لماذا تأخر النصر؟
بقلم/ فوزي الجرادي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 29 يوماً
الأحد 17 يوليو-تموز 2011 08:45 ص

 لماذا تأخر النصر؟ هل هو بطء آلية المشترك المثقلة بالحيثيات، أم أن طول الفترة أصابت الشباب بالتردد والخمول الثوري ، أم أن السلطة الجريحة نجحت في إشغالنا بالبترول والكهرباء والعقاب الجماعي والمبادرات الخليجية حتى تعثرت مسيرتنا وعميت أبصارنا عن رؤية الطريق الصحيح، وكيف نجحت سلطة صالح في البقاء وهي اضعف وافشل من النظامين المصري والتونسي؟ هل تسرعنا بالثورة ومازال الشعب غير مهيأ لها؟كيف نفهم جمود المسرح السياسي والثوري,فيما النظام يصعد من القتل في تعز وأبين وأرحب ويطعم الشعب العلقم،مما يطرح سؤال كبير ..هل فشلت ثورتنا السلمية؟ أم ماذا؟.وما هو الحل ! رمضان على الأبواب، والناس تعيش حاله ضنكا, وعلي يسعى لفترة رئاسية جديدة.

هذه التساؤلات أثرتها في صفحتي على الفيس بوك وعبر رسائل الجوال ,وقد وردت إلي العديد من الإجابات اخترت منها اثنتين كنموذج , ففي حين ترى الأستاذة رشيدة القيلي أن هناك حقائق هامة لمن يسأل (لماذا تأخر النصر) وهي تلخصها في النقاط التالية :

١ - ثمة فرق بين النصر والفتح, فالنصر تحقق بمجرد الخروج للساحات والتضحيات،قال الله(إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين.. إذ هما في الغار)فالذي تأخر هو الفتح لا النصر.

2 - محافظة الثورة على سلميتها رغم طول الفترة نصر بذاته،والمستعجلون يطالبون الثوار حمل السلاح وهنا الهزيمة التي نخشاها !

3 - الساحات مليئة بالثوار والجمعة تغص بالأحرار في كل المحافظات فهل هذا يعني أن الثورة فشلت؟

4 - خروج علي صالح ورحيله للخارج وقبول الداخل والخارج لنقل السلطة هذا نصر آخر للثورة.

5 - رغم النهج القذر الذي واجه به علي الثورة إلا أن الشعب واثق بثورته ومؤيدها،وما حملها الأزمة الحاصلة وما أنقلب عليها وهذا نصر آخر.

6 - إن الملك بيد الله ينزعه متى شاء،وليس أمامنا إلا الصبر والثبات وهذا لا يعني فشلا.

 فيما يرجع الزميل العزيز عبد الله غراب مراسل قناة البي بي سي سبب تأخر انتصار الثورة إلى أخطاء ارتكبها المشترك ,والى قصور إعلامي في تعريف مؤيدي النظام بالفساد وجرائم السلطة وفوائد التغيير وأيضا تجاهل الفئة الصامتة حتى وقعت ضحية تظليل إعلام السلطة,وكذا غياب البعد النفسي في الخطاب الإعلامي الثوري, واستعجال الحراك و الحوثيين في حصد مكاسب تخصهم فشقوا توحد الثوار, والى جمود وأنانية بعض الأحزاب.

 وما سبق كلام رائع وصحيح في جوانب كثيرة, وما ذكرته الأستاذة رشيدة يمثل نصف ألكاس المليئة بالماء إما النصف الفارغة فهي ما أورده الأخ عبد الله غراب ,وكلاهما القيا الضوء على سبب تأخر انتصار الثورة حتى اليوم, واستمرار تجرع الشعب اليمني من هذا ألكاس منذ نحو خمسة أشهر وما يزال !!