ثورة العدين ..من العدين ياالله بريح جلاب
بقلم/ أحمد علي العديني
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 26 يوماً
الخميس 02 فبراير-شباط 2012 04:05 م

مع أخر أيام الرئيس علي عبدالله صالح فاجئ أبناء مديرية العدين بتدشين ثورة نصرة المظلوم ليسجلوا بذلك موقفاً إنسانياً وسياسياً متقدماً وناضجاً على سائر المدن اليمنية ليعلنوا بذلك نهاية لأبرز مآثر صالح في مديريات العدين وتعتبر العدين ذات الطبيعة الخلابة والساحرة من أهم المناطق المساهمة بشكل قوي عبر أبنائها في صياغة مستقبل اليمن السياسي وصناعة أحداثه والعجيب أنه طيلة أربعة وثلاثون سنة وتحديداً منذ رحيل الرئيس الحمدي كل البارزين منها على مستوى الوطن لم يظهروا إلا وهم خارج أرض العدين فإليها ينتسب من المعاصرين محمد قحطان وحسن العديني وعبدالله شرف الحميدي وعبدالله احمد العديني وزيد الشامي ومحمد الإدريسي واحمد الشرعبي واحمد الشلفي وووو إلخ وقد ظلت منذ رحيل الرئيس الحمدي بيئة طاردة للمبدعين والقادة العظماء فأبناء العدين إما مغتربين خارج الوطن أو مهاجرين بالداخل وهم إما تجار أو حزبيين تمكنوا من الحصول على المراكز الوظيفية بالدولة خفية من نافذي مديريتهم وبدعم من مراكز القوى السياسية المنتمين لها أو مدرسين بالعدين طيلة السنة وهم يدافعون عن رواتبهم مرة من توقيف الشيخ ومره ابنه ومره وكيل الشيخ! وبعد أن طفح الكيل من إنتهاكات بعض المشايخ الذين أختزلوا المديرية بأشخاصهم ومواكبة للزخم الثوري باليمن وبعد أن وصلت ممارسات صادق الباشا وبنيه ذروتها خاصة خلال الأشهر الماضية مستغلين إستحواذهم على عضويات مجلس النواب والشورى ومحليات المحافظة فقد قتل بالقطاع العسكري للمشائخ عدد من المواطنين وأعتدى أولاد الباشا على الكثير من المواطنين بالفترة الأخيرة بين قتيل وجريح و ختاماً كانت القشة التي قصمت ظهر البعير تهريب قتلة الجعوش أولاد خال جبران صادق باشا فتفجرت ثورة العدين بتاريخ 7يناير 2012م أعلن بدء ثورة نصرة المظلوم بثورة على المشايخ الذين يستقوون على أبناء مديريتهم تارة بقبائل من الحداء وتارة بالمشردين من شرعب وكل مرافقيهم من شرعب نظراً لأنهم يعلمون أن إبن العدين وهو من أشجع رجال اليمن لايمكن أن يكون إمعه أو أداة لإيذاء إخوته وقد جعل هؤلاء النفر الذين احتكروا تمثيل المديرية بشخص وأولاده جعلوا الانتماء للعدين شتيمة عند الآخرين لم يقدروا حياة الناس وأموالهم في ممارساتهم وإذا كنت قبل سنتين قد توقعت في مقال تحليلي نشرته صحيفة الديار آنذاك إزاحة صادق باشا وأولاده من صدارة المشهد بالعدين لأول مرة بالتاريخ سلميا فإنه نظرا لعدم إجراء انتخابات منذ ذلك الحين وللتطورات الأخيرة بت أعتقد أنهم سيواجهوا نهاية مأساوية قبل أن تصل إليهم عدالة القانون وسنة الله بالتداول لاسيما وأنهم استخفوا بأرواح الناس ولم يقدروا صبر وكرم أبناء العدين لهم جعلوهم مشايخ لهم بالرغم من أنهم وافدين من الجوالح بمذيخرة لم ينافسوهم في أياً من الانتخابات البرلمانية والمحلية طيلة الدورات الانتخابية المنصرمة فنبيل صادق باشا وجبران صادق باشا لم ينافسهم في أي يوم أحد بالانتخابات كان أحد سائقيهم هو المحلل والمنافس لهم في كل الانتخابات بالرغم من وجود كوادر أكفاء وأفضل وأشرف وأنزه بألف مره منهم فضلا من كون والدهم صادق باشا عضو شورى وبدلا من القيام بواجباتهم تجاه هؤلاء الناس الكرماء والزاهدين عن مصالح الدنيا واجهوهم بلؤم وإيذاء وقتل وتنكيل وكأنهم يريدوا من الناس إعلانهم فراعنة (لا أرى لكم من إله غيري) وفجأة دون سابق إنذار بعد صبر طويل أعلن أبناء العدين ثورتهم وبشجاعة مستفيدين من تجربة إخوانهم بالجعاشن الذين شردهم شيخهم ففروا لصنعاء فعجزت الدولة عن إعادتهم لقراهم وبالرغم من مواجهة أبناء العدين انتهاكات اكبر وهي القتل إلا أنهم ثبتوا وأعلنوا رفضهم للظلم والظالمين من موطنهم وطردوا شيخهم المعتدي مطالبين السلطات بإلقاء القبض عليه وعلى كافة الجهات الحزبية والإنسانية الحكومية مساندة هؤلاء الأحرار والثوار الأعزاء فالحرية تنتزع ولا توهب وقد اختاروا طريق العزة والكرامة ويجب على الداخل والخارج الالتفات إليهم فقد أساء هذا الرجل مستغلاً دعم النظام المباد له فاستهدف كل أبناء المنطقة من المهمشيين السود حتى أبناء عمومته أستهدف الاشتراكيين والقوميين تحت دعوى الجبهة والتخريب ليستجلب الدعم النظام آنذاك وأثناء تولي يحيى المتوكل والذي أزاحه من تمثيل العدين في البرلمان أستغل الباشا التجاذبات السياسية أنذاك ليفتعل مشكلة مع الإصلاح في بلاد المليكي وتحت دعوى السيطرة على المعهد العلمي فجلب دعم علي صالح وتمكن من إزاحة محمد المساوى من الترشح للبرلمان ليحل نجله نبيل محله وطيلة حروب صعدة الست قام بإيذاء ومضايقة الهاشميين بالعدين تحت دعوى خطر الحوثيين للتخلص منهم كقوة محتملة لإزاحته بعد الإصلاح الخلاصة أنهم لم يتركوا منهم في العدين قلب سالي وفي ثورة نصرة المظلوم يجتهد صادق باشا وأولاده لإثارة المتناقضات في ساحة الثورة فنجده يحرض السلفيين على الإصلاحيين زاعماً أنه قابل بتحكيمهم في كل ما عليه معشما لهم بأنهم الأقرب له وجدانياً

