مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
سنقولها بكل صراحة ان كل ما جرى في اليمن من حروب داخلية وخارجية وأزمات سياسية ودستورية وسيادية كلها قابلة للتفاوض والتسامح والتصالح حولها ، ومن ثم صناعة السلام الوطني الدائم وفقا لثوابت الشعب اليمني الوطنية ، التي يؤمن بها عموم الشعب اليمني ولكي تنجح المصالحة الوطنية اليمنية نرى ان تلتزم بالاتي :
١- أن يكون الشعب اليمني هو المستفيد الأول من مخرجاتها وليس تقاسم الغنائم .
٢- الغاية من المصالحة تحقيق السلام وايقاف الحرب وعودة السيادة اليمنية على برها وبحرها وسمائها .
٣- أن تكون المصالحة الوطنية تحت سقف المبادئ التي يؤمن بها الشعب اليمني .
٤- أن تكون المصالحة الوطنية تحت سقف هوية الشعب اليمني بأبعادها الثلاثة اليمنية والعربية والاسلامية .
٥- أن تكون المصالحة الوطنية تحت سقف الشريعة الاسلامية والوحدة اليمنية والنظام الجمهوري والشورى "الديمقراطية".
٦- أن تكون المصالحة تحت سقف الدستور والحرية والعدالة والمساواة .
وتلك هي المصالحة الوطنية التي ستحقق لليمن وشعبه سلاما مجتمعيا ووطنيا ، كما ان ذلك سيسهم في صناعة السلام مع الأشقاء والأصدقاء في محيط اليمن الإقليمي والدولي وما دون ذلك سيكون مرفوضا من الشعب اليمني .
غير أن ما يقلقنا جميعا هو ان التوجه نحو السلام الوطني هذه المرة قد جاء في وقت تعيش فيه اليمن مع الأمة العربية والاسلامية حالة حرب العدو الصهيوني على غزة وهي الحرب التي لا نريد أن تؤثر على مفاهيم المصالحة الوطنية اليمنية بحجة حرب غزة أو التحشيد العسكري الدولي في البحر الأحمر ؛ خاصة وأن الحرب على غزة قد استنكرتها شعوب العالم أجمع وكذلك 153 دولة أعضاء في الأمم المتحدة ، وفي مقدمة الجميع الجمهورية اليمنية .
ونحن هنا نؤكد وبكل وضوح أن مسألة وقوف شعب اليمن مع أشقائه في غزة هي أيضاً مسألة مصيرية دينية ووطنية وقومية واسلامية وانسانية لا تقبل منا المساومة ، لأن الطرف الآخر الذي نختلف معه هو العدو الصهيوني المحتل لأرض عربية وهو نفسه العدو الحقيقي لليمن والأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء .
إنهم قتلة الأنبياء وهم أعداء الله المغضوب عليهم ، وهذا كله واضح لكل ذي عقل وبصيرة من قبل حكومات وشعوب الأمة الإسلامية ، وذلك يعني أن لا سلام ولا تصالح ولا اعتراف بهذا الكيان في أرض فلسطين العربية .
وهنا علينا أن نؤكد ما هو مؤكد أن أي يمني أكان فردا أم فصيلا سياسيا يمد يده إلى يد العدو الصهيوني سيقع في خطأ استراتيجي لا يمكن تصحيحه مدى الحياة ؛ لأنه قد أختار أن يكون صهيونيا عربيا مشاركا في كل المحرمات الشرعية والعرفية والدولية التي يقوم بها المحتل ضد اشقائنا في فلسطين .
حرب اليوم هي مع الكيان الصهيوني الذي نبذه العالم كله وزرعوه في أرضنا العربية الفلسطينية واستقدموا اليها أشرار البشر ودعموهم ماديا وعسكريا وأسسوا لهم دولة من العدم بعد أن قتلوا أهلها وهجروهم منها ونهبوا ممتلكاتهم وحولوا مساجدها إلى بارات لشرب الخمور فيها وكل ذلك موثق ولازال قائما حتى هذه اللحظة .
هذا هو الكيان الذي دمر ولازال يدمر غزة بحقد عنصري مرعب لم يسبق له مثيل في كل حروب العالم ويعمل جاهدا على قتل وتهجير من بقي من الفلسطينيين في أرضهم .
إن أبناء غزة يُقتلون وتمارس في حقهم جرائم ابادة وحرب عنصرية وجرائم ضد الإنسانية ، ومن بقي منهم جريحا ، يُترك لينزف دمه حتى يموت ، ومن بقي حيا يُحرم من الأكل والماء بسياسة تجويع ممنهجة ، وتنتهك انسانيته من جهات صهيو-صليبية رسمية ، وينتهك حق ابنائها في الحياة ، ويعتدى على عرضهم وكرامتهم ، وتمارس عليهم كل أنواع الذل والإيذاء ، ويُعرى الفلسطيني من ملابسه أمام العالم أجمع ، وفي مقدمتهم أمام بعض اشقائهم العرب والمسلمين الذين يقيمون الدنيا على بعض السفن التي تم منعها من الوصول إلى ميناء عربي محتل من قبل تتار العصر الجدد " الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية " .
