آخر الاخبار
لعبة فيديو لاخراج أهوال العراق من ذاكرة الجنود الأميركيين المصدومين
بقلم/ دنيا الوطن
نشر منذ: 17 سنة و 10 أشهر و يومين
الثلاثاء 20 فبراير-شباط 2007 09:01 م

يحاول علماء نفس اميركيون معالجة جنود مصابين باضطرابات نتيجة مشاركتهم في الحرب بالعراق, عبر وضعهم في محيط افتراضي مستوحى من لعبة فيديو رائجة, يستعيدون من خلاله حالة القتال لتخطي صدماتهم النفسية.

وتسمح هذه المقاربة الافتراضية للجندي بان يعيش مجددا الاحداث التي تسببت له بالصدمة والاضطرابات النفسية الناجمة عنها, انما بطريقة اقوى مما لو حاول اللجوء فقط الى ذاكرته, حسبما قال عالم النفس سكيب ريتسو من جامعة جنوب كاليفورنيا للصحافيين على هامش المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية لتشجيع العلوم.

ويقول هذا الخبير الذي وضع الى جانب علماء آخرين هذه المقاربة العلاجية الجديدة التي تندرج ضمن اطار علم النفس الافتراضي ان هذه الطريقة "يمكنها ان تدعم بشكل كبير المعالجة النفسية التقليدية".

وفي المعالجة التقليدية, يطلب من المريض ان يستعيد في ذاكرته الوضع الذي تسبب له ولا يزال بالتوتر او بالخوف المرضي, وذلك مرارا وتكراراً الى ان يتخطاه.

ولاحظ ريتسو ان الكثير من الذين حاربوا في فيتنام شعروا بالحاجة الى العودة مجددا الى هذا البلد لمساعدة انفسهم على تضميد جراحهم النفسية.

وبالنسبة للعراق, فان نظام الواقع الافتراضي المستوحى من لعبة فيديو "فول سبيكتروم واريير" يسمح للجندي باستعادة تجربته بطريقة قوية جدا.

ويوضع المريض في غرفة عازلة ويضع نظارات خاصة وسماعات. ويلجأ المعالجون الى تقنيات تحمله على الاعتقاد انه يقود عربة من طراز "هامفي" على طريق خالية في العراق, فيسمع اطلاق نار من رشاشات وصوت قاذفات القنابل.

ووفقا لردود فعل المريض, يمكن للمعالج النفساني ايضا تغيير هذا المحيط الافتراضي من خلال زيادة او ازالة الضجة التي تحدثها العيارات النارية والايحاء بتصاعد الدخان وقد يسمع الجندي ايضا انفجار قنبلة بالقرب من العربة الافتراضية ويشعر ب"ارتجاجاتها".

ويضيف سكيب ريتسو ان علماء النفس يلجأوون ايضا الى حاسة الشم لتذكير الجندي بروائح الجسد والوقود او الكاوتشوك المحروق وحتى البهارات التي تستعمل عادة في الاطباق العراقية.

ويوضح ان هذا النظام لا يزال بحاجة الى التطوير, مشيرا الى انه يتلقى بانتظام من العراق مقترحات لتقريب هذا المحيط الافتراضي من الواقع, كزيادة مثلا رائحة لحم الغنم المطبوخ القوية التي تعم البلاد.

واشار الى ان العراقيين غالبا ما يطبخون في الخارج لان التيار الكهربائي ينقطع بصورة مستمرة.

ويحذر ريتسو من انه حتى الساعة لا تزال نتائج هذه المقاربة الاختبارية محدودة, مع شفاء شخص واحد حتى الآن هي اميركية تبلغ من العمر 21 عاما. وقد شهدت هذه الشابة الكثير من الهجمات الانتحارية حين كانت تخدم في العراق.

كما اشار الطبيب النفسي الى التحسن الكبير في الوضع النفسي لاربعة مرضى آخرين. واعتبر ان هذه المقاربة مشجعة, موضحا ان نحو عشرة مراكز علاج من هذا النوع سيتم افتتاحها في الولايات المتحدة.

وتشير النتائج الاولى لهذه التجارب ان المعالجة الافتراضية تتناسب تماما مع الجيل الجديد المعتاد على العاب الفيديو. ويمكن لهذا الجانب المشابه للالعاب ان يشجع المرضى على تقبل فكرة متابعة هذا العلاج.

وهذا المشروع هو مشترك بين "معهد التقنيات المبتكرة" وهو مختبر ابحاث في جامعة جنوب كاليفورنيا, ومكتب ابحاث في البحرية الاميركية.