذ وفاة النبي – صلى الله عليه وآله وسلّم-، حيث عدّها دخيلة على الإسلام.
وأوردت القراءة كذلك مدى الإحراج الذي شعر به نجله عبد الملك قبل سنوات، فسعى لتأويل حديث والده في حوار صحيفة الوسط بما مفاده أن حديثه ليس بأكثر من نظرية تاريخية، ونسي عبد الملك أو تناسى أن ذلك موقف ثابت عند والده من قبل ذلك وبعده، كما في تقريره تلك المسائل بلغة أفصح وتعبير لا لبس فيه في رسالته ( إرشاد الطالب) التي تمت الإشارة إليها فيما سبق، ولكن كم سيكون صاعقاً – لمن لايزال يحمل شكاً في الموقف الحوثي من تلك القضايا الكليّة- أن عبد الملك يصرّح بجوهر موقف والده بعد مرور بضع سنوات، وفي أجواء مختلفة إلى حد بعيد.
تخيّل- عزيزي القارئ- أن عبد الملك ذاته -ويا للمفارقة- ما لبث أن كشف عن مراده باستدراكه السابق- وفق طريقته الخاصة المذهلة- بعد أن تبنّى ذلك الإشكال أو تلك النظرية في أحدث وثيقة فكرية ثقافية سياسية جامعة للحوثيين وغيرهم، وصفها الحوثيون أنفسهم بـ(الوثيقة الفكرية والثقافية) استهلت بعد الديباجة بالقول:" فإنه في يوم الجمعة الموافق 17/3/1433هـ اجتمعت اللجنة المكلّفة لصياغة الاتفاق بين أبناء الزيدية عموماً ومن جملتهم وفي مقدِّمتهم السيّد/عبد الملك بدر الدّين الحوثي وبعض علماء الزيدية وأتباعهم ..." وختمت بجملة ( هذه رؤيتنا وعقيدتنا وكتب عبد الملك بدر الدّين الحوثي)، ووقّع عليها آخرون من رموز جماعته، بل حتى من خصومه أتباع الشيخ محمّد عبد العظيم الحوثي، وحتى مرجعيات زيدية (تقليدية) شهيرة، لايتردّد بعضها في التوقيع على الشيء ونقيضه، وفي هذه الوثيقة التأكيد على ذلك الامتياز الخاص، والاستحقاق المتفرّد، بل تكاد أن تكون في بعض جوانبها نسخة مكرّرة من رسالة والد عبد الملك (إرشاد الطالب) حيث ورد في الوثيقة " وأن الإمام بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم- هو أخوه ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من أولادهما كالإمام زيد والإمام القاسم بن إبراهيم والإمام الهادي والإمام القاسم العياني والإمام القاسم بن محمّد ومن نهج نهجهم من الأئمة الهادين"( 1). قارن هذا النص الحديث بالنص القديم في رسالة والده: " والولاية من بعده ( أي الإمام علي) لأخيار أهل البيت الحسن والحسين وذريتهما الأخيار،أهل الكمال منهم... والولاية لمن حكم الله لها له في كتابه وسنة رسوله – صلى الله عليه وآله وسلّم- رضي الناس بذلك أم لم يرضوا..."، أي أنّه لامجال في الوضع الطبيعي السوي -وفق تصوّرهم- لأيّ كان من خارج هذه السلالة في الحكم، بوصفه حاكماً أعلى (رئيساً أو ملكاً أو خليفة أو نحو ذلك)، ومن ثمّ فإن مسألة الحكم المدني وأبرز مدلولاته حق الاختيار والترشيح وإقامة النظام السياسي الذي يتولاه الأكفاء بصرف النظر عن سلالته وعرقه ونسبه غير وارد ولا مقبول مطلقاً في نظر المرجع الأعلى وولده وجماعته، لكونه يتعارض مع إرادة الله ومشيئته القاضيتين