اليمنيون جميعا مشغولون بما يجري في غزة وهم في حالة من الاجماع الوطني وموقفهم واضح ومعلن أنهم مع غزة ، ويعتبرون أنفسهم في حالة حرب مع هذا الكيان الصهيوني ، ويؤكدون أن البحر الأحمر بحرا عربيا وليس بحرا صهيونيا أو أوروبيا أو امريكيا أو يابانيا ، وأن سلامة الملاحة البحرية فيه هي مسؤولية مشتركة مع الدول العربية المطلة على هذا البحر ، وأي تدخل من أي أطراف دولية من خارج المنطقة في شؤن البحر الأحمر ومضيق باب المندب أو خليج عدن وبحر العرب هو تهديد حقيقي لسلامة الملاحة البحرية في المنطقة ولا ينكر ذلك أحد .
لقد قام العدو الصهيوني وحلفائه بتدمير غزة ونهب ممتلكات ابنائها وفُرض عليهم الحصار من الأعداء برا وبحرا وجوا ، ويُمارس عليهم ذلك على مدار الدقائق والساعات والليالي والأيام من قبل دولة أسست بأبعاد صهيونية عنصرية وتم قبولها عضوا في الأمم المتحدة ظلما وعدواناً ، وبدعم وتأييد من اطراف دولية وبرعاية صريحة من قبل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها شرطي العالم ، ويشاركها في مهامها العدوانية كثير من حلفائها من الدول الغربية والإقليمية المستمرة دون انقطاع ، وهي تعلن ليل نهار انها تدافع بحسب زعمها عن حقوق الإنسان في كل دول العالم الا انها تقف ضد تلك الحقوق إن كانت تخص الشعب الفلسطيني ، بل إنها تمارس نفس الجرائم ضد الانسانية ، وما حصل في سجن أبو غريب في العراق سجله التأريخ كعلامة مميزة للولايات المتحدة التي نهجت نفس المنهج الذي مارسه الاستعمار الغربي على شعوب العالم وعلى الدول العربية والاسلامية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين .
إن مواجهة اليمن للكيان الصهيوني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب هو عمل شرعي ، بل هو فريضة الوقت وواجب الساعة وضرورة المرحلة التي تمر فيها اليمن والمنطقة العربية بشكل عام وغزة بشكل خاص .
إن وضع الملاحة البحرية سواء في المياه الإقليمية او الدولية ، وسواء كانت سفن حربية أو سفن تجارية للعدو المحارب ، وهو هنا الكيان الصهيوني ، قد صاغ القانون الدولي والقانون الدولي الانساني الاحكام التي تنظم العلاقة بين الأطراف المتحاربة ، واليمن هنا طرف مدافع عن اشقائه في غزة وليس طرفا معتديا .
إننا في اليمن لن نستسلم لرغبة صهيونية أو غربية في تعسفهم حين يفسرون قواعد القوانين الدولية لتحمي مصالحهم ، وإن كانت امريكا على ثقة بقانونية ما تقوم به وتسعى الى تحقيق السلم والأمن الدوليين ـ بحسب زعمها ـ فلماذا لا ترفع الأمر الى محكمة العدل الدولية في هذه القضية الهامة جدا ، أو تقدم مشروع قرار بذلك الى مجلس الامن باعتباره الجهة المنوطة بها وفقا لميثاق الأمم المتحدة في حفظ السلم والامن الدوليين وتلك هي الوسيلة الآمنة والملزمة لمعرفة ما يجري امام العالم كله ؟!
والحقيقة أن أمريكا وحلفائها تريد من الشعوب العربية والإسلامية ان تطبع مع الكيان الصهيوني وتريد منهم عدم انتقاد المجازر البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين وتمنعهم من دعم ضحايا العدو الصهيوني وتعتبر ذلك ان تم التعاون مع ابناء غزة وعلى استحياء من اشقائهم ان ذلك دعما للإرهاب!!
إن الشعب اليمني قد أختار أن يكون مع فلسطين ومع المقاومة الفلسطينية ، وهو يعلنها يوميا وبكل ثقة أنه ضد العدوان على غزة ، وضد الحرب البشعة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة ، والشعوب العربية جميعا ضد تهجير أبناء غزة خارج أرضهم ، وهذا هو خيار الشعب اليمني وواجبه الإسلامي والقومي والانساني ، وما على الأطراف السياسية اليمنية الا أن تدرس خارطة اليمن جيدا خاصة تجاه ما يجري اليوم في غزة لتدرك تماما أن الحرب على غزة تُوجب على أحرار العالم الوقوف معها ، وقد قامت بعض الدول في أمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا وغيرهم كثير بواجبهم ، وبالنسبة لنا في اليمن نصرة غزة هي الهم الجمعي لعموم اليمنيين .
