انجاز رياضي جديد لليمن توكل كرمان أمام قمة العشرين: ما يحدث في غزة حرب إبادة وتطهير عرقي عاجل: اغتيال قيادي كبير في حزب الله و رويترز تؤكد الخبر تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة'' رئيس حزب الإصلاح اليدومي: ''الأيام القادمة تشير إلى انفراجة ونصر'' اجبار عناصر حوثية على الفرار في جبهة الكدحة غرب تعز بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة الوطنية وقفة احتجاجية أمام قصر معاشيق في عدن لملتقى الموظفين النازحين ترفع 6 مطالب تركيا تمنع مرور طائرة رئيس الإحتلال في أجوائها وتجبره على الغاء الرحلة طفل يموت بحكم قضائي.. سحبوا عنه أجهزة التنفس رغم معارضة أمه نقابة الصحفيين اليمنيين: نواجه حربًا واستهدافًا ممنهجًا من أطراف الصراع
ما الذي يدور في خُلد ياسين سعيد نعمان ولم يطرأ أبدا على سلفه علي عباد مقبل، وهل فعلا ما نراه الآن كان ضمن خطط وأهداف جار الله عمر عراب ما يطلق عليه ألان باللقاء المشترك والذي قتل في قاعة الإصلاح نتيجة التعبئة المكثفة التي قام بها إعلام تنظيم الإصلاح تجاه الحزب الاشتراكي و كل كوادره، أم أن جار الله عمر كان يرمي إلى تشكيل تحالف مختلف تماما عما نراه الآن؟
إلا أن مفارقة العجيبة وهو وأنه وبعد عملية التصفية العلنية تلك ارتمى الحزب الاشتراكي في حضن تنظيم الإصلاح بشكل ينم عن عشق كان خفيا لاغيا هويته وتاريخه وثقافته وتحول وفي غضون سنوات قليلة تحت قيادة ياسين سعيد نعمان إلى حزب تابع وهامشي وتلاشى كل قادته وكوادره وتضائل أعلامه و صغر تأثيره وفقد مناطق نفوذه، وأصبح حزبا عاجزا عن إنتاج قادة جدد بينما تسرب معظم قادته التاريخيين واختفت الأسماء البارزة، ولم نعد نسمع أو نرى إلا ياسين سعيد نعمان الذي أصبح هو الحزب والحزب هو، ولا أحد يجروء أن يناقش أو يطرح خليفة له.
ياسين سعيد نعمان مارس ومازال نوع من الرهاب الفكري والثقافي وصنع من حوله هلامة تشبه إلى حدا كبير تلك الإيقونات المقدسة التي لا يمكن الاقتراب منها إلا وأنت في حالة من الخشوع التام التي تتوجب الطاعة المطلقة ، فهو الوطني وهو المفكر وهو الأديب وهو النزيه وهو المتفق عليه بين جميع الأطياف، وأن أي محاولة للاقتراب منه هي محاولة ستواجه بالكثير من الرفض والتشكيك وكيل الاتهامات، حتى صار ياسين سعيد نعمان يشبه إلى حدا ما عبد المجيد الزنداني في عيون أنصاره .
هذا التصنيم لا يليق أبدا، ولا يجب أن يُقبل، والرفض يجب أن يبدأ من كوادر الحزب أنفسهم والذي ومنذ فترة طويلة نرى ونشهد حالة تذمر وتململ شاسعة اعتراضا على الخط السياسي الذي يسير عليه الحزب، ولكن ومع هذا التذمر لا نرى أصواتا جادة تطرح الرؤى الملائمة والخطط البديلة، بل لا نرى إلا انصياع تام لكافة القرارات حتى وأن كانت تلك القرارات هي ضد مصلحة الحزب وسياسته وثقافته ورؤيته الإستراتيجية.
ما يحدث أكثر من غريب، وعملية صهر وتذويب الحزب الاشتراكي اليمني بهذه الطريقة التي نشاهدها يجب أن تتوقف، ليس لأننا لا نحب ياسين نعمان ولا نثق فيه، ولكننا لأننا نريد الحزب الذي نعول عليه كثيرا في خلق حالة من التوازن بين مختلف القوى الفاعلة في الساحة السياسية، فكل تنظيم وكل حزب وكل تيار له حضوره المميز، بينما لا نرى في الاشتراكي إلا شخص ياسين الذي يطل علينا بخجل بين الحين والآخر ليكرر كلام سبق وأن تم نشره على صفحات أحزاب أخرى وبيانات مستنسخة لم يشارك حزبه في إعدادها.