باجتباء أفراد أو سلالة لمقام هداية الناس وسياستهم بصرف النظر عن رضاهم واختيارهم، رغم ما سبق من تأكيد عبد الملك – تعقيباً على حوار والده مع صحيفة الوسط- بأن تلك الرؤية القائلة بالبطنين مجرّد نظرية تاريخية لاتصلح لزماننا! ثم يأتي التأكيد في تلك الوثيقة على اصطفاء الحوثيين ضمن من زعموا بأن الله اصطفاهم. وواضح أن ذلك الاصطفاء للحكم قبل أي مدلول آخر، فكما اصطفى الله رسلاً وأنبياء لهداية الناس فقد اصطفى آل البيت وذريّاتهم من (البطنين) لسياسة الناس ورياستهم وحكمهم مع وظيفة الهداية ووراثة الكتاب، وذلك فحوى ما ورد في الوثيقة المشار إليها، إذ بعد ورود النص السابق المصرّح بأن الإمامة لاتكون إلا في ذريّة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم- من البطنين جاء النص الاصطفائي التالي:
" ...ونعتقد أن الله –سبحانه- اصطفى أهل بيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلّم- فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب، من بعد رسول الله إلى أن تقوم الساعة، وأنّه يهيء في كل عصر من يكون مناراً لعباده، وقادراً على أن يقوم بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها( إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام وليّاً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوّره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكّلوا على الله) ومنهجيتنا في إثباته وتعيينه هي منهجية أهل البيت عليهم السلام"(2 ). ولم يعد ثمّة مجال للتساؤل عن طبيعة تلك المهام والوظائف لهؤلاء المصطفين، خاصة إذا تذكّرنا أن جذور التشيّع سياسي كلّه، وأن الحوثية لا تختلف عن غيرها، لاسيما وقد ورد النص في منهج الحكم -وقد سبق- ثمّ جاء التأكيد عليه في آخر مسألة الاصطفاء بالقول:"ومنهجنا في إثباته وتعيينه هي منهجية أهل البيت عليهم السلام".
إنّ هذه الوثيقة التي أعلنها الحوثيون أثناء الثورة الشعبية السلمية، وفيها التأكيد على كل تلك المضامين تماماً، تجعل الحليم حيران حقّاً، ذلك أنه وإن بدا الأمر لأول وهلة أشبه بتأكيد المؤكّد وتعريف المعرّف لكن المدهش أن ذلك يصدر في وقت يتسابق الحوثيون فيه لإثبات أنّهم – كغيرهم- من دعاة مبدأ المساواة ودولة العدالة والمؤسسات، بل من دعاة (الدولة المدنية الحديثة)، هذا فضلاً عن كون جملة هذه الأفكار مبثوثة في جملة الأدبيات الحوثية الأخرى!! (3 ) !!!
وقد لفت العميد المتقاعد والمحلل العسكري اليمني محسن خصروف إلى ماهو أكثر إثارة حين صرّح في حوار له مع قناة سهيل الفضائية أنّه قد اتصل هاتفياً بالناطق الرسمي للحوثيين محمّد عبد السلام بعد انتشار الوثيقة، مستغرباً صدور ذلك عن الحوثيين على هذا النحو من الوضوح، وفي هذا الظرف تحديداً، فأجابه الأخير بما معترفاً أن هذه الوثيقة أساءت إلى الحوثيين على نحو غير مسبوق، على حين أنّها وثيقة داخلية غير قابلة للنشر!!!!!
أمّا ما أورده أحد رجالات الحوثية الكبار عن خطبة الغدير وفيها :"... اسمعوا وأطيعوا فإن الله مولاكم وعليّاً إمامكم، ثم الإمامة في ولده من صُلبه إلى يوم القيامة، لا حلال إلا ما أحلّه الله ورسوله، ولا حرام إلا ما حرّم الله ورسوله... معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله والكتاب والنور الذي أنزل معه، من قبل أن نطمس وجوهاً، فنردّها على أدبارها، أو نلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولاً. النور من الله فيّ، ثمّ في عليٍّ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهدي- عليه السلام- "( 4)؛ فله مشكلته الخاصة، لأنه – عندهم- مناسبة سنوية مقدّسة، يجب أن تحيي الحق المستلب كلما بدأت الأمّة في تناسيه أو التغاضي عنه، وينبغي أن ترضعه الأجيال القادمة مع حليب أمهاتهم، لكي يستقر في العقل والوجدان، حتى يعود الحق لأصحابه! وبالله كيف ينسجم هذا مع ترديدهم بإيمانهم بأن الحديث عن نظرية البطنين، واعتبار النسب هو الأساس في ذلك، مجرّد نظرية تاريخية عفى عليها الزمن، وأن ّنسبة ذلك إليهم اليوم من كيد خصومهم وافتراءاتهم، مع ما مرّ بنا قبلاً من تبنٍ صريح على لسان قائد الحركة الحالي عبد الملك الحوثي ذاته قبل غيره؟!
ويستمر حسين الحوثي في التعريض برموز الأمة الكبار الأوائل- دعك من المتأخرين- على نحو لا خلاق فيه ولا دين- مع الأسف- إذ يعد من يصفهم بـ(السادة) – ولسنا ندري أيّ سادة يعني ولنفترض أنّه يعني من لديهم التزام بشعائر الإسلام وفرائضه- سفينة النجاة بإطلاق، وذلك حين لا يقبلون بأقل من أن يظلوا حكاماً عليك ما حييت وذريتك من بعدك، إلى أن تقوم الساعة، وليس أمامك سوى السمع والطاعة، لأنهم خلقوا لتلك المهمة، وأنت غيرك لا تمتلك سوى جاهزية الاستجابة، ونفسية (القطيع)، ولا مجال لخيار آخر، وذلك عنده هو الله أو مطلوبه ومراده، وغير ذلك مما يرمز إليه بالرموز المتقدّمة والمتأخرة من علماء السنّة هم الشيطان أو مطلوبه ومراده، هذا إذا لم نذهب في التأويل السيء إلى أبعد من ذلك:
يقول حسين الحوثي: " متى ما جاء شخص كره [ السادة] وخلاص من [السادة] فين بيرح؟ [ أي فأين يذهب؟] هو بيجلس [ هكذا] عطل [ أي متعطّلاً بلا عمل]، تراه يميل إلى من؟ إلى [ مقبل، الزنداني، ابن باز، ابن تيمية، بخاري، مسلم، أبو بكر، عمر، عثمان، عائشة] ما هذا الذي بيحصل [هكذا] لايوجد إنسان يجلس عطل[ هكذا والأصل متعطّلاً أو عاطلاً]، ما يمكن تجلس عطل نهائياً، لأنك في نهاية المطاف إمّا أن يكون الله هو من هو في ذهنك، الله هو الذي أمامك، أو أن يكون الشيطان، هل هناك شيء غير هذا؟"( 5).
وبتعبير تربوي محدّد موجز يمكننا إيجاز ذلك بالقول: إن كل جهود التنمية المجتمعية بكل أبعادها تذهب سدى في ظل سيادة منهج كهذا، ذلك أن الحديث عن كرامة الإنسان( المواطن)، ومساواته مع غيره، وتكافؤ الفرص، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والحياة الدستورية، ودولة المؤسسات، ومبدأ فصل السلطات ...إلخ لا قيمة لها، ولا مجال لتطبيقها، لأنها غير ذات معنى أو دلالة من الأساس في قاموس الحوثية.
