الصوفي: الحرب في تعز تهدد الأمن والسلم الدولي والإقليمي في باب المندب
بقلم/ مأرب برس - ايلاف
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
الإثنين 08 أغسطس-آب 2011 11:31 م
 
 

حين كنا نتحدث إلى محافظ تعز حمود خالد الصوفي كانت أصوات الرشاشات والقذائف تدوّي في مناطق مختلفة في المدينة، وذلك عقب اشتباكات وقعت في أكثر الأحياء ازدحاما وسط المدينة في شارع جمال.

ويتحدث الصوفي في حوار مفصل حول تفاصيل الأحداث الأمنية والاشتباكات والمواجهات التي تمر بها مدينة تعز منذ يونيو/حزيران الماضي، حيث تحدث عن اقتحام ساحة الحرية أواخر مايو/أيار معربا عن إدانته اقتحام الساحة.

ويكشف تفاصيل المفاوضات والتهدئة بين السلطات والمسلحين الذين يصفهم المحافظ بـ "أمراء الحرب" متهما إياهم بخرق التهدئة في نسختها الأخيرة، مشيرا إلى أنه كان قد وجه وبدأ تنفيذ رفع المظاهر العسكرية من المدينة.

وقال حمود الصوفي إن الفرقة الأولى مدرع هي من تدعم المسلحين في تعز ماليا وبالسلاح، معتبرا أن تحويل المعركة عسكريا إلى تعز يهدد السلام الإقليمي والدولي كونها تطل على ساحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

تفاصيل كثيرة في هذا الحوار مع محافظ محافظة تعز اليمنية حمود خالد الصوفي:

-أولا بشكل عام وخلال تقييمك كمحافظ لمحافظة تعز.. ما الذي يجري في المدينة بصورة عامة؟

للأسف الشديد ما يجري في تعز لا تستطيع أن تسميه عملا سياسيا، بل هو نوع من أنواع الفوضى متعددة الأطراف، لا يوجد طرف واحد متحكم بهذه الفوضى.. أنا كما تعلم كنت في إجازة مرضية وكانت الاحتجاجات التي تسيرها أحزاب المعارضة وبالذات المعارضة الرئيسة (اللقاء المشترك) قائمة، بعد فترة من بدء هذه الاحتجاجات والتي كانت عبارة عن اعتصامات في الساحة التي تم تحديدها بالاتفاق مع أحزاب المشترك وبالذات تقريبا بعد 52 يوما ومازالت هنا في تعز وكانت الأمور تمشي على ما يرام وكانت الاحتجاجات سلمية.

ولكن بعد 52 يوما بدأت تخرج عن السياق الذي كنا متفقين عليه أو نسميه سياق الضوابط القانونية الذي مفترض أن تتم من خلالها أي احتجاجات سواءً كانت اعتصامات أو مسيرات أو تظاهرات أو غيرها.. لكن بدأت تأخذ شكلا آخر عنيفا على شكل مهاجمة منشآت تربوية وإدارية، ووسائل مواصلات، وإغلاق بعض المحلات التجارية بالقوة، وكنا نتفاهم أيضا مع الإخوة في المشترك إن هذه ليست الصيغة السلمية التي اتفقنا عليها..

وللأسف الشديد كانوا يقدمون مبررات لنا إنها "خرجت من أيدينا، وأن هناك مجموعات مندسة على هذه الاحتجاجات تنظم شكلا من أشكال العنف ونحن ندين هذا العمل".. في الوقت الذي كنا ندفع أجهزة الأمن إلى التعامل مع الأشكال غير القانونية بالطرق القانونية وللأسف كانت الأحزاب السياسية توفر الغطاء لهؤلاء الذين كنا نتفق مع اللقاء المشترك على أنهم خارجون عن القانون.. التغطية هذه كانت تأخذ شكلا إعلاميا وتأخذ حتى شكل الضغوط على الأجهزة الأمنية للإفراج عنهم ويحولون التهم من تهم جنائية إلى تهم سياسية وكنا نتغاضى علنا نجد سبيلا إلى الاحتجاج السلمي.

-أعتقد أن الموضوع الأهم خلال هذه المرحلة هو موضوع اقتحام الساحة وإحراقها من قبل قوات الأمن في غيابك؟

نعم، كانت تتصاعد الأعمال الاحتجاجية بشكلها العنيف وبالذات بعد مغادرتي تعز للعلاج، في يوم من الأيام أواخر مايو تم اقتحام مديرية القاهرة وإخراج المسجونين منها وكانوا موقوفين بتهم جنائية وأحرقت المديرية وحوصر الموظفون قبل ذلك داخل المديرية، وتمكن المتظاهرون من احتجاز اثنين من الجنود، واقتيدوا إلى الساحة وبدأ التحقيق معهم وتعذيبهم، ثم أرسلت وساطة من السلطة المحلية وجهات الأمن للإفراج عن هذين الجنديين، ولكن الوسيط الذي هو "مهدي أمين سامي" وصل إلى طريق مسدود بل إنه هدد بالتصفية.

