عدن فرحة العيد
بقلم/ محافظ عدن/م. وحيد رشيد
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 28 يوماً
الأحد 19 أغسطس-آب 2012 07:36 م

مدينتي التي لم تعرف العبوس يوما , ولا التجهم في وجه زائرها البتة , تحتضن الجميع احتضان الأم الحنون لفلذة كبدها الغائب , العمل لأجلها شرف والمن عليها جريمة ,عدن للتاريخ على جنباتها سفر طويل لاينتهي , المسرة ديدنها وان عظم الألم , أما بساطة أهلها ونقاء سرائرهم فالوصف لايرقي لمقامهم الجليل فلن يفي مدحهم ما منحوه من نقاء وطيبة تفرض على كل من دلف عدن ان يتحلى بها .

لست هنا بصدد الإسهاب في مدح المدينة او أهلها فكلهما في غنى عن ذلك , ولكن لان للعيد بهجة ومسرة واجد ذلك غير ذات طعم من غير ان تجدها في عدن ووجوه أهلها الطيبين . رغم ظروف المعيشة وقسوتها في ظل حالة ترقب الناس لقادم في لمح بصر يقلب تلك الظروف من عسر الى رفاهية , وتزايد الضغوط في هذا الجانب تبقى عدن وأهلها متمسكون بأصالة معدنهم , يغرسون الأمل ويرعوه ليصبح كبيرا يليق بمقام هذه المدينة ويباهي بها يتحملون بصبر ما نجم عن تأخر انتشال بعض الخدمات جراء بعض المعوقات - التي سنتحدث عنها ذات يوما- ويبذلون جهودهم في المشاركة والبناء غير ملتفتين لمعاول الهدم. 

وأمام هذا التعاطي الخلاق يدفعوننا للعمل وبذل المزيد من الجهود نختصر ساعات نومنا وأوقات راحتنا لننجز لعدن شيء وان كان يسيرا , ونجدها مناسبة هنا لندعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم تجاه مدينتهم فكلنا شركاء العمل لنهضة المدينة وحماية أهلها . وهاهي أيام عيد الفطر المبارك تمنحنا فرصة تعميق أواصر محبتنا وعلاقتنا بعيدا عن أجواء المشاحنات او الخلافات العقيمة والتي لا جدوى من ورأها سوى تقويض بنيان مدينتنا وبلدنا , المتغيرات كثيرة والشواهد لاتنفك تتوالى هنا وهناك , تؤكد ان من لايخلص لربه ووطنه وشعبه ستتعاقبه اللعنات ولن يجد للطريق هدى .

لمواطني هذه المحافظة الباسلة أقول أدرك جيدا معاناتكم من عدم استقرار بعض الخدمات بصورة سريعة مما ينغص عليكم الفرحة , هذا الإدراك نابع من مشاركتي همومكم ومسؤوليتنا المباشرة عن كل شئ في محافظتنا الحبيبة , ومما يجب أن أؤكد عليه انه لاتبريرات هناك البتة أمامنا تجاه مجتمعنا اذا لم نقدم لعدن وأبنائها الطيبين مايستحق ان نسميه انجازا غير الخدمات ومتطلبات العيش الكريم , والتي نعتبرها حق بسيط لكل المواطنين , وأحب ان أشير هنا الى ان تأخر تعافي بعض الخدمات وتحسينها عائد لعدة عوامل أبرزها ان المحافظة بشكل عام كانت تعيش حالة انهيار كلي في كل جوانبها والجميع يدرك تلك اللحظة المرعبة في تاريخها , إضافة الى التأخر الناجم عن بعض الجوانب الخارجة عن الإرادة بسبب هذا الوضع الاستثنائي . عموما تهاني حارة أوجهها لكل مواطني هذه المحافظة واكبر فيهم روحهم الطيبة وخلقهم الرفيع مجددا العهد على إننا سنكثف كل جهودنا ونحشد الطاقات لنرتقي بالمحافظة في كل الجوانب فتعافي عدن هي فرحتنا الدائمة وعيدنا الكبير . 

مشاهدة المزيد