المناسبات التاريخية وتكريس الأحقاد عبر الأجيال:
وفي الأخير للباحث أن يتساءل عن سرّ ذلك الحرص المبالغ فيه من قبل الحوثيين لإحياء مناسبات تاريخية غابرة، يفترض أن نكون – نحن أبناء هذا العصر- قد تجاوزنا تداعياتها السلبية، وأخذنا العبرة وحدها من ذلك، كي لانعيد إنتاج مآسي التاريخ، مع ثقتنا بعدل الله وحكمته، وأنه سيفصل بين العباد، في يوم الفصل، علاوة على أنه ليس لذلك المسلك اليوم من مدلول إلا إحياء الثارات، والنفخ في النعرات، وإثارة النزعات. ولما كان الحديث عن ولاية الإمام علي- رضي الله عنه- مقترناً بحديث الغدير- على سبيل المثال- فماذا يعني إصرار الحوثية على إحياء عيد الغدير اليوم، على ذلك النحو؟ واستماتتهم في سبيل ذلك؟ وها هو ذا يحيى الحوثي في رسالته الموجّهة إلى علماء اليمن ومشايخها كافة، بتاريخ 16\5\2007م يجعل واحداً من مطالب الحوثية في إيقاف الحرب ضرورة اعتماد المناسبات الدينية ونص على إحياء يوم الغدير كمثال على ذلك( 6)، وكذا جعله أخوه عبد الملك واحداً من أبرز شروط أي اتفاق يعقد مع السلطة(7 ).
أليس حاصل مدلول إحياء الغدير البراءة من أبي بكر وعمر اللذين اغتصبا الخلافة– بنظرهم- مخالفين لتوجيه النبي- - للصحابة في يوم غدير خم، حين قال- وفق فهمهم-: "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"؟ وإلا فكيف يمكن تفسير ذلك الغلو بالاحتفال في ذلك اليوم، وما يرد فيه من الإساءة الصريحة المباشرة إلى الخلفاء الراشدين قبل علي، ووصمهم بأئمة الضلالة، وادّعاء أن أبا بكر يتقدّم خمسة عشر فرعوناً إلى النّار، والبراءة من كل من آمن بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وتوعّدهم جميعاً بالدرك الأسفل من نار جهنّم، مع زعم حصر الحكم في ذريّة علي وحده!! وأنّه متى خرج الحكم عن تلك الذريّة فلننتظر الساعة، وهو ما يفهم منه بوضوح أن كل من حكم أو سيحكم من غير ذريّة النبي – - حاكم مغتصب، لا شرعية له، بل يجب إسقاطه، كما يفهم من ذلك بالقدر نفسه أن لا اعتبار لإرادة الأمة، ولا لشورى المسلمين، وذلك ما تؤكّد عليه جملة خطبة الغدير !! ( 8).
ثم ماذا يعني إقامة الحوثية ذلك الحفل المشهود يوم 20 رمضان1429هـ- 20سبتمبر2008م، بجامع الهادي الكبير بمدينة صعدة، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه وكرّم وجهه-؟ ومع أن ذلك قد تكرر في أعوام لاحقة ولكن الإشارة إلى ذلك التاريخ ذو دلالة هنا، لأنه يعني إحياء المناسبة الجديدة الدخيلة على الزيدية في اليمن، بعد مرور نحو شهرين فقط من إعلان نهاية الحرب الخامسة، بما يعني عدم الجدّية في السلم، والبحث عن أسباب جديدة للفتنة، حيث نقلت بعض المصادر الإعلامية - وقتذاك- تسجيلاً موثّقاً عن جملة ما دار في الحفل، وحاصله الإساءة العلنية أمام الجماهير المحتشدة، لأبي بكر وعمر، والتنقيص الصريح، والشتم المقذع للخلفاء الراشدين( 9).
