توكل كرمان: الثورة السورية ستستعيد كل العواصم التي احتلتها ايران وستسقط حكم الملالي في طهران مصر تكشف عن الارقام الحقيقة لخسائرها بسبب تطورات البحر الأحمر الحوثيون. يكشفون عن إحصائيات للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على صنعاء والحديدة أول تعيم صارم من وزارة الاعلام المؤقتة خاطبت به وسائل الإعلام والاعلاميين أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي
كتبت العام الماضي مقالة بعد إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية لولاية جديدة، وكان عنوانها «تهويشة أم حكمة يمانية»، عبرت في المقالة عن تأييدي الشديد لقرار الرئيس، وأراهن على أنه سوف يتمسك بذاك القرار، كما عارضت المشككين الذين تنبأوا بخروج «الجماهير» بالملايين لتطالب الرئيس بالترشح من أجل الشعب والوطن، على الطريقة الجماهيرية بعد تنحي عبد الناصر، بعد نكسة حزيران 1967.
كنت أجادل بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سوف يدخل التاريخ كأول رئيس عربي يتخلى عن الرئاسة لمرشح آخر يأتي به الشعب من بعده، وأن قراره يجسد الحكمة اليمانية، خصوصا أن الرجل خدم بلاده لمدة تقارب الثلاثة عقود. مما يذكر أن الرئيس السوداني سوار الذهب وعد وأوفى بتسليم السلطة للشعب، بعد انقلابه على الرئيس جعفر النميري في منتصف الثمانينات، فكان بذلك أول رئيس عربي يتنحى عن السلطة طواعية. لم يسجل لنا تاريخنا تنازلا طوعيا عن السلطة من قبل رئيس عربي أبدا.
كنت أحسب الرئيس اليمني قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، ولكن الجماهير ـ سامحها الله ـ خيبت ظني، وحرمت الرئيس علي عبد الله صالح من أن يحفر اسمه في ذاكرة التاريخ العربي، فخرجت الجماهير هاتفة ومطالبة الرئيس بالترشح عنوة، فكان أن خضع الرئيس لإرادة الجماهير ومطلبها القومي والوطني فترشح للرئاسة.
وجاءت الانتخابات اليمنية الأربعاء الماضي، بعد حملة شرسة بين الرئيس وقوى المعارضة ممثلة بفيصل بن شملان، والحق فإن الانتخابات اليمنية، التي جرت الاسبوع الماضي من السوابق الديمقراطية في عالمنا، إذا ما استثنينا الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، التي انتهت بمنافس الرئيس الأبرز ـ أيمن نور ـ في السجن ولا يزال. فقد تنافس الرئيس علنا مع خصمه السياسي، وهذه حسنة، وجرت الانتخابات بهدوء نسبي، صحيح أن بعض الحوادث الدامية جرت في بعض مراكز الاقتراع، ولكنها بسيطة إذا ما أخذنا في الاعتبار كثرة السلاح اليمني، وثقافة الدم التي عادة ما ترافق انتخاباتنا العربية الديمقراطية.
بعد قفل صناديق الاقتراع، تمنيت ألا ينجح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ليس كرها به، بل حب في أن يدخل التاريخ، بعد أن أجهضت الجماهير محاولته الأولى للدخول إلى سجل الخالدين، بعد إعلانه العام الماضي عدم الترشح، فلو فاز منافس الرئيس لسجل تاريخا جديدا ليس لليمن وحده، بل لعالمنا العربي العتيد، ولقال التاريخ إن الرئيس اليمني كان أول رئيس ديمقراطي حقيقي يتنازل عن السلطة بإرادة الجماهير لمنافس له عبر صناديق الانتخاب، وليس عبر الدبابات والاغتيالات،.. ولكنها الجماهير ثانية ـ عفى الله عنها وغفر لها ـ فلقد حرمت الرئيس صالح من شرف التنازل الديمقراطي، حيث صوت له أكثر من ثمانين في المائة، حسب النتائج الأولية للفرز وقت كتابة هذا المقال صباح الجمعة. بينما حصل منافسه مرشح اللقاء المشترك على ما يقرب من عشرين بالمائة من الأصوات، وسط اتهامات من المعارضة بخروقات وتلاعب في صناديق الانتخاب. وهذه الاتهامات تلازم كل نتيجة انتخابية عربية، ولن تزول أبدا حتى نرى مرشحا غير الرئيس يفوز بالانتخابات، الأمر الذي كنت أتمنى أن تحققه الانتخابات اليمنية ليسجل اليمن السعيد سابقة ديمقراطية سعيدة، وليخلد التاريخ علي عبد الله صالح إلى الأبد...فخامة الرئيس، ليتك لم تفز في الانتخابات.