السر وراء عودة الرئيس الفخري لليمن
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الأحد 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 07:02 م
 
 

بعد ساعة من إعلان الرئيس بالإنابة عبد ربة هادي عن الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير من العام القادم , كشفت وسائل الإعلام الرسمية عن عودة صالح إلى العاصمة صنعاء , في حين كانت العوده الحقيقية هي عبر مطار عدن الدولي الذي منه أنطلق إلى الرياض ومن خلاله عاد اليمن , ومتجنبا المرور بأجواء صنعاء الشمالية أو الهبوط في مطار صنعاء الدولي لدواعي أمنية .

وكان صالح قد أعلن للأمين العام للأمم المتحدة عشية اتصاله قبيل سفره إلى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية أنه سيسافر إلى نيويورك لاستكمال العلاج من حروقه التي ألمت بة في دار الرئاسة في حادثة النهدين .

كما أكد لعدد من المسئولين الخليجيين أنه ينوي البقاء في أحد الدول الخليجية بعد التوقيع على المبادرة الخليجية , وقد طالب من بعض الإطراف القريبة منة الترتب لبقائه في أحد العواصم الخليجية .

صالح لم يكن متوقعا أن تتضاعف الجهود الدولية لملاحقته بتهم جرائم قتل وانتهاك لحقوق الإنسان , لقد فوجئ صالح أن منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحماية حقوق الانسان ، تطالب مجلس الامن الدولي بتجميد أصول أمواله وكبار مسؤوليه وفرض حظر على سفرهم لتورطهم في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والانساني .

كما دعت المنظمة المجلس الدولي إلى النأي بنفسه عن عروض أي حصانة من الجرائم الجسيمة التي تخرق القانون الدولي، وتقدم المسؤولين اليمنيين للعدالة .

إضافة إلى ما قالته منظمة العفو الدولية التي قال موقعها على الإنترنت إن اتفاق نقل السلطة الذي يمنح الرئيس صالح وغيره الحصانة من الملاحقة القضائية في مقابل تنحيه عن منصبه، يوجه ضربة خطيرة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.

ناهيك إلى ما دعت إلية منظمة العفو الدولية ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، رافضة منح القتلة أي حصانات.

كل هذا جاء بعد التوقيع على المبادرة الخليجية التي نصت على الضمانه له ولأركان نظامة , لكن يبدو أن هناك تصميما دوليا على منع تلك الحصانه التي قابها صالح بتجاهل فاضح طيلة محاولة إقناعة بالمبادرة من قبل المبعوث الأمم في اليمن وظل يمارس عمليات القتل والتنكيل بصور إستفتازية للجهات الدولي التي بدأت ترقب تحركاته ومدى إلتزامة بلوعودة .

إضافة إلى قيام عدد من النشطاء اليمنيين في عدد من العواصم الغربية التي تعمل على الدفع بملف صالح إلى أروقة محكمة الجنيات الدولية وفي مقدمتهم الناشطة اليمنية توكل كرمان , التي وجدت استجابات واسعة في حال تم إثبات تلك تلك الجرائم.

لقد فوجئ العالم أنه وفي ثاني يوم لتوقيع المبادرة الخليجية وقبل أن يجفف مدادها عن قيام بلاطجة صالح بسفك دماء شباب الثورة وقتل ستة وحرج أكثر من أربعين آخرين , وهو ما يؤكد للرئيس الفخري ولمطالبي محاكمته أن يظل خيار المحاكمة الدولية لصالح جاريا .

صالح وفي خضم هذا الضغط الدولي المتنامي حوله المطالب بمحاكمته , وجد أنه من المهم أن يلغي أي زيارات دولية خارج اليمن خشية أن يكون لقمة صيد سهلة في أحد مطارات العالم أذا تم الدفع بملفه , خاصة وأنه يعلم أن نظامه " لن يكف عن سفك دماء اليمنيين من شباب الثورة أو رجال القبائل في محيط العاصمة صنعاء وفي مقدمتهم رجال قبيلة " ارحب ونهم وبني الحارث وبني حشيش " , لذلك فإن خيار العودة إلى أرض الوطن هو أحد عوامل طوق النجاة من أي تداعيات قد تكون في غير صالحه .

وقد يكون دعوة هادي للانتخابات الرئاسية هي القشة التي حاول صالح التعلق بها وتبرير عودته على اليمن , وقد برر تلك العودة بالقول " انه عاد ليشرف على مراحل تطبيق المبادرة الخليجية بنفسه " .

 صالح حقيقة عاد هاربا وليس مشرفا على أي مبادرة أن لم يعد مؤجج حرب وساعي انتقام خاصة من خصومة , خاصة وأنه عجر أمام المجتمع الدولي أن يوجه أي رسائل ضغط لخصومة التقليديين " آل الأحمر واللواء علي محسن " ,وربما كان الإعلان عن تحريك ملف محاولة اغتيال اللواء الأحمر عن طريق السيارة المفخخة إلى النيابة عقب تشكيل الحكومة القادمة أحد الأمور التي جعلت صالح بعود لفتح جبه جديدة من الصراع مع من يراهم سببا في رحيله عن عرش اليمن .

ترى هل عاد صالح " ليأمن من الملاحقة الدولية , أ م عاد ليقود حرب الانتقام من خصومة في أخر أيام ملكة على اليمن قبل أي انتخابات رئاسية قادمة ؟