الداخلية السعودية : القبض على يمني قـ.ـتل آخر حرقاً بالأسيد وطعنه بسكين صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن
في يوم الخميس الموافق 2/2/2012م إستفاق سكان حي مؤسسة الثورة للصحافة على مجاميع من أنصار الرئيس صالح في نوم عميق يفترشون الأرصفة المحيطة بمؤسسة الثورة للصحافة تلفُ إجسادهم قطع من بطانيات مقطعة ومهترئة ومجموعة أخرى مرابطة على بوابة المؤسسة تردد الأناشيد والأهازيج الشعبية التي تذكر بالإسم وتكيل التهم لبعض رموز المعارضة وتمجد في الطرف الآخر الرئيس صالح وإبنه أحمد مستخدمين مكبر صوت ، وعند الإقتراب من هؤلاء ترى في يد كل منهم عصي وقطع من الحديد يحاصرون بها مؤسسة الثورة ، هؤلاء من المؤسف أنهم يجهلون لماذا يحاصرون مؤسسة الثورة ، فقد جلبوا من معلب مدينة الثورة الرياضية وميدان التحرير بحجة إن قيادة مؤسسة صحيفة الثور أسقطت أهداف ثورة سبتمبر!!!وأنهم يدافعون عن ثورة سبتمبر ، ولكن عند الإقتراب من بعض المشاركين في ترديد الشعارات أكدوا أن القضية تتصل باستبعاد(صورة الرئيس) من الصفحة الأولى!!!وأنها استبعدت حسداً وغيرة من قيادة المؤسسة!!!
ومن مشاهد تلك الوقفة أمام الصحيفة قدوم سيارة نقل متوسطة عليها بعض الشباب يلبسون زي الحرس الجمهوري ، وعند وصولهم هلل الحاضرون فرحاً ، فالناظر إلى ذلك الفرح والإستقبال يعتقد أن تلك السيارة تحمل مدد ومساندة لزيادة عدد المعتصمين أمام المؤسسة، ولكن المفجأة عند توقف تلك السيار تبين أنها وصلت بوجبة الإفطار(الصبوح)!!!ثم بعد تلك اللحظة بقليل وصل طقم عسكري تابع للحرس الجمهوري بهدف حراسة المكان.
إن الناظر لذلك المشهد يجزم أن تحديات كبرى تواجه حركة التغيير اليمنية ، فحالة الفقر وتفشي الأمية وثقافة التبعية والإستبداد تحتاج إلى عقود من العمل المنظم على المستوى الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي بهدف إحداث نقلة نوعية للمجتمع اليمني ، تكسب الإنسان قيم الحرية والعلم والإستقلال الفكري وتُحسِّن مستوى الدخل .
إن ذلك المشهد يحمل تناقضات توحي بالحالة اليمنية الراهنة ، حيث تحاصر مجموعة من أنصار الرئيس مؤسسة تنتج الفكر وبأدوات تناقض القلم والورق وتقنيات التواصل الألكتروني ، حيث يحملون قطع من بقايا منتجات حديدية مثل بقايا أنابيب مياه وبقايا كراسي مدرسية وبقايا أبواب ونوافذ!!!هؤلاء يجهلون السبب الذي جاءوا من أجله ويجهلون حتى وظيفة المؤسسة التي يحاصرونها، وما يعرفونه فقط هي صورة الرئيس الرمز التي إختفت من أعلى الصفحة الأولى!!!
إذا كانت صورة الرئيس المنشورة في الصفحة الأولى تمثل قضية هؤلاء الرئيسية ، فماهي قضاياهم الثانوية إذاً؟؟؟ألم يدركوا حتى الآن أن هناك قضايا أساسية تخصهم ، ألم يدركوا أن وضعهم البائس والذي يبدو بوضوح من خلال أجسادهم النحيلة وملابسهم المهترئة ، لم يكن سوى نتيجة سياسات خاطئة وضعتهم في خانة الفقر المدقع والذل والمهانة التي أوصلتهم إلى هذا المكان من أجل الحصول على قيمة (تخزينة قات)أو وجبة طعام بسيطة او مصروف جيب يزيد قليلاً عن خمسة دولار، بينما من أوصلوهم إلى بوابة صحيفة الثورة يركبون أحدث طرازات السيارات ومخصصاتهم من هذه العملية تصل ألآف الدولارات!!!أما من يدافعون لأجل بقاء صورهم وذكرياتهم فهم ينعمون بمليارات الدولارات في بنوك الشرق والغرب ومشاريعهم الإستثمارية تنتشر في كبريات المدن العالمية.
أخيراً يمكن القول إن تحديات كبرى تواجه حكومة الوفاق الوطني في المرحلة الراهنة والحكومات الوطنية القادمة ، تاتي في مقدمة تلك التحديات توحيد القوات المسلحة والأمن وترسيخ مبدأ الولاء الوطني لديها ، يلي ذلك وضع الخطط التنموية التي تهدف إلى بناء الإنسان اليمني على أساس حب الوطن كل الوطن والدفاع عنه ، وتعزيز ثقافة التبادل السلمي للسلطة وتدوير الوظيفة العامة حتى لايتحول الحكام إلى شخصيات مقدسة ، فالأصل أن الحاكم أو أي مسئول ماهو سوى موظف لدى الشعب يمارس مهمةً لفترة محدودة ، ويعطي فرصة الإدارة والحكم لعموم أبناء الشعب على مبدأ الشراكة الوطنية في إدارة الدولة ووفق ضوابط ديمقراطية عادلة.