وكان هذا الوسيط هو وسيط دائم بالاتفاق مع المشترك على أن يتوسط في حل أي إشكال بين السلطة والمعارضة.. قيل إنه أبلغ أجهزة الأمن بأنه وصل إلى طريق مسدود.. وطوقت الساحة طبعا تحت مبرر الإفراج عن الجنود كما أبلغت وكما اطلعت على تقرير معين، وتم الدخول إلى الساحة والإفراج عن الجنود وتم إحراق المخيمات في الساحة، ثم بدأت بعد ذلك التداعيات من عمل احتجاجي إلى أعمال مسلحة، وقامت هذه العناصر بمهاجمة منشآت حكومية ونهبها والاستيلاء عليها، وتم العبث بكل المكتسبات التي يفترض أن تكون الحفاظ عليها مسؤولية الجميع..

-تحدثت عن الوسيط الذي كان يريد إطلاق سراح الجنود.. كما نعلم جميعا كانت الفترة بين احتجاز الجنود واقتحام الساحة ساعات قليلة لا تتجاوز الساعتين ربما.. بمعنى أن الوساطة كانت يمكن أن تنجح.. هل تعتقد أنهم وصلوا فعلا إلى عجز كامل عن إخراج الجنود بوساطة، وإيقاف اقتحام الساحة بتلك الصورة، خصوصا أنه لم يحدث في وجودك أعمال أمنية مثل هذه.. وكان لك موقف حازم حين فجرت قنبلة في أطراف الساحة؟

هو موقف مبدئي.. أنا مع العمل السلمي بلا خلاف، لأني رجل قانون وملتزم بالضوابط القانونية ومن حق الناس أن يحتجوا ومن واجب السلطة أن تقدم لهم التسهيلات.. بالنسبة إلى اقتحام الساحة أنا بالنسبة لي موقفي واضح وأدين اقتحام الساحة، وأتفق معك مبدئيا على هذا، كان يمكن أن يعلموا الإخوة في المعارضة بأنهم احتجزوا جنودا، وتأتي منظمات وندفع بوسطاء جدد، ونستدعي قادة المشترك ونجبرهم أخلاقيا على الإفراج عن الجنديين.

بالنسبة إلى الساعات التي تتحدث عنها أنها كانت قليلة، أنا لم أتواصل مع أجهزة الأمن أو قيادة السلطة المحلية لأني كنت في حالة سيئة للغاية وكان لدي مشكلة في التنفس ولا تزال قائمة وأنا استعجلت بالعودة، ولم أتصل بأحد ما عدا الوسيط مهدي أمين الذي سألته ما الذي جرى ورغم هدوئه إلا أنه كان منفعلا، وقال نزلت إلى الساحة ولم أعرف مع من أتحدث وواجهوني بالتهم أنني عميل وأنني أريد إطلاق عملاء، وقال تعرضت للاعتداء.. وسألته عن اقتحام الساحة وهل هو خطأ قال ليس عندي تفاصيل ولكن هو خطأ فعلا، أيضا وكان متعاطفا معهم.. وقال رأيت أحد الجنود المحتجزين بشكل غير لائق.

سأقول لك أمرا، لا أريد أن ننظر للأمر بردود أفعال، نحن أمام قضية وطنية، لا ينبغي أن أرصد تصرفاتك لأتصرف بأسوأ منها، بالعكس نحن كيانات سياسية وليس قبيلتين متناحرتين حول قضايا جزئية أو مكاسب فئوية، نحن نتنافس حول قضايا وطنية يفترض أن تكون في إطار برامج أيهما سيسلك سلوكا أرقى من الطرف الآخر وأيها سيحقق الأهداف التي تمثل طموحات الناس.. لكن للأسف الشديد نحن نتصرف بردود أفعال، كل طرف يترصد أخطاء الطرف الآخر والشعب في الأخير هو الذي يدفع الثمن.

-عودة إلى موضوع الساحة وعودتك، ما الذي تغير حين عدت من رحلة العلاج؟

حين عدت وجدت الأمور قد نحت منحى آخر، والتقيت بعد وصولي قادة المشترك وسألتهم عن الذي يجري قالوا "بعد أن سافرت تحولت إدارة المدينة من إدارة مدنية إلى إدارة عسكرية"، وكان بعض قيادات المشترك يتحدث بحسن نية والآخر كان يبيت نوايا أخرى، وأقصد بهذا حزب "التجمع اليمني للإصلاح" إن لم يكن يتحدث بالنوايا نفسها التي كان يتحدث بها بقية الأحزاب، فعرضت عليهم عرضا مغريا وقلت لهم أنا اتفقت معكم على ساحة للاعتصام ولم أتفق معكم على سجون وغرف تحقيق واحتجاز حرية الناس، أنتم أسأتم للعمل السلمي، وشوهتم التجربة التي كنا نتباهى بها، بل بالعكس كانت السلطة مرعوبة من العمل السلمي أكثر من المسلح وأنتم تعريتم الآن بعد استخدام السلاح وأنه لم يعد لديكم أي مبرر لأي احتجاج وللسلطة الحق في مواجهتكم لأنكم الآن تحملون السلاح، وهذا خروج عن القانون.