منذ البداية رأي الجميع أن تحالف اللقاء المشترك هو تحالف غير متكافئ، وبه ميلان تجاه تنظيم على حساب أحزاب عريقة أخرى، إلا أن هذا الميلان لم يظهر بشكل جلي إلا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي خاضوها تحت المرشح الراحل بن شملان حيث ظهر بأن من يخوض تلك الانتخابات هو تنظيم الإصلاح ضد المؤتمر الشعبي العام، بدأت حالة الهيمنة بشكل ما كان يمكن تجاهله أو تجاوزه، ظهر تأثير المال وضعف هيكلة وإرادة الأحزاب الأخرى مما ممكن تنظيم الإصلاح ومن تلك اللحظة مسك زمام اللقاء المشترك والعمل وكأنه هنالك تحالف سياسي عريض ضد النظام الحاكم، مستخدما قيادات الأحزاب الأخرى كدمى تظهر على المشهد بين الحين والآخر ليؤكد بأنه لا يعمل لوحده في هذا المجال.
أين هي مواقع نفوذ الحزب الاشتراكي الآن ؟
من يستطيع أن يفتح الخارطة ويشير بيديه بأن هذه هي مواقع نفوذ الحزب الاشتراكي اليمني أو مناطق محسوبة له، اجزم أنه من الصعب أن يحدث ذلك، لأنه وبكل سهولة لا توجد اية مناطق محسوبة للحزب، بل كانت هنالك مناطق ما كان من المفترض أن تخرج من بين يديه إلا أنها تنازل عنها أو أهملها بطريقة غير مفهومة، فأي حزب يملك ولو الحد الأدنى من العقلانية لن يتخلى وبهذا الشكل عن مناطق نفوذ تعتبر تاريخية وله فيها قواعد كانت فاعلة، لقد قام الحزب الاشتراكي اليمني بأكبر عملية إعادة انتشار لصالح تنظيم الإصلاح الذي ملاء الفراغ فورا وبدون أي تردد.
القضية الجنوبية
الجنوب، أو القضية الجنوبية، سموها ما شئتم، فالتسمية ليست مهمة بقدر أهمية أنه هنالك فعلا خلل وفجوة في مفهوم الوحدة وجدوى بقائها من عدمه، وهذه القضية تفاعلت وتضخمت حتى باتت تشكل رؤى متفق عليها بين مختلف أطياف الشعب في الجنوب، بدأت منذ عام 2007 م بحركة حقوقية تعبر عن ضباط تم عزلهم تعسفيا من الجيش وقطع مورد رزقهم هم وأسرهم حتى وصلت هذه الاحتجاجات إلى مطالبة علنية وصريحة بفك الارتباط عن الشمال، وهذه القضية كان من الطبيعي جدا أن نرى الحزب الاشتراكي يتصدرها ويتبناها بشكل علني لأسباب عديدة أوجزها بالتالي:
1-أنها المنطقة الخصبة التي يعرف دهاليزها ومفاصلها ولديه قيادات محلية يستطيع من خلالها إدارة القضية بشكل يعبر عن طموحات الجميع .
2-أن هذه القضية كانت ستعيد الزخم المفقود وتعيد الحزب إلى الشارع وإلى معاناة البسطاء والمساكين والمتضررين عوضا عن مقايل القات في الشمال مع شيوخ القبائل والدين الممثلان الطبيعيات للإقطاع والطبقية.
3-أنه ومن الطبيعي للعمل السياسي وتبني قضية بهذا الحجم كانت ستجعل من الحزب رقما صعبا يستطيع أن يكون متوازنا مع تنظيم الإصلاح الذي حاول مرارا وتكرارا اختراق صفوف الحراكيين ووضع اليد عليها.
4-استغرق الأمر كثيرا حتى استوعب الجنوبيون بأن ما أتخذه الحزب الاشتراكي اليمني من موقف في عام 1994 م هو موقف ينم عن محاولة حقيقية ومبكرة لتعديل أوضاعا كان بالإمكان في ذلك الوقت تعديلها، وقد سنحت الفرصة مرة أخرى للحزب حتى يعود إلى حاضنته الطبيعية وتبني قضية هي في صميم مبادئه، إلا أنه تجاهلها تماما وكأن شيء لا يعينه إطلاقا.
5-معظم قيادات الحراك الجنوبي هم قادة سابقون في الحزب الاشتراكي، فكيف لم تقوى القيادة في صنعاء من مد الجسور وٌترك الأمر يمضي نحو اتجاهات بعيدة عنه.