والواقع أن أولى المدلولات التربوية الجوهرية لهذه المناداة بإحياء مناسبات كتلك قيام جيل متخم بنفسية صاحب الثأر، حيث لا همّ له سوى الانتقام، وإعادة حقّه وحق أسلافه، المسلوب منذ قرون، والاقتصاص ممن اغتصبه بغير حق! وذلك هو حصاد التعبئة الخاطئة، طيلة حياة أيّ منهم، وهكذا تذهب أعمار الجيل بعد الجيل، في الشحن بالأحقاد والثأرات، والعيش على هامش التاريخ، وبدل الانتقال من الوحي الإلهي إلى العصر، لينير دروبنا، ويهدينا سبلنا، إذا ببعضنا يسعى لينقلنا من مآسي التاريخ إلى واقع العصر، في مسعى حثيث لإعادة إنتاجها بلغة عصرية!! بدل التوجّه نحو البناء المعرفي، والقيام بالدور الاستخلافي المنشود، مع أخذ العبرة الكافية من مآسي التاريخ، كي لا نقع المرة بعد المرات في الفخ ذاته، خاصة وقد ظلت اليمن لأكثر من ألف عام ترزح تحت الصراع (المتخلّف) لأئمة ادّعى كل منهم أحقيته بحكم البلاد دون غيره، ثم نرى منجزات أكثرهم القتل والدمار والتخلف والصراعات، والجهالة والعنصرية، وهاهوذا بعضنا اليوم يسعى لمواصلة مسار الجهالة والدمار، بالفكر ذاته، والمنهج عينه، وزاد على ذلك استيراد بعض الشعارات التي تؤكّد مدى البُعد الخارجي الجديد.
أمّا أخطر تلك المدلولات سواء فيما يتصل بإحياء تلك الاحتفائيات، أم بجوهر الفكرة أي الاعتقاد بخيانة خيرة الخيرة وصفوة الصفوة من كبار الصحابة؛ فهي الاتهام غير المباشر للنبي – صلى الله عليه وآله وسلّم- بالفشل الذريع في تربيته لأصحابه، حيث كانت مخرجاته هم هؤلاء الذين وصفوا من قبل مؤسس الحوثية بكل نقيصة، مع ما نعلمه من ضرورة تأهيلهم بخلق هذا الدين وتربيته، ليتمكنوا من حمل رسالة هذا الدين إلى العالمين، وتبليغه بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، بوصفه ديناً عالمياً خالداً مطلقاً، وهذا ما يميزه عن أي دين سماوي سابق محلي مرحلي محدود الأثر، والتشكيك غير المباشر كذلك في مصدري هذا الدين الأساسيين (الكتاب الكريم والسنة المطهرة)، حيث حملهما إلينا وإلى معظم الأصقاع ذلك الجيل بكل تلك الصفات السلبية التي ألصقت به، وهل يؤتمن على تلك الرسالة؟ والله المستعان.
...................
( 1) عبد الملك الحوثي وآخرون، الوثيقة الفكرية والثقافية للحوثية، مرجع سابق، ص 4.
( 2) المرجع السابق، ص 7.
(3 ) راجع بعض ذلك في : أحمد محمّد الدغشي، مستقبل الحركة الحوثية وسبل التعايش،ص 101-107، مرجع سابق.
(4 ) محمّد عبد العظيم الحوثي، شريط خطبة الغدير، مرجع سابق.
(5 ) ملزمة سورة آل عمران: الدرس الأول، مرجع سابق، ص 10.
( 6) راجع: نص رسالة يحيى الحوثي في موقع ناس بريس في16\5\2007م.
( 7) راجع: الرسالة التي بعث بها عبد الملك الحوثي إلى الشيخ شاجع محمّد شاجع في 31\5\2005م، ليتم إيصالها إلى رئيس الجمهورية السابق( علي عبد الله صالح)، وقد تضمنت مطالب الحوثيين لحلّ القضية، وهي في: عادل الأحمدي(وثائق)، الزهر والحجر، ص376، 2006م، الطبعة الثانية، صنعاء: مركز نشوان الحميري للدراسات والنشر، وراجع: حوار عبد الملك الحوثي كذلك مع صحيفة الديار، أجرى الحوار عابد المهذري ، وأنظره في: موقع: مأرب برس،
http://marebpress.net/articles.php?id=4496
( 8) راجع: محمّد عبد العظيم الحوثي، خطبة الغدير، مرجع سابق.
( 9) صحيفة الأهالي(اليمنية)، تقرير: أحمد الحسني، 9 أكتوبر2008م(وانظره في: مأرب برس.
http://marebpress.net/news_details.php?lng=arabic&sid=13366