-تحدثت عن عرض مغرٍ، ما هو هذا العرض؟

قلت لهم إذا كانت المشكلة مشكلة ساحة عليكم العودة إليها لا مانع، قالوا إنه حدث إحراق جثث بالعشرات وغير ذلك، طلبت منهم أن يقدموا كشفا بالضحايا وسألنا أجهزة الأمن فأنكروا وجود أي شيء من هذا الكلام، وقالوا حين اقتحمنا الساحة لم يكن أحد بها ومن تبقى هربوا من أمام الجنود، سألنا أجهزة الأمن ماذا عن الصور التي عرضت قالوا نتحدى أن يثبتوا أنه تم قتل أي أحد في الساحة..

الإخوة في أجهزة الأمن أنكروا هذه الواقعة بينما عجزت المعارضة عن إثبات قتل في تلك الواقعة، وكل ما في الأمر مجرد أرقام هنا وهناك، وعموما كان هناك مبالغة في الأمر من البداية.. رأينا بعد ذلك أن الأمر صار فيه أكثر من طرف، والإخوة في المشترك قد ظهر إلى جانبهم "أمراء حرب" ..نستطيع أن نسميهم كذلك.. هناك منتفعون من الأعمال المسلحة، ومدعومون من أطراف أخرى في صنعاء بالذات.

أنا من خلالك وخلال وسيلتك الإعلامية، إحقاقا للحق واحتراما للقانون وحقوق الناس، أقول لك إنه وضمن العروض التي قدمتها بعد وصولي لقادة المشترك أني على استعداد لتحمل المسؤولية أولا تحقيقا للعدالة اعطونا أسماء الذين قتلوا داخل الساحة هؤلاء أولا يجب تعويضهم وأنا سأتفاهم ونجبر الدولة على تعويضهم، وإلى حد اللحظة لم يقدم لي أي شيء.

بل على العكس على هذا الكرسي قعد ممثلو منظمة هيومن رايتس وغيرها من المنظمات وطالبتهم بأسماء وحالات من قتلوا، فقالوا لي لم نتمكن من الحصول سوى على أرقام فقط.. وحين تسأل المعارضة يقولون لك جرفوا ودفنوا في مقابر جماعية وتحت الجرافات، وغير ذلك من هذا الكلام.. ومازال عرضنا إلى هذه اللحظة أولا بأننا مستعدون أن نعوضهم بالحق الشخصي، ثم إذا هناك خطأ جنائي يتحمل المسؤولية عنه الطرف الذي أمر ونفذ.. لكن أنا أتحدث أولا عن الحقوق الخاصة بهؤلاء الذين اعتدي عليهم في عمل احتجاجي قانوني وفق المعايير السلمية.

-في سياق موضوع الساحة، الجنود الذين اعتقلوا إلى الساحة كانوا أيضا قد أطلقوا النار؟

كما قلت لك وأكرر علينا أن لا نتصرف بقدر الخطأ الآني الذي يحدث في لحظة معينة، علينا احترام الضوابط الجنائية والتعامل مع أي خروقات تحصل أثناء أدائنا واجبنا.. هناك الآن ثقافة بأن الجنود ليسوا مواطنين يمنيين، ويتم معاملتهم للأسف الشديد كأنهم جنود غزاة أو جنود احتلال.. الجندي أصبح مستهدفا في الطريق أو على سيارته أو في منزله أو في أي مكان، وأضرب لك مثلا: هذه الليلة في أكبر الأحياء ازدحاما بالمارة والمتسوقين، والجنود مرابطون منذ الظهيرة وهم صائمون ويهاجمهم مسلحون من سيارة وقد قتل مواطن وأصيب اثنان، وهذا في ظل التواصل مع هؤلاء وقبل أن تدخل منزلي وأنا أتواصل معهم للتهدئة.

جنود يحرسون الامتحانات في مدرسة سبأ ثم يتسلل إليهم مسلحون ويقتلونهم جهارا نهارا.. الجندي أصبح مستهدفا، لماذا أليس له أب وأم وزوجة وأهل وأولاد.. هو مواطن يمني ويؤدي واجبا ويستلم مرتبا مثل ما يستلمون.. حين تكون جنديا مكلفا بحراسة منشأة معينة منوط بك حمايتها من أي خطر من الأخطار، لا تعتقد أن أحدا يأتي حاملا سلاحا ويهاجمك وأنت ستؤدي له التحية، بالتأكيد ستدافع.. والدفاع سيؤدي إلى احتكاك، هو السؤال قبل أن يخطئ الجندي، لماذا نخطئ نحن ونهاجم المنشأة..

