|
حدثنا عمرو بن هشامْ قال:
فُجعتُ بحال العربِ العاربةِ في قرن خروج الدجالْ،وأفزعني حالُ أهل نجد واليمن والشامْ،دويلاتٌ متناثرةْ،يحكمها القياصرةْ،يضرب فيها الفسادُ أطنابا،والنزاعُ احترابا،والتوريثُ سلوكاً وانقلابا،وهو –بحسب عمرو بن هشام- ما لم تقع به قريشٌ في تأريخها،ولاحتى زمن البدو الأجلافْ.. ثم التفت عمرو بن هشامْ يحدث نفراً من حزب الإصلاحْ من أهل اليمنْ،يحدثهم بحديث الفتنْ، واشتداد الغلاءِ والجوع وارتفاع سعر التتنْ،يقول:علمتُ من نبيكمْ محمدْ، نسل بني هاشمْ- وأنا خصمه الألدْ وعدوه الأشدْ- أن الإسلامَ تيسيرْ لا تنفيرْ،و فجأةً تغير وجه عمرو بن هشام وامتقعْ، وأخذ يرتجز كارتجازه يوم بدر:
ما تنقمُ الحربُ الشموسُ مني
بازلُ عامينٍ صغيرُ سني
لأجل هذا ولدتني أمي
وأخذ يرعدُ ويزبدْ ويخور خوار الثورْ:(حقدي لن يبردْ على ابن مسعودْ حتى تبرد الشمسْ،كيف وهو الذي حز رأسيْ،وأجهز في يوم بدرٍ على أنفاسيْ،غير أن الجهول-وهو صاحب القلب القاسي-قال يعقب على نفسه :ولكن في ديار عرب ما قبل الدجالْ،من هو أشد مني حقداً على ابن مسعود (رويعي الغنمْ)وابن عمر وابن عباسْ،من أمثال دحلان بن شارونْ وعباسْ أبو مازنْ ،وصاحب المشاريع التجويعية منا حيم بيجنْ، ومن لف لف اليهود الأرجاسْ، وبناةُ الجدارِ العازلْ،وكل فقيهٍ بلا إحساسْ،يسمي نفسه عالماً وهو (الشيخ مرداسْ)،أو "عباسْ من خلفِ المتراسْ،يضرب أخماساً أسداسْ"،يتوعد أهل حماسْ...،هذا ما قاله عمرو بن هشام المتهور يوم بدرْ وعدو الصف المؤمن حتى القبرْ،... والتفت عمرو بن هشام ثانيةً يحدث النفر الإصلاحي حديث ما كان بينه وبين محمد بن عبد الله النبي المختار من عداوةٍ وحربٍ،ثم همس في أذن (سعيد اللخمي):أتعرف أحداً يقال له الحزميْ؟إلى أي شيءٍ في فتاويه يا ترى يرميْ؟ أكاد لا أفرق بين مايقول وبين أغاني (ليلى نظميْ)؟ حاشا أنه من حزب الإصلاحْ،بل من حزب أبي جعفر المنصور السفاحْ،كان يتخذ من الفتاوى سيفاً لإعدام معارضيهِ الأقحاحْ ،كابن المقفعِ والحلاج والسهرورديْ،والدكتور محمد الأفنديْ،ويسل سيف الفتوى لأوهى الأعذارْ،على علماء الأمة المخلصين الأحرارْ، كالأوزاعي والثوري وابن ماجة والبزارْ،ومحمد عبد الستارْ- يسألهمْ عمرو بن هشام سؤال المنكِر على (الشيخ مرداسْ)ما كتبه في القرطاسْ،من صواريخ الكاتيوشا، تنفر الناسْ من الإنتماء لفكر حسن البنا الشهيدْ ،الذي كسب القلوب بفكره الوطيدْ،ونهجهِ الجديدْ،وطهرهِ الأكيدْ،محرراً عقل المسلم المعاصر من بلادةِ العبيدْ...
قال عمرو بن هشام للنفر الإصلاحي المهذبْ:
أنا أشد العرب خصومةً للدين الجديدْ،ولكن هناكَ من هو أشد مني خصومةً لمحمد بن عبد الله وهو الأشد بن كلدةَ الجمحيْ ((يقول أهلكتُ مالاً لبدا)) غير أن فيكمْ معشر العرب اليومْ،من يبيع دينه ونبيه بعصرةِ ثومْ،لا تغضبوا مني أيها القومْ- قال عمرو بن هشامْ،..وإن منكمْ ممثلاً للدائرةْ،قد دارت عليه الدائرةْ،وستبقى للجمهور شاغرةْ،ولن ينجح واللهِ بعد اليوم حتى تخرج من قبرها قبول علي ونقطة قاسم والحيدرية والهُميمية وهاجرةْ،بعد تهكمهِ ببنت الإصلاح الحقوقية العالميةِ الثائرةْ،وبسبب خرقهِ تعاليم منهج البنا الفريدْ،وفكر سيد قطب الرشيدْ،وياسين عبد العزيز المجدد الماجدْ،ومحمد أحمد الراشدْ،ومحسن عبد الحميدْ..
