غارات امريكية في الحديدة احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق
اليوم تمر سبعة عشر عاما منذ الإعلان الرسمي عن تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولو أن هذا هو عمره الحقيقي لعذرناه فيما نرى من بعض المواقف السلبية الصادرة عنه، لكن الحقيقة أن عمر هذا التنظيم قد يصل إلى نصف قرن منذ بوادر تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي على يد مجموعة من الطلاب الدارسين في القاهرة وعلى يد عدد من السياسيين الشباب في عدن قبل أن يتوحد التنظيم المعروف باسم الإخوان المسلمين أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي عقب لجوء قيادات التنظيم في عدن إلى صنعاء بسبب القمع الذي واجهوه من قبل النظام الماركسي، وإذن فنحن أمام تنظيم يعد من أعرق التنظيمات السياسية اليمنية وأكثرها خبرة ومراسا، كما أنه تنظيم ظل حريصا إلى حد كبير ألا يلطخ نفسه وتاريخه ومبادئه بمواقف غير مسئولة تظل وصمة بحقه..
. فهو ظل محافظا على اعتداله السياسي بشكل معقول جدا مقارنة بنظرائه في دول عربية أخرى، كما أنه نأى بنفسه عن الخوض في مؤامرات انقلابية أو سياسية، وإن كان تورط بموقف غير مفهوم عشية الوحدة بحجة المادة الثالثة في الدستور اعتبره الجميع موقفا رافضا للوحدة بحجة تبدو غير مقبولة من الناحيتين الشرعية والسياسية رغم أنه تنظيم وحدوي لاشك في وحدويته... وهكذا عندما يكون الفهم الشرعي قاصرا والفقه السياسي أكثر قصورا يجد المرء أو التنظيم أو أي كيان نفسه في موقف صعب لا يحسد عليه وهو ما لا نريد لحزب في حجم (الإصلاح) أن يقع فيه!
لقد كنت لفترة ليست بالقليلة عضوا في هذا التنظيم ووجدت فيه ما أسعدني كما وجدت فيه كذلك ما آلمني وهذا حال كل التنظيمات، وتعلمت في الإصلاح قيما نبيلة أهمها التضحية من أجل اليمن واستقراره وتطوره، وتعلمت فيه معنى وحب الوحدة الوطنية وبغض ونبذ كل العصبيات الصغيرة والضيقة، لكن كما تدهورت كثير من القيم وانتعشت الكثير من الأوبئة العصبية خلال الفترة الانتقالية التي سادها انحطاط غير مسبوق في أخلاقيات العمل السياسي ترك بصماته على جميع مظاهر حياتنا حتى الآن فإن شيئا من ذلك كله قد أصاب (الإصلاح) الحزب وبرزت مظاهر الاختلال فيه واضحة جلية منذ نتائج انتخابات عام 1997م، ولأني أعلم حساسية الحديث من مثلي عنه خاصة بعد أن استقلت منه قبل خمسة أعوام فإني أذكر بما كتبته عنه في صحيفة (المستقلة) عقب تلك الانتخابات بأن مشروع (الإصلاح) في اليمن قد تراجع عشرين عاما على الأقل بسبب أدائه فيها المتأثر بمنهجية التيار السلفي... ولم أكن بحاجة لتكرار نفس الحديث عقب الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي والتي مني الإصلاح فيها بهزيمة قاسية هو نفسه تفاجأ بها واعترف بها كذلك لكني لا أستطيع الجزم إن كان ناقش أسبابها بكل صدق وصراحة دون بحث عن السبب السهل المعتاد والدائم وهو التزوير... فقد كان كلامي مقبولا عندما كنت عضوا فيه لكنه سيثير علي اليوم ألف اتهام وإساءة باعتباري – في نظر البعض – بعت ديني ومبادئي مقابل عرض دنيوي زائل!
ومع ذلك فقد أصبحت النصيحة اليوم واجبة ليس من أجل الإصلاح بدرجة أساسية بل من أجل هذا البلد الطيب أهله وأرضه، ذلك أن هذا التنظيم وهو يحاول التخلص من أية تأثيرات سلفية على تفكيره وأدائه – وهي بالمناسبة كانت محدودة جدا خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات – يبدو جليا أنه وقع تحت طائل تأثيرات أكثر سلبية، فالعقدة السلفية التي جعلت التنظيم يبدو أقرب (للدروشة) تدفعه للوقوع في زلات سياسية خطيرة وهو يعتقد أنه يتخلص من تأثيرات السلفية والدروشة فإذا به دون أن يدرك ينسلخ فعليا من الضوابط الشرعية التي كانت تصون مواقفه الوطنية وكانت تجعله يمارس السياسة بشكل مسئول بعيدا عن الروح الانتهازية والإساءة للثوابت الوطنية وكل ذلك بحجة أنه يريد أن يمارس السياسة بصورة واقعية... وقد نبهت في كتابات سابقة وسأستمر في التنبيه خاصة لقيادة الإصلاح التاريخية – التي أكن لها شخصيا كل الاحترام – إلى المنزلقات الخطيرة التي يتورط فيها خطاب الإصلاح السياسي منذ ما قبل انتخابات العام الماضي والتي تزداد حدة كلما اقتربنا من موسم الانتخابات النيابية القادمة، والتي أصبحت للأسف مليئة بالمغالطات ولن أقول الأكاذيب، ووصل بعضها في الآونة الأخيرة إلى استخدام لغة عصبية كانت فيما مضى من الخطوط الحمراء لديه... إنها مجرد نصيحة صادقة بمناسبة ذكرى تأسيسه السابعة عشرة، أتمنى أن يتم التعاطي معها بمسئولية وأريحية... وشهر مبارك على جميع أبناء شعبنا أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لصيامه وقيامه...