خارطة مناطق استعادها الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تتلاشى بشكل متسارع من الخارطة السودانية
قلق إسرائيلي من محادثات واشنطن المباشرة مع حماس
تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
اجتماع برئاسة العليمي يناقش إجراءات الحكومة للتعاطي مع قرار تصنيف الحوثيين ''منظمة إرهابية'' والتخفيف من آثاره المحتملة
بعيدا عن تل أبيب.. البيت الأبيض يقود محادثات مباشرة مع حركة حماس
حيث الانسان يصل أقاصي جبال ووديان حضرموت.. مدرسة بلقيس حلم الاباء وأمنية الأبناء يصبح واقعا ملموسا.. تفاصيل
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع الرئيس المصري واهم ملفات اللقاء
وزارة الخارجية تناقش مع السفير الأمريكي دخول قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيز التنفيذ
لغم حوثي يودي بحياة 4 مدنيين بينهم طفل في الحديدة
مئات الإنتهاكات الحوثية في صنعاء خلال العام الماضي.. تقرير
في شارع الستين بصنعاء، كنت أشق وبصعوبة، صفوف المحتفين بالعام الأول للكرامة اليمنية، غير أن ما كان يتدفق بكل سهولة، في صدري، هو ذلك الإحساس المغاير للثورة السلمية المتجددة. كنت أتجاوز الوجوه الكثيرة والمتنوعة، مدققاً حول تفاصيل الكرامة فيها.. ودونما وعي، وجدتني اتخذ من ملامحها البهية خارطتي اليومية الدائمة لحب الوطن الكبير.. حينها، كان على خاطري أيضاً، أن يحتضن صورة واضحة عن التفاني منقطع النظير، في فداء اليمن العظيم..
في وجوه الأطفال الذين يتوشحون العلم الوطني وجدت ابتسامتي الثورية التي بدأت تضمحل، وفي مقل الصبايا اللواتي يحملن اليافطات والشعرات وجدتني مشدود إلى فضاء رحب أسمه الخير في التغيير.. النبضات الحية لليمنيين العظماء الذين قدموا من كل الأصناف والفئات والألوان والأشكال إلى شارع الستين مساء الأحد الفائت، كانت تصور الخارطة المثالية لحب الأوطان ولمستقبلها المزهر.. كانت تشي بنموذج باهر لمستقبل الشعوب التي لا تركع ولا تخنع أو يستفحل فيها الخضوع والاستسلام..
الأصوات والأناشيد والأهازيج والخطب العصماء والمصطلحات الرنانة.. لوحات لوجوه الشهداء وشعارات على رؤوس وصدور وأيادي ذويهم ورفقائهم في الساحات.. مكبرات الصوت التي تتدفق منها كلمات حماسية غاية في الدقة والشاعرية والإبداع... مسيرات كرنفالية بارعة لأطفال الشهداء وهن يحملن الأعلام والبالونات وخيوط السلام.. كل هذه التفاصيل وغيرها أشعرتني أنني في أول يوم ثورة وأنني على مقربة حقيقية من طموح يمني يتجدد باستمرار.
ودون أدنى شك، لقد كان لسرب الكراسي المتحركة لمعاقي الثورة وهم يحملون أعلام ترفرف بمحاذاة جبينهم الوضاء، حضوراً أكبر في نفسية أي مشاهد يستطيع أن يصنع من الألم أمل.. وبالأخص أن معظم هؤلاء من معاقي مجزرة الكرامة التي قتل فيها ما يزيد عن خمسين وجرحوا أكثر من مائة في جمعة دامية بصنعاء أحرقت وجه النظام فيما بعد وبيضت وجه اليمن الكبير.. حين وجدت سرية معاقي الثورة تتدفق بطموح يملأ الأرض كان تقدريهم في قلبي وقلوب اليمنيين يضاهي الانحناء لعظماء الإنسانية..
استرجع مشهد الفتيات الصغيرات وهن ينفذن توجيهات إحدى المشرفات على مسيرتهن الآسرة للألباب المفرحة للقلوب.. لم أتوقف كثيرأً عند نقطة الاندهاش تلك وما تخفيها من أعمال تنظيمية باهرة للشباب الذين بعضهم طبعاً ينخرطون تنظيمياً في أحزاب المشترك وأولهم الإصلاح؛ صاحب الحظ الأوفر في التنظيم والتواجد وامتلاك مقومات الإبهار الثوري والنضالي في إطار طموحنا الوطن.. كنت أدرك أنه ربما يريد أن يوصل أكثر من رسالة بعضها مزدوجة وأخرى ثنائية لرعاة الاتفاق أو لبعض أطرافها في الداخل أو الخارج أو للرئيس هادي ولبقية أحزاب المشترك وللقوى الأخرى..
وبينما كنت لازلت أفكر برعونة التسويات السياسية وارتباكات بعض نقاطها وطموحات بعض القوى المسيطرة إيجاباً على كل شيء، إلا أنني أمنت بأن كل شيء على ما يرام وأن اليمن لا يزال في أول مراحل ولادته من جديد؛ ولادة لا تقوى فيها أي قوة على تكرار المآسي السابقة.. إذ أن هؤلاء الذين تدفقوا بمئات الآلاف مستعدون لن يواصلوا ألف ثورة ضد أي قوة، حتى ترتسم ابتسامتهم التي يطمحون..
لقد احتفى اليمنيون بمرور عام كامل على مجزرة الكرامة التي حدثت في صنعاء في الـ18 من مارس 2011. مؤكدين أنهم ماضون في طريق النضال المشروع والسلمي حتى تحقيق كل الأهداف.. كانت هذه الاحتفالية باعثة على ابتسامة الكثيرين ممن مسهم القنوط وخيم على أحلامهم اليأس وبددت طموحاتهم نقاط التسويات.. لقد أدرك الجميع أن جمعة الكرامة مثلت انطلاقة حقيقية للثورة الشعبية السلمية فمنها تهاوت أركان النظام وبدأ ضوء صالح يتلاشى رويداً رويداً.. وبدأت الضمائر الدولية تصحو تجاه التغيير في البلاد.. وما من شك أن مرور حوالي سنة على بدء مرحلة الكرامة اليمنية إلا أنها لن تتوقف إلا مع توقف الحياة..