الرئيس ومن تكفيهم الإشارة
بقلم/ جمال حُميد
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين و 5 أيام
الخميس 22 أكتوبر-تشرين الأول 2009 05:24 م

في البدء أجزم وأؤكد أن الجميع ممن يهتمون بالشأن اليمني بشتى مجالاته تابعوا المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين أو أقولها كما قالها المبدع فكري قاسم " مؤتمر الفرار" ومن تابعو افتتاح المؤتمر والذي حضره فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وألقى كلمة رحب فيها بأبناء اليمن المغتربين بالخارج وقال كلام كثير لا يمكننا سرد تفاصيله في هذه السطور، غير أن الشارع اليمني والمتابعين بشكل خاص ركزوا على عبارات "الحليم تكفيه الإشارة" والتي قالها الرئيس في كلمته مخاطبا كل الجهات المعنية بتسهيل عمل المغتربين مشدداً على أن من يثبت تقاعسهم في أداء مهامهم وتسهيل مهام المغتربين سيناولن العقاب الرادع.

وما جعلني أتناول تلك العبارة التي تنم عن مصداقية الرئيس في تذليل كافة الصعاب أمام المغتربين وما حملته تلك العبارة من معاني كثيرة وتحذير من معاقبة المتقاعسين على وجه الخصوص، ما جعلني اتناول هذه العبارة ما كتبه الإعلامي محمد الخامري في مقاله عن تصرفات وزير شئون المغتربين وما أنتجته من احتقار على حد قول الخامري تجاه المغتربين الذين وجه الرئيس بمساعدتهم وتذليل الصعاب.

فمقال الخامري ولو انه كتب قبل إلقاء الرئيس كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر العام الثالث للمغتربين حمل القلة القليل مما يعانيه أبناء اليمن ممن يتغربون خارجيا ويعودون في شوق للوطن ولكنهم يتحسرون على ذلك الشوق بعد أن يُعاملون بسوء عندما يصلون أرض الوطن على العكس من المعاملة الجيدة المفروضة تجاههم وتسهيل مهامهم نظراً للعوائد المادية والاستثمارية التي يستفيدها الوطن من المغترب.

أضيف هنا قصة مغترب يمني وما قوبل به من معاملة سيئة اعتبرها كنموذج للفساد الذي يقف حجر عاثر أمام مواطن عاد إلى اليمن ليقيم مشروع حيث التقى هذا المغترب بالرئيس وخرج بتوجيهات صريحة لقيادة إحدى المحافظات التي يريد الاستثمار فيها ليفاجأ وبحسب قوله ان المحافظ يقول: عندي توجيهات رئاسية بعدم قبول هذه التوجيهات.

فخرج ذلك المغترب بعد أن خسر كل ما جمعه في غربته وهو يتحسر ويلعن اليوم الذي اشتاق فيه لليمن أو فكر يستثمر فيها، مستغرباً في ذات الوقت عن حقيقة تلك التوجيهات الرئاسية التي تمنع الاستثمار بينما هنالك توجيهات صريحة موجودة.

لعلنا من القصة التي سطرتها أنامل الخامري وقصة أخينا المغترب الذي خسر وفر عائداً لبلد الغربة ليعيش هو وأولاده يمكننا أن نستنتج منهما الكثير والكثير من المعاني والفضائح التي تكمن في الأداء الحكومي تجاه أبناء اليمن المغتربين بالخارج.

فالخلل ليس في وزير المغتربين فقط كما ذكر الخامري ولكن الخلل امتد لكل مؤسسة حكومية تعمل من اجل تسهيل مهام وتنقل المغتربين اليمنيين وهو ما يتحدث عنه الكثير من المتضررين في هذا المجال مما يعانونه من عراقيل ومصاعب تواجههم في تلك المؤسسات الحكومية والتي يجب ان تضطلع بدورها الوطني قبل أي شي تجاه أي مشروع استثماري والتعامل معه بجديه وتسهيل أي عراقيل قد تواجه وذلك لما يشكله الاستثمار من عوائد تنموية واقتصادية واجتماعية للمواطن اليمني.

فبفضل الاستثمار يزداد عدد العاملين وتقل البطالة ويغيب الفقر شيئا فشيئا ويزداد الدخل القومي للدولة ومنه يزداد دخل المواطنين .

وما نرجوه الآن وخصوصاً بعد ان خرج المؤتمر الثالث للمغتربين بتوصيات و توجيه الرئيس لمن تكفيهم الإشارة رسالة واضحة وصريحة أن يعمل كافة المعنيين في القطاعات الحكومية المختصة ولو من باب تنفيذ لتوجيهات الرئيس ولتذليل كافة الصعاب أمام المغتربين وتسهيل أداء مهامهم والعمل على تبسيط العقبات أمام استثماراتهم بدلا من تطفيشهم وذهابهم للاستثمار في بلدان أخرى.

فاليمن وفي ظل الأوضاع الراهنة تحتاج إلى تكاتف الجميع سلطة معارضة ومجتمع مدني ومواطنين سواء في الداخل أو الخارج لمواجهة المشاكل التي نعاني منها كالبطالة والفقر وتدني المستوى المعيشي ولا ننسى أيضا الخطر القائم في شمال اليمن" صعدة" والخطر الآخر في بعض مناطق المحافظات الجنوبية فهذان الخطران هما منبع كل الأخطار التي تواجهها اليمن والمواطن اليمني.

أخيرا

إشارة الرئيس لمن يفهمون الإشارة حملت الكثير من المعاني الصادقة التي يكنها رئيس الجمهورية تجاه أبناء اليمن من المغتربين والحرص على حل مشاكلهم وتذليل الصعاب والعراقيل التي تصادفهم على الوجه المعهود .

ولا أنسى أن أوجه كلمة عسى أن تصل للموظف والمدير قبل الوزير أؤكد فيها أن ازدهار الوطن وتقدمه بين يديك وما تسهيل العوائق أمام الاستثمار والمستثمرين إلا بداية للتقدم والتخلص من معوقات تقدم وتطور اليمن وأبنائه.

 

gammalko@hotmail.com