فهل هذا في إطار العمل الاحتجاجي؟ مهاجمة المنشآت العامة التي هي ملك الشعب سلطة ومعارضة.. الدعوة للعصيان المدني هذه التي عانينا منها كثيرا وقلت للمعارضة ما على هذا اتفقنا.. أن تأتي إلى المحل التجاري وتضع صاحب المحل أمام ثلاثة خيارات وهي إما الموت أو الإغلاق أو الإحراق.. وهذا للأسف الشديد حدث.. ربما قد لا تكون عملية منظمة 100% ، لكن عندما لا يتمكن الإخوة في المشترك من التحكم في المسيرات وفقا للقانون فلماذا لا يسيرونها أصلا.. ويوافقني كثير من الإخوة في المشترك الذين يحترمون العمل السياسي على هذا.

-لو انتقلنا إلى جزئية تعتبر الأهم حاليا في حديث الشارع العام.. وهي أن نقل العميد عبدالله قيران مدير أمن تعز من محافظة عدن إلى هنا هو من أجج الشارع وجعل الاحتجاجات تتجه نحو العمل المسلح خصوصا بعد اقتحام الساحة.. كيف ترد على ذلك؟

كنا نتباهى في تعز بأننا مجتمع نتمتع بالوعي، وأن الناس يستطيعون أن يحتجوا بسلمية دون أن نتأثر، لكن الإلقاء باللوم على الأخ عبدالله قيران للأمانة والإنصاف فيه نوع من الظلم، هم صعدوا وهاجموا الأمن والمحافظة وقبل وجود عبدالله قيران لم تهاجم المحافظة، لكن هاجموا المحافظة وكان بعض الشباب المندفعين يحاولون تسلق المحافظة والأمر موثق، وحصل اشتباك وقتل ثلاثة في ذلك اليوم للأسف الشديد.. تخيل أنهم يذهبون إلى مدرسة زيد الموشكي ويخرجون الطالبات للاحتجاج بالقوة.

عبدالله قيران أو غيره أستطيع أن أقول لك لابد أن يتحمل المسؤولية في حالة خروجه عن حدود ما يلزمه به القانون وحدود مسؤوليته، ولكن عندما أواجه عبدالله قيران بمثل هذه الاتهامات يقول لي ارصد لي حالة عدوانية واحدة أنا اعتديت بها على ساحة أو مسيرة أو شارع، كل ما في الأمر أن جنودي يستخدمون الغاز المسيل للدموع أمام المنشآت العامة، وأنا عندي 26 جنديا قتلوا بالرصاص، فمن قتل هؤلاء؟.. وأنا عندي 350 جنديا مصابا بالرصاص الحي، من أطلق النار على هؤلاء؟.. طبعا أنا أقوم بزيارة القتلى والجرحى ولا يستطيع أحد أن ينكر أنه تم استخدام السلاح وعندما أواجه المشترك بهذا يقولون إن الأمر ليس بأيدينا، إذا لماذا تراجع عليهم وتطالب بإطلاق سراحهم.

إذن عليك أن تواجه أيضا مدير الأمن بهذه الأسئلة، وفي النهاية إذا كان مدير الأمن هو المشكلة فإما أن يعزل أو أتنحى أنا.. إلى هذا الحد إذا كان هو السبب، لكن لكي أضبط مدير الأمن، عليهم أن ينضبطوا هم أولا، عليهم أن يعودوا إلى مربع العمل السلمي، عند ذاك نستطيع أن نحمل المسؤولية الطرف الذي يعتدي على حقوق الناس.. أما أن تحمل السلاح وتقتل وتنهب وتهاجم المنشآت، وتقطع شوارع وتقيم نقاطا..

وبالتالي تأتي لتقول لي عبدالله قيران، يجب أن نعيد التوازن للعملية السياسية ثم نستطيع أن نحاسب المسؤولين.. لكن حتى المسؤول الذي تريد أن تحاسبه، يقول لك قل لي أين أخطأت أنا، أنا حقيقة حتى هذه اللحظة لم تقدم لي المعارضة أين أخطأ عبدالله قيران.. فقط أنا أدين عملية اقتحام الساحة بغض النظر عما سبقها من أعمال بررت لأجهزة الأمن، وكان ينبغي ألا يتورط الشباب في هذا الأمر، وهذا الأمر لا يشرفهم أن يمسكوا بمواطن أو جندي ويحققوا معه، هذا لا يجوز.. لقد أرعبوا الناس بالقوائم السوداء، وقوائم المحاكمات وغيرها.. قدموا عناوين سيئة بالتهديد والوعيد فأثاروا الناس، يقال إن قطع الكهرباء إحدى ثمار الاعتداء على الثورة إذا كانت ثورة حقيقية طبعا.. قطع الوقود، تكدس المخلفات في المدن، وعودة العشوائية إلى الشوارع بعد أن كان قد تم تنظيمها هنا في تعز، حتى الاعتداء على رئيس الجمهورية بتلك الطريقة شوه التجربة ووضع ألف علامة استفهام حول الذي يدور ومن هم وراءه ومن هم اللاعبون في الساحة.

