صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
انشغل الساسة كثيراً بشكل ومحاور وأطراف الحوار الوطني، وهذا مهم من أجل الوطن والشعب والاستقرار والنمو، ومهم من أجل الاتفاق على طبيعة نظام الحكم والنظام الانتحابي، وسبل الوصول إلى الدولة المدنية الحديثة والمبدعة
في السياق نفسه وأنا أقرأ وأتابع وأحمل الهم كباقي الناس في بلدي، وجدت أن هناك أمر لم يلتفت إليه أحد، وإذا تم الاتفاق عليه وتحقيقه سيكون بمثابة الإبداع الذي ينم رغبة حقيقية في بناء اليمن الجديد.
الفكرة –ببساطة- تأتي في سياق الهم العام، وتتمثل في مقترح أضعه أمام اللجنة الفنية والأطراف السياسية، وهو ضرورة الاتفاق في مؤتمر الحوار على "برنامج إنتخابي موحد" ممكن تسميته "برنامج بناء اليمن الجديد"، ولكن كيف ؟
من المعروف أن انتخابات رئاسية وبرلمانية ستلي مؤتمر الحوار الوطني وتحديداً في فبراير من عام 2014م. وهنا لابد من إدخال نقطة في محاور هذا المؤتمر وهي الاتفاق على برنامج انتخابي يصنعه المشاركون كافة، ويقدمون فيه خطة مدروسة ومتقنة وعلمية لسبل وأسس بناء اليمن بعد الانتخابات، بحيث يشمل هذا لبرنامج كل ما يهم الوطن والناس، تماماً كما هو الحال في البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية، ولكن الفرق أنه برنامج إجماع وطني يشكل خطة مستقبلية تحدد لها أهداف ومحاور ومراحل وآفاق، وهذا البرنامج يتنافس فيه المرشحون للرئاسة وتتنافس على تحقيقه الأحزاب متحالفة أو فرادى.
والسؤال الآن: إذا كان مؤتمر الحوار سيتمخض عنه برنامج انتخابي مجمع عليه، فهذا معناه الاتفاق على رئيس إجماع وطني، وكذلك الاتفاق على تقاسم البرلمان مسبقاً، ومن ثم سنبقى في تيه دائرة الفراغ ..، فما جدوى ذلك إذاً ؟.
في الحقيقة الأمر ليس كذلك وهو مختلف تماماً عن السؤال السابق المشروع؛ لأن الفكرة تقوم أساساً على ما سيلي البرنامج المتفق عليه، حيث ستتنافس الأحزاب وكذلك المرشحين للرئاسة وسيقدمون برامج للشعب، ولكنها ليست البرامج المعتادة التي ألفناها منهم، كل يكيل الكلام، وكل يرسم الخطط، وكل يحلم بالمنجزات، وكل يتمنى على الناس الأماني، وكل يهرف بما لا يعرف ...، وفي نهاية المطاف نجد أن جميع البرامج مستنسخة من بعضها ومكررة ومملة ونقرأ الخداع والدجل واستعراض مهارات الكلام من بين أيديها ومن خلفها، ولا يطبق منها شيئا.
طيب إذا كان الأمر كذلك فما طبيعة البرنامج الذي سيقدمه الحزب أو تحالف الأحزاب أو المرشح الرئاسي ؟
البرنامج المطلوب هو تقديم الآلية العملية التفصيلية التي ستدار بها الدولة والتي ستنفذ ما جاء في البرنامج المقر من مؤتمر الحوار، كل سيقدم لنا: من الفريق الذي سيعتمد عليه، وما هي المؤسسات التي سيبتكرها، وماهي المعايير التي سيدير بها السياسة الخارجية، وما هي الأسس التي سيجعل بها المؤسسة العسكرية والأمنية مؤسسة وطن لا شريكة أسرة أو شخص، وما هي برامج الأمن الاجتماعي، وكيف سيستفيد من الكفاءات، وما هي طبيعة الآليات والمشاريع الجديدة والجدية الكفيلة بتنفيذ البرامج الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتعليمية والخدمية والصحية .. في نواحيه المختلفة، وماذا تعني له إدارة الدولة، وما مفهوم الدولة المدينة عنده وسبل تحقيقها والوصول الى مقاصدها، وما هي مؤسسات الرأي التي سيعتمد عليها، وما هي فضاءات الحرية والتعبير، وما هي مجالات الإبداع وما مؤسساتها، وما هي السبل العملية لتربية المجتمع وإعادة تأهيله ...، إلى غير ذلك من الآليات التي يجب أن تكون واضحة ومسماة بأسمائها، كي يستطيع الشعب الحكم والاختيار.
أما أن نعود إلى تلك الأساليب المتبعة في الانتخابات السابقة فلن نتفق على شيئ، ستبدأ المزايدات والمناكفات وكل سيدعي وصلا بليلى !!
ولكن ما هو الضمان لعدم استنساخ الأفكار، ومن ثم إنتاج برامج آليات مماثلة للبرامج الانتخابية المألوفة ؟
حتى يقتنع الشعب بمن سيختاره لا بد من وجود برامج غير متماثلة على الأقل في الخصوصيات الإبداعية والقناعات الذاتية لكل طرف، وحتى لا يحصل ما أشرنا إليه من استنساخ، يجب أن تُقرأ تلك البرامج عبر وسائل الإعلام في وقت واحد، أي الجميع يتواجد في استديو التلفزيون ثم تتلى من قبل أصحابها بالتتابع؛ لأننا اعتدنا على التطفل ونسبة الأفكار إلى هذا الطرف أو ذاك.
قد تبدو هذه الفكرة غريبة للبعض؛ لأنها لم تُعرف في أي بلد من العالم. وأقول: هنا تكمن الحكمة وهنا يكون التميز، وهنا يكون البرنامج المتفق عليه إنتاج يمني صرف نابع من الشعور بمعاناة الناس والوطن وإسهام عظيم من مؤتمر الحوار الوطني، وليس فقط لمجرد الرغبة في الوصول إلى السلطة وحسب عبر خطاب لا يسمن ولا يغني من جوع ..