الانتخابات الرئاسية المبكرة لحظة فارقة في حياة اليمنيين
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 17 يوماً
الثلاثاء 21 فبراير-شباط 2012 05:23 م
 
 

فارس الحميري – بسمة الاصبحي

يتوجه اليمنيون اليوم (الثلاثاء) إلى صناديق الاقتراع لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن يكونون طووا صفحة حكم صالح الذي استمر أكثر من 33 عاما.

وتشهد عدد من المراكز الانتخابية في محافظات الجمهورية اليمنية إقبالا كبيرا على صناديق الاقتراع، بالرغم من أعمال العنف التي سادت بعض المراكز الانتخابية في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية.

وقد سجل اليمنيون اليوم حدثا تاريخيا لبلادهم من خلال مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية لنقل السلطة سلميا في البلاد بعد أزمة سياسية خانقة كادت أن تنزلق معها البلاد إلى شبح الحرب الأهلية.

وأكد مرشح التوافق الوطني لرئاسة الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي أن الاقتراع العام للانتخابات الرئاسية المبكرة، اليوم (الثلاثاء)، يمثل منعطفا تاريخيا لليمن للخروج من أزمته في ظل الظروف الحساسة.

وقال هادي لوسائل الإعلام، لدى إدلائه صباح اليوم بصوته الانتخابي في الدائرة 12 بأمانة العاصمة، ان أمله في أن يستوعب الجميع طبيعة المرحلة الدقيقة والحساسة، مشيرا إلى أن هذا اليوم يمثل منعطفا تاريخيا يعكس مدى حكمة اليمنيين.

وشهدت اليمن منذ مطلع فبراير 2011، احتجاجات عارمة تخللها أعمال عنف خلفت الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين بإعاقات دائمة، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح والذي يحكم البلاد منذ 33 عاما.

وكاد هذا البلد الذي يملك مواطنوه أكثر من 60 مليون قطعة سلاح، أن يذهبوا إلى حرب أهلية لايمكن الخروج منها، لولا حكمة العقلاء منهم، وتدخل العامل الخارجي.

وتمر اليمن اليوم 21 فبراير 2012، بمنعطف تاريخي عظيم حيث يشارك فيه ملايين اليمنيين في انتخابات رئاسية لنقل السلطة سلميا في البلاد بناء على مبادرة سلام تقدمت بها دول الخليج ودعمها قرار مجلس الأمن الدولي 2014 وفي 23 نوفمبر 2011، وقعت الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، والتي كان من أهم بنودها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بمرشح توافقي عبدربه منصور هادي لإدارة البلاد لمدة عامين.

وينظر في اليمن للانتخابات الرئاسية المبكرة اليوم (الثلاثاء) بأنها لحظة تاريخية وفارقة في حياة الشعب اليمني وانتصار للثورة السلمية ولحكمة وارادة اليمنيين وممر أمن لإخراج البلاد من مربع العنف والاقتتال.

وقالت الناشطة اليمنية، توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام للعام 2011، إن اليوم (21 فبراير 2012) لحظة فارقة في حياة اليمنيين وتدشين لليمن الجديد.

وأوضحت كرمان لوسائل الإعلام، لدى إدلائها بصوتها في إحدى المراكز الانتخابية بالقرب من ساحة التغيير بصنعاء، "نعلن اليوم تدشين مرحلة جديدة في حياة اليمن، وانتصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية في البلاد.

وأضافت " صنعنا هذا اليوم العظيم، بدماء الشهداء وأنين الجرحى وصبر اليمنيين، وهو يوم تاريخي ومفصلي في حياة الأمة اليمنية، والتي سيكون لها مكانتها في التاريخ".

ودعت كرمان مرشح التوافق الوطني بقولها " ثقة الشعب بك كبيرة، إياك أن تخذله".

وقالت "على الرئيس التوافقي وحكومة الوفاق الوطني أن يدركوا بأنهم موظفين لدى الشعب، لخدمة البلاد، لديهم سنتين (الفترة الانتقالية) ليثبتوا حقيقة حبهم لهذا البلد واستثمار كل الطموحات لهذا الشعب العظيم.

وأضافت الناشطة كرمان" ادعوا الشعب اليمني أن يفتخر بثورته السلمية، وان هذا النصر هو مرحلة أولى لانتصارات عدة ستشهدها اليمن الفترة القادمة".

وعبر عدد من اليمنيين في أحاديث لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن اللحظة التاريخية التي تشهدها اليمن اليوم، بتفاؤل متمنيا بان تكون الانتخابات نهاية للماضي الأليم وبداية صناعة الدولة اليمنية الحديثة.

وقالت الإعلامية اليمنية، مها البريهى، إن اليوم منعطف تاريخي في حياة الشعب اليمني، مشيرة إلى ان اتفاق اليمنيين على رئيس توافقي للبلاد هو بحد ذاته نصر للإرادة الشعبية وهو المخرج الوحيد لليمن مما تعانيه.

ودعت البريهي، اليمنيين إلى نبذ المصالح الشخصية، لتكن مصلحة الوطن هي الهدف الاسمي والأعلى، مؤكدة ان مرحلة التغيير بدأت ألان، والتي تتطلع أن تكون مرحلة صون لكرامة الإنسان اليمني ليعيش بكرامة وعزة، في ظل غياب مظاهر وممارسات استلاب حقوق الآخرين.

وفي السياق ذاته قال أمجد الاصبحي (طالب جامعي) " اليوم عرس ديمقراطي منقطع النظير في اليمن، وهو تدشين لمرحلة التغيير الحقيقة في البلاد، وانتصار لإرادة الملايين الذين ينشدون التغيير والحياة الكريمة ".

وعبر فيصل الحسيني (رب أسرة) عن سعادته البالغة وهو يقترع اليوم لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وقال الحسيني " أنا من أنصار نظام الرئيس علي عبدالله صالح، لكني سعيد ان أعيش اليوم هذه اللحظات والتي تنتقل فيه السلطة سلميا في البلاد لرئيس آخر توافقي"، مشيرا إلى ان اليوم يطوي اليمنيون صفحة الماضي الأليم الذي عاشته البلاد لأكثر من عام، ليحيى جميع اليمنيين في أمن وسلام ووفاق.

ويرى، محمد سند، وهو من النشطاء الشباب في ساحة التغيير بصنعاء ان مشاركته في الانتخابات اليوم تأتي تحقيقا لأهداف الثورة اليمنية، وهي خطوة كبيرة في طريق الخلاص من نظام الرئيس صالح والذي خرج ملايين اليمنيين ليقولوا له (ارحل).

وتقول صفية السماوي (28 سنة) إحدى النازحات من محافظة أبين جنوب البلاد حيث تدور مواجهات بين القاعدة وقوات الجيش منذ اشهر، انها انتظرت كثيرا هذا اليوم، مشيرة إلى أنها انتخبت الرئيس التوافقي، وأنها على أمل فى ان تعيد المرحلة الجديدة، الهدوء والاستقرار لمدينتها والى جميع أرجاء الوطن.

وتابعت " اليوم نحن نتنفس الديمقراطية وغدا سنتنفس الأمن والأمان والحرية ".