آخر الاخبار

الرئيس أردوغان: سنتحد أتراكاً وأكراداً وعرباً لهدم جدار الإرهاب كريستيانو رونالدو يشعل قلوب متابعيه في السعودية بصورة مع الأمير محمد بن سلمان.. تحذيرات دولية من إزدهار القرصنة في البحر الأحمر بسبب سياسات الحوثيين في أول إجتماع بعد عودته من أبوظبي.. عيدروس الزبيدي : المجلس الانتقالي بات رقمًا صعبًا على الساحة وعليكم التمسك بقضية الجنوب ولا تتراجعوا ولا تتطرفوا الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟

الوحدة بأسلوب جديد
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 11 سنة و 10 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 03 إبريل-نيسان 2013 05:56 م

• مكونات الحوار الوطني المنعقد حالياً متفقة ومتوافقة بأن الوحدة الاندماجية ماتت أو قتلت بحرب صيف 94م التي حسمت الاختلاف بالقوة وحاولت قولبة الناس برغم أن الاختلاف الفكري والاجتماعي بين البشر من المسلمات التي لا تحتاج إلى بيان وتوضيح وهي جزء أصيل من الوعي والاختلاف هو الذي يمد مضمون الوحدة بالثراء والحيوية وهناك مسافات بين الوحدة والاختلاف لا يمكن اجتيازها إلا بالاعتراف بقانون التعدد والتنوع وبالتسامح والحرية ويؤكد علماء الاجتماع أن الاختلاف الذي تسنده قيم التعدد والحرية وحقوق الإنسان هو الذي يفضي إلى وحدة صلبة

• ويمكن القول أنه أن الأوان أن نعيد قراءة مفهوم الوحدة بعيداً عن كل أشكال التوحيد القسري وأساليب تدمير الاختلاف وأدارته بعقلية الإقصاء والتهميش والنفي فذلك لا ينهي الاختلافات وإنما يشحنها بدلالات العداء فالممارسات العدوانية والانفعالية لا تلغي الاختلاف والتمايز وإنما تدخله في علاقات صراعية عنيفة فلا يمكن فهم الأخر إلا بتقدير مساحة الاختلاف معه وكيف سيتم إدارة هذا الاختلاف .

• والتنوع دائما وأبداً هو مكون الوحدة الصلبة ولا وحدة صلبة في أي مستوى من المستويات دون إفساح المجال واسعاً لكل أشكال التعبيرات بالمشاركة في إثراء الوحدة وإعطائها مضامين أكثر فعالية ودوماً ينتج عن تغييب الاختلافات في المجتمع تغييب الوحدة والاستقرار السياسي والمجتمعي لان مفاعيل الوحدة الحقيقية متوفرة في فضاء الاختلاف السياسي والثقافي والاجتماعي الذي هو اختلاف في نمط الحياة بشكل عام.

• والرسالة الموجهة إلى المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني تتلخص بأن الحاجة تلح علينا جميعاً إلى ضرورة إحياء وتأسيس المؤسسات المجتمعية المتحررة من هيمنة المفهوم القسري للوحدة الذي ساد البلاد منذ حرب صيف 94م والانطلاق صوب بناء فعلي لمؤسسات تستند في كل أمورها على رعاية الاختلاف وإدارته بشكل سليم لا صراعي ومحاربة كل نزعات الاستحواذ والتغول التي لا تفضي إلا إلى مزيد من التمزق والتشرذم.

• واليمنيون يعولون على أن الحوار الوطني سيؤدي إلى إنتاج حقائق مجتمعية وطنية جديدة تكرس مفهوم الوحدة الجديد المنشود وتبلور منظوري الوحدة والاختلاف المؤديان إلى الوحدة الحقيقية التي تخدم الناس وتحقق الاستقرار السياسي والمجتمعي وهذا لن يكون متاحاً إلا من خلال مؤسسات تطلق في أدائها لمهامها حوار وطني يستوعب كل القوى والتعبيرات والوجود المجتمعي قوامه حرية الرأي والتعبير واحترام الآخر رأيا وثقافة ووجوداً وتفعيل وتنمية ورعاية مستويات المشاركة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

• إن اختزال الوحدة في بعض التصورات الديماغوجية والشكليات الفوقية هو الذي كلفنا كثيراً وكاد يفتت اليمن إلى أجزاء متحاربة ودون الاستناد على قاعدة التنوع والحرية والمشاركة الفاعلة من أجل بناء مشروع الوحدة الجديد سيظل ذلك المشروع المنشود مسكوناً بشكل دائم بالانفصال والتشظي والانخراط في مشاريع صغيرة تمزيقية.

• وأخيراً : لقد تعامل العقل الوحدوي اليمني مع التنوع والاختلاف في المجتمع باعتباره ظاهرة مصطنعة زائفة فجرمها والصق بها كل الاتهامات وسعى إلى تدميرها فحان الوقت للتعامل مع الوحدة كصناعة تنطلق من المختلف لتخدم جميع الناس لا من فكرة طوباوية عن الوحدة لم تتحقق في واقع الناس المعاش.