غزّة وحصادالصمود
بقلم/ فؤاد الصوفي
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 12 يوماً
الخميس 19 يونيو-حزيران 2008 09:29 ص
  مأرب برس - خاص      


كما يتابَع العالم تابعنا شهورًا عجافا وأياما عقيمة
من أيام مضت هي الأسوأ في مواقفنا العربية والإسلامية على
صعيد القضية الفلسطينية وجرحها النازف
.
     
لقد طال الصمت العربي الرسمي والمتفرِّج لما يحدث لإخواننا الفلسطينين من قبل الظلم العالمي والتدميرالإسرائيلي وبمباركة أيدٍ لم يبق لها من العربية أو الإسلاميّة إلا الاسم ، تلك الأيادي التي تقتات بالقضية الفلسطينية وتسترزق بها، تلك الأيادي التي وكّلت الإسرائيليين بالقضاء على أبنائها إخوان الدين والقومية والإنسانية، فلم تتحرك دماؤهم العربية والقومية ولا أسماؤهم الإسلامية ولا فطرهم الإنسانية!.    
سنَةٌ من العناء، والصمود والجفاء والإهمال والتشفِّي - سمِّيهِ ماتشاء
أخي القارئ - من قِبَلِ الزعامات العربية التي لم تعُدْ أكثر من إدارات شرطة ليس لها من حول ولا قوة حتى في شؤونها الخاصة.    
إنها مرحلة خزيٍ للأمة ولنُخَبِها، أضحى المرء خارج البلاد العربية يُحرج من عروبته! عند ما يُتحدّث عن فلسطين، وبات كل صغير وكبير من العرب وغيرهم يُدْرك مدى الركوع العربي والإنحناء الرسمي الذي تقدمه الزعامات العربية قربانا للبيت الأحمر!.    
سنةٌ وقوم يموتون من التخمة وإخوانهم يموتون جوعا، يستهلك الإسرائيلي البترولَ العربي، والفلسطيني المرابط الذي يقوم بالدفاع عن الأرض المقدسة والأرض العربية محاصر بأيدٍ عربية، محروم من النور ومن الأمن ومهدّدٌ بفقد الحياة!.إنها مأساة بكل المقاييس لكن كمايقال اشتدي يا أزمة تنفرجي.     
إنه درسٌ نتعلمه من ثبات حماس، درس في الصبر وفي الرباط وفي التضحية والثبات، درس لنا ولأولئك الذين انحنوا حفاظا على حياتهم ومعاشهم، درس تقوله المراة والشيخ والعجوز والشاب والطفل الفلسطيني لكل المجتمع العربي الذي ملّ- وللأسف- حتى من التنديد والمظاهرات، التي لم تعُدْ أكثر من تفريغٍ للشّحنات ويعود المتظاهرون للتفرُّج لمسلسل مَشاهِد التجويع والتنكيل .    
نعم إنه نصر للصابرين، نصرٌ بتقدم السلطة للحوار، ونصر أعظم للتهدئة التي تؤكد للإسرائليين ومَن وكّـــَلوهم أن لغة السلاح أمام الإيمان لن تنجح.   
إنها ثمرة سيجنيها شعب غزّة الصابر وقيادته التي لو كانت تلهث وراء أرصدة ـ كبعض الزعامات ـ لحقـقت كما حقق دحلان أو غيره، ولكنها تعيش على مبادئ جنّدتْ نفسها لها.     
ولكن بنفس الوقت يجب أن تستفيد حركة حماس من أخطائها التي ربما حصلت بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء في علاقتها مع الجار المصري، أو مع الجزء الثاني من الجسد الفلسطيني حركة فتح، أو في ضعف استيعاب مواقف الحركات المشاركة في الميدان المقاوم.    
وممالا شك فيه أن حركة حماس وأخواتها المقاومة أدركن أن العناء الذي اشتركْـــنَ فيه كان بغية أن يلحقــْن بركب الإنحـناء وأن النــصر في التضامن والوعي بمتطلبات الحاضر والمستقبل، وأن حماس لم تكن مخطئة حين شاركت في الإنتخابات وأن ما حصل لها اليوم وهي في السلك الحكومي كان سيحصل لها أعظم إن لم تكن كذلك!!.   
وعلى زعيم السلطة أن يدرك أن عرفات أمضى عمره في مرحلة طويلة من الزمن في المفاوضات حتى ملّ ورضي بالإعتكاف وأبى الذل حتى توفاه الله .   
وأن عباس لوكان مخلصا لأرضه ووطنه وقضيّته لبدأ من حيث انتهى عرفات، وأن المقايضة بالأرض والشعب والوطن خيانة لله ورسوله والمؤمنين. وعليه أن يدرك أن القبول بهذه القطيعة والإدبار عن أي حوار يفضي إلى انفراج القطيعة لا يصب في مصلحة الشعب المقاوم، وأن حماس أضحت رقما من الصعب تهميشه أو تجاهله محليًّا وإقليميا ودوليا، وأنه يجب أن يتنازل كما تنازلت حماس عن بعض ما كان يُعَد من الثوابت في اتفاق مكة وأن الشعب الغزاوي الذي عذّبه وظلمه هو ممن صوّت له.   
كما عليه أن يتخلى عن البائعين للقضية الذين قد فُضِحوا وظهرت عمالتهم على الشاشة، وأن يتيقن أن الأيدي التي وصلت إلى مطبخ عرفات ـ إن لم تكن يده منها ـ سوف تصل إليه وأن يقدِّم مصلحة الوطن على كل المصالح.      
ختاماً نقول: شاهت وجوه الأيدي الملطَّخة والجباه الراكعة والمواقف الجبانة، وهنيئا لشعب غزّة، ونبارك للشرفاء، ونتمنى نجاحا بعد نجاح وفقكم الله وحفظكم (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). المدير العام لموقع الوفاق الإنمائي Assofe1970@hotmail.com