ْقال الراوي:
رأيتُ كأن عمرو بن هشام- وهو ألد الخصامْ-صار يعلم من لا زمام له ولا خِطام ْ فن الدعوةِ وحسن الكلامْ ،قائلاً: التحبيبُ أولاً التحبيب ْ،منهج العزسلطان العلماء الأديبْ،والمحنك الأريبْ،والداعية القشيبْ،ابن عبدالرحمن الدبعي ابي البراء توهيبْ،الذي تشتاق اليه المنابرْ،وتهتف بحبهِ الحناجرْ،رائد فن المقامةِ الأولْ، ،يصل السياسةَ بالدينْ،ويقطع الشكَ باليقينْ،التحبيبُ أولاً التحبيبْ،لا تقديمُ الحنظلِ على الزبيبْ،الحب أخيراً وأولاً،والكسب لصف المصطفى الميسر الهادي الحبيبْ..
قال الراوي:
خيل الي أن عمرو بن هشام قد صار داعيةً من الطراز الأول،ْ سمعته يقولْ:انظروا الى منهج دحابةَ بن القيمْ،الجميل الودودْ،والمدافع عن براءة نجودْ،وناصر السنةِ بأجمل ردودْ،وناشر فكر الإخوان اللطيف في بلاد الزيودْ،ذي المقام العاليْ،والنجم المتلاليْ،على درب سلفهِ الأكملْ،صاحب الوجه الأنورْ،والجبين الأزهرْ، الشهيد فضل علي الحلاليْ،بل انظروا –قال عمرو بن هشام وهو ألد الخصامْْ-الى رائد الدعوة المهيبْ،ابن تيمية عصره وفريد زمانه، القاضي شوقي عبد الرقيبْ،يقطف الفكر أزهارا ،والحب مطراً مدرارا،يجمع ولا يفرقْ،ويكسب كل يومٍ لدعوته أنصارا،لا يدانيه الا تلميذ العز بن عبد السلامْ،ابن دقيق العيدْ،والرازي جمال عبد الحميدْ،والمؤسس الفقيدْ،في جنان الخلودْ بإذن الله،ابن عشال عبد الله سعيدْ،ومفكر الإصلاح الجديدْ،عبد العزيز ثابت سعيدْ...
ثم صاح عمرو بن هشامْ صيحةً سمعها الإنسُ والجن: ويل العلم من شر البهائمِ والطغامْ،تحدثه عشر فراسلْ ويفهم نصف جرامْ،ويقول أنه علم الأعلامْ،وهوليس الا (الشيخ حرامْ )،أين هو من علم المقرمي التابعي محمد حزامْ،أو العالم الزاهدْ أحمد مقبل بن نصرْ،من رآه فقد رأى أهل الجنةْ، والمرحوم- ولي اللهِ بإذن اللهِ -عبد الله سنانْ،ما ركب المآثرْ،ولا تزوج في الشهر عشر حرائرْ،ويحك ويحك أيها المزعومْ، يا من لحمكَ مسمومْ،أعقربٌ أنتَ أم حنشْ،تعس واللهِ عبد الدرهم والدينار والسياراتِ والسجاد والفُرُشْ،يسيء الى منهج الدعوة الجميل بما حمل من سفاهةِ الحججْ وضعف الحيلْ،ويقول عن نفسه أنه بطلْ..
قال الراوي: رأيتُ عمرو بن هشام يرتعش غيظاً من دعاوي(الهطبالْ) حتى قلتُ قد أصابه الشللْ...،بل خيل ألي أن عمرو بن هشامْ قد صار هو نفسه الداعية الإمامْ،يرد على (الجعنان الطبطابْ)المنفرْ،بوجهه المكشرْ،كأنه زاردٌ أفعى،ويح ذاك الطبطاب إذا أقعىْ،ثم أخذ عمرو بن هشام يبرز نساءً من التاريخْ،هن أرق من دم الغزالْ،وأفقه من أشباه الرجالْ،ومن رباتِ الحجالْ،كالسيدة الفاضلةْ،والقيادية الإصلاحية الباسلةْ،ذات العقلِ والحِجا،أمة السلام علي رجاءْ،والسيدة المصرية،سليلة ادريس عليه السلامْ، شمس البارودي وزميلتها نسرينْ،ومروة كوفجي،سليلة العثمانيينْ..
