مصانع الرجال
بقلم/ رجاء يحي الحوثي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 22 يوماً
السبت 25 أغسطس-آب 2012 08:54 م

في حياتنا الكثير من النماذج التي عرفناها في عطائها وإنجازها الرائع.. وأيضاً عرفنا آخرين لم يفعلوا شيئاً هل هذه المقولة يثبت صحتها اليوم في عالم توافر كل شيء فيه ولا يوجد فيه إنجاز... أو ماذا .. ؟؟؟

صناعة الرجال من مهام كل غيور عن أمته انطلاقا من موقعه صناعة الرجال لا تكون إلا في مصنع الرجال ،المواقف الشديدة والأزمات تظهر الرجال ولا تصنعهم لأنه ليس بالضرورة أن نحكم علي الذكور كلهم رجال فالذكور كثير ولكن الرجال منهم قليل.

ما استحق الحياة إن كنت اقصد بهذا العنوان شعبنا العظيم ولكن قصدت أن الفت نظر الجبناء حتى يعلموا أن هذا الشعب عظيم بكل ما تحويه الكلمة فهناك أولويات تحتم على الرجال الرجال الكثير لصنع أوطانهم والمساهمة في التنمية والاستقرار والازدهار الحقيقي ويبدأ من.

أولها: العمل والإنتاج والاعتماد علي الذات, وهذه دعوة لكل يمني يريد المحافظة علي كرامته وعزته وحريته, وذلك مع الاقتصاد في النفقات علي مستوي الفرد والبيت والوحدة و المنظمة والدولة, وترتيب أولويات الإنتاج والاستهلاك والاستثمار حسب الأولويات الإسلامية:الضروريات فالحاجيات, وتوفير ما يوجه إلي التحسينات وهذا يغني عن المعونات والمساعدات الخارجية فاليمن أصبح بلد المعونات والمساعدات والجمعيات الخيرية الأول في العالم.

إننا إذا أمعنا النظر فسنجد أن الشعب اليمني يتلقى مساعدات من دول عدة و لا يستفيد من هذه المساعدات, ومن ثم فإنه يجب علينا أن نضع استراتيجيه واضحة للتخلص منها, فالتخلي عن المعونة يكون بالعمل وليس بالشعارات والعواطف الجياشة, فالشعارات وحدها لن تغني اليمن عن المعونات والمساعدات, لكن يجب الالتفات إلي مواردنا وثرواتنا الطبيعية والبشرية غير المستثمرة, فالاهتمام بذلك صار أمرا حتميا الآن, بصرف النظر عن رغبة التخلص من المعونات, لاسيما في ظل الظروف التي تمر بها البلاد جراء الاعتصامات والاحتجاجات و من المقترحات التي تساعد علي الاستغناء عن المساعدات الخارجية.

 ـ ضم الصناديق الخاصة للمالية وميزانية الدولة ووضع الحد الأقصى للأجور موضع التنفيذ, وهذا وحده كفيل بتوفير عشرات المليارات من الدولارات.

 ـ تنشيط التجارة والصناعة المحلية والعربية وإعطاؤها الأولوية دائما.

 ـ زيادة ساعات العمل ساعة واحدة يوميا, وتوجيهها لزيادة الإنتاج ودعم الاقتصاد.

 ـ نشر ثقافة شعبية وتخصيص حملة إعلامية ودعوية عن القات و السجائر وأضرارها وخطورتها والإجماع علي فتوى بتحريمها, مما يحد تدريجيا من استهلاك القات والسجائر والأدخنة والمواد الخام المستخدمة فيها وأضرارها علي الصحة والبيئة والاقتصاد.

 ـ استثمار الأموال في اليمن في أقامة المشاريع وجلب المستثمرين لإيجاد فرص عمل .

 ـ استخراج الثروات من بلدنا واستغلالها استغلال حقيقي .

-تنشيط زراعة البن واستئصال زراعة القات من اليمن وتصدير البن للخارج.

-منح ارضي للعاطلين عن العمل وزراعتها واستثمارها بما يعود النفع على الفرد والمجتمع والاقتصاد اليمني بشكل عام.

 ـ وضع إستراتيجية محددة الملامح للاستغناء التدريجي عن المعونات والمساعدات الخارجية, فذلك أمر يصعب تحقيقه فجأة دفعة واحدة, ولكن يمكن أن نضع له نواة نجني ثمارها في المستقبل القريب,

-تدريب كوادر من أبنائنا في بلاد أخري صديقة, وعلينا أن نبدأ بتصنيع الممكن ونتدرب علي الصناعة في شتى المجالات.

ألم تسمعوه عندما قيل : في شعبنا العظيم شعب الحكمة فمثل هذه مقوله لا تنطبق إلا على مصانع الرجال . فبقاء الحال على ما هو عليه والأوضاع المتردية في اليمن يؤدي إلى أن شبابنا هم إخراج اليمن التي قذفتها من أمعاءها هم الذين بهم الأمل وما يحدث وما نسمع عن قطاع طرق أو خاطفين أو مغتصبين هم سخروا أنفسهم وسخروا لهم العملاء المغفلون والمضللون وتحريضهم على التخريب وإشعال الحرائق وافتعال المشاكل

في الوقت الذي لا يستطيع أحد منهم أن يجيد إدارة بيته أو أسرته وانضم إليهم لفيف من المتشدقين والمرتزقة.

والحكمة لا تأتي إلا من تجربة، والتجربة لا تأتي إلا بالعمل، وقيل قديما: اسأل مجرب ولا تسأل طبيب .

فقد قيل لبعض الحكماء:( بم يعرف عقل الرجل؟ فقال: بقلة سقطه في الكلام، وكثرة أصابته فيه، فقيل له: فإن كان غائبا؟ فقال بإحدى ثلاث: إما برسوله، وأما بكتابه، وأما بهديته، فإن رسوله قائم مقام نفسه، وكتابه يصف نطق لسانه، وهديته عنوان همته)

نحن جميعا من نسيج الوطن الذي يجب أن نحميه ونحافظ على مقدراته وأمنه داخليا وخارجيا.

هل سنترك هؤلاء الخونة والمرتزقة هكذا ينفذون مخططات أتباعهم ومموليهم دون ردع أو عقاب؟ بالتأكيد لا.فلا يكفي أن نكتب أو نتكلم يجب على الرجال الرجال من خير أبناء هذه البلد التحرك وإنقاذ اليمن مماهي فيه.

*محامية ومستشارة قانونية