قل لي بربك ماذا تنتظر.. نداء إلى الفئة الصامتة
بقلم/ م. عبدالرحمن العوذلي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 27 يوماً
الجمعة 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:36 م

قل لي بربك ماذا بربك تنتظر كلمات أوجهها إلى الفئة الصامتة من الشعب اليمني ،أخاطبك أنت أنت ليس غيرك أنت اللذي مازلت صامتا ولم تحرك ساكنا أوجه ندائي إليك مباشرة وأريد منك إجابة واضحة صريحة معمدة بكل أسباب صمتك، قل لي بربك ماذا تنتظر الم تميز الحق من الباطل إلى اللحظة ،الم تدرك بعد من الجلاد ومن الضحية ،الم تدرك بعد من القاتل ومن المقتول ،الم تدرك بعد من الراحل ومن الباقي ،الم تدرك بعد ما هي مصلحتك كفرد ومصلحتك كشعب ، الم تدرك بعد ما يدور حولك في نهم وأرحب وتعز وصنعاء وأبين وغيرها .

قل لي بربك ماذا تنتظر إلى متى سيضل صمتك يقتل أبناء جلدتك ،إلى متى سيظل شبابنا يراهنون عليك ،الست من الشعب ألا تريد العيش بطريقة أفضل ألا تنظر إلى غيرك من البلدان وما هو متوفر لهم من وسائل العيش الكريم ، ألا تنشد التغيير مثلك مثل غيرك من أبناء شعبك ،هل هو الخوف من يرهبك أقول لك لا تخف فأنت لست وحدك بل معك الملايين من إخوانك انزل وشاركهم وستكتشف ذلك بنفسك ،أهو الفقر من أعاقك عن مناصرتهم لا تظن انك لوحدك تعاني من ذلك، بل الكثير من أبناء شعبك يعانون مما تعاني منه ولكنهم خرجوا من أجلك أنت ومن أجل أنفسهم من أجل أن يغادرك الفقر اللذي نزل ضيفا ثقيلا عليك منذ عدة سنوات .

قل لي بربك ماذا تنتظر ألا يهون عليك دماء إخوانك من الشباب اللذين يقتلون من أجلك،ألم تؤثر فيك النساء وقد نزلت للشوارع وانضمت لمناصرة الشباب بينما أنت جالس ترقب الوضع في بيتك ،الم تحرك مشاعرك الأطفال اللذين يشهدون المسيرات اليومية ويواجهون العنف بكل شجاعة وقوة وأنت تشاهد كل ذلك على شاشات التلفزة ، متى سيأتي دورك ،متى ستتحرك مشاعرك ،وتتحطم قيودك ويناشدك ضميرك وينفد صبرك وتضع يدك بيد إخوانك.

قل لي بربك ماذا تنتظر الم تشاهد تلك الحشود المليونية في المحافظات ، الم تنظر إلى تلك السيول الجارفة من الشعب المنادية بالتغيير في المسيرات ،الم تسمع ما قاله العلماء ألم تسمع ما قاله العقلاء ودعواتهم إلى نصرة إخوانك في كل الميادين والساحات،ألم تميز بين الحقيقة والسراب ،ألم تفرق بين أحلام الشباب وأطماع الأحزاب ،ألم تؤثر فيك دعوات الشيوخ والشباب،ألم تفكر في مستقبلك ومستقبل أولادك ،ألم تفكر تحقيق أحلامهم وأحلامك .

قل لي بربك ماذا تنتظر ألا ترى الأزمات المتتالية التي يعيشها اليمن ،ألا ترى كيف يعاقب الشعب من قبل النظام في الخدمات الأساسية والضرورية ، ألم تزر المستشفيات والمرافق الحكومية ،ألا ترى الفساد كيف ينخر في جسد الدولة ،ألا تنظر إلى الثروات كيف تنهب والى الحقوق كيف تسلب والى الحريات كيف تصادر ،لماذا غيبت عقلك عن الحقيقة ،لماذا جعلت الآخرين يفكرون لك ويملون عليك ما يخدم مصالحهم ،لماذا لا تكن سيد نفسك وتتخذ قراراتك بمفردك .

هذه كلمات وجهتها إليك علها تجد طريقها في الوصول إلى قلبك ،علك تعيد النظر والتفكير وتخرج من صمتك ، كلمات من محب لك لا يريد أن يفوتك شرف المشاركة في هذه الثورة التي إن فآتتك فلن تتكرر في حياتك،أقول لك قف مع نفسك وأسال الله أن يلهمك الحق والصواب ،أدعو الله وابتهل إليه أن يجعلك للحق نصيرا،وللخير معينا ...ولا تنسانا من دعائك

Eng.abdulrahmann@gmail.com