إن موقفنا في اليمن تجاه الكيان الصهيوني وتجاه حربه الإجرامية العنصرية ، التي تبيد شعبا بأكمله من أبناء غزة ، يستند على قواعد القانون الدولي الواضحة جدا وايضا يستند الموقف اليمني الى معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تم المصادقة عليها عام ١٩٥٠م والتي تعطي الحق للدول العربية ان تتدخل في أية حرب يشنها طرف خارجي ضد دولة عربية أخرى ، وفلسطين دولة عربية تتعرض اليوم الى أقذر حرب عرفها العالم مما يوجب على جميع الدول العربية أن تهب للدفاع عنها ، وهذا الأمر هو ما تقوم فيه اليمن اليوم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب .
وفي المقابل فإن الشعوب العربية والإسلامية (مليارين عربي ومسلم) قد افصحت عن مطالبها من حكوماتها وكان الموقوف الجوهري لهم يتمثل في الآتي :
1 ـ العمل على ايقاف الحرب على غزة فورا وتقديم كل الدعم المادي والعسكري للمقاومة في فلسطين .
2 ـ حماس فصيل فلسطيني وطني مقاوم للاحتلال ، والقوانين الدولية تعطيها الحق في المقاومة واستخدام السلاح لطرد المحتل وتحرير أرضها من العدو الغاصب لها والواجب الشرعي هو الوقوف معها ضد الاحتلال .
3 ـ أمريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وغيرهم أقاموا الجسور الجوية والبحرية من بلدانهم إلى الكيان الصهيوني ليمدوه بكل أنواع السلاح والصواريخ والذخائر لتدمير غزة وقتل أبنائها وتهجير من تبقى منهم إلى خارجها ، بل إنهم قد شاركوا فعليا في هذه الحرب ، ونحن نطالب حكومات الدول العربية والإسلامية بسرعة مد جسور من دولها الى غزة لإيصال الماء والغذاء والدواء وسحب سفرائها من هذه الدول احتجاجا على موقفها الداعم للكيان الصهيوني ونشر بوارجها وغواصاتها النووية بجوار المياه الإقليمية للدول العربية .
4 ـ سحب سفراء الدول العربية والدول الاسلامية من الكيان الصهيوني واغلاق سفاراته في كل دولة عربية او اسلامية طبعت علاقاتها معه .
5 ـ خفض التجارة الخارجية مع الدول الاكثر دعما للكيان الصهيوني وايضا خفض انتاج النفط والغاز وخفض تصديرها ومقاطعة الشركات التجارية الدولية التي تدعم اقتصاد الصهاينة .
6 ـ فلسطين دولة عضو كامل العضوية في الجامعة العربية وعضو كامل العضوية في منظمة التعاون الاسلامي ودولة عضو مراقب في الأمم المتحدة ومن العار أن يترك شعبها يباد جماعيا امام اعيننا ونحن نؤكد ان حكوماتنا قد خذلت فلسطين وخذلت شعبها ولا نرى لذلك اي مبرر لمثل هذا السلوك المشين .
7 ـ البحر الأحمر بحيرة عربية ومضيق باب المندب مياه إقليمية يمنية خاضعة للسيادة اليمنية ولا يجوز إقامة تحالفات عسكرية دولية فيهما ، بل إن ذلك يعتبر عمل عدواني واعلان حرب على جميع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وفقا لقواعد القانون الدولي ، ولا يحق للولايات المتحدة وحلفائها حشد بوارجها وقواتها الحربية الى مياه البحر الاحمر لان ذلك هو التهديد الحقيقي للسلم والأمن الاقليمي والدولي .
وأخيرا بقي لنا كلمة نوجهها الى امريكا وحلفائها ونقول لهم :
هل هذا الذي يجري في غزة هو عصر الأمن والسلام والمساواة والاستقرار الذي بشرنا به ساسة أمريكا ورواد فكرها السياسي ؟!!
وهل يعقل أن ما يجري في غزة من قتل وتدمير وهمجية وعنصرية وكراهية هو النظام الدولي الجديد الذي بشرت فيه الحكومة الأمريكية العالم ؟!!
إلى أين ستقود امريكا العالم وهي تتصرف في علاقاتها الدولية كإمبراطورية عسكرية في الزمن الغابر تريد ان تحكم العالم مثلها مثل الامبراطورية الرومانية ؟!
وهل هذا هو القرن الأمريكي التي تفاخر به أمريكا أمم العالم وشعوبها ؟؟؟؟
وهل ما يجري في غزة من تدمير وقتل وسحق لكل أسباب الحياة وتشريد وتهجير ووأد للأطفال والنساء والمدنيين ولكل ما هو حي على وجه الارض وسمائها وتجويع ومنع ابناء غزة حتى من شربة ماء واذلالهم كما شاهدهم العالم في شاشات التلفزيون العالمية هي الحضارة الواعدة لغد اجمل للعلمانية الأمريكية التي تصدرها للعالم وتفاخر الأمم بها ؟!
أسئلة كثيرة يمكن وضعها ولن نجد لها إجابة عند الإمبراطورية الرومانية الأمريكية .!
• عضو مجلس النواب اليمني ـ أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء .