آخر الاخبار

احمد شرع يخاطب السوريين .. السلاح سيكون محتكرا بيد الدولة و سوريا لا تقبل القسمة فهي كلّ متكامل المظاهرات الغاضبة تتجدد في عدن والمجلس الانتقالي يجتمع بنقابات عمالية ويتبنى خطابًا مرتبكًا مع تراجع شعبيته توجيهات جديدة وصارمة للبنك المركزي اليمني تهدف لتنظيم القطاع المصرفي على خطى مليشيا الحوثي .. المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بإعادة صياغة المناهج الدراسية وفقا لمقومات الهوية الجنوبية ... أجندة المنظمات الدولية وتسويق الوهم... نقاش اكاديمي بمحافظة مأرب ومطالب بفتح ملف التمويلات الدولية كلية الأدآب في العاصمة عدن تمنح الباحثة أفراح الحميقاني الدكتوراه وزارة الدفاع الاميركية تبلغ وزارة الدفاع السعودية التزامها في القضاء على قدرات الحوثيين ومنع إيران من تطوير قدراتها النووية إعلان أسماء الفائزين بجائزة محافظ مأرب للطالب المبدع .. فوز 18 متسابقا بينهم 10 فائزات من أصل 630 متنافسا ومتنافسة السعودية وأميركا تبحثان تطوير الشراكة في المجال العسكري والدفاعي.. وملف اليمن حاضراً جامعة عدن تنتصر للعلم وتلغي درجة ماجستير سرقها قيادي في المجلس الإنتقالي وتتخذ قرارات عقابية ''تفاصيل''

في صنعاء الحل والربط
بقلم/ د. سعد بن طفلة العجمي
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 29 يوماً
السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2009 05:17 م

يمكن لمن يكتب أن يشير بأصابع الاتهام حول ما يجري في اليمن إلى أطراف خارجية متعددة وكفى الله المؤمنين شر القتال. والحق أنه ما من حرب أبداً بقيت حصراً لا دخل لأطراف خارجية فيها، فمنذ اندلاع الحروب عبر التاريخ، تدخل سماسرة السلاح وتجار المغانم وكَسَبة السياسة، ونشدو تحقيق البطولات الإعلامية والوهمية على حساب الآخرين ويكون دوماً ضحيتها الإنسان.

تمر السنون ويتكدّس الفقراء والنازحون: مخيمات جديدة ومساعدات دولية أممية تكفكف دموع اليتامى وتواسي الثكالى وتحاول علاج الجرحى ودفن الموتى وسد رمق جوع الأطفال وصرخاتهم ألماً وحيرة بريئة لما يجري. الوضع في اليمن مأساوي بشكل لم يعد يسمح بالسكوت عنه لمن يحمل ضميراً ومشاعر تجاه أخيه الإنسان.

الفوضى والحرب الأهلية اليمنية في شمال اليمن ليست صنيعة خارجية، هذه حقيقة، ومن يقل غير ذلك فهو لا يعرف تاريخ المنطقة وفوضويتها منذ عهد الإمامة، فالمنطقة لم تخضع للحكومات في صنعاء، وبقيت تتمتع بـ"الفوضى الذاتية" التي تحكمها الأعراف القبلية والتهريب وعصابات "حق الخشبة" (قطاع الطرق الذين يغلقونها بخشبة تعترض طريق المسافر حتى يدفع لهم ضريبة رفع الخشبة لتمر السيارة). وبقيت صعدة سوقاً للسلاح منذ القرن الماضي، تشتري السلاح من أسواقها -جهاراً نهاراً- من المسدس حتى مضاد الطائرات- لا بل حتى الدبابات يمكن تدبير أمرها لو كان لديك المال الكافي. وكان ذلك يحدث أمام أعين الحكومة المركزية اليمنية ولم تحرك ساكناً لأن الأمر يمكن احتواؤه في مناطق معينة، وكانت سياسة تأجيل ثبت فشلها لاحقاً حين استثمرت أطراف خارجية وضع الحوثيين لتمدهم بالمال طمعاً في استخدامهم ضمن استراتيجيتها للهيمنة والنفوذ، وتماشياً مع سياسة إضعاف المحيط العربي بها وبالذات المملكة العربية السعودية الدولة المحورية الرائدة في المنطقة. تحرك الحوثيون شمالا نحو حدود المملكة، ليس من أجل احتلالها -فذاك مستحيل، ولكن من أجل إشغالها ومحاولة تشتيت تركيزها عن القضايا الكبرى التي تحملها على عاتقها.

وفي الجنوب، فشلت الحكومة اليمنية التي تحكم صنعاء منذ أكثر من ثلاثين سنة في خلق شعور يمني بالمواطنة يمتد من جبل الدخان حتى حضرموت، وشعر الجنوبيون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، وبدأوا بمطالب معيشية لم تتحقق، فاستغلهم الساسة، ورفعوا شعارات المطالب العادلة لهم حتى تحولت إلى مطالب بالانفصال والعودة إلى المربع الأول: يمن جنوبي وآخر شمالي!

أما الوسط والجبال، فـ"القاعدة" لها تأثيرها في أجهزة الأمن اليمنية، وارتكبت خروقات وفضائح أمنية تدل على مدى تغلغل "القاعدة" في أجهزة حساسة. وكانت الحكومة اليمنية تغض الطرف عن "القاعدة" -تذاكياً- على الأميركان للحصول على مساعدات تذهب للحكومة وأجهزتها، بدلا من تحسين الأوضاع المعيشية، أو الاستماع للمطالب الشعبية المشروعة التي استغلتها أطراف عبر أداتها الحوثية.

في اليمن اليوم، تدور حرب ضروس في شمالها، وقصف على "القاعدة" في وسطها، وتمرد ومطالب بالانفصال في جنوبها، ومن العبط إلقاء كل اللوم على الأطراف الخارجية دون أن تتحمل الحكومة اليمنية وزر ما يجري وهي التي أمسكت "بتلابيب الديمقراطية" اليمنية منذ ثلاثة عقود.

الحقيقة المرة أن النظام في اليمن لم ينجح في تنمية حقيقية، ولا تعايش سلميا لفئات وقبائل اليمن، ولم يضبط الأمن حتى داخل المدن، ولا محاربة الفساد ووقف المتنفذين أصحاب "العشرين" (نسبة للعشرين في المئة التي يطلبها مسؤول كبير عن كل عقد استثماري)، أقول: إن إدراك هذه الحقائق هو المدخل المنطقي لفهم ما يجري في اليمن، وغير ذلك فهو غير المعقول عقلا ولا المقبول واقعاً.

*نقلاً عن "الاتحاد" الإماراتية