آخر الاخبار

أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات قبائل أبين تحذر عيدروس الزبيدي : قادرون على انتزاع حقوقنا والوقوف ضد أي قوة تحاول المساس بأمن واستقرار أبين ست جهات حكومية يمنية تبدا سلسلة إجتماعات مع صندوق النقد الدولي في عمّان ورشة توعوية بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة ودور الدعاة والخطباء والسلطه المحلية بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين

لا أمان لعدن دون تحرير تعز
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 8 أيام
الأحد 11 أكتوبر-تشرين الأول 2015 04:06 م
ليس بإمكاننا مطلقاً، دفن رؤوسنا في الرمال، والتقليل من شأن الهجوم الأخير على فندق القصر بمدينة عدن، ولدينا من الشجاعة ما يكفي للقول بأنه كان صفعة موجعة، لا أقول للحكومة وحدها، أو لدول التحالف وحسب، وإنما لنا جميعاً، لكن المسئول الأول والأخير، الذي يتوجب عليه تحمُّل كل النتائج والتبعات لذلك، هو ذاك الشخص أو تلك الجهة، التي كانت قد اتخذت قراراً بخذلان تعـز ومقاوميها الأبطال، يوم قررت التوقف في منطقة كرِش، الحد الفاصل بين مدينتي لحج وتعز، بعد تحرير عدن.
قلناها مراراً وتكراراً، للتحالف وللحكومة، ولكل ذي بصَرِ وبصيرة، أنه لا أمان لعدن من دون تحرير تعز، فـتعـز كانت على مر الأزمان، وما تزال إلى اليوم، هي صمَّام الأمان لمدينة عدن، فهما توأمتان منذ الأزل، لكنهم أصموا آذانهم عن استغاثاتها، واستغشوا ثيابهم، خشية سماع نداءاتها، وقالوا لا طاقة لنا اليوم بالحالمة وأهلها، فأصابتهم لعناتها، وها هي الويلات قد طالتهم جرَّاء خُذلانها. 
على قوى التحالف أن تُعيد النظر بكل حساباتها بعد هذا الحادث الإجرامي، وتقوم بجرد حساب لكامل أخطائها، تلك الأخطاء التي يأتي بمقدمتها، أنها ركَّزت اهتمامها على تأمين عدن ومناطق الجنوب بمعزل عن الشمال، وبخاصة عن تلك المناطق المحيطة بعدن، أو التي تشكل عُمقها وبوابتها باتجاه البحر نحو الغرب مثل تعز، وهو ما جعل البعض –وبخاصة في الشمال- يشعر بالاستياء من تلك الخطوة، كونها لم تتعاطى مع تراب الوطن كوحدة متكاملة، فبدا منها ذاك السلوك، وكأنه تعزيزاً لفكرة الانفصال. 
كما عليها أن تعيد النظر أيضاً في توجسها الزائد، وحذرها المبالغ فيه، جرَّاء تعاطيها وتعاملها مع المقاومة الشعبية وقياداتها، في العديد من المحافظات ومنها تعز، ذاك التعاطي الذي ينطلق في تعامله مع المقاومة، من كونها محسوبة على فصيل سياسي معين, لازال يتوجس منه خيفة، ولا يبادله ذات الثقة التي منحها له ذاك الفصيل، ولذلك رأيناه متردداً ومتخوفاً من دعم المقاومة بالسلاح، وبخاصة في تعز، التي لا ينقصها الرجال وإنما السلاح والعتاد.
ذاك التوجس والحذر المبالغ فيه، الذي جعلها تعمل – بقصد أو لربما بحسن نية- على تهميش قيادات عسكرية وأمنية يمنية، مشهوداً لها بالكفاءة والإخلاص للوطن، ولتقع في فخ الوثوق والاعتماد على قيادات أمنية، وعناصر مخابراتية، لمجرد إعلانها التخلي عن المخلوع، وتقديمها فروض الولاء الكاذب للشرعية، فيما بقيت تدين له بالولاء في الخفاء.
 من المؤكد أن تلك العناصر المشبوهة، هي من يعمل على تزويد تحالف الحوثي وصالح بالمعلومات الدقيقة واللازمة، التي تمكنه من إحداث مثل تلك الاختراقات الأمنية، وتوجيه مثل تلك الضربات الموجعة، التي تستطيع إصابة أهدافها بيسر وسهولة، حدث ذلك بالأمس القريب في مأرب، وها هو يحدث اليوم في قلب عدن، وهي التي قالوا لنا بأنها باتت آمنة.
على السعودية وقوى التحالف، أن تتخلص من خطأ اعتقادها، بأن المقاومة كلها تتبع حزب الإصلاح "الإخواني"، كما يحلو للبعض أن يسميه تهكماً، لأن ذلك مجانباً للصواب أصلاً، كما ويفتقد إلى الكثير من الدقة، فالمقاومة يندرج تحت لواءها كل اليمنيين، المحبين لوطنهم والمخلصين له، على اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية.
وإن كان قد بدا للبعض حضور حزب الإصلاح اللافت والقوي في المقاومة، وكذا تصدره للمشهد في مواجهة المليشيات على واقع الأرض، فذاك أمرٌ طبيعي وبدهي، وليس سوى انعكاساً طبيعيا لحجمه الكبير، ووزنه الثقيل، كما وقاعدة انتشاره العريض، داخل نسيج المجتمع.