- لكن في المقابل سيادة المحافظ ألا ترى أن الدم في جمعة الكرامة وما حدث لساحة تعز هو من كان السبب وراء تأجيج الأمور؟

أنا معك.. العنف والاعتداء على المحتجين عمل مدان ومستهجن وينبغي محاكمة كل من خطط ونفذ لأي أعمال عنف ضد المتظاهرين بطريقة سلمية، كل من اعتدى عليهم وأعاقهم يجب أن يحاكم ويعاقب، وأقول هذا بمسؤولية وبشجاعة ومن دون تحفظ، وأطالب أجهزة السلطة أن تعلن فورا عمن قام بتلك المجزرة ومن خططوا ومن قاموا بالتنفيذ وأن يوضحوا للناس.

إن كانت السلطة بريئة فلتطلق العنان للقضاء وليكن من يكن حتى لو كان مقربا من السلطة، وهذا لصالح السلطة إن قدمت قربانا، في ما يتعلق بالساحة في تعز، أنا طلبت من الإخوة في المشترك وقلت لهم أن نفتح تحقيقا عما دار في الساحة في تعز واتفقنا على تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الأمر وفي كافة الخروقات التي أساءت إلى العملية السلمية.. وهم قدموا كشفا لهيومن رايتس وربما لم يتم الاقتناع به وأرى أنه حتى لو قتل شخص واحد في الساحة فإنه بنظري كرجل قانون كثير جدا إذا سقط داخل الساحة.

الذي أثارني أن بعض من قدموا لهيومن رايتس بعضهم قتل في حوادث مرورية، واثنين منهم قتل في حادث محاولة اقتحام المحافظة في 4-إبريل وليس في الساحة.. للأسف خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، لماذا هم حريصون على سقوط قتلى إذا لم يكن يوجد في الأساس، نحن نتمنى أن لا يكون هناك قتلى ويكفيهم أن يقولوا إنه تم الاعتداء على ساحتنا ونحن نعتصم بسلمية، وهذا في الأساس عمل غير قانوني يجب أن يسأل عليه الذين نفذوا فلماذا هذه المبالغة.

-لو انتقلنا إلى محور التهدئة الذي يقوده الوزير السابق عبدالقادر هلال.. إلى أين وصلت مساعي التهدئة؟

سأكون منفتحا معك أكثر.. أنا حين كنت في المشفى خارج اليمن جاءني عدد من رجال الأعمال والشخصيات واتصلوا بي من هنا سلطة ومعارضة وقالوا لي يجب أن تعود في أسرع وقت عليك واجب نحو محافظتك وأن تهدئ الأمور، وكان مخططا أن اعمل عملية في الحنجرة وستأخذ وقتا طويلا، وسألت الطبيب هل بالإمكان تأجيل الأمر قال نعم، وأول ما عدت التقيت "أمراء الحرب" بعد لقائي قيادة اللقاء المشترك.

-هل يمكن ذكر أسماء؟

لا أميل إلى ذكر أسماء، لأن بعضهم أصدقاء ولا أريد أن أسيء لهم حتى لا ينقطع حبل الحوار، وأنت وأنا يهمنا كيف نتجنب ذلك، جلسنا إلى بعض وقالوا سنتجه إلى التهدئة بشرط أن تعدنا أن المسؤولين الذين فعلوا وفعلوا سيتم اتخاذ الإجراءات بحقهم، قلت لهم أنا أعدكم أن أي مسؤول أخطأ إما أن أعزله أو أكون معكم.. بهذه الشفافية.. قالوا لي المفتاح في صنعاء اتجه لهم واجعلهم يخففون الضغط عنا قليلا، مباشرة شديت الرحال إلى صنعاء، والتقيت نائب الرئيس وأول ما وصلت قال لي حل الموضوع سلميا ولا تسمح بقطرة دم، وعمل لي برقية موجهة إلى كل من قائد الحرس الجمهوري وإلى قائد الفرقة الأولى مدرع وإلى غيرهم وأن تعاونوا مع محافظ تعز في عملية التهدئة ونحملكم مسؤولية أي توتر في مدينة تعز..

