محمد بن سلمان يلغي رحلته إلى قمة العشرين.. ومصدر لبلومبرغ يكشف السبب وفاة 10 أشخاص وإصابة 4 في حادث مروري مروع بمحافظة ذمار رونالدو يكشف موعد اعتزاله كرة القدم.. هل سيكون مدربًا بعد تعليق حذائه؟ الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن
الدين هو المرجعية الأهم من بين تلك المرجعيات فهو ينظم علاقات الإنسان مع ربه ومع من سواه من سائر البشر ويحضه على التمسك بذيول الفضيلة وبالتشريعات التي تنظم العلاقات الإنسانية . وتعزيزا لهذه المرجعية أرسل الله الرسل وأنزل معهم الميزان ليقوم الناس بالقسط والعدل قال تعالى" لقد أرسلنا رسلنا بالبيانات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" وبالرحمة" "ومار أرسلناك إلا رحمة للعالمين" والدين والأخلاق كلاهما امتداد للأخرى فلا دين بلا خلق ولا خلق بلا دين ...وهما كفيلتان بالحفاظ على حياة آمنة مستقرة بين جميع الشعوب والأمم.
الدين الإسلامي الحنيف من المرجعيات التي رفعت من شأن القيمة الأخلاقية وجعلتها في مقدمة بقية القيم الروحية .
فالأخلاق أمرها في الشريعة عظيم وشأنها كبير فبقدر ما معك من طيب الأخلاق وكريم السجايا والآداب بقدر ما يكون معك من استقامة الدين فالدين كله خُلق فمن زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في الدين فحسن الخلقِ، دين رب العالمين وهدي سيد البشر وخاتم النبيين ولذلك قال الله تعالى في وصف خاتم النبيين
والمرسلين
:
,
﴿وإنك لعلى خلُق عظيم﴾ صدق الله العظيم
والأخلاق هي المحور الذي يركز عليه هذا الدين يقول النبي الأكرم في حديثه الشريف "وما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق"
وما نراه اليوم من تشوهات وتعديات على الأنفس والحرمات والكرامات ما هو إلا انحراف عن هذه المرجعيات وعن القيم الدينية والأخلاقية , وهذا ما ينذر بالخطر الداهم ويهدد الأمة بالزوال والانهيار .ويتحقق ما أشار إليه أمير الشعراء في بيته الشهير:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لقد تجاوزت هذه الانحرافات حتى وصلت إلى المواقع التي تعد نفسها حارسا للفضيلة وللقيم الأخلاقية وأقصد بذلك علماء الدين الذين التبست لديهم مفاهيم المرجعية الأخلاقية القويمة فغاصوا في متاهات أبعدتهم عن جوهر مكارم الأخلاق واهتموا بالقشور وانشغلوا بالمظاهر الزائفة . شنوا المعارك الطاحنة لأجل مظاهر زائفة وأصدروا الفتاوى المتلبسة التي تثير الفتن بين الناس ؛فأمروا الناس بأمور ما أنزل الله بها من سلطان وأنكروا عليهم المعروف .
استنفدوا طاقات الأمة فيها وهي ترزح تحت وطأة الظلم والقهر والاستعباد والفساد حتى وقعت الأمة ضحية بين سندان الظلم والقهر والفساد الأخلاقي ومطرقة العدو القابع بين ظهرانيهم يعيث في الأرض الفساد يذبح الأطفال والنساء ويهدم المساكن والمزروعات وهتك الحرمات والمقدسات والأعراض ولا نسمع إلا صدى صراخهم وانشغالهم بالقشور ومحاربة طواحين الهواء...
شغلوا أنفسهم وشغلوا الأمة بترهاتهم تخدم من له مصالح.
وما المذابح التي نسمع بها على امتداد العالم الإسلامي وتطرق مسامعنا كل يوم .. وما الجرائم الهمجية والوحشية التي تحصد الضحايا البريئة والنفوس الزكية – حتى داخل بيوت الله- تحت سمع وبصر أمة تؤمن بحرمة قتل النفس التي حرم الله ...إلا نذر الفساد الديني و الأخلاقي والبعد الديني الذي يهدد مصير الأمم بالزوال . بعد فساد الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وإلا كيف نفسر حدوث هذه الجرائم بمثل هذه القسوة والوحشية ولصالح من ومن ترضي؟
ولماذا يقف المجتمع كل المجتمع عاجزا أمام هذه الجرائم التي تدمي القلوب ؟
وأين الخلل أفي المرجعية الدينية أم المرجعية الأخلاقية أم داخل المجتمع نفسه؟
ويبقى السؤال الملح كيف الخروج من هذه المآسي وهذا الفساد؟
مطروحة على كل من كان له قلب وعقل سليم. " إذا الإيمان ضاع فلا أمان ..
إنَّنا في حاجة إلى ثورة في مفاهيمنا الأخلاقية، أو إلى ما يمكن تسميته فهم لديننا وفهم "العَلْمَنَة في الأخلاق يجب أن تعود إلى عالمها الحقيقي الواقعي.. إلى الدين والإنسان، والمجتمع، والتاريخ، وأنْ تُفْهَم على حقيقتها العارية من كل لبوس لا يمتُّ إلى حقيقتها الموضوعية بصلة، فَمِن غير ذلك لا يمكننا فهم ديننا أو تطوير نظامنا الأخلاقي بما يلبِّي حاجاتنا الإنسانية الواقعية وما يتوافق مع مبادئ ديننا الحنيف.
*محامية ومستشارة قانونية.