رواد حركة التنوير في الزعازع - تعز
بقلم/ د. عبدالواحد نعمان الزعزعي
نشر منذ: 5 سنوات و 7 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 21 مايو 2019 11:10 ص
 



حركة التغيير لا تتوقف، وحتمية إنتصار الخير علي الشر من حقائق التاريخ ومسلمات نواميس الكون. عن رواد النضال التحرري والتنويري في عزلة الزعازع محافظة تعز أتحدث.
الوالد المناضل عبده عون سالم الزعزعي ورفيقه الوالد المناضل عباس نعمان الزعزعي ممن لا يزالون بيننا ومن أوائل الآباء الذين حملوا هم المنطقة وناضلوا من أجل تنويرها وكرامتها وحريتها ونهضتها مع رفاق لهم رحلوا الي الله ولا تزال ذكراهم الحسنة بين الناس إلى اليوم.. رحلو زهاد عن الدنيا إلا ببصماتٍ خالدة في سفر الحركة الوطنية في تعز منهم الأستاذ المناضل الفقيد /عبده نعمان زيد والمناضل الفقيد /محمد سعيد عقش والغقيد المناضل / حسين اسماعيل نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والخلود في الجنان وان يجزيهم الله عنا خيرا.. في سبعينيات القرن الماضي كان لهم ولرفاقهم من وجهاء المنطقة أدوار بطولية عظيمة وخالدة حفرت في ذاكرتنا المعاصرة وسطرت بماء من ذهب، في بداية مشوارهم النضالي ساهموا في تأسيس أول جمعية خيرية تنموية كان من ثمرتها اول مؤسسة تعليمية في قرية القبع -(مدرسة 13 يونيو زعازع حالياً)-في تلكم الحقبة التاريخة من تاريخ اليمن الحديث، عندما كان التعليم حكراً لقلة قليلة لأبناء التيار الهاشمي كمنهجية وسلوك متخلف للإمامية والرجعية الممثله بالزيدية وكهنوتها في اليمن. عندما كان هدفهم من هذا التجهيل أن يبقى الشعب غارق في جهلة وتخلفة ليمتد أمد بقاءهم في السلطة و الملك، لكن جاءت ثورة أيلول 1992 م لتغير مسار تاريخ اليمن المعاصر، وبدأ المناضلون من أبناء الزعازع ومنهم من نتحدث عنه في الإنطلاق نحو مستقبل آخر مليئ بالتفاؤل والأمل والإنجاز ..

كانوا يدركون جلياً - رغم محدودية تعليمهم وثقافتهم - أن لا نهضة ولا تقدم أو أزدهار الا بالتعليم، فبداوا وبجهودهم الذاتية والمتواضعة في إنشاء المدارس وكان لـ الزعازع نصيبها من ذلك الحراك التنويري، فقد تأسست مدرسة 13 يونيو زعازع ولم يكن في اليمن الشمالي حينها الا عدد محدود من مدارس التعليم النظامي، حيث كانت توجد في عواصم المحافظات - والتي كانت تسمى آنذاك ألوية- كان هم هؤلاء المناضلين ورواد حركتنا التنويرية أن يروا أبناءهم يحملون الدفتر والقلم بدلاً من حمل المطرقة والمحراث... كان حلمهم أن يزينون أيامهم ب النجاحات لإطفالهم وشبابهم بعد حرمانهم من التعليم لعقود من الزمن المظلم، وهو ما لم يكن، فقد كان لقوى الشر حينها نفوذ في سلطات الدولة، مما أدى لوقوفهم بوقاحة وبجاحة ضد نور بدأ يشع في الافق..

أوقفوا قطار الخير وأُغلقت المدرسة بحجج ومبررات واهية منها أنهم يمارسون نشاط تنظيمي سري وحزبي، حين كان الحديث أو الهمس عن التنظيمات من الجرائم الجسيمة التي قد تقود صاحبها لحبل المشنقة، وهي دسيسة رأى تيار ألشر يومها أنها كافية لإيقاف حركة التنوير .. وأنتكس الحلم، أوقفت حينها الجمعية والتي كان هدفها مصاحباً لدور المدرسة وتم اعتقال كل قيادتها.. كان ذلك - للاسف الشديد - بسبب دور سلبي لبعض وجهاء المنطقة في تلكم المرحلة .. وتم اعتقال ومطاردة كل من حمل ذلكم الشرف الكبير، واجهض الحلم وما يزل في المهد، والقي برواد التنوير في غياهب السجن دون رحمة.. يقول أحدهم وما يزال حياً "كانوا يطرحونا بالبرميل على رؤسنا ثم يبداو بضربنا.. يريدون منا أن نعترف اننا نؤسس لحزب سياسي بالزعازع.. إضافة ل نتف الاضافر والشوارب... وصنوف أخرى من التعذيب"
لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يحلمون بغدٍ أفضل يكون لابناءهم مكانة عالية في سلم التعليم ومستقبل اليمن بعد الثورة، حيث بقوا في السجن سنة وستة اشهر مع رفاق لهم منهموغيرهم ممن لا استطيع تذكرهم في هذا اللحظة.. وفي هذا المقام نؤكد لذلكم الرعيل الاول أن جهودهم اثمرت ونضالهم قد آت أكله رغم تلكم العقبات، فهنيئا لكم نضالكم وانتم ترون المئات من ابناءكم واحفادكم يحملون الشهادات في كل مجالات الحياة وفي كل التخصصات فالخير باق والشر ينفذ ولن يتوقف قطار الخير ابداً..
فسلام على من غادر منكم دنيانا.. سلام عليهم وهم في ثراهم الطاهر، ولهم الخلود... وسلام على من لا يزال حياً بيننا.. سلام عليكم اجمعين

عودة إلى وحي القلم
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد مصطفى العمرانيقصتي العجيبة مع الشاب المعاجل
محمد مصطفى العمراني
وحي القلم
عبدالرحمن السواديما بين الحلم و تحقيقه !
عبدالرحمن السوادي
عبدالرحمن السواديالا يكفي!
عبدالرحمن السوادي
علي بن ياسين البيضانيإنحراف العاصفة الى أين .. 1
علي بن ياسين البيضاني
مشاهدة المزيد