وا مقرمتاه.!!
بقلم/ مهدي الحسني
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و يوم واحد
الإثنين 31 أكتوبر-تشرين الأول 2011 05:56 م

لم تكن السنة اللهب و الادخنة التي تصاعدت في احد احياء العاصمة صنعاء ناتجة عن قذيفة اطلقتها كتائب الرئيس صالح او ضربة جوية بطائرة بدون طيار اخطات احد اهدافها في ابين و اصابت تجمع للنساء في صنعاء، بل كان مصدرها تجمع كبير لحرائر اليمن قررن فيه و بشكل جماعي احراق مقارمهن تنديدا بقتل الحرائر و تعبيرا عن حالة الغضب و الاستياء التي تعم المجتمع النسائي في اليمن من المواقف المتخاذلة لشريحة كبيرة من ابناء الوطن القابعين في بيوتهم بانتظار التغيير المنشود دون ان يحركوا ساكنا

كان احراق المقارم بمثابة نداء الاستغاثة الاخير لمن تبقى في قلبه ذرة من الغيرة على نساء اليمن الطاهرات اللواتي اصبحن عرضة للاختطاف و التنكيل و القتل على ايدي كتائب النظام و بلاطجته

لقد شهدت الايام الاخيرة الماضية حالات اعتداء متكررة على حرائر اليمن و قد تم توثيق تلك الحوادث بالصوت و الصورة و هي جرائم يحاسب عليها القانون الدولي و لا يحظى مرتكبوها باي نوع من الحصانة و ان تلقوا ضمانات شفهية او مكتوبة من الادارة الامريكية او مجلس الامن الدولي

و الشواهد على ذلك كثيرة و ما قتل عزيزة عثمان و كفاية العمودي الى امثلة على امعان النظام في استهداف المراة اليمنية التي اذهلت العالم بثوريتها و صمودها الاسطوري في وجه عدو صادر حقوقها و صورها و كانها امراة متخلفة و لا تستحق ان تحيا بكرامة

المراة اليمنية التي جرت اعراف و عادات و تقاليد اليمنيين بان تحترم الى درجة هي اقرب للتقديس منها للاحترام. فان كانت راكبة في سيارة لا يجرا رجل المرور او الشرطة ان يفتشها بل لا يتم توقيف السيارة التي تقلها، هذه المراة تختطف اليوم و تقتل بايدي قناصة كتائب النظام و تتعرض للبطش و التنكيل. ماذا يحدث؟ هل اصيب النظام في اليمن بهستيريا القتل العشوائي ام ان حالات القتل التي ذكرناها سابقا تمت بطريقة ممنهجة و وفق نصائح بعض الخبراء العرب الذين استقدمهم النظام كم تؤكد بعض المعلومات ام انها اجتهادات شخصية من كبار البلاطجة ام ان النظام يحاول ان يوجه رسالة الى السيدة توكل كرمان مفادها انها ان هي عادت الى اليمن فستلقى نفس مصير شهيدات الثورة...بشراك يا توكل

ان مشهد توكل كرمان و هي تقف الى جانب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي استضافتها بمبنى الوزارة قبل ايام وجه صفعة قوية للنظام الذي من المتوقع ان يزيد من وتيرة استخدامه للعنف الموجهة ضد المراة اليمنية في مسعى منه للانتقام العبثي، خاصة بعدما راينا الثورية كرمان و هي تنتزع من الوزيرة كلينتون اعترافات الادارة الامريكية بثورة الشباب و دعم تطلعات الشعب اليمني

و في سعيه لتاجيج الوضع و دفعه نحو الانفجار الشامل، اراد النظام ان يجعل من استهداف النساء دافع لاحرار اليمن ان ينتقلوا الى مربع العنف كردة فعل على اعماله المخزية. و لم يدرك ان شباب الثورة اختاروا السلم عنوانا لثورتهم و لا امل في تغيير ذلك في المستقبل المنظور.

على شباب الثورة تقع مسئولية عظيمة في الحفاظ على سلمية ثورتهم و بنفس القدر عليهم الذود عن النساء دون الحاجة الى اللجوء للعنف. الامر ليس بالسهل كما يعلم الجميع و لكنه يحتاج الى درجة عالية من ضبط النفس و التوازن و هذا عمل لا يدركه الى ذوي الخبرات في العمل الثوري المنظم

تساؤل

ترى ما كان سيفعله الخليفة المعتصم لو انه عاش بيننا اليوم و هو يشاهد الحرائر و هن يحرقن مقارمهن طلبا للنجدة من رجال الفئة الصامته...و يصرخن بصوت عال

وا مقرمتاه