حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
أي الأحزاب اليمنية يمتلك أربعة قنوات فضائية تتحدث باسمه ، وأي الأحزاب يمتلك مليشيات مسلحة تسمي في بعض الأحيان بالجيش اليمني ، وأي الأحزاب لديه صحف تعد بالمئات و ميزانية مفتوحة يصرف عليها و يخوض بها كل الانتخابات ، أنه وبدون أي شك المؤتمر الشعبي العام الذي تغول كثيرا وصار أكثر وحشية ونهما لدرجة أنه يستطيع أن يخوض حربا لمدة خمسة سنوات ثم ينهيها بمكالمة هاتفية أو يقمع نصف شعبه بكل عنف ويزج بالمواطنين في السجون بتهم سخيفة وغير معقولة ، هنا علينا أن نعترف بأن هيمنة المؤتمر الشعبي العام هي هيمنة كاملة وسيطرة منفردة على كل تفاصيل الحياة في الجمهورية اليمنية .
إلا أن الغريب في هذا الأمر هو أن هذا المؤتمر الشعبي العام ورغم نهمه وشراهته وتوسعه وهيمنته لا يستطيع أن يدخل أية انتخابات دون أن يتودد إلى أحزاب تكتل المعارضة لتشاركه خوض هذه المنافسة أما بالتهديد أو بمحاولة شق صفوفهم أو بالتودد ألي أحد أطرافهم ، وهذا ليس بسبب أن هذا المؤتمر يؤمن بالديمقراطية ، لكنه يبحث عن أي غطاء شرعي يمد بعمره أمام العالم والذي في الغالب لا يستطيع أن ينالها إلا من أحزاب اللقاء المشترك كونها معارضة حقيقية وذلك بعد أن يغرر بها كل مرة ، أنهم في نظره مجرد أوراق مثلما ورد على لسان رئيس الدولة يلعب بها ثم يحرقها بعد أن ينتهي دورها ، وهو أسلوب قديم جديد لا يستطيع النظام الحاكم أن يبتكر سواه رغم بدائيته وعدم أخلاقيته.
قيادات اللقاء المشترك يعرفون جيدا أن المؤتمر الشعبي العام لا توجد لديه أية مرجعية أخلاقية تجعله يلتزم بما يعد به ، بل أن العداوة بين اللقاء المشترك والمؤتمر بلغت حد التراشق بالشتائم و على وسائل الإعلام . لكن وبما أن السياسة لا تعترف بالصداقة الدائمة أو العداوة المستمرة ، وبما أن السياسي عليه أن يكون مرنا حتى يحافظ على بقائه في الساحة ، فمسألة الأحلاف المستمرة أن لم تأتي أكلها فهي ولا شك تعاني من خلل يستحق إعادة النظر ، وهذا ما أعنيه باللقاء المشترك الذي ينطوي تحت خيمته عدة أحزاب جمعتهم عداوة النظام الحاكم وحتما سيأتي اليوم الذي ستفرقهم الإيديولوجية.
وهذا اللقاء المشترك ورغم توحده الظاهري على مستوى القيادات إلا أنه قُبل بتحفظ شديد من الكثيرين من المفكرين والنخب المثقفة كونه يذيب أهم سمة للتمايز والتنوع السياسي والثقافي في اليمن كما أنه يفرض تنازلات غير منطقية وربما غير أخلاقية على أدبياته لكي يسير هذا اللقاء المشترك ولا يتزعزع ، لكن كان الأمر سيكون مقبولا لو كان هنالك توازن في عرض أطياف ألوان هذا المشترك بحيث يظهر تمايزها وتنوعها مما قد يعطي دلالة على أنه هنالك ثمة شيء من الليبرالية وقبول الآخر والاعتراف بالتعبير عن أرائه وأفكاره الثقافية والاجتماعية ضمن الإطار العام للقاء المشترك ، لكن ما نراه ونلحظه هو ظهور لون وشكل واتجاه سياسي واحد بارز ، بينما تختفي كل الألوان تحت عباءته ، وعلنا نتذكر المهرجان الذي أقيم بمناسبة ذكرى اغتيال جار الله عمر حيث بدى لنا المهرجان وكأنه احتفالية خاصة بحزب الإصلاح حيث ظهرت أعلامه وشعاراته وأناشيده فقط دون باقي الأحزاب الأخرى ، بل أن هذا الاكتساح الإصلاحي كان حاضرا في الانتخابات الرئاسية حيث هيمنة الإصلاح بدت جلية وكأن الانتخابات تدور بين الإسلاميين وبين النظام الحاكم ، ناهيك أن نصف الإصلاح يمنح الرئيس شرعية دينية والنصف الآخر يعارضه ، وهذه ازدواجية قد تطيح بالجميع على حين غرة .
من المعلوم لدينا أن الحزب الاشتراكي ضعيف جدا ومازال يعاني من تبعات حرب صيف 1994م لكن ليس إلى درجة أن لا يكون له أي دور في إقامة ذكرى اغتيال أحد أهم قادته أو أن يكون ظل لحزب يختلف معه عقائديا ، والتعويل على الصداقات الشخصية لا يجب أن يكون على حساب الانتماءات الفكرية .