ليس هذا وحسب بل أن الحزب لم يوفر الحد الأدنى من الدعم لهذه القضية، بل وعبر تصريحات بعض كوادره وقياداته نجده وكأنه يريد أن يرفع التهمة عنه بتكرار حديثه بان الوحدة تمت وأنها خيار لا رجعة عنه، وصارت النتيجة عكسية تماما وعوضا عما كان متوقع من الحزب الاشتراكي بأنه سيخوض غمار الكفاح من جديد نحو وطن أكثر عدالة، وجدناه يُنبذ ويهاجم ويقصى من أية احتفالية جنوبية بشكل ينبئ عن مدى فشله في العمل الحزبي وترهله و إحتضاره، حزب عريق لديه معرفة وخبرة تراكمية في العمل السياسي ولم يستطيع أن يفهم القضية الجنوبية ويتاؤم ويتوحد معها، هو حتما ليس ذلك الحزب الذي نعرفه، أنه حزب آخر مختلف تماما.
بشرى المقطري وتوكل كرمان
ربما والمتابع لوضع الحزب الآن، قد يرى في كلامي مبالغة شديدة وقوية بأنني أحمل الحزب تبعات قضايا هو لم يعد يستطيع أن يتبناها لأنه في حكم المنتهي، لكن لنبحث على المستوى الفردي وما مدى مقدرته على دفاعه عن نفسه أو عن بعض كوادره ليس من النظام الحاكم بل من حليفه المفترض وهو تنظيم الإصلاح، ولنضع مقارنة هنا بين السيدة بشرى المقطري وبين السيدة توكل كرمان، وكل من السيدتان تنتميان حزبيا وهما فاعلتان وناشطتان ولهما حضورهما القوى والملاحظ.
فقد تعرضت بشرى المقطري إلى هجمة إعلاميا عنيفة تبنتها وسائل الإعلام المحسوبة على تنظيم الإصلاح وتحريض في المنابر نتيجة مقالة كتبتها عن المسيرة الراجلة التي كانت هي أحد منظميها من تعز إلى صنعاء، كانت المقالة تتحدث بشكل مجازي تارة ورمزي تارة أخرى عن الله المعبر عن الحب والتعاطف والرحمة ، كانت تعبر عن رحلة مقدسة قام بها بعض شرفاء هذا الوطن تعبيرا عن رفضهم لحرف مسار الثورة بعد التوقيع على المبادرة، بل أن المنصة في ساحة التغيير وقناة سهيل وقبل حتى كتابة المقالة قد اتخذت منحى تزيفي وغير أخلاقي في التعامل مع المسيرة أثارت سخط الكثيرين، إلا أنه وبعد المقالة أصبحت بشرى مكشوفة الغطاء بعد أن تم الترويج للمقالة وكأنها إعلان عن كفر صريح، وظلت لفترة طويلة وهي معرضة لهذا التشهير دون أية ردة فعل محترمة قام بها الحزب تجاه عضوة فاعلة لديه...
ذات الموقف حدث مع توكل كرمان إذ صرحت في أحدى المقابلات الصحفية بأن الإسلام مصدر إلهام وليس مصدر تشريع وأنها ترفض تطبيق الشريعة الإسلامية، وعوضا عما هو متوقع من هجوم الإسلاميين على مثل هكذا حديث سارعت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الإصلاح باستضافة توكل على قنواتها لتشرح وبشكل تسويقي ما كانت تقصده دون أية تهمة أو تكفير .
هنا تنظيم الإصلاح يعلنها صراحة بأن كوادره وأعضائه خط أحمر لا يسمح لأحد بالاقتراب منهم، بينما الآخرون هم عرضة للمزايدة والاتجار بهم، وهذا يحدث دون أن يحرك الحزب الاشتراكي ساكنا وهو يرى كيف يتم التعامل مع أعضائه وبشكل مهين في كثير من الأحيان.
الحزب كتنظيم ومبادئ وأرث، ومادام اسمه ( اشتراكي ) فهو لن يموت ويستطيع أن يقف على قدميه متى شاء، وأن كان ياسين سعيد نعمان له رأي آخر في ذلك، كل ما عليه هو تغيير اسم الحزب حتى لا يطالبه احد بأي شي وحتى يتحالف ويعمل ما يشاء حسب منظوره الشخصي.
لا يمكن لإنسان أن يكره الدكتور ياسين سعيد نعمان فلدى الرجل كاريزما توحي بالكثير من الاحترام والتقدير، وفي المقابل لا يمكن لشخص يريد أن يرى يمنا متعدد الرؤى والاتجاهات أن يصمت على ما يحدث من تدمير منهجي للحزب، والأمر ألان في يد الشباب الاشتراكي أما أن يتحركوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو ليتم تشكيل جماعات جديدة تبحث لها عن طريق آخر غير ما رسمه ياسين للحزب، وهي حتما طريق الليبرالية والمدنية والعدالة الاجتماعية.