قال الراوي:
ثم واصل عمرو بن هشام ْ حديثه للنفر المهذب من أتباع النهج الرشيد قائلاً: أشد من غروري وعنجهيتي يوم بدرٍ غرور مدعٍ للعلم وهو منه بعيدْ،أو مفتٍ -غير داعيةٍ- يخلط السلتة بالعصيدْ،ويريد بفتواه تزويج الرضيعةِ والوليدْ،وخطبة الجنين في بطن أمه،وعقد القران على المضغةِ العلقةْ،فلستُ أراه إلا فقيه لحمةٍ ومرقةْ،لا فقيه علمٍ وحلقةْ،يفتي بذبح الفرخة الصغيرة لإرضاء شهوات (عبده قاسمْ) صاحب الصندقةْ، بباب البلقةْ،يصد المخالفين له صداً،ويردهم عن دين الإسلام رداً،ويهد مابناه الإخوان هداً،ويشد على المؤلفة قلوبهمْ والأنصار والمتعاطفين شداً،لا شغل له غير التنفير،وقشع الحميرْ،والإتيان بالتبن والشعيرْ،ويح فقيهكمْ الممثل الدائري الأسبقْ، ما أراه الا قد تزندقْ ،لماذا يفتري المزعوم الفقيهْ ،على الإمام الشافعي النزيهْ ،ينسب إليه من الأشعار مالم يقلْ ،ويصل إليه مالم يصلْ، ما كان قط شاعراً محمد بن إدريسْ،ولا رأساً للضلالةِ ولا ذنَباً لإبليسْ ،بلْ سراجاً للأمةِ ،كشف اللهُ بنورهِ وعلمه ِ الغُمةْ،أيفتري الممثل الدائري على الشافعي الإمامْ،وينسب إليه أقوالَ العوَامْ،ودسائسَ الحشراتِ والهوام ْ،كيف إذاً لا يفتري على سيد الأنامْ؟.. ْوأسهب عمرو بن هشام للنفر الإصلاحي المستمعْ،يحذرهمْ من كل فقيهٍ مبتدعْ،أو حامل سوطٍ للفتوى،أو عمامةٍ تحتها بلوى،أو سوطاً باسم الدين أشد من سوط حكومات الجُرَعْ،يخلط بين الفكر الراشد وبين البرَعْ،وكل علمهِ وهمهِ "يا فرح يا سلى"-هذا والله رأس البلاء وأصل الُمبتلى..
قال الراوي:
ثم رأيتُ النفر الإصلاحي يعيد منهج التفكير في نصيحة رمز الجهل الأبدي عمرو بن هشام ْ،يقول بعضهم لبعض،صدقكم عدو الله وهو كذوبْ،ما نسمعه في بعضِ الولائمِ والمآتمْ،تحشيشة خادمْ،لا إطلالة عالمْ،ومنهج الإصلاح تغليب الدعوة على مبدأ الفتوى،هذا واللهِ هو رأي البنا وسعيد حوى،وعصام العطارْ،وصدر الدين البينوني ،وعبد الله صعترْ،وشهداء الإخوان في تدمُرْ وليمان طُرهْ وأيلول الأسود وتل الزعتر ْ، وهوماكان عليه الحبر بن عباسْ،قد خدعنا والله الشيخ مرداسْ،أنفرط بالمنهج النبوي الذي درج عليه الصحابة الأبرار ْ،والتابعين الأخيارْ،ونسمع لـ (عبده الكمعارْ)؟؟ الدعوة أولاً لتحبيب الناسْ وليس الفتوى يا مرداسْ،يا كبير الجثة يا صغيرالرأسْ،لهذا وهب البنا روحهْ،طيب الله ضريحهْ- قال النفر المستنير من أحباب الشهيد المفكرْ،على منهج الهادي الميسرْ..
قال الراوي:
فرأيتُ عمرو بن هشام يطوي البيداءْ،وهو يصب جام غضبهِ على جهالةِ العربِ الحديثةِ،مسرعاً يحث السير ليحدث أميةَ بن خلفْ وأبا لهب وعتبةْ وشيبة ابني ربيعة بهذه الفجيعة..
ثم أخذ الراوي ينشد بنشيد رائد الصحوة الأول محمد عبده :
ولستُ أبالي أن يقال محمدٌ أطل أو اكتظتْ عليه المآتمُ
ولكنه دينٌ أردتُ صلاحهُ أحاذر أن تقضيْ عليهِ العمائمُ
فيارب ِانْ قدرتَ رجعى قريبةً إلى عالم الأرواح وانفض خاتمُ
فباركْ على الإسلامِ وارزقهُ مرشداً رشيداً يضيئ النهجَ والليلُ قاتمُ
# شاعر وناقد أدبي
a.monim@gmail.com
في الإثنين 05 إبريل-نيسان 2010 06:09:58 م