ثم استأذنته للذهاب إلى الأخ علي محسن وذهبنا إليه أنا وعبدالقادر هلال ورئيس هيئة الأركان محمد القاسمي وقلنا له أنت في الأخير مسؤول مسؤولية كاملة ولا تبرئ نفسك، إذا أنتم وصلت بينكم العداوة إلى هذا المستوى لماذا تريدون تصفية حساباتكم في تعز، نحن ناس غلابى، فأي مشكلة في تعز تقع على عاتق الطرف الذي يوفر الدعم والسلاح قال اسحبوا القوة وغيرها من الأمور وطرح قصة طويلة، لكن في النهاية طرح لنا أنه سيتعاون وعدنا إلى نائب الرئيس واقترحنا أن اللجنة التي ذهبت إلى علي محسن تنزل إلى مدينة تعز، وأصدر قرارا بتشكيل لجنة مكونة من عبدالقادر هلال والقاسمي ومني ومن رئيس المشترك في تعز.. وعملنا عملا لمدة 15 يوما وتوصلنا إلى أكثر من اتفاق، وفي الأخير كلما اتفقنا كلما حصل الخرق.

-ممن هذا الخرق؟

أقول الخرق من طرف الإخوة أمراء الحرب والمشترك، لم يكن هناك أي مصداقية والسبب هو الضوء الأخضر إنه لم يأت من صنعاء، كلما اتفقنا معهم وأحرجناهم نرى أن هناك ضغوطا، فشعرت اللجنة أنه ليس هناك مصداقية فانسحب الإخوة هلال والقاسمي فجأة، لم نفقد الأمل واستمرينا مع رجال أعمال وتوصلنا إلى اتفاق، وقلت لهم أنا سأبدأ المبادرة واتخذت قرارا انزعج له بعض الإخوة في صنعاء، سحبت القوات المسلحة من المدينة وأخليت المدينة تماما في ظل وجود المسلحين، والنقاط العسكرية والمتاريس واحتلال منشآت حكومية و"جبل الجرة" والمسبح والروضة، كلها مناطق لا يدخلها الأمن لأننا لا نريد احتكاكا، سحبت النقاط والثكنات من مستشفى الثورة ومن المدينة كلها وأصبحت المدينة بلا أمن.

-لكن يقولون إن الثكنة التي أمام مستشفى الثورة بقيت على حالها؟

إطلاقا.. لم يبق شيء منها، هي عادت لكننا كنا قد سحبناها، حتى إن اللجنة كانت لا تزال هنا وتفاجأوا بخطوتي وكانوا متخوفين من ذلك، وقلت لهم على مسؤوليتي، نحن دولة ونحن حريصون على حقن الدماء، وإذا غدروا أو استولوا على الموقع عند مستشفى الثورة فسندمرهم والبادئ أظلم وليس صعبا أن نعود إلى تلك النقطة، حتى لو بضحايا ويتحملون هم مسؤولية ذلك.

سحبت القوة واستبشر الإخوة في المعارضة المتواجدون خيرا، كان بيننا البرلماني صادق البعداني والنائب عبدالكريم شيبان وعبدالله نعمان المحامي والدكتور عبدالله الذيفاني وعندنا رئيس المشترك بتعز عبدالله حسن خالد، كلهم تفاجأوا بالقرار الذي اتخذته بالانسحاب أولا وذهبوا ليبلغوا إخوانهم.. وكان هذا طلبهم أن ننسحب من مستشفى الثورة..

انسحبنا، فاختفى أمراء الحرب فجأة، وتحدثنا مع المتواجدين من المعارضة وقلنا لهم ياجماعة يالله سلموا المواقع التي تسيطرون عليها.. قالوا بكرة ثم بعد بكرة، ورتبوا لعملية عسكرية وحشية بعد أن كنا طمأنا الجنود والحرس الجمهوري إلى أن كل شيء انتهى، وإذ بهم يقومون بهجوم استخدموا فيه مدافع 82 مل ومدافع هاون، وآر بي جي، والرشاشات الثقيلة، وكل أنواع الأسلحة وهجم جنود من الفرقة الأولى مدرع وضباط، واستدعوا تخصصات من صنعاء.

وهناك محاضر تحقيقات مع من تم اعتقالهم وهناك جنود تم سحبهم من صعدة من الفرقة وتم الدفع بهم إلى تعز وقد سلموا أنفسهم.. هجموا على نقاط عسكرية في شارع الستين وكان الجنود يصلون الفجر ويتأهبون للعودة إلى الثكنات، وحصل ما حصل، وخرج الأمراء من تعز وحتى الآن نريد إعادتهم ولم نستطع.

جاءت اللجنة من جديد وقالوا اعطينا آخر فرصة والتقينا في مكتب الآخ عبدالجبار هائل سعيد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات هائل سعيد مرتين، وقدمنا المشروع وعدل وقالوا خلاص وانتهينا إلى الصيغة النهائية يوم الخميس الماضي وقالوا فلان وفلان سيأتون للتوقيع غدا، يعني الجمعةـ ولم يأتوا الجمعة، واتصل بي أحد الإخوة وهو شقيق القيادي العسكري في الفرقة الأولى مدرع صادق سرحان وقال سيأتي السبت بعد الظهر، ولم يأت أحد إلى الآن.. فقط أتت إحدى الدوريات المنهوبة وهاجمت نقطة عسكرية في مكان عام والآن أنا وأنت نسمع إطلاق النار والاشتباك الحاصل نتيجة هذا العدوان الذي حصل.