والحزب الاشتراكي حزب عريق وله تاريخ لا يمكن لأحد أن يتجاهله والكبوة التي يعيشها الآن لن تخرجه منه تكتل اللقاء المشترك الفاقد لموازينه ، ويبقى أمام الحزب أحد خيارين يستحقان النظر بهما أما اللجوء إلى الشارع كقرار حقيقي لا رجعة له وانحياز لمبادئه المعروف عنه من مناصرة الكادحين والوقوف بجوارهم _ أن كانت لهذه الشعارات من بقايا لدى الحزب _ أو الاستجابة للغزل القادم من المؤتمر الشعبي العام ولو مرحليا حتى يستعيد الحزب أنفاسه ويتمكن من أخذ حقوقه وتمكين نفسه كقوى فكرية وثقافية تستطيع أن تطرح ما تراه ينسجم مع أدبياتهم دون المواربة أو مجاملة الإسلاميين ، كما أن خوض الاشتراكي لهذه التجربة ستعزز من حضوره وستعري الفساد الذي يعيش عليه المؤتمر ، بل أنه ليس من الذكاء بشيء ترك الوطن للمؤتمر الشعبي العام يعيث به فسادا وأن تقف كل القوى الحية والنزيهة ترقب وتترفع عن عمل شيء وطني يساعد ولو على التقليل من هذا النهب المتشعب والمتواصل .
ليس من المحرم أو العار إعادة النظر في التحالفات خاصة إذا كانت بدون أية جدوى ، والعمل السياسي أن لم يكن يعيد النظر دوما بخططه التي وضعت لتحقيق أهدافه وقياسها عمليا بالنتائج على أرض الواقع لا يكون حينها عملا سياسيا بل هو تخطيط عشوائي بدون أهداف ، لذا ومن نافلة القول أن دراسة الإشارات التي ترسل من قِبل المؤتمر الشعبي العام لا يجب أن تهمل بشكل مطلق بل تظل خيارا يستحق الدراسة والنظر في إبعاده وجديته أذا كان سيحقق للحزب الاشتراكي بعض من أهدافه ألتي عجز اللقاء المشترك عن تحقيقها .
قد يرى البعض أن هذه الرؤية هي ميكافيلة بحته حيث أنها تهمل الجميع لأجل مصالح حزبية ، وقد يتهمها البعض بأنها غير وطنية كونها تنادي بالتحالف مع نظام أرهق العباد والبلاد ويحتوي على أكبر كم من المفسدين ، وهذا الكلام به مقدار كبير من الحقيقة ، لكن الشيء الوحيد الثابت في عالم السياسة هو المتغيرات ، وبمقدار المرونة والمقدرة على التكيف مع هذه المتغيرات هي المعيار الحقيقي لاستيعابها ، أما الصمود والجمود ورفض استيعاب ما يحدث فهذا مؤشر على أن هنالك ضمور في العقلية السياسية قد تكون نتائجه وخيمة ، وإذا كان المؤتمر الشعبي العام في نظر الكثيرين هو شيطان لا يمكن تطهيره ، فايضا وفي المقابل لا يمكن محاربة هذا الشيطان الند بالند ، وهنالك طرق أخرى أتاحها العمل السياسي منها العمل من الداخل وإصلاح ما يمكن إصلاحه لتأسيس أرضية يمكن العمل عليها ذات يوم .
لكن ثمة احتمال كبير بأن المؤتمر الشعبي العام لا ينوي فعلا إقامة أي تحالف مع الحزب الاشتراكي رغم أهمية هذا الحزب بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام في ظل هذه الظروف حيث انه هو مفتاح للمناطق الجنوبية التي تبدوا أنها مؤهلة لمقاطعة الانتخابات القادمة ، بل أن هنالك من يرى أن النية الحقيقية لهذا الغزل المؤتمري للحزب الاشتراكي هدفه الأول زعزعة اللقاء المشترك وإدخال الاشتراكي في دوامة حوارات فارغة ووعود كاذبة لا يخرج منها الحزب بأي شيء سوى هدم الثقة بينه وبين الإصلاح ، وفي هذه الحالة قد ينهار اللقاء المشترك دون عودة .
مسألة انهيار اللقاء المشترك بسبب قبول الاشتراكي التفاهم مع المؤتمر بشكل فردي ، هي مسألة يمكن إيجاد حل لها بعيدا عن التهويمات والانفعالات العاطفية ، فمن خلال التفاهم بين الأحزاب في اللقاء المشترك عليها أن تؤمن خط العودة للحزب إلى هذا التكتل وأن تتفهم دخوله الحوار مع المؤتمر بشكل منفرد وأن تدعمه في هذا العمل ، وأيضا عليها أن تحرص على إيجاد الضمانات الفعلية والحقيقية التي تجعل من الحوار وخوض الاشتراكي هذه الانتخابات أمر يمكن الوثوق به ، وأن حدث هذا ، فهنا يكون اللقاء المشترك استطاع أن يستوعب لعبة المؤتمر المتكررة وأن يمارسها بكل احترافية لصالحه ، ويكون أيضا استطاع أن يوصل رسالة إلى المؤتمر الشعبي العام بأن اللقاء المشترك فوق التفاهات الحزبية والخصومات الشخصية وأنه تكتل سياسي محترف يستوعب المتغير ويستطيع أن يحوله لصالحه مهما كانت الظروف والعوامل .