|
لو كنت رئيسا لما بقيت على كرسي الحكم أعلن من مقعدي دعوة المعارضة للحوار دون أن أقدم على أي خطوة ملموسة نحو تحقيق إصلاحات حقيقية في البلاد تكون ملموسة من قبل رجل الشارع العادي، وكأن عملية الإصلاحات تحتاج مني إلى أخذ الأذن من أحدهم، فما بالك بمعارضة أنا من صنعها كديكور ليس إلا أمام الرأي العام العالمي بحجة أني أحكم في بلد ديمقراطي!
لو كنت رئيسا لما حولت الحوار والادعاء بالانتظار لإطرافه إلى مجرد شماعة اعلق عليها أخطائي، فيما عملية الفساد والمفسدين ونيرانها المتقدة تلتهم الأخضر واليابس من خلفي وظهري المكشوف يتلقف الطعنات حتى من أقرب الناس إلي!لو كنت رئيسا لما جعلت من أبناء شعبي أشبه بمخطوفين على متن سفينة في عرض المحيط لا يعرف جميعنا إلى أين الوجهة!!
لو كنت رئيسا لما أثرت الجلوس على كرسي الحكم لأكثر من 32 عاما، وكلما جاء من يطالبني بالتنحي من على كرسي السلطة خرجت عبر شاشات التلفزه لأصدح بغنائية " السلطة مغرم وليست مغنم" جاعلا من ذلك القول أضحوكة الصغير قبل الكبير!
لو كنت رئيسا لما بقيت طيلة كل هذه المدة من الحكم أصور لشعبي الجلوس على كرسي الحكم وكأنه جلوس "على رؤوس الثعابين"، مستغلا ثلاثي الجهل الفقر والمرض في بناء وتحصين مملكة آل الأحمر العظمى!!
لو كنت رئيسا لما بقيت في كل مرة أردد نفس "النكتة" السخيفة المستهلكة، عفوا المثل وليس النكتة التي يبدو أني لم أحفظ من جدتي –ذكرها الله بالخير- سواه وليتها علمتني أمثله غيره لاستخدمها في أوقات النوائب والمحن وما أكثرها وقد تكالبت علي، وهو ذات المثل القائل :" أشتي لحمي من كبشي وأشتي كبشي يمشي" !!
لو كنت رئيسا لعملت طيلة فترة حكمي التي باتت مهدده بالزوال مهما كابرت أو أدعيت العكس على حفظ مال هذا الشعب وحفظ خيراته وثرواته وكرامته وتأمين حقه في العيش بعزة وشرف رافع الرأس ولما جعلت من أفراده يمشون في الأرض مطأطئي الرؤوس يناضل كل منهم على لقمة العيش وما يسد الرمق دون فائدة.
لو كنت رئيسا لما فكرت يوما ما قصف أبناء شعبي بالطائرات في شمال الشمال وجنوب الجنوب تحت مبررات الحفاظ على اللحمة الوطنية التي كان بإمكاني لو كنت صادقا الحفاظ عليها بقليل من العدل والحكمة والصبر... لو كنت رئيسا لما خرجت ذات صباح شتوي قارص على الزعماء العرب للإعلان عبر الفضائيات وقنوات التلفزه حاجتي لأكمل فترتي الرئاسية التي سبق أن ادعيت أنها "مغرم لا مغنم" مؤكدا أن من يريد المجيء إلى السلطة التي سبق لي المجيء إليها بزحف الدبابة وأزيز المدافع عبر صناديق الاقتراع التي للأسف لا يمتلك مفاتيحها سواي!
لو كنت رئيسا لما أرجئت زيارتي الأخيرة إلى واشنطن عندما أحسست بالخطر على كرسي العرش وأويت إلى جبلا يعصمني من زلزلة الشعب العاتية، ومطالبة التي أدعي بعدم سماعها لي بالتنحي،وذهبت إلى جبل عيال يزيد وقبائل همدان حيث المكان الذي لم يسبق لي زيارته من قبل لولا إدراكي بمدى حاجتي في الوقت الراهن لاستخدام ورقة القبائل في إخراس الأصوات المنادية بسقوط حكمي ولسان حالي يردد علي وعلى أعدائي، ودون أن اعبأ أو أكترث من واقع ما يمليه علي منصبي وضميري كرئيس لهذا البلد على مصالح الوطن العليا والعواقب الوخيمة والكارثية لاقدامي على تفخيخ الوطن بالجماعات القبلية المسلحة ودعوتها إلى قلب العاصمة صنعاء لحمايتي مع أنها قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت!!