-لو ألقينا نظرة على بنود الاتفاق على ماذا تنص هذه البنود؟

هناك اضطهاد للدولة في هذا الاتفاق فهو ينص على إخلاء المواقع التي يتمترس فيها الجنود سواءً في مستشفى الثورة وكذلك من مدرسة زيد الموشكي والاتصالات، ومدرسة الشعب، ورفع النقاط، وسحب جميع المسلحين وإعادة نشر النجدة والأمن المركزي والأمن العام والشرطة العسكرية في الجولات المهمة، إضافة إلى سحب المسلحين من المسبح والروضة وجبل جرة واستبدالهم بحراسة يقرها المحافظ وتحريم المظاهر المسلحة والتأكيد على سلمية المسيرات والاحتجاجات.. وغير ذلك من البنود.

-وهل سيستمر الوضع كذلك؟

أعتقد أن هناك طموحا أن تحسم المعركة عسكريا وأن يتم التخلي عن العمل السلمي والتجربة الديمقراطية، ولا بد أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في إجبار هؤلاء على العودة إلى القنوات السياسية والعمل الديمقراطي.

-هل تبقى هناك خيوط لمسألة التهدئة أن تتم؟

لن نفقد الأمل في التواصل معهم.

-هل هناك تواصل الآن؟

بعد قليل، سنلتقي اللجنة وأضعهم أمام ما يجري حاليا، ونضع المشترك أمام مسؤوليته، ونريدهم أن يجاوبوا على سؤال "حربا أم سلما؟" ماذا تريدون؟. فإن قالوا سلما، فعليهم أن يوفروا مقومات السلام، ويقولوا ماذا يريدون، وإن قالوا حربا فعليهم أن يتحملوا المسؤولية.

-من خلال نقاشك واطلاعك على ما يدور.. ماذا يريد المسلحون؟

تستطيع أن تقول التالي.. في الجانب السياسي هناك ضعف في الأداء السياسي للمعارضة في صنعاء وبالتالي هم غير راغبين في المواجهة حتى لا يصيبهم الضرر، يريدون التهدئة في صنعاء ولكن بالمقابل أيضا يريدون نافذة إعلامية واختاروا تعز لكي يقووا موقفهم التفاوضي، هذا الاحتمال الأول، ويدعم هذا أن الإخوة أمراء الحرب هنا مستفيدون من مئات الملايين ومستفيدون من السلاح وحتى الشباب الذي يدفع لهم على كل هجوم يتم على نقطة أمنية 10 آلاف ريال لكل شخص، وكل يوم 3 آلاف ريال لكل واحد، وهذا الكلام من محاضر التحقيقات، وبالتالي هذا رزق، الأمراء مستفيدون من هذه العملية ولا يريدون إيقاف العمليات، أما الاحتمال الثالث فهناك مجموعة من الخارجين عن القانون بعضهم محكومون بالإعدام وبعضهم ملاحقون قضائيا، الآن هم من يقاتلون في صفوف المعارضة، وبالتالي ليس من مصلحتهم التهدئة.

-في إطار حديثك عن الدعم المادي.. من أين يأتي هذا الدعم، هل هناك دعم خارجي مثلا؟

ليس لي دراية بوجود دعم خارجي، لكن أعرف أن هناك دعما من الفرقة الأولى مدرع ودعما من حزب الإصلاح.

-بشكل عام لماذا تعز تحديدا؟

طبعا تعز لأنها تقع في ممر استراتيجي مهم وهو مضيق باب المندب وتطل على البحر الأحمر.. وأي أحداث فوضى أو انفلات يؤثر في الإقليم والمجتمع الدولي باعتبار أن هذا الساحل وهذا الممر المهم سيكون في خطر، خصوصا مع تزايد احتمالات تعرض إيران لحرب أو ما شابه حيث ستقوم بإغلاق مضيق هرمز وستتحول الحركة والأهمية لمضيق باب المندب، كما إن هناك مخاوف من تواصل بين مسلحين من هنا ومن الصومال، واحتمالات ازدهار تنظيم القاعدة وتنامي التواصل بين الجماعات المتطرفة في الصومال واليمن.

كما إن تحويل المعركة إلى مدينة تعز التي تعتبر عاصمة ثقافية لليمن يعني استهدافا للمجتمع المدني الحقيقي وما يحدث في تعز يعد مشكلة ستتسبب في هجرة العقول من هذه المدينة وسيتسبب في هجرتهم أيضا من بقية المحافظات، كونها أكثر المحافظات إنتاجا للعقول النيرة في جميع المجالات.