أهم شيء يتخلصوا من أعدائهم *على حد وصفه*الساسة الإصلاحيين في الساحة وفي الوقت نفسه يطلب من الإصلاحيين التخلص من السلفيين الهمج من ساحة الثورة وسيسلم لهم قتلة الجعوش وأن تحفظه عليهم تحدياً للسلفيين الذين حاولوا بوقت سابق إغتياله وووإلخ!!!! المهم حسابات وتخاريف خارج سياق المنطق والعقل ولم يدرك أنه حتى لو أستخدم كل العمليات الحسابية جمعاً وطرحاً وقسمة وضرب فإن النتيجة خسران وتنكيس لا محالة فالطريق التي ساروا بها مع الناس عاقبتها الندامة والحسرة وهكذا هو قانون الدنيا من لم يكرم نفسه كرهاً يهان وقد أهدروا دماء أبناء المنطقة بدلا من أن يكونوا أشد المستنكرين ولم يحترموا ثقة ناخبيهم فأحدهم تفضحه وثائق ويكليكس بأنه مخبر ومصدر معلومات للسفارة الأمريكية عن الشأن الوطني !!!!

أن ما تعامى عنه صادق باشا وأولاده أن أبناء العدين كبروا عليهم وتعدوهم بوعيهم ولم يعد بإمكان الباشا دفع مدير الأمن لاستهداف الشيخ علي البعني وقتل ولده فقد أضحى أمن العدين تحت سلطة البعني صاحب الغلبة بالتفاف المستضعفين حوله وأصبحت السطوة له والقبول العام به عند كل الشرائح بالمديرية كونه أول ثائر حر بعزة في المنطقة لم يعد بإمكان الباشا احتجاز سيارة الأستاذ محمد قحطان وتوقيفه في وزارة الداخلية شهرين فقد أضحى أخوه وزيراً للداخلية وعلى عاتقه مسئولية أمن البلد ولم يعد بإمكان الباشا فرض إتاوات على قسمة المواريث في شلف فقد أضحى ابنهم مراسل قناة الجزيرة وبإمكانه فضحه على الملأ وهكذا حال الدنيا وإنما المرء حديثاً حسنا بعده . 

رسائل خاصة:

لبيت باشا: الإنسان السيئ هو سيء مع الآخرين ومع أهله ومع نفسه ولا يمكن أن يكون شخص ما جيد معك وسيء مع أخر وأنتم متضررين منهم أكثر من غيركم فهؤلاء يستنزفوا رصيدكم من بين الناس فلا تتكالبوا ضد الحق بداعي العصبية فتضرب عليكم الذلة والمسكنة كبني إسرائيل الذي قال فيهم الله تعالى (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه)

لسلفيي العدين:عجبا لأمر منهجكم هذا الديني وهو لا ينصر حقاً ولا يزهق باطلاً وإنه لمن الخطأ إظهار الإسلام بأنه تسليم وخنوع للظلم والظالمين كما أن الإسلام ليس شركة لإدخال وإخراج الجن أعقلوا يا إخواننا هداكم الله وقفوا مع المظلوم فهي قربى أعظم من ألف صلاة لا تنهى عن فحشاء ومنكر.

للسلطات العامة والمنظمات الدولية: الدماء التي أزهقت في العدين دماء معصومة زكية ليست دماء طيور دجاج حتى يتغاضوا عنها وتتغافلوا عن القيام بواجباتكم لضبط المجرمين المنتهكين لتلك الجرائم لاسيما وأن الثورة في المديرية فرصة ذهبية لفرض هيبة الدولة وسيادة القانون فوق الجميع فهل أنتم فاعلون أم أن أبناء هذه المديرية صومال دمهم مهدور وهم لايعلمون إذا كان السجن المركزي مليء بقرابة 20من ابناء العدين متهمين بمحاولة إغتيال الباشا منذ عشر سنوات حتى الآن فلماذا لا ينصف بالمثل من قتلهم الباشا وأولاده ما لم يفرج عن الجميع والعرب لا تموت إلا متوافية .