حماس تتوعد تل أبيب وتكشف عن ردة فعلها جراء أي تصعيد عسكري إسرائيلي
وزارة الأوقاف والإرشاد تتوعد بعقوبات صارمة ضد أي منشأة تقصر في خدمة المعتمرين
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: سأزور السعودية قريباً
الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل
أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي
أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية
التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان
140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين
وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية
العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
وقوف اللجنة العامة للحزب الحاكم في إجتماعها برئاسة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح مساء الجمعة الماضية أمام الحوار الوطني مع أحزاب اللقاء المشترك هو بارقة الأمل والضوء في نفق الأزمة المتصاعدة في البلاد بين السلطة والمعارضة وهي وقفة مسئولة دعت الى مواصلة الحوار في إطار لجنة الأربعة وإيقاف الحملات الإعلامية والتوقف عن المظاهرات والمسيرات التي تؤجج الشارع من كافة الأطراف لتجنب الانزلاق نحو أتون الفتنة والصراع بإستغلالها استغلالها من قبل عناصر مدسوسة أو متطرفة للانحراف بها نحو ما يضر بالوطن وأمنه واستقراره ويمزق الوحدة الوطنية ويؤدي الى مواجهات بين الناس في الشارع
هذه الدعوة الجديدة للحوار والتهدئة من أعلى تكوين قيادي في الحزب الحاكم فتحت باب الأمل وكان حرياً بالمعارضة ان تتجاوب معها وكل شيء قابل للحوار وبالحوار الجاد والموضوعي يمكن تجاوز عقبات الإختلاف والوصول الى حلول ترضي الجميع بدلاً من التمترس وراء المواقف المتصلبة وإدعاء كل طرف بإمتلاكه الحقيقة وصوابية طرحه وإجراءاته، ولكن جاء بيان المعارضة تصعيديا ولم يتطرق لدعوة الحوار.. كأنها لم تكن .
أن التاريخ وأحداثه التي تمتلئ بها الملفات تقول لنا ان اليمن لا تحكم إلا بالتوافق ومن قبل الأطراف المعنية الفاعلة كلها وفي بعض المراحل التي تم فيها محاولة الإنفراد أو تهميش بعض الأطراف المعنية في البلاد سادت الفوضى والحروب والقلاقل وتشكلت الجبهات المعارضة "اسلامية ويسارية" وأستخدم اليمنيون السلاح ضد بعضهم بعضا وتعطلت التنمية وحفرت في جسد الوطن الأخاديد الدامية التي تم مداواتها بالحوار الجاد الذي شهد له الجميع, ومن لا يتذكر حروب اليمنيين ما بعد قيام الثورة وحروب بداية السبعينيات ونهايتها وقد تم تجاوز أثارها بالحوار فكان حوار نهاية الستينيات وبداية السبعينيات كفيلا بإنهاء أثارها ، وحوار بداية الثمانينيات ومنتصفها وأواخرها وراء إنهاء الصراعات الدامية والمواجهات وأفضى الحوار الى تحقيق حلم اليمنيين بإعادة تحقيق وحدتهم في زمن كان العالم يتشظى فيه وينقسم.
اليمن اليوم في ظل ظروف بالغة الحساسية تعم المنطقة بأسرها لا نريد لها ان تتجه الى الفوضى، فقد ثبت أن تثوير الشارع في أكثر من بلد ليس هو الحل وإنما هو بداية الإنزلاق نحو الفوضى لان الشارع إذا كان لا تقوده معارضة مؤطرة ببرامج واضحة ومطالب محددة يكون خروجه مبعثراً وعشوائياً وإن كانت مطالبة واضحة ، لكن بعض ضعفاء النفوس يستغلون خروج الشارع فيمارسون الفوضى والتدمير والسلب والنهب كما لاحظنا في تونس ومصر.
صحيح ان للشارع مطالبه المشروعة وهناك حالة إحتقان في الشارع العربي والشارع اليمني جزء منه بالطبع ولكن ما المانع بأن لا نصل الى ما وصل إليه غيرنا في تونس ومصر، فاليمن لن تحتمل ما يحدث في تونس ومصر فالأوضاع محتقنة والنار تحت الرماد ولتجنب الإنفجار لابد من العودة الى طاولة الحوار من حيث توقف ومناقشة كل الأمور بشفافية وإطلاع الشعب على كل المناقشات والبدء بالإتفاقات المفضية الى إصلاحات جادة وحقيقية وإن كانت مؤلمة للبعض لكنها ستخدم مصالح السواد الأعظم من الناس وخاصة فيما يتعلق بالبطالة والإصلاحات السياسية والإقتصادية وضبط إنفلات الخدمات التي تقدم للناس من قبل عدد من المرافق العامة والخاصة وضرب الفساد الذي لا ينكره احد بقوة وفرض النظام والقانون بحزم والإستماع لأنين الغلابة والشباب منهم على وجه التحديد بأذان صاغية وقلوب رحيمة وعقول منفتحة ودراسة ومعالجة أسباب الإختلالات التي تؤدي الى تصاعد ذلك الأنين سيجنب اليمن بكل تأكيد الكثير من المخاطر
يبقى الحوار الجاد والشفاف بعيداً عند التمترس والتصلب والبدء بإصلاحات مؤلمة يتفق بشأنها طرفا الصراع "السلطة والمعارضة" والبدء فوراً بتهدئة الشارع من قبل الجميع هو المخرج العملي لتجاوز الأزمة السياسية ،فلا تعتقد السلطة بكل ما تملكه من شرعية وقوة أنها قادرة على إسكات الشارع إذا أنفلت ولنا في تونس ومصر عبرة، ولا تعتقد المعارضة أنها بتثوير الشارع قادرة على الوصول الى التغيير ولنا في تونس ومصر عبرة أيضاً، فعندما تخرج الأمور عن السيطرة لن ينقاد الشارع المنفلت والغاضب للمعارضة ولا للسلطة وسوف تسود الفوضى حتماً، وقد يستغل ذلك لا سمح الله من قبل طرف ثالث للزج باليمن وشعبه في أتون فتنة لن يستطيع الخروج منها، وما يحصل من نهب وسلب وأحراق للممتلكات العامة والخاصة في تونس ومصر درس علينا الإستفادة منه.
نوجه ندائنا الى عقلاء السلطة والمعارضة بممارسة الضغوط القوية على من يدفعون البلاد والعباد نحو الهاوية سواء كانوا في المعارضة أو السلطة وإجبارهم على العودة الى طاولة الحوار وأن لا يسعى طرف الى حشر الأخر في زاوية حرجة اعتقاداً منه أنه قادر على إلغائه، فلا السلطة قادرة على إلغاء المعارضة ولا المعارضة قادرة على تغيير السلطة، وهذا لا يعني أن التغيير صعب وغير محبب ابداً فهو مطلب الشارع العربي اليوم بما فيه اليمني ولكن يتطلب هذا التغيير آليات ديمقراطية من خلال صناديق الانتخابات.. وما المطلوب من السلطة والمعارضة إلا تسوية الملعب السياسي ليشارك الجميع في صنع التغيير المنشود بهدوء بعيداً عن الحسابات الضيقة فتوافق السلطة والمعارضة بدون مس للتجربة او اخلال بها مطلوب لليمن وحتى تكون الديمقراطية حقيقية لا بد من تعايش السلطة والمعارضة لانه "لا ديمقراطية بدون تعايش جميع مكونات العمل السياسي وأطيافه"