-في ظل غياب رئيس الجمهورية وأنت مسؤول تنفيذي يرتبط به مباشرة.. مع من تتواصل حاليا في إطار إدارتك للمحافظة؟

بالأمانة أتواصل مع نائب رئيس الجمهورية وأتلقى جميع التعليمات منه وأرفع له تقريرا عن الحالة وأطلب منه التوجيهات، وليس لي أي قنوات أخرى.

-ألا تتواصل مع أي جهات عسكرية مرتبطة بأبناء الرئيس؟

شخصيا أتواصل مع النائب فقط.

-هل تواصلت مع الرئيس خلال فترة غيابه في السعودية؟

تواصلت معه عبر السكرتارية كغيري، وتلقيت منه تعليمات عبر السكرتارية ولم أطلب الحديث معه لتوقعي بأن الحديث معه قد يسبب له ضررا أو ما شابه.

- برأيك ماذا عنالحديث حول دستورية بقاء الرئيس رئيسا طالما وهو متغيب لمدة ستين يوما خارج البلاد لظروف صحية؟

هذه المادة الدستورية تتحدث عن العجز الكلي عن إدارة الدولة، لكن رئيس الدولة مثله مثل أي مواطن أو وزير خرج بداعي الإصابة وهو يمارس صلاحياته الآن، ويحدث أن يأخذ رؤساء الدول إجازة بقدر هذه المدة ولا تفسر بأنها عجز تام.

- كسياسي.. برأيك ألا يوجد أي أفق للحل السياسي الشامل في البلاد الآن؟

أي طرف سيفكر بأنه سيحسم الموضوع ويحقق الانتصار المطلق هذا أعتقد أنه يفكر تفكيرا طوباويا.

-من الطرفين.. السلطة والمعارضة؟

نعم من الطرفين.. لا أعتقد أن السلطة يمكن أن تدير الدولة بالطريقة نفسها وتترك القوى السياسية في الزاوية نفسها التي كانت فيها، ولا أعتقد أن المعارضة تستطيع أن تقفز فوق هذا الكم الهائل من الموانع الدستورية والقانونية والثوابت الوطنية وتنتقل إلى السلطة بهذه الطريقة، إذا كانت المعارضة نريد السلطة فهناك طرق أخرى، فنحن لسنا تونس ولسنا مصر، تقريبا المصريون والتوانسة، كانوا يبحثون عن انتخابات وعن حرية صحافة، وعن أفق ديمقراطي وعن تبادل سلمي للسلطة وعن حريات معينة..

هذه الحقوق توفرت من عام 1990، إذا كانت المعارضة تريد الوصول للسلطة فذاك من حقها عبر القنوات الدستورية.. لا أقول في عام 2013 حتى لو كان هذا حقا دستوريا لرئيس الجمهورية، لكن طالما هناك ظرف يستوجب إقامة انتخابات مبكرة فلا بأس بذلك، لكن السؤال للمعارضة هل تريد انتقال السلطة أم اغتصابها؟

إن كانت تريد الانتقال فعبر القنوات التي تحدثنا عنها، وإن كانت تريد اغتصابها فعليها أن تدير وجهها للتراث التي تغنت به في الماضي من دستور وانتخابات وغيرها أما أن تتنكر لهذا الكم الهائل من التشريعات والمنجزات وتنتقل إلى هذه الحالة، ولا أعتقد أن أحدا سيعين المعارضة على هذه الطريقة التي تفكر بها، لكن وحتى في هذه الحالة، الطرفان جربا الاعتصامات وجربا التظاهرات، وجربا العنف، وحتى الحرب بأقسى وسائلها، إذن ليس أمامهما إلا الحوار، والثقة بالنفس إن الجماهير ستحدد مكانة كل طرف، في الخارطة السياسية لكن الهروب من الإرادة الجماهيرية هو الذي سيدمر البلد.. وأن يستخلصوا من هذه التجربة أن المواطن دفع الثمن، المواطن الآن يئن في أمنه ويئن في معيشته وأكله وشربه وضوئه، وفي وقوده وفي كل تفاصيل حياته.

-وهل أصبح الجميع مقتنعا بتقديم التنازلات؟

يجب عليهم أن يقدموا تنازلات، لست مهتما بأن يكونوا مقتنعين أو غير مقتنعين، أقول إلى أين سيصلون، ليست هناك قناعة بالتركيبة الحالية للمعارضة من قبل الجماهير، الذي لا يحب السلطة لا يريد المعارضة.

-وتركيبة الدولة؟

حتى تركيبة الدولة لست مقتنعا بها، الناس يريدون مؤسسات تفتقر إليها الدولة في وضعها الحالي.. أتكلم عن المؤسسية المدنية وليس التشريعية طبعا.