لو كنت رئيسا لأدركت حقيقة أن دعوة القبائل إلى ميدان التحرير حيث نزلوا لأهلا وحلوا لاسهلا ليس من التصرف الرئاسي الراجح في شيء وهم يستنزفون ميزانية البلد لأجل شخص يشبهني في حين ألآلاف من أبناء شعبي يعيشون الفقر والفاقة على عكسي وأنا من تشير التقارير المتداولة عبر محرك البحث قوقل إلى أن لدي في البنوك الخارجية لألمانيا 6مليار دولار وسويسرا3,7مليار دولار في بريطانيا 1,3مليار جنيه إسترليني .
لو كنت رئيسيا لأدركت حقيقة انه ليس بالمال يمكن لامين العاصمة "الاكوع" أو غيره عتاولة الفساد وسدنته أن يشتروا لي ذمم الناس وثقتهم في لان الثقة لا تشترى بالمال وجرع القات الذي يتم توزيعه من أموال الشعب وقوته في ميدان التحرير، وأن مثل هذه الثقة المدفوعة الثمن ستزول بانتهاء المنفعة وأن أمثال أصحابها لن يدوموا لي، وأن أمر زوالي بيد الشعب وحدة ممن كان يجب علي مبادلتهم الثقة، وليس بيد حفنه من اللصوص والمفسدين ممن سئم الشعب صورهم وتناوبهم على المناصب وكره رؤيتهم بجانبي، وهم يوهموني أن سر بقائي بإبقائي عليهم، بل ويحولون من حزبي إلى كيان عصبوي لأنصار المصلحة التي قطعا ستتهاوى عندما تحين ساعة الصفر.
لو كنت رئيسا لما حولت كل شيء من مكونات هذا الشعب اليمني وتركيبية الثقافية والقبلية والمذهبية والمناطقية والسياسية والاقتصادية إلى مجرد لعبة مسلية وكروت سياسية استخدمها متى شئت وضد من شئت قبل أن أفكر في إحراقها متى ما شئت، وقبل أن أدرك حقيقة عودتها مجددا للاستخدام ضدي كأوراق محروقة وازعها الانتقام..
لو كنت رئيسا لما حولت الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لمجهر يختص بتعرية وكشف المسئولين الفاسدين ولكن ليس للشعب وسلطاته بما يمكنهم من محاسبتهم ومقاضاتها وتصحيح مسار عملية الإصلاحات وتدعيمها وإنما بما يمكنني وحدي من معرفتهم وأهانتهم وإذلالهم ضمن لعبة الأوراق التي استهويتها!
لو كنت رئيسا لما ظليت طيلة فترة حكمي أصف المؤسسة العسكرية والأمنية والمنتمين إليها بالإبطال، وأدعي الاهتمام بها ومنتسبيها وهي المؤسسة التي رغم خروجي من رحمها إلا أن أصحابها أكثر من غيرهم معاناة من الظلم والهضم في حقوقهم بالنظر إلى المهام والمسئوليات الملقاة على عاتقهم في حماية الوطن وأمنه ومكاسبه، وهي المهام التي تحتم علي منح كل جندي راتبا يعفيه سؤال الآخرين أو مد يده لهم، ويجعله متفرغا لمهامه ومسئولياته بعيدا عن التعامل معه وفق نظريه"جوعه يتبعك"!
لو كنت رئيسيا لما استغليت 22 عاما من عمر الوحدة في إثارة الفتن والنعرات وخلق الأزمات والاقتيات عليها بقدر ما استغليتها في بناء اللحمة الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والمناطقية والانقسام وليس في تخريج مجموعة من المجرمين والمفسدين والمرتزقة وصورا منتشرة في الشوارع والمحال معلق عليها رسمي واسمي، جميعها صنعت شرخا غائرا في النفوس ينذر في كل مرة بالانفصال من جديد.
لو كنت رئيسا لما أخذتني العزة بالآثم حتى اللحظة وبقيت متمسكا برأيي مصدقا لمجموعة المتمسحين والدوادير ممن حولي، ولا مصلحه لهم ولا هم سوى مصالحهم الشخصية الرخيصة في جعلي أشبه بكوبري لتحقيق مكاسبهم الدنيئة.. لو كنت رئيسا يحب وطنه وشعبه لأثرت مصالح الوطن العليا فوق كل اعتبار وبعتهم جميعا في سوق النخاسة، وتمسكت بيد الشعب الذي بيده سر بقائي، وأعلنت مبادرة الأعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لتأمين الانتقال السلمي للسلطة وإعادة هذه الأخيرة إلى الشعب ليحكم نفسه بنفسه.
في الجمعة 18 مارس - آذار 2011 09:33:29 م